موسوعة ( شعراء العربية )
شعراء العصر الاموي

بقلم- فالح الحجية

6

الاخطل التغلبي

هو ابومالك غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الاخطل وسمي بالاخطل لكثرة سفاهته وخطل في شخصيته وهو من قبيلة تغلب من ربيعة التي التي كانت تسكن العراق في اعالي الفرات والجزيرة مابين الموصل والفرات .

ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة \20 للهجرة الموافق عام\ 641 ميلادية وكان نصرانياً وقد مدح خلفاء بني أمية بدمشق في الشام وأكثر في مدحهم . شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة في شعره إبداع. ويعد أحد الشعراء الثلاثة الذين هم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

قال الشعر في اول شبابه ودافع عن قبيلته وقومه تغلب ضد قبيلة قيس كما تحزب للامويين وهجا الانصار والزبيرين وقد اكرمه خلفاء بني امية وقربوه فكان شاعر البلاط الاموي وخاصة ايام الخليفة عبد الملك بن مروان .
نشأ في دمشق واتصل بالأمويين فكان شاعرالبلاط الاموي وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه تياهاً مزهوا به كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في بادية الجزيرة بين العراق وسورية .
نظم الشعر صغيرا، و رشحّه كعب بن جعيل لهجاء الأنصار ، فهجاهم و تعززت صلته ببني أمية بعد ذلك فقرّبه يزيد بن معاوية و جعله عبد الملك بن مروان شاعر البلاط الرسمي ينافح عن دولة بني أمية ويهاجم خصومها . أقحم نفسه في المهاجاة التي دارت بين جرير والفرزدق حيث فضّل الفرزدق على جرير، وامتدّ الهجاء بينه وبين جرير طوال حياته فكانت النقائض في الشعرالعربي .

و قد برع الأخطل في المدح والهجاء ووصف الخمرة ويؤكد النقاد با ستحواذه على معاني من سبقه من الشعراء والخشونة في الشعر والتكلّف أحيانا وقيل انه شاعر غير مطبوع بخلاف جرير و لكنه واسع الثقافة اللغوية التي تمثّل التراث الأدبي وأحسن استغلاله .

تعاون مع الفرزد ق وشاركهم الراعي النميري والبعيث ايضا في هجاء جرير فرد عليهم جرير جميعا ردا عنيفا اسكت النميري واغلق فمه وخذل البعيث واخافه فهابه وسكت خوفا وناقض الاخرين

توفي الشاعر الأخطل في عام\ 89 هـجرية الموافق عام\ 708 ميلادية . وفي رواية اخرى توفي عام 95 هجرية

يتميز شعره بُبلاغة اللفظ، وحُسن الصياغة وإجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواء وصف الخمر واجتماع الندمان عليها
يقول في الغزل:

يا يوْمنا عِندها عُدْ بالنّعيمِ لَنا
منها ويا ليتني في بيتها عُودي

إذْ بتُّ أنْزِعُ عَنْها حَليَها عَبَثاً
بَعْدَ اعتِناقٍ وتَقْبيلٍ وتَجْريدِ

كما تطاعَمَ في خَضْراء ناعِمَة ٍ
مطوقانِ أصاخا بعد تغريدِ

وقدْ سَقَتْني رُضاباً غيرَ ذي أسَننٍ
كالمسكِ ذرّ على ماء العناقيدِ

مِنْ خمْرِ بَيْسانَ صِرْفاً فوْقها حَبَبٌ
شِيبَتْ بها نُطْفَة ٌ من ماء يبرودِ

غادى بها مازِجٌ دِهْقانُ قريتُهُ
وقّادَة اللّونِ في كاسٍ وناجودِ

إذا سمعتَ بموتٍ للبخيلِ فقلْ
بعْداً وسحقاً له من هالكٍ مودِ

ومن شعره ايضا:

ولكن لنا بر العراق وبحره
وحيث ترى القرقور في الماء يسبح

إذا أبتدر الناس السجال وجدتنا
لنا مقدحا مجد وللناس مقدح

وإنا لممدودون ما بين منبج
فغاف عمان فالحمى لي أفيح

ويقول الاخطل في هجاء جرير في احدى نقائضه :

وما غدانة في شيء مكانهم

الحابسو الثَّاءِ حتى يفضل السؤرُ

وما غدانة في شيء مكانهم
رد الرفاد وكفّ الحالبَ القررُ

صفرُ اللّحى من وقود الأدخنات إذا
لا يستحين إذا ما احتكت النقرُ

ثم الإياب إلى سود مدنّسةٍ
حتى يحالف بطنَ الراحة الشعرُ


ويقول الاخطل في الغزل ايضا :

رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها
كيما تبينَ فما تريدُ زيالها

ولئنْ أُمامة ُ فارقَتْ، أوْ بَدَّلَتْ
وداً بودكَ، ما صرمتَ حبالها

ولئن أُمامة ُ ودَّعتْكَ، ولمْ تخُنْ
ما قدْ علمتَ لتدركنَّ وصالها

إرْبَعْ على دِمَنٍ تَقَادَمَ عَهدُها
بالجَوْفِ واستَلَب الزَّمانُ حِلالها

دمِنٌ لقاتِلَة ِ الغَرانِقِ ما بها
إلاَّ الوُحوشُ خَلَتْ لهُ وخلا لها

بكرتْ تسائلُ عن متيمِ أهلهِ
وهي التي فعلتْ به أفعالها

كانت تريكَ إذا نظرتَ أمامها
مَجْرَى السُّموطِ ومَرَّة ً خَلخالها

ويقول الشاعر الأخطل في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان الاموي:

خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا
وأزعجتهم نوىً في صرفها غِيَر

إلى امرئ لا تعدّينا نوافله
أظفره الله فليهنأ له الظفر

الخائض الغمرة الميمون طائره
خليفة الله ، يستسقى به المطر

والمستمرّ به أمر الجميع فما
يغترّه بعد توكيد له غَرَر

في نبعة من قريش يعصبون بها
ما إن يوازى بأعلى نبتها الشجر

تعلو الهضاب وحلّوا في أرومتها
اُهل الرباء وأهل الفخر إن فخروا

حشد على الحق عيّافوا الخنا أنف
إذا ألـمّت بهم مكروهة صبروا

و إن تدجّت على الآفاق مظلمة
كان لهم مخرج منها و معتصر

أعطاهم الله جَدّاً ينصرون به
لا جدَّ إلاّ صغيربعد محتق صغر

شُمس العداوة حتى يستقاد لهم
وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا

لا يستقلّ ذوو الأضغان حربهم
ولا يبين في عيدانهم خور

هم الذين يبارون الرياح إذا
قل الطعام على العافين أو قتروا

بني أمية نعماكم مجللة
تمت فلا منة فيها و لا كدر

امير البيـــــــــــ ـــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز

******************************