قال السخاوي في: [الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر: (1/ 66 - 68)]:
[من اشتهر بلقب شيخ الإسلام]
واشتهر بها أبو إسماعيل الهروي، واسمه عبد اللَّه بن محمد الأنصاري، صاحب كتاب "منازل السائرين" و"ذمِّ الكلام"، وكان حنبليًّا، وأبو علي حسان بن سعيد المنيعي الشافعي، وأبو الحسن علي الهكّاري، قال ابن السمعاني: كان يقال له: شيخ الإسلام، وكان شافعيًّا أيضًا.
وكذا لُقِّب بها مِنَ الحنفية: أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السِّجْزي، المتوفى بعد السبعين وثلثمائة، وأبو القاسم يونس بن طاهر بن محمد بن يونس البصري، ذكره ابن مَنْدَه، ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة، والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السَّعدي، المتوفى في سنة إحدى وستين وأربعمائة، وربما لُقِّبَ ركن الإسلام أيضًا، وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد الصاعدي، قال فيه الذهبي: أحدُ مَنْ يُقال له: شيخ الإسلام، مات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وعلي بن محمد بن إسماعيل بن علي الإسبيجابي، مات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وتلميذه صاحب "الهداية" برهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفَرْغاني مات في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ومحمد بن محمد بن محمد الحُلْمِي، والعماد مسعود بن شيْبة بن الحُسين السِّندي، وأبو سعد المطهِّر بن سليمان الزَّنْجانِي، وسديد بن محمد الحنَّاطي.
واشتهر بها الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني الشافعي، [لقّبه بها ابن السمعاني في "الذَّيل"] (2)، وتاج الدين ابن الفِرْكاح وهو شافعي. ووصف بها ابنُ دقيق العيد شيخَه ابنَ عبد السلام، فقال: هو شيخ الإسلام. وأبو الفرج بن أبي عمر، وهو حنبلي، أول مَنْ ولي قضاء الحنابلة، وابن دقيق العيد، وابن تيمية.
ولم يكن أبو الحجاج المِزِّي يثبتها في عصره لغير ابن تيمية، وابن أبي عمر، والتقيُّ السبكيِّ، وتزايد ظهورها في أيامه وأيام بنيه، خصوصًا بالشام.
ثمَّ لقِّب السراج البلقيني بها، وكان -كما قرأته بخط ابن عمار- مقصورًا عليه، قال: فلما توفي، بلغني أن ولده ألبسه السلطانُ تشريفًا؛ ليكون متصدِّيًا للفتوى مكان أبيه -فيما يظهر- خلافًا لكثير من الغوغاء، حيث صرَّحوا بأن السلطان ألبسه تشريفًا بمشيخة الإسلام، وارتاح هو لذلك، بحيث كان مَنْ قدَّم له فُتيًا أو نحوها، ولم يلقِّبه بها، يمتنع غالبًا من إجابته مع زجره وإهانته، إن لم يكن ذا وجاهة بجاه أو غيره.
قلت: ونحوه أن شيخنا صاحب الترجمة أرسل له سؤالًا، افتتحه بقوله: ما يقول الفقهاء؟ فأرسل إليه نقيبه القزويني، فقال: يقول لكم القاضي: أيُّ فرقٍ بين وصفِ المفتي وبين فقيه الكُتَّاب؟ فأجابه بقوله: كنت مستعجلًا.
وابتُذِلتُ هذه اللفظة، فوصف بها على رأس المائة الثامنة، وما بعد ذلك مَنْ لا يُحصى كثرةً، حتى صارت لقبًا لكلِّ مَن وليَ القضاء الأكبر، ولو كان عاريًا عن العلم والسنّ، وغيرهما، بل صار جَهَلَةُ الموقِّعين وغيرهم يجمعون جُلَّ الأوصاف التي لا توجد الآن متفرقة في سائر الناس للشخص الواحد، والعجب ممن يُقِرُّهم على ذلك، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون!.
وقد كان صاحب الترجمة رحمه اللَّه جديرًا بوصفه بهذه اللفظة، لوجدان أكثر المعاني التي سقناها فيه، وعند إطلاقها من المعتبرين في زمنه لا يُراد بها، ولا يُفهم منها غيره، ولو لم يكن إلا أنه قد انتهت إليه مشيخة الإسلام في الحديث النبوي من غير مدافعة. وقد وصف الإمام المبجل أحمد بن حنبل -وناهيك بورعه وتحرِّيه- أبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس بمشيخة الإسلام، ولم يكن لهما سوى فن الحديث، ولم تنحصر مشيخته في واحد منهما، رحمهم اللَّه وإيانا).
