تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    403

    افتراضي دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
    إن السواد الأعظم من عوام المسلمين تجدهم بفضل الله تعالى محبين للشريعة الإسلامية ، مقدسين للقراّن الكريم وللسنة النبوية المطهرة ، مبجِّلين لشخص النبي صلى الله عليه وسلم ثم لصحابته الكرام ومن بعدهم أئمة الإسلام الذين ساروا على نهجهم إلى يومنا هذا ..
    وهذا الشكل من التبجيل قد يأخذ أشكالًا خاطئة ، كمن يرفع النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الصالحين إلى مكانة لا تكون إلا لله تعالى ونحو ذلك من الأمور ، فنحن بدورنا هنا ننكر الخطأ ، ونحيي في الناس أصل الحب والتبجيل للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الصالحين ..
    لكن للأسف الشديد كثير من مدعي التنوير و الثقافة والفكر والفن ... إلخ
    وجدنا عندهم نوعًا من الاستخفاف بالشريعة الإسلامية ، أو الإنكار لها تمامًا ، أو نحو ذلك من الانحرافات التي لا تجدها بفضل الله عند عوام المسلمين ، بل لا تجدها إلا عند شرذمة من مدعي الثقافة والثقافة منهم ومن أمثالهم براء !
    ولقد قرأتُ اليوم في موقع الإسلام على الإنترنت ( إسلام أن لاين ) خبرًا مفاده أن بعض العلماء في بلاد الحرمين حفظها الله قاموا بصياغة فتوى جماعية تدعو الناس إلى مقاطعة دور النشر التي تنشر الزندقة والإلحاد والمجون وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب ..
    هذا الخبر لا بد أن يهش له ويبش من كانت عنده ثمالة من حب الدين الحنيف والغيرة عليه ، كيف لا والمسلم الحق لا يغضب مثلما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى ، و لا يسعد مثلما يسعد عندما يرى حماة الإسلام - من العلماء والمجاهدين -يذودون عن حياض الإسلام !
    لكنّ أهل الباطل ومدعي التنوير والثقافة لا بد أن يصيبهم الهلع من هذه الفتاوى ، لأن بهذه الفتاوى وأخواتِها ينقض الجدار المزيف الذي بنوه لأنفسهم ؛ ليتحصنوا به ، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله !
    ولم يعلموا أن الله عز وجل تكفل بحفظ هذا الدين ، كما قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( 1 )
    وكما جاء في الحديث الشريف عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري مرفوعًا : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين ) ( 2 )
    لذلك خرجت علينا واحدة من مدعي الفكر والثقافة تُدعى ( سمر المقرن ) وقالت كلامًا أفصح عن حجم ثقافتها الإسلامية ! وأظهر شيئًا مما في صدرها ، وما تخفي صدورهم أكبر ! ...
    وسأحاول بحول الله وقوته الرد على بعض أوهامها وشبهاتها ؛ ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، والله ولي التوفيق ...

    1 - حاكمية الشريعة :
    قبل أن أبدأ في ذكر شبهات هذه المرأة فإنه لا بد أن يتأصل عند كل المسلمين أصل في غاية الأهمية ألا وهو حاكمية الشريعة ، ويعني باختصار شديد أي أن الشريعة المطهرة - من قراّن كريم وسنة نبوية مطهرة وإجماع وقياس صحيح - هي الدستور الذي يتحاكم إليه المسلمون :
    قال تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( 3 )
    وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينً ) ( 4 )
    وجاء في الحديث الشريف : ( إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم ) ( 5 )
    والتحاكم إلى الشريعة الإسلامية ، ليس نافلة إن تركها المرء فلا شيء عليه ، وإن فعلها أثيب ، وليس مجرد فريضة عادية ، من تركها يكون عاصيَا لله تعالى ، لكنه ما زال مؤمنًا ..
    بل التحاكم إلى شرع الله تعالى ركن من أركان الدين ينهدم الدين بانهدامه ، فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا ( 6 ) وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين. ( 7 )
    قررنا هذا المبدأ أولًا ؛ لأن كثيرًا من الإخوة يجادلون المتبجحين من المنتسبين إلى الإسلام في جزئيات وفرعيات ، دون تأصيل لهذا المبدأ العظيم ، والذي يحتاجه المسلم صباح مساء ..

