تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 41

الموضوع: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    نساء الجنة:


    في الجنة صنفان من النساء: وهم الحُور العين، ومؤمنات الدنيا.


    الصنف الأول: النساء المؤمنات:


    قال - تعالى - في وصفهن: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنّ َ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنّ َ أَبْكَارًا ﴾ [الواقعة: 35، 36].


    قال ابن عباس: يخلقهن الله غير خلقهن الأول، ويُصبِحن أبكارًا، ويكنَّ في عنفوان الشباب في سن الثلاث والثلاثين، كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جُرْدًا مُرْدًا مكحَّلين، بَني ثلاثين أو ثلاث وثلاثين) . الترمذي (2545) كتاب صفة الجنة، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد (22106)، واللفظ له، وحسَّنه لغيره الألباني في المشكاة (5639)، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (7933) .



    الصنف الثاني: الحُور العين:


    قد أتى وصفُهن في القرآن في أكثر من موضع، منها:


    قال - تعالى -: ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم ْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الدخان: 54].

    والحُور: جمع حَوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء، الجميلة، البيضاء، شديدة سواد العين.


    ومعنى عِين؛ أي: حسناء الأعين.

    قال - تعالى -: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].


    فقد وصفهن بأنهن مطهرات؛ أي: من الحيض والنفاس، والبول، والغائط، والبصاق، وكل قذر أو أذى.

    قال - تعالى -: ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ﴾ [الصافات: 48]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 52]؛ فهن يقصرن أطرافَهن على أزواجِهن فلا يبغين غيرهم، ولم يطأهنَّ ولم يجامعْهن إنس ولا جان قبل أزواجهن.

    وأتراب؛ أي: على سن واحدة، بنات ثلاث وثلاثين سنة.

    وقال مجاهد: "أتراب: أمثال"، وقال أبو عبيدة: أقران.

    قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 33]، وقال - تعالى -: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 37].



    كواعب: جمع كاعب، وهي الناهد، والمراد أن ثُدِيَّهن نواهدُ مستديرة كالرمان، ليست متدلية لأسفل.

    عُرُبًا: جمع عَرُوب، وهن المتحبِّبات إلى أزواجهن.


    وقال المبرد: العاشقة لزوجها، وقال أبو عبيدة: الحسنة التبعُّل.

    قال - تعالى -: ﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 58].

    قال المفسرون: أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان.

    قال - تعالى -: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]؛ أي: محبوسات في الخيام.

    قال قتادة: مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ.

    فهذه بعض أوصاف نساء الجنة.


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    وصدق القائل؛ حيث قال:


    لَهَاك النومُ عن طلبِ الأماني
    وعن تلك الأوانسِ في الجنانِ

    تعيشُ مخلدًا لا موتَ فيها
    وتلهُو في الخيامِ مع الحِسَانِ

    تنبَّه من منامِك إنَّ خيرًا
    من النومِ التهجُّدُ بالقُرانِ


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .


    ورحم الله مَن قال:


    يا خاطبَ الحُورِ في خدرِها
    وطالبًا ذاك على قدرِها

    انهضْ بجدٍّ لا تكن وانيًا

    وجاهدِ النفسَ على صبرِها

    وقمْ إذا الليل بدا وجهُهُ
    وصمْ نهارًا فهو من مهرِها التذكرة للقرطبي (511 - 510)).




    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    يا طالب الجنة اسرع :

    أيها الناس: اتقوا الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران:133-136].

    سارعوا إلى دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مفتاحها قول لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له ومن جاء بمفتاح بلا أسنان أوشك أن لا يدخل أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة .

    يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان وقد يدعى الإنسان من جميع الأبواب ما بين مصراعين من مصاريعها كما بين مكة وهجر بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مئة عام لا يقطعها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مئة عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها ، غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر جنتان فيهما من كل فاكهة زوجان وجنتان فيهما فاكهة ونخل ورمان وليست تلك الفواكه والنخل والرومان كهيئتها في الدنيا وإنما الاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى قد ذللت قطوفها تذليلًا إن قام تناولها بسهولة وإن قعد تناولها بسهولة وإن اضطجع تناولها بسهولة كلما قطع منها شيئاً خلفه آخر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً يدعون فيها بكل فاكهة آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم أو زوال خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فيها أنهار من ماء غير آسن أي لم يتغير ولا يتغير أبداً وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد وأنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدع الرؤوس ولا يزيل العقول وأنهار من عسل مصفى تجري هذه الأنهار من غير حفر سواق ولا إقامة أخدود يصرفونها كما يشاؤون يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم في جمالهم وانتشارهم في خدمة أسيادهم لؤلؤاً منثوراً يطوفون عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديراً يعطى الواحد منهم قوة مئة في الطعام والشراب ليأكلوا من جميع ما طاب لهم ويشربوا من كل ما لذ لهم ويطول نعيمهم بذلك ثم يخرج طعامهم وشرابهم جشاء ورشحًا من جلودهم كريح المسك فلا بول ولا غائط ولا مخاط لهم فيها أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والبول وكل أذى وقذر هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم أنشأهن الله إنشاء فجعلهن أبكاراً كلما جامعها زوجها عادت بكراً وجعلهن عرباً أترابا والعروب هي المرأة المتوددة إلى زوجها؛ أترابا على سن واحد فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون لا يبغون عنها حولا ولا هم عنها مخرجون ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً وفوق ذلك كله ما يحصل لهم من النعيم برؤية ربهم البر الرحيم الذي من عليهم حتى أوصلهم بفضله إلى دار السلام والنعيم فإنهم يرونه عيانا بأبصارهم كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وساكني تلك الغرفات فهم الذين وصفهم الله في محكم الآيات بقوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِم ْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:1-11].


    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الغفور الرحيم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    رسالة من الجنة ..


    لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
    فَجِرَاحُ قَلْبِيَ قَدْ مَضَتْ وَالْقَيْدُ لَنْ أَخْشَاهْ
    رُوحِي تُحَلِّقُ فِي الْعُلا وَالْفَجْرُ لاحَ سَنَاهْ
    وَالشَّوْكُ بَاتَ حُقُولَ زَهْرٍ مِنْ دَمِي رَيَّاهْ
    ظُلْمُ اللَّيَالِي وَانْقَضَى وَتَقَادَمَتْ ذِكْرَاهْ
    وَالْحُورُ نَحْوِيَ أَقْبَلَتْ بِالْبِشْرِ يَا أُمَّاهْ
    لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
    كَمْ مَرَّةٍ عُدْتُ وَقَدْ فَارَقْتُ يَا أُمَّاهْ
    كَمْ فَاضَتِ الْعَيْنُ وَكَمْ وَدَّعْتُ مَنْ أَهْوَاهْ
    شَوْقٌ حَيَاتِي كُلُّهَا وَالشَّوْقُ مَا أَحْلاهْ
    حِينَ يُتَوِّجُهُ اللِّقَا يَا أُمِّ مَا أَحْلاهْ
    لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
    أَقْسَمْتُ يَوْمًا يَا حَبِيبَةُ أَنْ أَنَالَ رِضَاهْ
    وَنَهَرْتُ نَفْسِي وَالهَوَى مُسْتَمْسِكًا بِهُدَاهْ
    أَبْقَيْتُ رَأْسِي عَالِيًا لا يَنْحَنِي لِسِوَاهْ
    وَهَتَفْتُ مِنْ عُمْقِ الدُّجَى أَللَّهُ يَا أَللَّهْ
    لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
    نَبَرَاتُ صَوْتِكِ لَمْ تَزَلْ لَحْنًا وَمَا أَشْجَاهْ
    فِي جَنَّةِ الرَّحْمَنِ أُصْغِي مُنْصِتًا لِصَدَاهْ
    كَمْ كَانَ قَبْلاً نَاصِحِي وَمُوَجِّهِي لِرِضَاهْ
    لا تَحْزَنِي لا تَشْتَكِي فَالْغَرْسُ طَابَ جَنَاهْ
    لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
    قُولِي بُنَيَّ مَضَى وَلَكِنْ فِي غَدٍ أَلْقَاهْ
    فِي دَارِ خُلْدٍ قَدْ غَدَتْ بَعْدَ الْعَنَى* سُكْنَاهْ
    .. بَعْدَ الْعَنَى* سُكْنَاهْ
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    أعظم نعيم في الجنة :

    هو النظر إلى وجه الله الكريم، وهي اللذَّة التي لا تُوازيها لذة، والنعيم الذي ليس فوقه نعيمٌ؛ قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23].
    وقال - سبحانه -: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35].

    والمزيد هو النظر إلى وجه الله تعالى.

    وقد تواتَرت الأحاديث التي تُثبت أن المؤمنين يرون ربَّهم في الجنة بأبصارهم، ومنها ما رواه مسلم عن صُهيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قول الله - عز وجل -: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، قال: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، نادى منادٍ: إن لكم عند الله موعدًا يُريد أن يُنجزكموه، قالوا: ألم تُبيِّض وجوهنا، وتُنجنا من النار، وتُدخلنا الجنة؟! قال: فيُكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه)) . مسلم (181)، والترمذي (3105) واللفظ له.


    عن أبي هريرة قال: قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال: ((هل تُضارون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك.....)) . البخاري (6574)، ومسلم (2968).
    فحَيَّ على جنَّاتِ عدْنٍ فإنَّها
    مَنازِلُكَ الأُولى وفيها المُخَيَّمُ

    ولكِنَّنا سَبْيُ العَدوِّ فهل تُرى
    عود إلى أوطاننا ونُسَلّمُ

    حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (209)، طبعة مكتبة الإيمان.




    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    قال الغزالي - رحمه الله -:
    "فتأمل الآن في غُرَف الجنة واختلاف درجات العُلوِّ فيها؛ فإن الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً، وكما أن بين الناس في الطاعات والأخلاق الباطنة المحمودة تفاوتًا ظاهرًا فكذلك فيما يُجازون به تفاوتٌ ظاهر، فإن كنتَ تطلب أعلى الدرجات فاجتهد ألا يَسبقِكَ أحد بطاعة الله -تعالى- فقد أمرك الله بالمسابقة والمنافسة فيها؛ يقول -تعالى-: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الحديد: 21]، وقال -تعالى-: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُو نَ ﴾ [المطففين: 26]، والعجب أنه لو تقدَّم عليك أقرانك أو جيرانك بزيادة درهم أو بعلوِّ بناء، ثقل عليك ذلك وضاق صدرك، وتنغَّص بسبب الحسد عيشك، وأحسنُ أحوالِك أن تستقرَّ في الجنة، وأنت لا تسلم فيها مِن أقوام يَسبقونك بلطائف لا تُوازيها الدنيا بحذافيرها) . إحياء علوم الدين" (4: 634)، طبعة دار مصر.


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    قال ابن كثير - رحمه الله - في "تفسيره":

    وقوله: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ﴾ [الدخان: 56]، هذا استثناء يؤكِّد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدًا، كما ثبت في "الصحيحين" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُؤتَى بالموت في صورة كبشٍ أملح، فيُوقَف بين الجنَّة والنار، ثم يُذبَح، ثم يقال: يا أهل الجنَّة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت))، الموتُ حق على الجِنِّ والإنس.
    قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - رحمه الله - كما في "القيامة الصغرى" (ص 18):


    "الموت حتم لازم، لا مناصَ منه لكل حي من المخلوقات؛ كما قال - تعالى -: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، وقال: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 26 - 28]، ولو نجا أحدٌ من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]، وقد واسى الله رسولَه بأن الموت سنتُه في خلقه، ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34].

    وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية"، والحاكم في "المستدرك" وغيرهم عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّت، وأحبِبْ مَن شئت فإنك مفارقُه، واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به، واعلم أن شرفَ المؤمن قيامُه الليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس))؛ (صحيح الجامع: 73).

