أهل الغناء مزمار الشيطان أحب إليهم من سماع القرآن
لو سمع أحدهم القرآن من أوله غلى آخره لما حرك ساكنا ولا أثار وجدا حتى إذا تلي عليه مزمار الشيطان تفجرت ينابيع العشق من قلبه على عينيه فجرت وعلى أقدامه فرقصت وعلى يديه فصفقت وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت وعلى أنفاسه فتصاعدت وعلى نيران شوقه فاشتعلت فياأيها الفاتن المفتون والخاسر المغبون هلا كانت هذه الأشواق والألحان عند سماع القرآن
تلي الكتاب فأطرقوا ***** لا خيفة لكنه إطراف ساه لاه
وأتى الغناء فبالصياح تناعقوا **** والله ما صاحوا لأجل الله
طبل ومزمار ونغمة شاذن **** فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهموا ** * لما رأوا تقييده بأوامر ونواهي
ورأوه أعظم قاطع للنفس*** عن شهواتها يا ذبحها المتناهي
وأتى السماع موافقا أغراضها **** فلأجل ذا غدا عظيم الجاه
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه ***** خمر العقول مماثل ومضاهي
من كلام بن القيم في إاثة اللهفان بتصرف يسير