تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 53

الموضوع: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

  1. #21

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني


    و من شيوخه أيضا و أئمة عصره
    الذين أخذ عنهم العلم النافع
    ممن حفظ عن التابعين و الصحابة كل نصيحة
    العلم العلامة سليمان بن حرب بالبصرة سنة 194 هـ،
    و الإمام أبي النعمان عارم في تلك السنة،

    و من الإمام أبي عمر الحوضي أيضاً ،
    و الإمام علي بن هاشم بن البريد

    و العلم الفاضل الثقة سفيان بن عيينة
    وإسماعيل بن علية.

    و الإمام عبد المؤمن العبسي سمع منه سنة 182 هـ.

    والإمام عبد الرحمن بن مهدي ،
    والعالم البطل أبو بكر بن عياش .
    الحمد لله رب العالمين

  2. #22

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وممن حدث عنهن أحمد بن حنبل
    من النساء !!

    الفاضلة أم عمر بنت حسان بن زيد الثقفي.

    فلم يكن ديننا متعصبا متحيزا
    و لم يمنع امرأة أن تصير محدثة !

    و دونك كتاب الزيانب لإبن حجر
    حيث جمع فيه جمعا طريفا
    فيه كل من اسمها زينب من الفاضلات المعلمات ....
    فالمرأة الفاضلة يزيدها الحق فضلا ...
    و لا يكبت طموحها ...


    هاهم أصحابه يقولون له ,
    و هم يرونه دوما يطلب المزيد من العلم
    و دوما يحمل محبرته و أوراقه و لا يكل ,
    كالنحلة تجنى الرحيق بلا ملل ..!


    يقولون كما فى السير :

    يا أبا عبد الله ،
    أنت قد بلغت هذا المبلغ،
    وأنت إمام المسلمين،
    حتى متى مع المحبرة ؟

    فقال:
    مع المحبرة إلى المقبرة.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #23

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    * و في مكة سُرِق متاعه وهو خارج البيت يطلب الحديث،
    و لما عاد قيل له ذلك،

    فلم يسأل عن شيء من المتاع ،
    وإنما بادر بالسؤال عن الألواح التي كتب فيها
    حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ولم يطمئن إلا بعد أن وجدها.


    فلم يسخط مع الاختبار الربانى ,
    و لم يتبرم ...
    و لم يشفق على الضائع من الفانية ...
    فأثبت أن الثمرة أينعت ..
    و أن الحديث ليس باللسان فقط .


    ها هو عبد الله بن الإمام أحمد يقول :

    خرج أبي إلى طرسوس ماشياً،
    وخرج إلى اليمن ماشياً.!


    وصف المعاصرون مجلسه
    فكأنما البركة تحيط و العناية تظلل ,
    كان كثير التواضع له هيبة ووقار ,
    و سكينة لا تفارق المكان أثناء الدرس ....
    الحمد لله رب العالمين

  4. #24

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    فحين تحضر الألوف التى تسمع الرجل الأمة
    يشرق الإحساس فى تلك القلوب التى تختلف عن قلوبنا ,
    فلم تسلم القياد لإعلام و تعليم و ثقافة غبية ملحة تافهة ..


    و لم تكن تفكر بذات الطريقة التى يمليها عليها غيرها ...
    فكانت الأوعية تختلف ,
    فتتفتح منسابة لتسري المعانى إلى القلب بيسر لا حد له ...
    من هنا نرى حالنا ,

    حيث كثر القراء و قل العلماء ..
    فلا يتسع الأفق إلا لسماء ملبدة بالحزن ,
    و يبقى الأمل و الحنين
    فى قلة ترتوي الآن من ذات المعين
    و تنادي الله تعالى وتسأله سبحانه ,

    و هم على قلة عددهم و رقة حالهم فهم ورود ,
    تفوح منها رائحة الأمل الموعود ,
    لتزكي الهواء كله ...
    فترى صغيرهم و كبيرهم رغم العناء و اللأواء
    يحمل قلباً باسماً .....

    رحمك الله يا أحمد

    قالوا :
    نظرة إليه تذكر الناس


    و تعظهم قبل أن يتكلم لسانه ...


