الداعية بين الدقة والرقة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يجوز للداعية أن يكون في مواعيد عمله ودوامه متأخرا .
في مواعيده مع الناس متأخرا، غير دقيق بالتزماته . وهذا يسقط من قيمة الداعية .
والدقيق في أوقات عبادته أولى ، فدقته في حضور صلاته مع تكبيرة الإحرام هذا يدل على عظمة الداعية لدقته في حضور صلواته .
ورقته تنبع وتنبثق من دقته . فالدعاة أصحاب الدقة غالبا ماتغلبهم الرقة في تعاملهم .
قلما تجده يوقع في دفتر التأخير ، نادرا ما يغيب .
مع دقته في مواعيده فهو مرهف الحس رقيق مع زملائه تهفو له القلوب ، وتنتفض لتخبره بما يجري ويقلقها .
يسمع لهذا ويحل مشكلة ذلك ، فهو أثبت لهم أنه القدوة بالفعل ؛ لأنه دقيق رقيق كنبيه صلى الله عليه وسلم .
أذلة على المؤمنين
في الآونة الأخيرة وجدت عيبا ( حفظنا الله وحفظ مشائخنا من كل عيب ) في صفوف الدعاة وهي عكس مراد الآية ، للأسف وجدنا من صف الدعاة من هم أعزة على المؤمنين أذلة للظالمين والكافرين عياذا بالله لسنا آلهة نحكم ولكن الظاهر يحكم لنا .
تجده عزيزا على أخيه المسلم وفي المحافل تجده ذليلا بين يدي الكافرين رقيقا مع اليهود والنصارى بل ينصح اليهود كيف يروجون دينهم ؟
هذه الرقة التي كانت مع الكفار والظالمين لا تجدها عندما يعارضه شاب ممن يصلون الفجر وهو بالمسجد يقومه ويقول له لما تفعل ذلك وبدلا من الحجة تجد تلاميذه يمسكون الشاب ويخرجونه من المسجد على مسمع وبصر منه .
يستفسر عن شيء فيضرب لاحول ولا قوة إلا بالله
ذهبت رقته وكلامه الجميل الذي كان مع النصارى أمام شاب يصلي الفجر والعصر افهم حسن ظني .
إن هؤلاء الأشياخ الذين يفرقون بين شباب الأمة ويزرعون الكراهية والحقد في قلوب أتباعهم لإخوانهم المسلمين ما هم إلا قد تناسوا عقيدة الولاء والبراء "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "
بل من كان ذليلا للكافرين يخافون لوم اللائمين ، فتجدهم يتجملون ، ويلوون أعناق النصوص .
وسبحان الله تعالى تجد حبهم طار من القلوب عافانا الله وإياكم .
" ومن أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس "


أخي الداعية كن حذرا .

القبر لن يدخله إلا أنت وحدك . تحاسب وحدك .
شيخك الذي يعلمك بغض المسلمين خاصة الملتزمين على غير فكره سيفر منك .

لا تجعل الران يهجم على قلبك أنت ما زلت شابا فانج بنفسك – لا أقول دعك من شيخك ، ولكن إن لم تستطع تقدم له النصيحة في سبه للآخرين ، فخذ علمه واحمل له احترام من علمني حرفا –
اللهم رد لنا شيوخنا أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين لا يخافون


كن دقيقا في مواعيدك رقيقا في معاملاتك ، شفيقا بإخوانك ، صديقا صدوقا

ملاطفا في دعوة الآخرين للإسلام ، متخذا سبيل الرفق من كتاب ربك وسنة نبيك
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

فقولا له قولا لينا

قال صلى الله عليه وسلم : " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه "،
وقال :" إن الله رفيق يحب الرفق "
لذلك ملك النبي قلوب من عامله

يقول أبو سفيان رضي الله عنه : " ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا "
وصل اللهم على محمد وآله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عادل الغرياني