15-09-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
إذا كانت دراسة الفرق والمذاهب الباطلة ضرورة إسلامية ودعوية ملحة في هذا العصر, نظرا لكثرة التيارات الفكرية الضالة والمنحرفة الوافدة على عالمنا العربي والإسلامي, فإن دراسة أباطيل الشيعة وضلالاتها أشد ضرورة وأكثر إلحاحا في هذا الوقت, نظرا للحملة الشرسة التي تقودها هذه الفئة على الإسلام تشويها وتحريفا, وعلى المسلمين قتلا وتنكيلا.


إذا كانت دراسة الفرق والمذاهب الباطلة ضرورة إسلامية ودعوية ملحة في هذا العصر, نظرا لكثرة التيارات الفكرية الضالة والمنحرفة الوافدة على عالمنا العربي والإسلامي, فإن دراسة أباطيل الشيعة وضلالاتها أشد ضرورة وأكثر إلحاحا في هذا الوقت, نظرا للحملة الشرسة التي تقودها هذه الفئة على الإسلام تشويها وتحريفا, وعلى المسلمين قتلا وتنكيلا.
وفي هذا التقرير سيكون التركيز على موضوع الإيمان بالكتب السماوية, والتي يؤمن أهل السنة والجماعة بها إجمالا كما ورد في قول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ..} البقرة/213, كما يؤمنون بالكتب التي سميت و ذكرت في القرآن الكريم بالاسم, كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن, إضافة إلى ما في صحف إبراهيم وموسى.
وبينما تم تحريف التوراة والإنجيل على يد اليهود بنص القرآن الكريم: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِم ْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} النساء/46, بقي القرآن الكريم محفوظا من التبديل والتحريف, ومحفوظا بحفظ الله تعالى له: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر/9.
وفي مقابل إيمان أهل السنة والجماعة هذا في الكتب السماوية, ابتدع الشيعة في هذا الركن الإيماني أمورا عظيمة ما أنزل الله بها من سلطان, ودسوا فيه من المنكرات والخرافات ما لا يحتمله عقل.
ولعل من أبرز أباطيل الشيعة وضلالاتهم في هذا الأمر ما يلي:
1- يدعي الشيعة أن الله تعالى أنزل على أئمتهم كتبا من السماء تماما كما أنزل على أنبيائه ورسله, وتورد كتب الشيعة نصوصا وأخبارا يزعمون أنها مأخوذة من تلك الكتب, وعلى أساس هذه الروايات والأخبار تبني الشيعة عقائدها.
وهذه الدعوى تقترب بشكل كبير من مزاعم المتنبئين منذ عصر النبوة وحتى الآن, ولعل جذور هذه المقالة تعود إلى عصر علي رضي الله عنه, حيث ورد في صحيح البخاري عن أبي جحفة قال: (قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة, قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر) 1/204
قال ابن حجر: وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت أشياء من الوحي خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بها ولم يطلع غيرهم عليها. فتح الباري شرح البخاري 1/204
ويبدو أن السبئية هم من تولى كبر هذه المقولة, كما جاء في رسالة (الإرجاء) للحسن بن محمد بن الحنفية, وقد كانت بداية السبئيين في هذا المقام بإشاعة مقالة: "هدينا لوحي ضل عنه الناس وزعموا أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن", كما ذكر الجوزجاني في أحوال الرجال: "أن عبد الله بن سبأ زعم أن القرآن الكريم جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي" ص38, وقد نفى علي رضي الله تعالى عنه كل ذلك جملة وتفصيلا.
ولقد تفرع عن ادعاء الشيعة نزول كتب من السماء على أئمتهم كما نزل على الأنبياء والمرسلين, ظهور أباطيل غريبة وعجيبة في كتبهم ومراجعهم, ومن أهم هذه الأباطيل:
· ادعاء نزول مصحف على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته, ويسمونه (مصحف فاطمة), ويزعمون أنه ثلاثة أضعاف القرآن الكريم, وقد جاء في روايات الكافي: ( ..إن الله لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة من الحزن ما لا يعلمه إلا الله, فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها, فشكت ذلك لعلي فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي, فأعلمته بذلك, فجعل يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا... أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام, ولكن فيه علم ما يكون) 1/240
يقول الدكتور ناصر القفاري تعليقا عى هذه الرواية: ( ...وما أدري كيف يكون تعزيتها بإخبارها بما يكون وفيه –على ما تنقله الشيعة– قتل أبنائها وأحفادها وملاحقة المحن لأهل البيت..!!!, ثم كيف تعطى فاطمة علم ما يكون (الغيب) ورسول الله يقول كما أمره الله: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} الأعراف/188, فهل هي أفضل عند الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!!) أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ص589.
وكعادة الباطل في تناقضة وتضاربه وعدم تناسقه, فقد اضطربت روايات الشيعة حول (مصحف فاطمة), بين رواية تقول بأنه نزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, وبين رواية أخرى تدعي أنه في حياته صلى الله عليه وسلم وبإملائه هو وكتابة علي, وثالثة تزعم أن المصحف ما فيه شيء من كتاب الله وإنما هو شيء ألقي عليها. بحار الأنوار 26/42-48.
ولو كان مصحف فاطمة يخبرهم بالغيب كما يزعمون لما حصل للأئمة ما حصل مما تصوره كتب الشيعة من محن, ولما غاب منتظرهم المزعوم واختفى خوفا من القتل, ولما كان للتقية عندهم أدنى حاجة, وإذا كان علمهم بالغيب لا يقدم ولا يؤخر شيئا, فعلمهم بهذا الغيب يزيدهم حزنا وبؤسا فحسب.
· يزعمون أن هناك كتابا أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الموت, وقد جاء في بحار الأنوار عن أبي عبد الله الصادق قال: (إن الله أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت فقال: يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك, فقال ومن النجيب من أهل بيتي يا جبرائيل؟ فقال: علي بن أبي طالب....) 26/192, وهذا النص يسقط دعوى الشيعة بالنص على إمامة علي, حيث يظهر في الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم من هو النجيب من أهل بيته.
· يزعمون أن هناك ما يسمى عندهم (لوح فاطمة) وهو غير مصحف فاطمة السابق, حيث يدعون أنه نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وأهداه لفاطمة, وقد نقلوا عن هذا اللوح بعض النصوص التي تؤيد عقائدهم.
ويبدو أن لهذا اللوح سرية, فقد جاء في رواية الوافي عن الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: قال أبي لجابر: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب؟ فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنيتها بولادة الحسين, فرأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد, ورأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس, فقلت لها: بأبي أنت وأمي ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك..... ) الكافي للكليني 1/527
· يزعمون نزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة, وقد جاء ذلك في رواية طويلة لابن بابويه القمي: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أنزل علي اثني عشر خاتما واثني عشر صحيفة, اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته) ص263 .
وهي فرية منقوضة بنص القرآن الكريم, فلم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة مكتوبة من السماء إلا المشركون وأهل الكتاب, قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} النساء/153
يقول الدكتور القفاري: ثم ما هي الحاجة لكل هذه الكتب والاألواح والصحف, والله تعالى قد أنزل القرآن الكريم: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل/89, وأين هذه الألواح والمصاحف اليوم, ولماذا لا تظهر على العلن وتبقى عند الغائب المنتظر؟؟!! أصول مذهب الشيعة ص605
2- ادعاء الشيعة أن جميع الكتب السماوية عند الأئمة, وأن الأئمة يقرأونها على اختلاف لغاتها, وقد عنون صاحب (الكافي) بابا بهذا الموضوع ضمنه روايات (باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها) 1/227, وتقول إحدى هذه الروايات: "إن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وبيان ما في الألواح" أصول الكافي 5/354
ويتجاوز الشيعة حدود الشكل النظري لوجود الكتب السماوية عند الأئمة إلى الجانب العملي, فيزعمون أنهم يقرأون التوراة والإنجيل, ويجيبون على أسئلة الناس, بل تعدى الأمر إلى مجال الحكم والقضاء, فوضع صاحب الكافي بابا بعنوان: (باب في الأئمة أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآلأ داود ولا يسألون البينة عليهم السلام) 1/393, بل هناك في رواياتهم أن عليا رضي الله عنه يقول: (لو تمكنت من الأمر لحكمت لكل طائفة بكتابها) بحار الأنوار 26/180.
وهو كلام مردود بصريح قول الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران/85, فكيف يحكم علي رضي الله بغير الإسلام وهو ناسخ لكل الرسالات؟؟!!
كما أن الشيعة يزعمون أن الكتب السماوية السابقة والموجودة عند الشيعة لم تصل إليها يد التحريف والتبديل, رغم أن جميع الدراسات التي قامت حول الكتب السابقة للقرآن تؤكد تعرضها للتحريف, ولو أن الكتب الأصلية غير المحرفة عند أئمة الشيعة –كما يزعمون– لوجب إظهارها لرد اليهود والنصارى عن ضلالهم إلى الحق الذي يزعمون أنه لدى أئمتهم.
إنها أباطيل لا تعد ولا تحصى, وضلالات لا تنتهي عند هذه الفئة الضالة, ولا بد من بيانها وإظهار عوارها وكشف فضيحة افترائها على الله والإسلام, ليزداد أهل السنة يقينا بالحق الذي يؤمنون به, وليتنبه المخدوع بدعوى حب الشيعة لآل البيت المزعوم, الذي يخفي خلفه كوارث ومصائب تدل على أنهم أكثر الناس عداوة لآل البيت والإسلام.