    و كان أحمد بن حنبل مع تلك السكينة
    رجلا مبتسما مؤدبا بشوشا .

    فقيل فيه أيضا :

    يلقى الناس مبتسما
    و يقدمهم عليه فى المشى .

    و فى قراءته للقرآن يجتنب الظهور و الشهرة
    فإذا قرأ القرآن ودخل عليه الناس
    سكت
    صيانة لقلبه من المديح ودخول الرياء.
    الحمد لله رب العالمين

  5. #25

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    محنته :

    عاش الإمام أحمد في عصر الخليفة المأمون
    ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل .

    في هذا الوقت ،
    كانت فتنة المعتزلة خاصة في عصر المأمون.
    وكان المأمون تلميذاً لأبي هذيل العلام من المعتزلة ،
    ووقع فى براثن الفلسفة اليونانية .

    وعين المأمون أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي وزيراً خاصاً له .

    و كان الصدام بين خرافة القول بخلق القرآن ...
    أي أنَّ القرآن حادث مخلوق

    و بين الحق الذى مثله أهل السنة
    متبعين فيه التابعين و الصحابة
    في فهمهم و تعاملهم مع الدليل

    و أن القرآن هو كلام الله تعالى الأزلي القديم

    و لم يكن أهل السنة يسلمون أنفسهم لفلسفة الوثنيين ,
    و لا يخضعون لها الشرع
    و لا يشغلون أرواحهم
    و لا يرهقون أنفاسهم
    خلف بشر يعمل عقله و هلاوسه
    من عبدة أساطير جبل الأوليمب !


    بل تخفق قلوبهم مع الأثر
    عن النبى صلى الله عليه وسلم و صحبه الكرام الطاهرين
    , ففى كلامهم تحضر موارد الإيمان،
    و يتبين أهل الشقاء من أهل الحرمان

    حسب التأسي بما يقال ،
    حتى لو جاءت الفتنة و المحنة ,
    فزادهم هو اليقين بكريم الإرادة الربانية ,
    إرادة الرحمن سبحانه التى تدخر الفوز لهم ,
    فيجعلهم من الصابرين انتظارا لحسن المآل
    الحمد لله رب العالمين

  6. #26

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و حين اعتنق المأمون هذه البدعة
    أراد تعميمها و نشرها

    ..ففي عام 218 ه
    ـ أرسل كتاباً إلى نائبه في بغداد
    وهو إسحاق ابن إبراهيم
    كتبه وزيره المعتزلى لكنه بختم المأمون
    يفرض فيه بدعته و شبهاتها الداحضة الواهية

    و أمر المأمون أن تقطع نفقة كل عالم لا يقر بما طلب
    و رفض العلماء التهديد ,
    فطلب المأمون أن يرسل إليه كل معارض مقيداً بالأغلال .

    وكان الإمام أحمد من بين الكوكبة التي رفضت أن تقر ,
    و لم تتراجع تحت تهديد السيف ،
    فقُيِّدوا جميعاً بالأغلال وذُهِبَ بهم إلى طرطوس.
    وفي الطريق تراجع البعض خوف البطش ومات البعض الآخر ....

    منهم العالم العلامة محمد بن نوح العجلي
    و كان آنذاك مريضا يرصف في الأغلال ,

    و توفي ودفن في الرحلة
    كأول بطل لقى نحبه في تلك المحنة ،

    ولم يبق إلا أحمد الذي وصله الكلام صريحا
    من خادم المأمون قائلا له:

    إنَّ المأمون أقسم على قتلك إن لم تجبه.

    و لكن أحمد رفض التراجع عن الحق
    و بينما هو في الطريق لا يفصله عن المأمون إلا أميال ،

    إذ جثى على ركبتيه
    و رمق بطرفه إلى السماء
    ودعا الله تعالى أن ينجيه ,

    فتوفي المأمون قبل أن يصل أحمد
    إلى طرطوس بسويعات !

    الحمد لله رب العالمين

  7. #27

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و أُعيد الإمام أحمد وأودع السجن
    ريثما تستقر الأمور.

    وقال : ظهر لي في الطريق رجل بدوي ،
    فقلت من هذا ؟
    قالوا : شاعر ربيعة جابر بن عامر ,
    فأمسك بزمام ناقته وقال :

    إيه ما بالك يا إمام ؟
    ما عليك أن تقتل في سـبيل الله
    فإنه ليس إلا القتل هاهنا والجنة ها هنا !

    وعظه هذه الموعظة ،
    يقول الإمام أحمد
    فشــدت كلمته في قلبي أيما شد وثبتتني ،

    و يشاء الله أن تكون المحنة بعدها ,
    لما في كل محنة من منح
    و عبر و حكم و خير آجل ....
    الحمد لله رب العالمين

  8. #28

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وجاء بعد ذلك المعتصم و استدعى الإمام أحمد مكبلا ,

    و حول الخليفة عدد من المعتزلة
    على رأسهم ابن أبي دؤاد
    الذي ظهر من سيرته
    أنه مع بدعته يكن حقدا و حسدا للإمام أحمد ،

    و ناقشوا الإمام أحمد

    و كان واضحا فقال :
    القرآن كلام الله ...
    القرآن من علم الله
    و من قال إنَّ علم الله حادث أي مخلوق
    فقد كفر !

    و طلب المعتصم أن يناقشوه
    وكاد أن يقتنع بقول أحمد رحمه الله ,
    ولكن سطوة البدعة و أهلها
    و وسوستهم غلبت ...

    و عرض عليه المال والعطايا ,
    و لكن الإمام أحمد قال له:

    أرني شيئاً من كتاب الله أعتمد عليه
    (أي أعطني دليلاً على ما تزعم من كتاب الله تعالى).


    وحذَّر المعتزلة المعتصم إن هو أطلق سراحه
    أن يُقال إنَّ هذا الرجل تغلب على خليفتين اثنين...

    فتركه المعتصم للضرب والتعذيب
    و السجن الطويل المؤلم .

    فكان يُضرَب ضرباً مبرحاً حتى يغشى عليه
    ثم يأتون به في اليوم التالى
    و يرفض الخنوع .

    الحمد لله رب العالمين

  9. #29

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وقال الإمام أحمد ضربت بالسياط أول يوم
    فطفقت أعد سبعة عشر ســوطا
    ثم أغمى عليَّ ولم أدري ما كان من بعد...!!

    ومن حضر غُسْل الإمام أحمد بعد موته رحمه الله
    -مع أنه مات من بعد هذه الحادثة بأكثر من عشرين عاما-

    شـاهدَ آثار السـياط هذه في ظهره ،
    حيث أن الإمام مات ســنة مائتين وواحد وأربعين هجرية
    والحادثة ســنة مائتان وتسعة عشر هجرية !
    الحمد لله رب العالمين

  10. #30

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و قال الإمام أحمد :

    علقت بالسـقف من رجلي وبيني وبين الأرض مسـافة ذراع
    فكانوا يعذبونني على هذه الشاكلة
    فإنقطع الحبل بي فدكت عنقي بالأرض
    فأغمي علي ولم أدري ما وراء ذلك ،

    وجيئ به في اليوم الثالث فلُفَّ في حصـيرة
    وظلوا يدوسـون عليه حتى أغمي عليه
    وفي كل ذلك يقولون له
    قل بقولنا بأن القرآن مخلوق وهو يأبى ،
    فتركه المعتصم لعله يلين ولعله و لعله ،

    في تلك الفترة وهو في قصر المعتصم
    يجيئه بعض تلاميذه الذين يترخصــون ،
    أحد تلامذته اسمه ابن أبي زهير
    يقول له أيها الإمام ما عليك أن تجيب .....
    فإن لك عيال ولك أولاد ولك كذا
    فلو أجبتهم والنية عند الله ،

    فنظر له الإمام أحمد نظرة ملية وقال له
    يا أبا سعيد إن كان هذا عقلك فقد إسترحت ،
    فالإمام يدرك أن صموده نصرة للحق ....

    ويجيئه آخر من تلامذته
    ويقول أيها الإمام ما عليك أن تجيب

    فيقول له نعم

    انظر من خـلال الشرفة وأخبرني ماذا ترى
    فينظر
    فيقول إني أرى أهل بغداد
    قد اجتمعوا كلٌّ معه القرطاس والقلم
    ينتظرون ما تقول به,

    قال: أف ...
    أنجو بنفسي وأضلُّ جميع هؤلاء !!!.

    الحمد لله رب العالمين

  11. #31

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وقال بشر بن الحارث الحافي
    الزاهد العابد المشهور رحمه الله
    في تلك الأيام وكان مهابا من الجميع ،

    كان في تلك الأيام يجمع العامة حول القصر
    ويجعلهم على حب أحمد
    ويقول وهو يمد رجله
    ما أقبح هذه الساق ألا يكون فيها القيد نصرة لهذا الرجل ،
    نصرة للإمام أحمد بن حنبل .

    و بتلك الصرامة و الحساسية المرهفة و الصمود
    زرعت المعانى .

    فأثمرت تقوى فى قلوب المؤمنين
    من ثبات الإمام أحمد و من معه من الثابتين
    الذين سبقوه و قضوا نحبهم فى سبيل العقيدة ....

    و منهم نعيم بن حماد الـخـزاعي
    إمام الحديث بمصر
    مات فى السجن ساعتها رافضا التنازل ,
    و البويضي الفقيه بمصر مات فى الطريق أيضا

    كلاهما قضى نحبه ...
    الحمد لله رب العالمين

  12. #32

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و كان هناك عَلَم آخر صمد
    لا يصح أن ننساه
    لكنه لم يعذَّب لكبر سنه ,

    هو ( أبي نُعيم الفضل بن زكين )
    شيخ البخاري ومن أئمة الـحديث بالكوفة

    جيئ به إلى المعتصم ,
    و كان شيخا مسنا تجاوز السـبعين
    فقال له المعتصم أقْطَعُ عطائك
    أى راتبك الخارج من بيت المال،

    فمد يده إلى زر ثوبه فَسَلَّهُ أي قطعه
    ثم وضعه بين أصبعين من أصابعه
    ثم رماه على المعتصـم

    قائلا له
    والله ما دنياك عندي
    إلا أهون من زر قميصي هذا ،

    فهاب المعتصم أن يفعل به شيئا
    لسنه الكبير و لشهرته ....
    الحمد لله رب العالمين

  13. #33

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و أقبل أحمد على الناس في السجن يعلِّمهم ويهديهم.

    فأمر ابن أبي دؤاد بنقله إلى سجن خاص
    حيث ضاعفوا له القيود
    وأقاموا عليه سجانين أغلظ و أشد ،

    وكان يُنخس بالسيف
    فتسيل دماؤه الزكية
    لكنه يصر على الصمود !
    ولو كلفه ذلك حياته .


    صبرتُ للحقِّ حينَ النفسُ جازعةٌ **
    واللهُ بالصبرِ عندَ الحقِّ مُوصِيها
    الحمد لله رب العالمين

  14. #34

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و تستمر المحنة و يستمر الصبر

    و تكون العاقبة العاجلة و الآجلة ,
    فالعامة لم يضلوا ,
    بل ازدادوا ثقة بالحق لصمود الإمام الحق ...
    بعد مرور عامين ونصف على هذه المعاناة ،
    و قد احترقت قلوب الناس
    و أوشكت الثورة أن تشتعل في بغداد
    نقمة على الخليفة المعتصم و وزيره ،

    حيث وقف الفقهاء على باب المعتصم
    يصرخون: أيُضرَب سيدنا !
    أيضرب سيدنا !
    أيضرب سيدنا !

    فلم يجد المعتصم بُداً من إطلاق سراحه
    وأُعيد إلى بيته يُعالج جراحه.
    الحمد لله رب العالمين

  15. #35

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    من الأشعار وهو في السجن:


    لعمرك ما يهوى لأحمدَ نكبـة **
    من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ


    هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه **
    فيعتبـر السُنِّـي فينـا ويسبُـرُ

    شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ **
    لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ

    لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة **
    وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ


    فيا أيها الساعي ليدرك شأوه **
    رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ



    فكانت شخصيته رمزاً للصمود والثبات على الحق
    ورفض تحريف العقيدة
    و دحض الأفكار الدخيلة على الإسلام
    و الهلاوس التى تلوث العقيدة .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #36

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    ثم تولى الواثق الحكم
    و هو على نفس النهج البدعى
    و قتل العَلَم العلامة أحمد بن نصر الخزاعي ،

    و كان قد خرج بأهل بغداد متحديا و مالت القلوب إليه ،
    فَأُمْسـِكَ به وقال له الواثــق دع ما أخذناك له
    وقل القرآن مخلوق.. ..
    أقوم فأفك قيودك بيدي
    وأعفو عنك وأجعلك من خاصتي ،

    فأبى

    فقال له الواثق
    إذن لا يقتلك غيري فقام الواثق وقتله بســيفه
    رحــمه الله

    و لم يتحرش الواثق بالإمام أحمد ساعتها خشية الفتنة.

    ثم مات الواثق

    وتولى المتوكل خليفة للمسلمين
    و هو من أهل السنة الميامين ,
    و انتهت المحنة
    و اعتقل الظَلَمَة
    الحمد لله رب العالمين

  17. #37

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وبعدما استتب الأمر جاء المتوكل إلى الإمام أحمد
    وكان هذا سنة مائتان وستة وثلاثون هجرية
    فأخرج له أدراج الدولة و دوواين الحكم ,
    وقال له أيها الإمام ادرس هذه الأدراج
    فثبت من شــئت واترك من شــئت واصلح أمر الدولة ،

    فلبث الإمام أحمد مدة يفتش في الأســماء
    فما من قاضٍ ضال مبتدع
    أو عامل مبتدع أو والي ظالم إلا وعزله
    وعين مكانه من أهل السنة والجماعة ،

    ولبث الأمر هكذا في عز ومنعة
    حتى مات المتوكل

    ومن هنا قال الإمام أحمد...
    إنما مثل المتوكل في بني العباس
    كمثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية .

    و حاول المتوكل
    أن يعطى الإمام أحمد مالا ليعوضه
    لكنه رفض شاكراً !
    الحمد لله رب العالمين

  18. #38

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    وروي أن المعتصم ندم على ما وقع منه ,
    و أنه كان يرسل له كل يوم من يطمئن على حاله ،


    بينما ابتلي الوزير الضال ابن أبي دؤاد بالشلل
    الذي أقعده أربع سنوات ,

    و صادر المتوكل كل أمواله لبيت المال ......


    * أرأيتم عاقبة الصبر !
    و لمَ كان أحمد مثار عجب الناس !
    صبرٌ وعلمٌ ودأب .

    والحُرُّ لا يكتفي من نيلِ مكرمةٍ **
    حتى يرومَ التي من دونِها العطبُ



    يسعى به أملٌ من دونهِ أجلٌ **
    إن كفَّهُ رهَبٌ يستدعِهِ رغَبُ
    الحمد لله رب العالمين

  19. #39

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    قال أحد العلماء:

    مرَّ أحمد بن حنبل عليناً قادماً من الكوفة،
    وبيده خريطة فيها كتب،
    فأخذتُ بيده،

    فقلت: مرة إلى الكوفة،
    ومرة إلى البصرة !
    إلى متى؟

    إذا كتب الرجلُ ثلاثين ألف حديث لم يُكْفَ ؟

    فسكت أحمد،

    ثم قلت:
    ستين ألف؟

    فسكتَ .

    فقلت : مئة ألف ؟

    فقال أحمد :
    حينئذ يعرف شيئاً !!!!

    فنظرنا
    فإذا أحمد قد كتب ثلاث مئة ألف حديث.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #40

    افتراضي رد: روائع أحمد بن حنبل - د. إسلام المازني

    و كما قال أبو يعلى رحمه الله :

    أحمد إمام في الزهد
    و حاله في ذلك أظهر وأشهر ,
    أتته الدنيا فأباها
    والرياسة فنفاها
    عرضت عليه الأموال و فرضت عليه الأحوال
    وهو يرد ذلك بتعفف وتعلل وتقلل !

    و يقول :
    إنما هي أيامٌ قلائل .

    ونهى ولديه وعمه
    عن أخذ العطاء من مال الخليفة
    فاعتذروا بالحاجة
    فهجرهم شهراً لأخذ العطاء
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •