قال الحسن ين سفيان الشيباني: "لما قدمت على علي بن حجر، وكان من آدب الناس، وكان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث، فغاب القارئ عنه يوما، فقال: هاتوا من يقرأ؟ فقمت فقلت أنا، فقال: اجلس، ثم قال في الثانية: من يقرأ؟ قلت: أنا، فقال: اجلس، وزبرني إلى أن قال الثالثة، فقلتُ: أنا، فقال- كالمغضب-: هات! فقرأت ذلك المجلس، وهو ذا يتأمل، ويجهد أن يأخذ علي شيئا، في النحو واللغة؛ فلم يقدر عليه، فلما فرغت قال لي: يا فتى! ما اسمك؟ قلتُ الحسن، قال: ما كنيتك؟ قلتُ: لم أبلغ رتبة الكنية، فاستحسن قولي، قال: كنيتك أبا العباس. قال: فكان الحسن بن سفيان يفتخر أن علي بن حجر كناه.

"تاريخ دمشق" (13/102)، لابن عساكر.