أعلام السُنة المنشورة
لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
المؤلف :
حافظ بن أحمد الحكمي
رحمه الله تعالى
(المتوفى : 1377هـ)
تحقيق :
حازم القاضي
الطبعة : الثانية
الناشر :وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
- المملكة العربية السعودية
================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض
وجعل الظلمات والنور
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ،
هو الذي خلقكم من طين
ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده
ثم أنتم تمترون ،
وهو الله في السماوات وفي الأرض
يعلم سركم وجهركم
ويعلم ما تكسبون .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
أحد صمد ،
لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد ،
بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ،
بديع السماوات والأرض
وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ،
وربك يخلق ما يشاء ويختار ،
ما كان لهم الخيرة
سبحان الله وتعالى عما يشركون ،
لا يسئل عما يفعل وهم يسألون .
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ،
أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون ،
صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق
وبه كانوا يعدلون ،
وعلى التابعين لهم بإحسان ،
الذين لا ينحرفون عن السنة
ولا يعدلون ،
بل إياها يقتفون
وبها يتمسكون
وعليها يوالون ويعادون ،
وعندها يقفون ،
وعنها يذبون ويناضلون ،
وعلى جميع من سلك سبيلهم
وقفا أثرهم إلى يوم يبعثون .
أما بعد :
فهذا مختصر جليل نافع ،
عظيم الفائدة جم المنافع ،
يشتمل على قواعد الدين ،
ويتضمن أصول التوحيد
الذي دعت إليه الرسل
وأنزلت به الكتب ،
ولا نجاة لمن بغيره يدين ،
ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء
ومنهج الحق المستبين ،
شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله ،
وما يزيل جميعه أو ينافي كماله ،
وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ،
ليتضح أمرها
وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها ،
واقتصرت فيه على مذهب
أهل السنة والاتباع ،
وأهملت أقوال
أهل الأهواء والابتداع ؛
إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها ،
وإرسال سهام السنة عليها ،
وقد تصدى لكشف عوارها الأئمة الأجلة ،
وصنفوا في ردها وإبعادها المصنفات المستقلة ،
مع أن الضد يعرف بضده
ويخرج بتعريف ضابطه وحده ،
فإذا طلعت الشمس
لم يفتقر النهار إلى استدلال ،
وإذا استبان الحق واتضح
فما بعده إلا الضلال ،
ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ،
ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه ،
وسميته
( أعلام السنة المنشورة ،
لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )
والله أسأل أن يجعله ابتغاء وجهه الأعلى ،
وأن ينفعنا بما علمنا ،
ويعلمنا ما ينفعنا ،
نعمة منه وفضلا ،
إنه على كل شيء قدير
وبعباده لطيف خبير ،
وإليه المرجع والمصير ،
وهو مولانا
فنعم المولى ونعم النصير .