    2 - إنها حاكمية الشريعة وليست وصاية العلماء فلا تلبسي يا سمر
    قالت سمر - و لا أتحمل الأخطاء اللغوية فأنا ناقل بالحرف الواحد - : ( هذه الفتوى نوع من الوصاية غير المبررة من قبل علماء الدين، مشيرة إلى أن في هذا تقليل من عقلية المجتمع والأفراد.)
    وقالت : ( يجب على المجتمع أن يتحرر من وصاية رجال الدين )
    وهذا من لحن القول الذي يعد سمة للمنافقين ومن ساروا على طريقتهم في كل عصر ومصر ،كما قال تعالى : ( وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم ْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّ هُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ )( 8 )
    فتجدهم لا يعبرون عن مقاصدهم بطريقة واضحة ، بل يتلونون تلون الحرباء ؛ إما لخوفهم ، أو لترويج بدعهم على عوام المسلمين المقدسين للشريعة كما ذكرنا اّنفًا ، أو لأي غرض من الأغراض الأخرى ..
    فإنها لو قالت إن هذه القيود التي وضعتها الشريعة تؤدي إلى تقليل عقلية المجتمع وإلى اّخر هذا الكلام الأبتر ، لكفرها الثقلان ، بل ولكفرها طوب الأرض !
    لذلك فإنها قامت بإلصاق التهمة بالعلماء ؛ حتى يخيل للقارىء - غير الواعي - أن مشكلة المسكينة إنما مع العلماء ، ومع العلماء وحدهم ! و لا دخل للشريعة الغراء بكل هذا ، فهل هذه هي الحقيقة ؟؟
    إن سمر المقرن أول من تعلم أن العلماء هم أهل الاتباع للكتاب والسنة ، وأنهم لا يتكلمون إلا بالدليل من الكتاب أو السنة أو من الإجماع ؛ لأنهم يعلمون جيدًا أنهم ليسوا مشرعين ، بل يعلمون أنهم مبلغون لما جاء به القراّن الكريم ، ولما جاءت به السنة النبوية المطهرة ، ولأنهم قرأوا قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( 9 )
    ويعلمون جيدًا أن الإسلام لا يعرف الكهنوت و لا الثيوقراطية التي عرفتها بعض الأديان الأخرى الباطلة ، بل الإسلام هو دين الدليل ..
    وإذا نظرنا إلى هذه القضية رأينا أن ما قام به العلماء هو عين الشريعة الإسلامية وهو عين الدليل !
    * فعن يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : (كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُون َ الْعِلْمَ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ) ( 10 )
    فلم يداهنهم ابن عمر أو يقل لهم نحن نحترم ثقافة الرأي والرأي الاّخر ، ولم يعقد لهم مجلسا يقولون فيه اّراءهم ويضللون عوام المسلمين بل تبرأ إلى الله منهم ومن ضلالهم .
    * وعَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ :
    (لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُم ْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) ( 11 )
    فنجد اتفاق الصحابيين الجليلين علي بن أبي وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، في قتال الزنادقة ، وإن اختلفا في طريقة القتل ..
    * وعَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ :
    (أَنَّ صَبِيغاً الْعِرَاقِىَّ جَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ فِى أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ مِصْرَ ، فَبَعَثَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ؟ قَالَ : فِى الرَّحْلِ. قَالَ عُمَرُ : أَبْصِرْ أَيَكُونُ ذَهَبَ فَتُصِيبَكَ مِنِّى بِهِ الْعُقُوبَةُ الْمُوجِعَةُ. فَأَتَاهُ بِهِ فَقَالَ عُمَرُ : تَسْأَلُ مُحْدَثَةً. فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنْ جَرِيدٍ فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ ، ثُمَّ عَادَ لَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ ، قَالَ فَقَالَ صَبِيغٌ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِى فَاقْتُلْنِى قَتْلاً جَمِيلاً ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِى فَقَدْ وَاللَّهِ بَرَأْتُ. فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ وَكَتَبَ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ : أَنْ لاَ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ : أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ. فَكَتَبَ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ .) ( 12 )

