الداعية بين العلو والغلو
إنك أنت الأعلى
قالها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام يعلمه ويذكره أنك أيها الداعي باسمي تحمل وسام الشرف والكرامة ، فأنت أكرم إنسان على الأرض وأفضل مخلوق وجدت ؛ لأنك تتحدث عن الله تعالى ، تساعد الناس ليلتقطوا حبل النجاة الذي هو طريق الله تعالى .
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله
فأحسن قولا من ؟ إن لم يكن الذي يتكلم عن ملك السموات والأرض الذي ينطق ويعرف الناس على الله تعالى ، يصالح العبد على مولاه .
أنت الأعلى إنك المتحدث عن الله العلي العظيم ، فعظمتك ورفعتك وعلوك ؛ لأنك اكتسبت العلو من العلي فأنت تعلو في أعين الناس حتى أعداؤك .
بعد هذا العلو، الأكرم للإنسان والأشرف أنه إذا أعلاه الله تعالى تواضع للناس ليس خسة واستصغارا بل هو العلو أن أكون متواضعا .
الناس يحترمون الدعاة ويقدمونهم في أفراحهم وأتراحهم ،بل أعلاك الله تعالى وجعلك وأنت تكلم الناس قدمك ( وأنت على المنبر ) فوق جباههم ، أبعد ذلك علو
فأنت بالله تعالى أعلى . وكلما صغرت نفسك وحقرتها ووضعت جبينك في التراب فأنت في طريق العلو الدائم .
فلا تغلو وتستطل على الناس ، تتدلل لطاعتك على القهار ، إياك أن تنسى سبب علوك وهو استحقارك لنفسك وذلك بين يدي الله تعالى ، وتطغى وتسمع وساوس شياطين الإنس والجن
كلما تئن يرفعك الله تعالى ، فأنين المذنبين أفضل عند الله تعالى من دل الطائعين وزجل المسبحين .
إن كنت كذلك ورفعك الله تعالى فلا تذل نفسك لغيره . إياك الغلو يعمي بصرك تغلو لفتوى أو قولة شيخ فلو أعجبك رأيك واتبعت هواك كنت مغاليا لا تقر بالحق قلت لك في رسالة : إياك أن تتبنى رأيا واحدا وتتبنى قولة " قولا واحدا " وأنا الأرجح.الخ من أقوال العنجهية الزائفة التي ليست من الدين بشيء.
لا تلزم الناس فذاك الغلو المذموم . كن عاليا بالله تعالى لا تجعل غلو رأيك يحط منزلتك . فتكون بعد علو في هبوط .
إياك أيها الداعية أن تذل نفسك لغير الله تعالى من أجل عرض زائل ، من أجل دنيا تخسر دينك ، كما نرى من علماء السلطة يبيعون دينهم لدنيا غيرهم .
لا تغلو في طلب الدنيا ،
أنت الأعلى بدينك وبارتباطك بالله تعالى . فأحسن الصلة تنجو . إنك أنت الأعلى
وصل اللهم على محمد وآله وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عادل الغرياني ..