تقديم الهمَّاز على المشَّاء بنميم
[CENTER]
الترتيب البلاغي المعنوي
قال تعالى : ولا تطع كل حلاف مهين * همَّاز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * يترتب الكلام من الخاص إلى العام ومن العام إلى الخاص ،ومن الآيات الكريمة التي تترتب من الخاص القريب إلى العام البعيد ، قوله تعالى : ولا تطع كل حلاف مهين * همَّاز مشَّاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * والحلاف :كثير الحلف ،والمهين :الكذاب والوضيع وصاحب الأفعال القبيحة والشرير.....إلخ ، وفي قوله تعالى:"همَّاز مشَّاء بنميم" تقدم "همَّاز" على "مشاء بنميم" ،لأن المشي مرتب على القعود في المكان ،والهمَّاز هو العيَّاب وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة ،كما أن همزه عيب للمهموز وإزراء به ،وإظهار لفساد حاله في نفسه ،فإن قاله يختص بالمهموز لا يتعداه إلى غيره والمشي بالنميمة يتعداه إلى من ينم عنده ،فهو ضرر متعد ،وكذلك تقدم "مناع للخير "على "معتد أثيم "لأن المانع يمنع خير نفسه، والمعتدي يعتدي على غيره ، ونفسه بالرتبة قبل غيره .وهذا يشبه الفعل اللازم والمتعدي ،فاللازم يلزم مكانه والمتعدي يتعدى إلى غير مكانه ،كما أن الفاعل أخص للفعل من المفعول لأنه مصدر الفعل .





.