تمايز معنى التراكيب في إطار الرتبة
من بلاغة المصطفى صلى الله عليه وسلم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـول:كلُّ ذلك لم يكن .
ونقول : لم يكن كل ذلك .
التركيب الأول ينفي الجميع أو الكلية ، نتيجة تقدم " كل " وتسلط النفي عليها ، لمجاورته لها ، وبينهما احتياج معنوي ، أما التركيب الثاني فينفي البعضية ،نتيجة تقدم الفعل وتسلط النفي عليه ، لمجاورته إياه ،وبينهما احتياج معنوي ، ومن البيِّن في ذلك ما جاء في حديث ذي اليدين حين قال للنبي – صلى الله عليه وسلم –أقٌصِرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال –صلى الله عليه وسلم- كل ذلك لم يكن ،فقال ذو اليدين:بعض ذلك قد كان،المعنى لا محالة على أنه –صلى الله عليه وسلم - ينفي الأمرين جميعا ،وعلى أنه عليه السلام أراد أنه لم يكن واحد منهما لا القصر ولا النسيان ،ولو قال:لم يكن كل ذلك،لكان المعنى أنه قد كان بعضه . ونحن نستخدم هذا في حياتنا اليومية ،تقول لمحدثك :كل هذا الكلام ما صار ،وتؤكد الكلام فتقول : نهائيا ، وتقول: ما صار كل هذا الكلام ، التركيب الأول ينفي صيرورة الجميع أما التركيب الثاني فينفي صيرورة البعض . وهذا يعني أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن كل العمليات التي تحدث داخل اللغة تعتمد على منزلة المعنى ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب. تمايز معنى التراكيب في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـول:أنت لا تحسن هذا .
ونقول : لا تحسن أنت هذا .
التركيب الأول أشد لنفي إحسان ذلك عنه من أن تقول:لا تحسن أنت هذا ،فكأنك تقول له :أنت بالذات لا تحسن هذا ،فهناك تخصيص له بعدم القدرة على إحسان الأمر،وقد جاء هذا المعنى نتيجة تسلط النفي على الشخص المتقدم ، ويكون هذا الكلام في الأول مع من هو أشد إعجابا بنفسه وأعرض دعوى في أنه يحسن ذلك ،حتى أنك لو أتيت "بأنت"فيما بعد تحسن فقلت :لا تحسن أنت هذا لم يكن له تلك القوة ، ويكون المعنى :أنت كغيرك لا تحسن هذا ، قال تعالى:"والذين هم بربهم لا يشركون "وهذا يفيد معنى تأكيد نفي الإشراك عنهم ما لو قيل :والذين لا يشركون بربهم " وذلك لأن تقديم الضمير جعل النفي منصبا عليه وتسلط عليه النفي بصورة أكبر ،فكأنه يقول :هم أبعد من أن يشركون بربهم ،بعكس تقديم النفي والفعل حيث ينصب النفي على الفعل . وهذا يعني أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن كل العمليات التي تحدث داخل اللغة تعتمد على منزلة المعنى ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب.