. الرد على الشريف حاتم العوني في طعنه بالأئمة النجدية في الدرر السنية
الحمد لله وبعد : فقد قرأت كلام العوني حفظه الله وقد وجدت فيه ظلماً وتسرعاً ومجازفة ، فالأئمة النجدية في مسائل التكفير على ما عليه أهل التحقيق من أئمة التوحيد كابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم وغيرهم ، والمشكلة تكمن في عدم معرفة مراحل الخطاب ، ومن استقرأ الدرر السنية علم أن تسلسلها متعلق بمراحل مرت بها الدعوة النجدية ، وأغلب مسائل الخلاف التي ذكرها العوني يظهر التباين فيها والاختلاف في الخطاب باختلاف الزمن ، ولا تناقض ، فحيثما وجدت لعمومهم نصوص العذر بالجهل فلاحتمال الجهل ، وعدم انتفائه ، وهذا في مرحلة الضعف ، وحيثما وجدت نفي الإعذار فلانتشار العلم وانتفاء الجهل ، وكذا مسألة إقامة الحجة تجد الخطاب متغايراً بتغاير الوقائع والنوازل ، ومن أراد فهم نصوصهم من غير هذه الضوابط في معرفة مراحل الخطاب فإنه سيفتري عليهم لا محال ، وسيأخذ من الدرر الغلاة مطلبهم ، ويأخذ الجفاة مطلبهم ، والتوفيق بين هذا وذاك معرفة مرحلة الخطاب ليزول اللبس وينتفي الظن السيء الذي توهم البعض الاضطراب والتناقض !!
بل وزاد حد الظلم إلى وصفهم بالتقية ، والواجب حمل كلام أهل العلم المفهوم عندهم من الشريعة كما حمل العلماء نصوص الشريعة فيما يتعلق بمعرفة أسباب النزول والمكي والمدني والمطلق والمقيد والمجمل والمفصل ، ورد المتشابه منه إلى المحكم وغير ذلك ، وذلك خير من الطعن بهم وقد يكون الطاعن أولى بالطعن فيما طعن .
ومن توهم غير ذلك فليأتِ بالنصوص التي أوهمته وسيجد لها ما يُحمل عليها ، ولكن المشكلة تكمن -وهذا ما دفع العوني إلى هذه المجازفة-في كثرة الغلاة المستدلين بنصوص الدرر فقوبل استدلالهم بما آل إليه العوني غفر الله له ، وكان الأجدر جمع كلام كل عالم جهبذ استدل به الغلاة والتوفيق بينه ، وهذا ما سلكته في الرد على الحازمي في بدعته تكفير العاذر ، والذي لم أنشره بعد ، وقد ألفيت هذا من توفيق الله ، وهو مروي عن ابن باز رحمه الله تعالى مختصرا .
والحمد لله رب العالمين .
كتبه : مصباح الحنون.