    وجاء في كتاب "الزهد والرقائق" لابن المبارك (ص 88) عن أبي الدرداء - أو أبي ذر - قال: "تُولَدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنَى، وتذرون ما يبقى".
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    السؤال

    ملخص السؤال:



    فتاة تسأل عن سبب دخول أهل الجنةِ الجنةَ وأعمارهم ثلاث وثلاثون سنة.


    تفاصيل السؤال:



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أريد أن أعرفَ لماذا أهل الجنة يكونون أبناء ثلاث وثلاثين؟ وهل صحيح ما يقال: إنَّ المرأة إذا أَكْمَلَتْ ثلاثين عامًا في الدُّنيا تُصْبِحُ سعيدةً في حياتها؟ وهل تَكمُنُ السعادةُ وفقًا لخبراتها في الحياة واختلاطها بالمجتمع، علمًا بأني لا أخرج مِن المنزل؟



    الجواب




    الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فلا يخفى عليكِ - أيتها الأختُ الكريمة - أنَّ أهل الجنة يدْخُلونها في أبهى صورةٍ، وأكمل هيئةٍ، وأجملها وأتمها، فيكونون على صورةِ أبيهم آدم - عليه السلام - وقد خلَقَهُ الله تعالى بِيَدِه، فأتمَّ خَلْقَهُ، وأحْسَنَ تصويرَه، وكلُّ مَن يدخُل الجنة يكون على صورة آدم وخلقته؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خلق الله آدم على صورته، طولُه ستون ذراعًا))؛ فكل مَن يدخل الجنة يكون على صورة آدم، وطولُه ستون ذراعًا.ونؤمن - جميعًا نحن المسلمين - بأنَّ حال مَن يدخل الجنة هو أكمل الحالات وأفضلها، وأعلاها مِن كل الوجوه، وما ورد من تفاصيل في هذا الصدد يدُلُّ على كمال تلك الحالات، كمسألة أعمارهم التي تسألين عنها: "أبناء ثلاثٍ وثلاثين"، وهو عمرُ القوة والفتوَّة والشباب؛ فعن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جردًا، مُردًا، بيضاء، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاثٍ وثلاثين، على خلق آدم, طوله ستون ذراعًا في عرض سبع أذرعٍ))؛ رواه أحمدُ والترمذيُّ من حديث معاذٍ، وقال عنه الشيخ الألباني: "صحيحٌ لغيره".



    قال ابن القيم - رحمه الله - عن هذا السن: إن فيه مِن الحكمة ما لا يخفى؛ فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذَّات؛ لأنه أكمل سن القوة؛ "حادي الأرواح" (ص: 111).


    فدلَّ الحديثُ على أن عُمر الثلاثين من أفضل سنيِّ عمر الإنسان في القوة والنضارة وغيرها؛ مما هو مَظان التمتع بالحياة، وبلا شك كلُّ هذا له مردودٌ مباشرٌ في سعادة الإنسان.
    أما مكْمَنُ السعادة فليستْ في الخبرات الحياتية، ولا في الاختلاط بالمجتمع؛ قال الإمام ابن حزمٍ - رحمه الله - في "الأخلاق والسير في مُداواة النفوس" (ص: 13): "لذة العاقل بتمييزه، ولذةُ العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله - عز وجل - باجتهاده، أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطئ بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك: أن الحكيم والعاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها، وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما، لا من عرف أحدهما، ولم يعرف الآخر".ثم بيَّن - رحمه الله - بعد ذلك أن طلب السعادة أو طرد الهمّ هو مقصود كل الخلْق، ولم يستثنِ أحدًا، ثم بيَّن السبب الوحيد الذي يحقق ذلك؛ وهو العمل لله تعالى، فقال (ص: 14 -16): "تطلبتْ غرضًا يستوي الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه، فلمْ أجدْه إلا واحدًا، وهو طردُ الهمِّ، فلما تدبرتُه، علمتُ أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط، ولا في طلبه فقط، ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم وتبايُن هممهم وإراداتهم لا يتحركون حركةً أصلًا إلا فيما يرجون به طردَ الهمّ، ولا ينطقون بكلمةٍ أصلًا إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم، فمِن مخطئٍ وجه سبيله، ومِن مقاربٍ للخطأ، ومن مُصيبٍ وهو الأقل من الناس في الأقل مِن أموره؛ فطَرْدُ الهمّ مذهبٌ قد اتفقت الأمم كلها مذ خلَق الله تعالى العالمَ إلى أن يتناهى عالم الابتداء، ويعاقبه عالم الحساب، على ألا يعتمدوا بِسَعْيِهم شيئًا سواه، وكل غرضٍ غيره، ففي الناس من لا يستحسنه؛ إذ في الناس من لا دين له؛ فلا يعمل للآخرة، وفي الناس من أهل الشر مَن لا يريد الخيرَ، ولا الأمنَ، ولا الحقَّ، وفي الناس مَن يؤثر الخمولَ بهواه، وإرادته على بعد الصيت، وفي الناس من لا يريد المال، ويُؤثر عدمه على وجوده، ككثيرٍ من الأنبياء - عليهم السلام - ومَن تلاهم مِن الزُّهَّاد والفلاسفة، وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه، ويستنقص طالبها؛ كمن ذكرنا من المؤثرين فقْدَ المال على اقتنائه، وفي الناس مَن يُؤثر الجهل على العلم؛ كأكثر مَن ترى من العامة، وهذه هي أغراض الناس التي لا غرض لهم سواها، وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحدٌ يستحسن الهم، ولا يريد طرده عن نفسه، فلما استقر في نفسي هذا العلمُ الرفيعُ، وانكشف لي هذا السرُّ العجيبُ، وأنار الله تعالى لفِكْري هذا الكنز العظيم، بحثتُ عن سبيلٍ موصلةٍ على الحقيقة إلى طرْدِ الهمّ الذي هو المطلوب للنفس الذي اتفق جميع أنواع الإنسان الجاهل منهم والعالم والصالح والطالح على السعي له، فلم أجدها إلا التوجه إلى الله - عز وجل - بالعمل للآخرة، وإلا فإنما طلبَ المال طلابُه؛ ليطردوا به هم الفقر عن أنفسهم، وإنما طلب الصوت (الصيت) مَن طلبه؛ ليطرد به عن نفسه هَم الاستعلاء عليها، وإنما طلب اللذات من طلبها؛ ليطرد بها عن نفسه هَم فوتها، وإنما طلب العلم من طلبه؛ ليطرد به عن نفسه هم الجهل، وإنها هشّ إلى سماع الأخبار ومحادثة الناس مَن يطلب ذلك؛ ليطردَ بها عن نفسه هم التوحُّد ومغيب أحوال العالم عنه، وإنما أكل مَن أكل، وشرب مَن شرب، ونكح مَن نكح، ولبس مَن لبس، ولعب مَن لعب، واكتَنَّ مَن اكتَنَّ، وركب من ركب، ومشى من مشى، وتودع من تودع؛ ليطردوا عن أنفسهم أضداد هذه الأفعال، وسائر الهموم، وفي كل ما ذكرنا لمن تدبره همومٌ حادثةٌ لا بد لها من عوارض تعرض في خلالها، وتعذر ما يتعذر منها، وذهاب ما يوجد منها، والعجز عنه لبعض الآفات الكائنة، وأيضًا نتائج سوء تنتج بالحصول على ما حصل عليه مِن كل ذلك مِن خوف منافسٍ، أو طعن حاسدٍ، أو اختلاس راغبٍ، أو اقتناء عدو، مع الذَّمِّ، والإثم، وغير ذلك، ووجدت العمل للآخرة - سالمًا من كل عيبٍ، خالصًا من كل كدرٍ - موصلًا إلى طرْد الهَمِّ على الحقيقة، ووجدتُ العامل للآخرة إن امتحن بمكروهٍ في تلك السبيل، لم يهتمّ، بل يُسَرّ؛ إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عونٌ له على ما يطلب، وزائدٌ في الغرض الذي إياه يقصد، ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائقٌ، لم يهتمّ؛ إذ ليس مُؤاخذًا بذلك؛ فهو غير مؤثرٍ في ما يطلب، ورأيته إن قصد بالأذى سُرّ، وإن نكبته نكبةٌ سُرَّ، وإن تعب فيما سلك فيه سُرّ؛ فهو في سرورٍ متصلٍ أبدًا، وغيره بخلاف ذلك أبدًا، فاعلمْ أنه مطلوبٌ واحدٌ، وهو طردُ الهمّ، وليس إليه إلا طريقٌ واحدٌ، وهو العمل لله تعالى، فما عدا هذا فضلالٌ وسُخفٌ". اهـ.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #30

