تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التوسل المشروع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي التوسل المشروع

    هذا القسم يشمل أنواعًا كثيرة، أجمعها فيما يلي:

    أ- التوسُّل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

    وذلك بأن يدعو الله تعالى بأسمائه كلها؛ كأن يقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، أن تغفِر لي، أو أن يدعو الله تعالى باسم معيَّن من أسمائه تعالى، يُناسب ما يدعو له؛ كأن يقول: اللهم يا رحمن، ارْحَمني، أو أن يقول: اللهم إني أسألك بأنَّك أنت الرحمن الرحيم، أن ترحمني، أو أن يدعو الله تعالى بجميع صفاته؛ كأن يقول: اللهم إني أسألك بصفاتك العُليا أن تَرزقني رزقًا حلالاً، أو أن يدعوه بصفة واحدة من صفاته تعالى، تُناسب ما يدعو به؛ كأن يقول: اللهم إنَّك عفوٌّ تحب العفو، فاعفُ عني، أو يقول مثلاً: اللهمَّ انصُرنا على القوم الكافرين؛ إنك قوي عزيز.

    ب- الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - في بداية الدعاء؛ لِما ثبت عن فضالة بن عبيد عن النبي أنه سمِع رجلاً يدعو في صلاته، لم يَحمَد الله، ولم يصلِّ على النبي، فقال: ((عَجِل هذا))، ثم دعاه، فقال له: ((إذا صلَّى أحدكم، فليَبدأ بتمجيد الله والثناء عليه، ثم ليُصلِّ على النبي، ثم ليَدْعُ ما يشاء))، قال: وسمِع رسول الله رجلاً يصلي، فمجَّد الله وحمِده، وصلَّى على نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ادعُ، تُجَبْ، وسَلْ تُعْطَ))؛ صحَّحه العدوي، وأخرَجه أبو داود (1481)، الترمذي (3477) واللفظ له، وغيرهم.

    ومن ذلك أن يُثني على الله تعالى بكلمة التوحيد: "لا إله إلا الله"، التي هي أعظم الثناء على الله تعالى؛ كما توسَّل بها يونس - عليه السلام - في بطن الحوت، ثم يصلي على النبي، فيقول في توسُّله مثلاً: "لا إله إلا الله، اللهمَّ صلِّ على محمد، اللهم اغفِر لي".ومن ذلك سورة الفاتحة، فشَطرها الأول ثناءٌ على الله تعالى، وآخرها دعاءٌ.

    ج- التوسُّل إلى الله تعالى بذِكره وحده - جلَّ وعلا - كما في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ﴾ [آل عمران: 194]، ومنه أن يقول الداعي: اللهم إنك وعَدت مَن دعاك بالإجابة، فاستجِب دعائي.

    د- التوسُّل إلى الله تعالى بأفعاله - جلَّ وعلا - كأن يقول: اللهم يا مَن نصَرت محمدًا يوم بدرٍ، انصُرنا على القوم الكافرين.

    هـ- أن يتوسَّل العبد إلى الله تعالى بعباداته القلبية أو الفعلية، أو القولية أو غيرها؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [المؤمنون: 109].

    وكما في قصة أصحاب الغار، فأحدهم توسَّل إلى الله تعالى ببرِّه لوالديه، والثاني توسَّل إلى الله تعالى بإعطاء الأجير أجرَه كاملاً بعد تَنميته له، والثالث توسَّل إلى الله تعالى بتَرْكه الفاحشة، وقال كل واحدٍ منهم في آخر دعائه: "اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك، ففَرِّج عنَّا ما نحن فيه"؛ البخاري (4650)، مسلم (2743)، ومن ذلك أن يقول الداعي: "اللهمَّ إني أسألك بمحبَّتي لك، ولنبيِّك محمدٍ، ولجميع رُسلك وأَوليائك - أن تُنجِّني من النار"، أو يقول: "اللهمَّ إني صُمت رمضان ابتغاءَ وجهك، فارزُقني السعادة في الدنيا والآخرة".

    و- أن يتوسَّل إلى الله تعالى بذِكر حاله، وأنه يحتاج إلى رحمة الله وعونه؛ كما دَعا موسى - عليه السلام -: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].

    فهو - عليه السلام - توسَّل إلى ربه - جلَّ وعلا - باحتياجه للخير، أن يُنزل عليه خيرًا، ومن ذلك قول الداعي: "اللهمَّ إني ضعيف لا أتحمَّل عذاب القبر ولا عذابَ جهنم، فأنْجِني منهما، اللهم إني قد آلَمني المرض، فاشْفِني منه".

    ويدخل في ذلك: الاعتراف بالذنب وإظهار الحاجة إلى رحمة الله ومغفرته؛ كما قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

    ز- التوسُّل بدعاء الصالحين؛ رجاء أن يَستجيب الله دعاءهم، وذلك بأن يطلب من مسلم حاضرٍ أن يدعو له؛ كما في قول أبناء يعقوب - عليه السلام - له: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 97].

    وكما في قصة الأعرابي الذي طلَب من النبي - عليه الصلاة السلام - أن يدعو له بنزول المطر، فدعا النبي؛ أخرجه البخاري (1933)، وكما في قصة المرأة التي طلَبت منه - عليه الصلاة والسلام - أن يدعو الله لها بألاَّ تتكشَّف؛ البخاري (5652)، مسلم (1576)، وكما طلب عمر ومعه الصحابة في عهد عمر من العباس أن يَستسقي لهم؛ أي: أن يدعو لهم بنزول المطر؛ البخاري (1010)، (3710).

    فهذه التوسُّلات كلها صحيحة؛ لأنه قد ثبت في النصوص ما يدلُّ على مشروعيَّتها، وأجمَع أهل العلم على ذلك؛ نقلاً عن كتاب "تسهيل العقيدة الإسلامية"؛ للشيخ الجبرين؛ تحقيق الشيخ العدوي، ص (175)، (176).

    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/46303/#ixzz3BxK9djQd
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: التوسل المشروع

    قال الشيخ الفوزان: التوسُّل المشروع: وهو أنواع:

    أ- النوع الأول:

    التوسُّل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته؛ كما أمر الله تعالى بذلك في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

    ب- النوع الثاني:

    التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسِّل؛ كما قال تعالى عن أهل الإيمان: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193].وكما في قصة الثلاثة الذين انطبَقت عليهم الصخرة.

    ج- النوع الثالث:

    التوسُّل إلى الله تعالى بتوحيده؛ كما توسَّل يونس - عليه السلام -: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

    د- النوع الرابع:

    التوسُّل إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف والحاجة، والافتقار إلى الله تعالى؛ كما قال أيوب - عليه السلام -: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83].

    هـ- النوع الخامس:

    التوسُّل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين الأحياء؛ كما كان الصحابة إذا أجدَبوا يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوَ لهم، ولَما تُوفِّي، صاروا يطلبون من عمِّه العباس - رضي الله عنه - أن يدعو لهم"؛ البخاري.

    و- النوع السادس:

    التوسل إلى الله تعالى بالاعتراف بالذنب؛ كما قال تعالى: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16]؛ نقلاً عن "عقيدة التوحيد"؛ للشيخ الفوزان، (ص142 - 143).

    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/46303/#ixzz3BxKtxwnY
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: التوسل المشروع

    قال الشيخ الألباني: أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع، فهي:


    [1] التوسُّل إلى الله تعالى باسمٍ من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا:

    كأن يقول المسلم في دعائه: اللهمَّ إني أسألك بأنَّك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير، أن تُعنِّي، أو يقول: أسألك برحمتك التي وَسِعت كلَّ شيءٍ، أن تَرحمني وتغفِر لي، ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبِّك لمحمدٍ؛ فإن الحب من صفاته تعالى.

    ودليل مشروعية هذا التوسُّل: قوله - عز وجل -: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسِّلين إليه بأسمائه الحسنى، ولا شك أن صفاته العليا - عز وجل - داخلة في هذا الطلب؛ لأن أسماءَه الحسنى - سبحانه - صفاتٌ له خُصَّت به - تبارك وتعالى ... إلخ.

    [2] التوسُّل إلى الله تعالى بعملٍ صالحٍ قام به الداعي:

    كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك واتِّباعي لرسولك، اغفِر لي، أو يقول: اللهم إني أسألك بحبِّ محمدٍ، وإيماني به، أن تُفرِّج عني، ومنه: أن يَذكر الداعي عملاً صالحًا ذا بالٍ، خاف الله تعالى فيه.

    وهذا توسُّل جيد وحميد، قد شرَعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيَّته قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 16]، وقوله: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]، وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات.

    وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسُّل: ما رواه بُريدة بن الحَصيب - رضي الله عنه - حيث قال: سمِع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أَشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: ((قد سأَلَ الله باسْمه الأعظم، الذي إذا سُئل به أَعطى، وإذا دُعي به أجاب))؛ رواه أحمد (5/ 349 -350)، أبو داود (1493)، وغيرهما، وإسناده صحيح؛ (القائل: الألباني).

    ومن ذلك ما تضمَّنته قصة أصحاب الغار؛ كما يرويها عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - كما عند البخاري وغيره.

    [3] التوسُّل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:

    كأن يقع المسلم في ضِيق شديدٍ، أو تَحُلُّ به مصيبة كبيرة، ويَعلم من نفسه التفريط في جَنب الله تعالى، فيَجب أن يأخذ بسبب قويٍّ إلى الله، فيَذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسُّنة، فيطلب منه أن يدعوَ له ربَّه؛ ليُفرِّج عنه كَرْبَه، ويُزيل عنه همَّه، فهذا نوع آخر من التوسل المشروع، دلَّت عليه الشريعة المطهرة، وأرشدت إليه، وقد وردَدت أمثلة منه في السنة الشريفة، كما وقَعت نماذجُ منه من فعْل الصحابة الكِرام - رضوان الله تعالى عليهم - فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - حينما قال: "أصاب الناسَ سنةٌ على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما النبي يخطب - (على المنبر 2/22) - قائمًا في يوم الجمعة، قام - (وفي رواية: دخل 2/16) - أعرابي من أهل البدو (2/20) من باب كان وِجاهَ المنبر، (وفي رواية: نحو دار القضاء)، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائم، فاستقبَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا (2/17)، فقال: يا رسول الله، هلَك المال....))؛ الحديث.

    ومن ذلك أيضًا ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قُحِطوا، استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتَسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا، فاسْقِنا، قال: فيُسْقَون".ومعنى قول عمر:

    إنا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - وإنا نتوسَّل إليك بعم نبيِّنا: أننا كنا نقصد نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - ونطلب منه أن يدعوَ لنا، ونتقرَّب إلى الله بدعائه؛ نقلاً عن كتاب "التوسُّل أنواعه وأحكامه"؛ آلف بينها ونسَّقها: محمد عيد العباسي، بحوث كتَبها وألَّفها الألباني، ص (32 إلى 46)؛ بتصرُّف قليل.

    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/46303/#ixzz3BxLJsRxl
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •