السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لنعيم المجمر رواية عن عبادة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لنعيم المجمر رواية عن عبادة؟
للفائدة : (نُعَيْم) بضم النون وفتح العين وسكون المثناة التحتية ابن عبد الله المدني العدوي .
(المُجمِّر) بضم الميم الأولى وكسر الثانية اسم فاعل من الإجمار على الأشهر، وقيل بتشديد الميم الثانية من التجمير وهو صفة لهما حقيقة . قاله القسطلاني في إرشاد الساري (1/228) .
والسؤال عبادة من تعني ، هل عبادة بن الصامت ؟
قال الحافظ في الفتح (1/235) : وصف هو وأبوه بذلك لكونهما كانا يبخران مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ، وزعم بعض العلماء أن وصف عبد الله بذلك حقيقة ووصف ابنه نُعيم بذلك مجاز ؛ وفيه نظر فقد جزم إبراهيم الحربي بإن نُعيمًا كان يباشر ذلك .
سمع من الصحابة : أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وأبي هريرة وجابر بن عبد الله . انظر تهذيب الكمال (29/488) .
عبادة بن الصامت توفي سنة 34 وقيل 45 هجريًا والأول أصح . انظر أسد الغابة (2/120) .
وفي الوافي بالوفيات (27/98) : (نعيم بن عبد الله المجمر مولى آل عمر رضي الله عنه كان يبخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جالس أبا هريرة مدة وسمع من ابن عمر وجابر وطائفة وثقة أبو حاتم وغيره وتوفي في حدود العشرين والمائة وروى له الجماعة كلهم) .
فلو علمنا متى ولد أو كم عاش نعيم هذا لزاد الأمر وضوحًا .
مع العلم أنه لم يصرح أحد من أهل العلم على سماعه من عبادة بن الصامت ولم أجد له رواية عنه خلال بحثي المتواضع والعلم عند الله .
بارك الله فيك أبا البراء على البيان والإيضاح .
ولعل مما سبق بيانه ، يتبين أن نعيما المجمر لم يسمع من عبادة بن الصامت ، إذ لو سمعه لزم أن يكون نعيم قد عاش تسعين سنة أو ما قاربها ـ وليس هذا ببعيد ـ لكن قرينة من روى عنهم ، تستبعد ذلك ـ والله أعلم ـ إذ تبين أنه يروي عن عبد الله بن عمر ( ت 73 تقريبا ) وجابر بن عبد الله ( ت بعد 70) وأبي هريرة ( ت 57 أو بعدها ) وأنس بن مالك ( ت 93 تقريبا ) ونحوهم ، فهو يروي عمن مات في الخمسينيات ـ تقريبا ـ ومن بعدهم ، وعبادة مات سنة أربع وثلاثين ـ كما تقدم ـ فيبدو أنه لم يسمع من عبادة ، والله أعلم .
بل بالنظر إلى من روى عنهم يكون نعيم المجمر قد عُمّر بحيث تجاوز التسعين بكثير وقارب المائة
فهو قد جالس أبا هريرة (ت 57هـ) عشرين سنة
وهذا يعني أنه في حدود سنة (36هـ) أو قبلها كان شابا يمكن لمثله أن يجالس أبا هريرة
فلو فرضنا أنه بدأ مجالسته وعمره في حدود (16 سنة) أو بعدها فهذا يعني أنه ولد في حدود سنة (20هـ) أو قبلها
أما سنة وفاته فيقول الذهبي إنه عاش إلى قريب سنة عشرين ومائة (120هـ) والله أعلم.
وما معنى أن نثبت له السماع من عدمه، وليست له رواية؟!
جزاكم الله جميعًا خيرًا
تبين لي بالفعل أنه لم يروِ عنه وإنما روايته عن الطبقة التي تلي عبادة رضي الله عنه.