في كتب التراجم كثيرون ممن لقب بهذا اللقب!
على سبيل المثال:
في تذكرة الحفاظ للذهبي:
- سعيد بن المسيب الإمام شيخ الإسلام فقيه المدينة أبو محمد المخزومي: أجل التابعين ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وسمع من عمر شيئا وهو يخطب وسمع من عثمان وزيد بن ثابت وعائشة وسعد وأبي هريرة رضي الله عنهم وخلق، وكان واسع العلم وافر الحرمة متين الديانة، قوالا بالحق فقيه النفس.
- الحسن بن أبي الحسن يسار الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري: يقال مولى زيد بن ثابت ويقال مولى جميل بن قطبة، وأمه خيرة مولاة أم سلمة نشأ بالمدينة وحفظ كتاب الله في خلافة عثمان وسمعه يخطب مرات وكان يوم الدار بن أربع عشرة سنة ثم كبر ولازم الجهاد ولازم العلم والعمل وكان أحد الشجعان الموصوفين...
- محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير الإمام شيخ الإسلام أبوعبد الله القرشي التيمي المدني.
- يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني قاضي المدينة.
- والملقب بشيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الأموي الهكاري.
وفي "سير أعلام النبلاء" - وغيره - كثير جدا.
وإذا قالها الذهبي في السير فإنما يقصد الهروي، وأحيانا يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية، ويعرف ذلك بالسياق.
وإذا وردت في كتب الفقه الشافعية من أهل القرن العاشر إلى اليوم: فهو القاضي زكريا الأنصاري
على حسب سياق الكلام
والمتكلم ...فتكون الاجابة
اذا اطلق واذا قيد ....
المشايخ والاعلام الذين اطلق عليهم
جزاكم الله خيراً وهذه مشاركة لا أدري هل ذكر من وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية بشيخ الإسلام ففي "مجموع الفتاوى" (5/ 59) قال:"وشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي صاحب " منازل السائرين " و " ذم الكلام " وهو أشهر من أن يوصف وشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني ". فإذا كان مر في كلامك فلله الحمد.
ويطلق أئمة الدعوة هذا اللقب (شيخ الإسلام) ويعنون به: الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
على قول الحافظ السخاوي في "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" (1/ 67):"واشتهر بها الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني الشافعي، [لقّبه بها ابن السمعاني في "الذَّيل"]".
بل يقال: لقبه بذلك تلميذه الإمام البيهقي لأنه سابق في ذلك السمعاني، فقد قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (18/ 41):"قال أبو بكر البيهقي: حدثنا إمام المسلمين حقًا، وشيخ الإسلام صدقًا، أبو عثمان الصابوني". ووصفه ذلك أيضًا عبد الغافر بنِ إسماعيل الفارسيِّ المتوفى (529 هـ) في كتابه (السياق لتاريخ نيسابور) وهو قبل السمعاني (المتوفى سنة 562هــــ) ففي "السير" (18/ 41) قال الذهبي :"وقال عبد الغافر في (السياق) :الأستاذ أبو عثمان إسماعيل الصابوني شيخ الإسلام، ...". والله أعلم.
الحق ينبغي أن يقال
السبكي لا يستحق وصف شيخ الاسلام بل ولا وصف العالم وقبل أن يستنكر أحد هذا الكلام فليراجع أولا السيف الصقيل له الذي كفر فيه ابن القيم والذي كشف فيه عن معتقده والصارم المنكي لابن عبدالهادي في الرد عليه
وتكملته الكشف المبدي لمعرفة حال هذا الرجل
وخذ قطرة من علمه !! قال في شفاء السقام ص30 عن مرسل رجل مبهم من ولد حاطب رواه عنه هارون بن قزعة ( ضعيف وقال الأزدي متروك ) مرسل جيد !!
لذلك قال بن عبدالهادي في الصارم المنكي
وأما قول المعترض في أثناء كلامه على الحديث: وعلى كلا التقديرين فهو مرسل جيد، فإن قوله ساقط، بل هو من أضعف المراسيل وأسقطها، وكيف يكون مرسلاً جيداً، ومرسله مجهول العين والحال واسم الأب، غير معروف بنقل العلم ولا مشهور بحمله بل لم يأت ذكره إلا في هذا الحديث المضطرب