    * يسأل عن أشياء من القراّن : أي عن الأمور المشتبهة من القراّن ككيفية صفات الله عز وجل ونحو ذلك من الأمور التي لا سبيل إلى الوصول إليها فيدخل بذلك الريب والشك في نفوس المسلمين .
    * الدبرة : القرحة التي تكون في الظهر .
    *وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت : أي تداويني من بدعتي وضلالتي فقد برأت منها وشفيت .
    إذن فمنهج الإسلام هو منع المفسدين من نشر فسادهم ، فإذا سمحت لهم الجهات المسئولة - وإلى الله المشتكى ! - فإنه يبقى على العلماء واجب التبيين والتحذير ، ودعوة الناس إلى مقاطعتهم ، والمقاطعة هذه من الأِشياء المهمة جدًا ؛ لأن إقبال الناس على أهل المجون ، يكون دافعًا كبيرًا لهم إلى الاستمرار في مجونهم ، لكن تخيلوا معي أن مغنيًا مثلًا ذهب إلى حفلته ، فوجد الحضور يُعدون على أصابع اليدين ، فهل سيستمر في عمله الماجن ؟
    قالوا مرة لفاسقة إن أغانيك فيها كذا وكذا ، قالت لهم : والله هذا رأيكم أنا جمهوري بالملايين !

    3 - العلماء و القضايا الكبرى

    ودعت المقرن في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" العلماء إلى التدخل في الأمور الكبرى مثل قضايا التكفير وغيرها التي سكتوا عنها واتجهوا نحو الأمور الثقافية، مؤكدة أن زمن الإملاءات من قبل علماء السعودية انتهى
    سنتغاضى عن توجيه الست سمر للعلماء !! ويا قلبي لا تحزن !!
    ونقول هل الكفر بالله تعالى ونشر الزندقة والمجون داخل المجتمع الإسلامي من الأمور الكبرى أو من الأمور الصغرى ؟؟
    أظن أن أحباءنا في المرحلة الابتدائية يستطيعون الرد عن هذا السؤال الذي عميت إجابته عن المثقفة الكبيرة سمر المقرن !
    إن كان الإلحاد والمجون من القضايا الصغرى ، فما القضايا الكبرى ؟؟
    تقول : ( قضايا التكفير وغيرها )
    نقول : وهل سكت هؤلاء الموقعون عن أي قضية ؟؟
    إن هؤلاء العلماء الموقعين قد عرفتهم الأمة بشمولية الطرح ، وبمعايشة الواقع ، وليسوا من المنعزلين ، الذين غابوا عن واقعهم ..
    جولة سريعة يقوم بها أي منصف حول كتابات وأشرطة وفعاليات هؤلاء العلماء سيجد أنهم ما تركوا صغيرة و لا كبيرة إلا وتكلموا فيها !
    وفي كل حدث نجد بياناتِهم الناصعة ، وتوجيهاتهم الحكيمة ، فكيف تقول سمر إنهم لم يتكلموا في القضايا الكبرى ؟
    ثم إننا نسألها سؤالًا اّخر : ماذا تقصدين بقضايا التكفير ؟؟
    إن كان مقصدك هو أن يدعوَ هؤلاء العلماء إلى التجهم والإرجاء وإلغاء التكفير تمامًا فدون ذلك خرط القتاد !
    ولن يفعلوا ذلك إن شاء الله تعالى ؛ لأنهم قد سقوا عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ حتى ارتوت بها قلوبهم ، وعلموا أن الله تعالى خلق الخلق وجعل منهم مؤمنًا وكافرًا ، كما قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ( 13 )
    أما إن كان مقصدها هو أن يقوم العلماء بالتحذير من الغلو في التكفير ، ومن قصر التكفير على العلماء المؤهلين ، فقد فعلوا ذلك ، وما زالوا يفعلون ولله الحمد والمنة ، بل إن كثيرًا منهم نالهم أذى من أهل الغلو ؛ لأنهم قد حذروا من الغلو ، ولكن عين السخط تبدي المساويا !

    4 - هل الفتوى منوطة بالمعينين من قبل الحاكم فقط ؟
    تقول سمر : ( وطالبت بمنع الفتاوى من خارج المؤسسة الدينية الرسمية وقالت: "يجب أن يمنع هؤلاء من الفتاوى؛ لأن الفتاوى منوطة بالمؤسسة الدينية فقط"، مشبهة كثرة فتاوى العلماء الصادرة في مثل هذه الحالات بحال كثرة المطربين الصاعدين بغير مبرر ولا تأهيل، رافضة في الوقت نفسه تسمية الموقعين بالعلماء؛ لأنهم من خارج المؤسسة الدينية الرسمية، بحسب قولها )
    لم أكن أعلم أن للست سمر اهتماماتٍ بأصول الفقه ؛ لأن تحديد شروط العلماء والمفتين إنما مرجعه لعلماء أصول الفقه ، فحبذا لو ذكرت لنا سمر مدى أهليتها في هذا العلم التي جرأتها على الخوض في جزئيات هذا العلم !
    من الذي قصر العلم والإفتاء على العلماء الرسميين ؟؟
    طيب في بعض البلاد لا يوجد علماء رسميون أو يوجد علماء ضالون فما الحل هنا ؟
    (إن الكتب التي عني أصحابها في بحث هذه المسألة _ أقصد مسألة تحديد شروط المفتي - من ذلك ما ذكره الجويني - مثلا - في كتابيه "البرهان في أصول الفقه" وكتابه "الورقات في أصول الفقه"، وما ذكره الإمام المظفر السمعاني في كتابه "قواطع الأدلة في الأصول"، وابن القيم في "أعلام الموقعين"، و "المسودة في أصول الفقه"، والشوكاني في "إرشاد الفحول"، وكتاب "القواعد الفقهية في أصول الفقه" للحنفية، وكتاب "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي، وابن حزم في كتابيه في "أصول الفقه الإحكام في أصول الأحكام" و "النبذة الكافية" و "التمهيد" لأبي الخطابي الحنبلي، و "اللمع في أصول الفقه" للشيرازي، و "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي، و "روضة الناظر" لابن قدامة.

    وكل هؤلاء العلماء وغيرهم، حينما يذكرون صفات المفتي في باب الاجتهاد، يشترطون في المفتي الشروط الآتية: 1) الإسلام، 2) التكليف، 3) العدالة، 4) الأمانة، 5) العلم بالكتاب والسنة، 6) الفقه، 7) معرفة الناس.

    وكذلك الكتب المتخصصة في مجال الفتوى - أمثال: 1) كتاب آداب الفتوى والمفتي، للنووي، 2) وكتاب صفة الفتوى والمفتي، لابن حمدان الحنبلي، 3) وكتاب أدب المفتي والمستفتي، لابن الصلاح - كلها مشتملة على الشروط التي ذكرت في الكتب السابقة.

    ولم يذكر واحد من هؤلاء العلماء؛ اشتراط إذن ولي الأمر للمفتي أو اشتراط الجماعية في الفتوى.) ( 14 )
    ( فمن كان أهلًا للإفتاء ولم يعين مفتيًا ، فله أن يفتي دون حاجة لإذن مسبق من ولي الأمر ؛ لأن الإفتاء إخبار عن شرع الله ، وتبليغ لأحكامه ، فهو إذَن من الواجبات الدينية بالنسبة للقادرين عليه و لا يشترط للقيام بالواجب الديني أخذ الإذن من ولي الأمر ، وإن كان لولي الأمر حق مراقبة القائمين بالإفتاء ولكن حقه هذا في المراقبة لا ينسحب إلى وجوب أخذ الإذن المسبق منه للقيام بالإفتاء ، وما علمن أحدًا كان يأخذ الإذن من الإمام أو من ولي الأمر قبل أن يفتي الناس ، كما لم نعلم أحدًا من أهل العلم قال : إن الإفتاء مقصور على من يعينهم ولي الأمر مفتين ) ( 15 )
    نعم لولي الأمر الحق في منع أو عزل الجاهل الماجن من الإفتاء ؛ حتى لا يضر بالأمة ، أما غير ذلك فلا .. ( 16)
    لو طالبت سمر بمنع غير المؤهلين من الإفتاء فهذا حق ، وكلنا نطالب به ، بل وكلنا نتألم أشد الألم عندما نجد الجاهلين يقدمون على الإفتاء ..
    لكن هل هؤلاء العلماء مؤهلون أو لا ؟؟
    أظن لا يجادل أحد في أنهم من صفوة علماء المملكة والعالم الإسلامي عامة ، وجلهم من حملة الدكتوراهات في علوم الشرعية ومن أساتذة الجامعات في العلوم الشرعية ، أي أنهم متخصصون بلغة العصر ، وبعض هؤلاء العلماء كان في يوم من الأيام من العلماء الرسميين ، وكلهم يحظى بتقدير العلماء الرسميين واحترامهم ، فلم هذا العواء ؟؟
    وهناك أمر اّخر أيضًا من جملة لحن القول التي تتبعه سمر :
    هل سمر حقًا ترتضي فتاوى العلماء الرسميين ؟ هل تقبل سمر فتاوى اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء ؟؟
    سأترك الجواب لكم أعزائي القراء ..
    أما عن تشبيهها العلماء بالمطربين ، فقد أسفرت عن أدبها الجم ، وتربيتها الراقية ، وكل إناء بما فيه ينضح ، والصراخ على قدر الألم !

    5 - أعالمانية أنت يا سمر ؟
    تحدثنا عن حاكمية الشريعة بما يغني عن إعادته ، لكن هنا نقرر أن الشريعة التي قررنا حاكميتها ، قد حكمت أن الدين في كل مجالات الحياة ، كما قال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( 17 )
    فالشريعة تسير مع المرء في المسجد والشارع والجامعة والعمل والتأليف والفن ...... إلخ
    والناظر إلى كتب الفقه سيجد أن العبادات تمثل ربع الدين الحنيف ، والبقية الأخرى في المعاملات والقضاء والحدود وما يسمى اليوم بالأحوال الشخصية ..
    لا كما قالت سمر : ( إن العلماء سيفرضون النظرة الأحادية، وهذا سيفشل الفعالية الثقافية بكل تأكيد، ويجب على المجتمع أن يتحرر من وصاية رجال الدين؛ لأن لهم أدوارا محصورة فقط في المسجد والمؤسسات الشرعية، وأما الفعاليات الثقافية فمنوطة بجهة الاختصاص ووزارة الثقافة والإعلام )
    أما عن موضوع الوصاية فسبق حديثنا عنها ، وأما قولها (وأما الفعاليات الثقافية فمنوطة بجهة الاختصاص ووزارة الثقافة والإعلام)
    فإن كان مقصدها الأمور التي تتعلق بالتخصص فقط فحق ..
    فلن يأتي إليك عالم بالشرع ويقول لك إن أصول كتابة القصة القصيرة كذا وكذا ، أو أن التصوير التلفزيوني لا بد أن يكون كذا وكذا ، فهذه مرجعها لأهل التخصص ، والعلماء يحترمون التخصص ، وأكبر دليل على ذلك فكرة المجامع الفقهية التي يتواجد فيها علماء الشريعة وعلماء التخصصات الأخرى ، حتى يبحثوا في القضايا المتعلقة بالطرفين ..
    أما دور العالم في الثقافة والفن ونحو ذلك فيتمثل في تبيينه للمخالفات الشرعية في هذا العمل ، فما فَهم الشاعر أو الروائي الذي لم يدرس الشرع في المخالفات الشرعية ؟؟
    أنت يا سمر إن كتبت مقالًا وقلت فيه إنه ليست هناك أمراض تسمى بالأمراض الفيروسية ! فخرج طبيب وقال لك : كفاك جهلًا !
    فهل ننتقد الطبيب ونقول له ما الذي دخلك في الصحافة وأنت طبيب ؟؟
    هكذا الحال للعالم الشرعي ، عندما يرى خطأ في الشرع فإنه لا بد أن يبينه ، كما بين الطبيب الخطأ في الطب ، أم أن الطب صار عندك أهم من دين ربك ؟؟

    6 - وختامًا يا سمر :

    لو علمت أن هناك منتجًا غذائيًا به سُم قاتل فهل ستدعين أحباءك إلى مقاطعته أولا ؟؟ أظن السؤال لا يحتاج إلى جواب !
    فلم تعترضين على مقاطعة سم يؤدي إلى نار حامية ، وإلى عذاب سرمدي ..
    إن السم الغذائي أهون بكثير من السم العقدي ، فالأول يمكن علاجه أو حتى إن لم يعالج فهي دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ..
    أما الثاني فهو الخسران المبين ، الذي أسأل الله أن يعيذني وإياك والمسلمين منه ، وأن لا يجعل مصيبتنا في ديننا ، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه ..
    يا سمر كلها أيام معدودات وستنزلين قبرك ، وتقابلين ربك ، ولن تنفعك لا صحافة و لا إعلام و لا شهرة و لا يحزنون !
    لن ينفعك إلا عملك الصالح ، فتوبي إلى ربك ، وارجعي إليه ، وإن كانت عندك بعض الإشكاليات أو الاستفسارات فأمامك العلماء ، فتوجهي إلى بابهم ، وستجدين المعين الصافي ، والترياق الشافي ، أما إن أعرضت عنهم فلن تضري الله شيئًا ولن تضري العلماء شيئًا ، بل سينطبق عليك قول القائل : ( على أَهلها تجني براقش ) ( 18 )
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين ..
    رابط كلامها في موقع الإسلام على الإنترنت :
    http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FSRALayout

    ----------
    1 - الحجر 9 .
    2 - روي من طرق ضعيفة وقواه بعض أهل العلم .
    3 - النور 51 .
    4 - الأحزاب 36 .
    5 - رواه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان رحمهم الله عن هانىء بن يزيد رضي الله عنه وانظر صحيح الجامع رقم 1845 .
    6 - دستور وضعه جنكيز خان ، وكانت فيه أحكام قاسية ، وللمزيد انظر البداية والنهاية ج13 ص138
    7 - البداية والنهاية ج13 ص139 .
    8 - محمد 30
    9 - اّل عمران 80 .
    10 - رواه الإمام مسلم رحمه الله في كتاب الإيمان وهو أول حديث في صحيح الإمام مسلم .
    11 - رواه البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد والسير - باب لا يعذب بعذاب الله .
    12 - رواه الدارمي رحمه الله .
    13 - التغابن 2 .
    14 - نقلًا عن مقال بمنبر التوحيد والجهاد للعلامة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله .
    15 - أصول الدعوة للعلامة الدكتور عبد الكريم زيدان حفظه الله ص152
    16 - انظر المصدر السابق ص147 - 148 .
    17 - الأنعام 162 .
    18 - انظر قصة هذا المثل في لسان العرب ج6 ص265 .

  2. #2

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    جزاك الله خيرا أخي محمد
    حسرتي على موقع إسلام أون لاين، حيث ينشر هذه السخافات !
    أما هذه المردود عليها، وأمثالها من الضالين الملحدين، فلا يلتفت إليهم
    فالشريعة باقية، محفوظة بحمد الله تعالى، وهؤلاء ستكون مزبلة التاريخ النتنة مرتعا لهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    المفروض عدم الرد على هؤلاء، لأنهم لاشيء وسيعرفون ويشتهرون بالردود التي عليهم فهؤلاء رويبضات.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    403

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    جزاكم الله خيرًا أخي الكريم أسامة وبارك فيكم ..
    بارك الله فيكم أخي الكريم معتدل وكلامك في محله ولولا أن موقعًا رواده بالملايين وينسب إلى المواقع الإسلامية لما رددت عليها مطلقًا ، لكن بعدما نشره ، دون أدنى تعليق على كلامها !! تحتم الرد - في وجهة نظري الشخصية - ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    سبحان الله المنافقين كانوا يُسِرون ما لايظهرون أما الآن فالظاهر والباطن واحد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    بارك الله فيكم ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    بارك الله فيك
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    403

    افتراضي رد: دفاع عن بيان علمائنا والرد على سمر المقرن ...

    جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •