تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار العلامة الإعرابية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز مستوياتها من حيث الحسن والضعف والقبح نظرا لتغير منزلة المعنى في إطار العلامة الإعرابية ، وهي عن مطلوب الصفة المشبهة :
نقول:محمد حسنُ الوجهِ- (الوجه:مضاف إليه)حسن ،وهو المختار .
ونقـول:محمد حسنٌ وجهُهُ- (وجهه:فاعل) حسن ،وهو الأصل .
ونقول:محمد حسنٌ وجهاً - (وجها:تمييز) حسن .
ونقول:محمد حسنٌ وجْهٌ - (وجه:فاعل) قبيح .
ونقول:محمد حسنٌ الوجْهَ - (الوجه:مشبه بالمفعول به) ضعيف .
التراكيب الثلاثة الأولى من المستقيم الحسن ، ففي التركيب الأول جئنا بالمبتدأ فالخبر المضاف ثم بالمضاف إليه والاحتياج المعنوي واضح بين أجزاء التركيب ، وهذا هو المختار"لأن الأسماء على حدها من الإضافة إلا أن يحدث معنى المضارعة "(1) والأصل أن تكون بمعناها الأصلي ، وليست بمعنى الفعل ، وفي التركيب الثاني جئنا بالمبتدأ فالخبر ففاعل الصفة المشبهة وبينها احتياج معنوي ، وهذا هو الأصل ، على معنى المضارعة ، وهذا المعنى غير أصلي، وهو أن تكون بمعنى الفعل ، وفي التركيب الثالث جئنا بالمبتدأ فالخبر فالتمييز وبينها احتياج معنوي ،وفي هذا التركيب إيضاح بعد إبهام ، أما التركيب الرابع فمستقيم قبيح ، فهو على معنى الفعل ،وهو غير أصلي ،ويفتقر إلى الضمير الذي يربط بين الصفة والموصوف لفظا أو تقديرا ولو قلنا:" محمد حسنٌ وجهٌ منه" لشعرت بأن التركيب ركيك ، أما التركيب الخامس فمستقيم ضعيف ، فقد جئنا بالمبتدأ فالخبر وهذا سليم ، ولكننا نصبنا "الوجه" بمعنى الفعل على التشبيه بالمفعول مع أن الصفة المشبهة لا تحتاج إلى مفعول . وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ، ويتضح أنه يكفي المتكلم أن يقول كلاما بعيدا عن اللبس والتناقض ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستويات نظم التراكيب .
============================== =======
(1) ابن السراج – الأصول –ص132