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم

    وفيكم بارك الله .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .

    خلق الجنة


    قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية:


    (إن الجنة والنار مخلوقتانِ، لا تفنيانِ أبدًا ولا تَبِيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً، فمَن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه... وكلٌّ يعمل لِمَا قد فُرِغ له، وصائرٌ إلى ما خُلِق له)[1].

    (والدليل على أنهما مخلوقتانِ بعدُ إخبارُ النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة ليلة الإسراء، وأخبر عليه السلام أنه رأى سدرة المنتهى في السماء السادسة، وقال تعالى: ﴿ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ [النجم: 14، 15]، فصحَّ أن جنة المأوى هي السماء السادسة، وقد أخبر الله عز وجل أنها الجنة التي يدخلُها المؤمنون يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 19]4[2].

    ومن أوضحِ الأدلة وأصرحِها على خلق الجنة قصةُ آدم عليه السلام:قال تعالى: ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 19].

    وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27].

    وقوله تعالى عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

    وكذلك في قوله تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [الحديد: 21].

    وفي هذه الآيات دلالاتٌ واضحة على أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجنة، وأنها موجودة، وأنه أعدَّها للذين يتَّقونه ويخشَوْنه.

    (وعن عائشة أم المؤمنين، قالت: تُوفِّي صبي، فقلتُ: طُوبَى له عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَلا تدرينَ أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً))[3].


    [1] شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق: أحمد شاكر، (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد)، ط1، - 1418 هـ، (ج1/ص420).
    [2] أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (ت: 456 هـ)، الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحَل، (مكتبة الخانجي - القاهرة)، (ج4/ص68).
    [3] صحيح مسلم، (مصدر سابق)، (ج4/ص2050)، باب: معنى كل مولود يُولَد على الفطرة، رقم الحديث: 2662.


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي

    جزاك الله خيرا .
    ونفع بك .

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    آمين، وإيِّاك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا



    او ما سمعت منادي الايمان..يخبر عن منادي جنة الحيوان..
    يا اهلها لكم لدى الرحمن..وعد وهو منجزه لكم بضمان..

    قالوا اما بيضت اوجهنا..كذا.. اعمالنا ثقلت في الميزان..
    وكذاك قد ادخلتنا الجنات..حين اجرتنا حقا من النيران..

    فيقول عندي موعد قد ان..ان اعطيكموه برحمتي وحناني..
    فيرونه من بعد كشف حجابه..جهرا روى ذا مسلم ببيان..

    واذا راه المؤمنون نسوا الذي ..هم فيه مما نالت العينان..
    والله ما في هذه الدنيا الذ..من اشتياق العبد للرحمن..

    وكذاك رؤية وجهه سبحانه..هي اكمل اللذات للانسان..


    منقول
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    جزيت خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    631

    افتراضي

    اللهم اجمعنا في الجنة من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب ، اجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير حساب ، اللهم آمين
    بارك الله فيك أبا البراء وجعلك من أهلها

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل الغرياني مشاهدة المشاركة
    اللهم اجمعنا في الجنة من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب ، اجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير حساب ، اللهم آمين
    بارك الله فيك أبا البراء وجعلك من أهلها
    آمين، وإيِّاكم حبيبي الغالي: عادل الغرياني.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اللهم ارزقنا الجنة وما يقرب إليها من عمل ...
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •