مقدمةٌ
تعرِّفُ العبدَ: بماخُلِقَ لهُ،
وبأول ما فرض اللهُ تعالى عليه،
وبما أخذ اللهُ عليه به الميثاقَ
في ظهر أبيه آدم عليه السلام
وبما هو صائرٌ إليه
======================
اعلَم بِأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا *** لَم يَترُكِ الْخَلقَ سُدَىً وَهَمَلا
بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعبِدُوهُ *** وَبِالإِلهِيَّة ِ يُفرِدُوهُ
أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ *** آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ
وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهُمْ أَنَّهُ *** لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍّ غَيرَهُ
وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا *** لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا
لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم *** وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم
كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ *** للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ
فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ *** فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ *** وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا *** وَلازَمَ الإِعراضَ عَنهُ وَالإِبَا
فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ *** مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارِينِ