الدعاء سلاح المؤمن
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ ، وإِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ 0 فإن العبادة فى الإسلام كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هى اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، ومن هذه العبادات التى أمرنا الله تعالى بها الدعاء فتعالوا بنا نتعرف على أهمية الدعاء وفضائله وآدابه من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فى هذه المقالة المتواضعة . أولاً: فضل الدعاء فى القرآن والسنة : إن المتدبر فى آيات القرآن الكريم يجد أن ربنا تبارك وتعالى قد أرشد عباده المؤمنين إلى سؤاله ودعائه وحده لا شريك له فى آيات كثيرة من كتابه الكريم منها: قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (سورة البقرة : الآية : 186). سبب نزول هذه الآية : روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قال يهود أهل المدينة يا محمد كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام وأن غلظ كل سماء مثل ذلك فنزلت هذه الآية وقال الضحاك: سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(سورة البقرة : الآية : 186). وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(سورة غافر: الآية: 60). وقال تعالى :( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)(سورة النمل: الآية : 62). وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(أفضل العبادة الدعاء) ( أخرجه الحاكم فى المستدرك وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 1122) وعن سلمان الفارسي رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)( أخرجه الترمذي فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذي حديث رقم 3556). قال الإمام بدر الدين العينى رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم:( إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع إليه العبد يديه أن يردهما صفراً) :حتى يضع فيهما خيراً وهذا جار على سبيل الاستعارة التبعية التمثيلية شبه ترك الله تعالى تخييب العبد ورد يديه صفرا بترك الكريم رد المحتاج حياء فقيل: ترك الله رد المحتاج حياء كما قيل: ترك الكريم رد المحتاج حياء فأطلق الحياء ثمة كما أطلق الحياء ههنا فذلك استعير ترك المستحي لترك ضرب المثل ثم نفى عنه(عمدة القاري شرح صحيح البخاري : جـ 1صـ 177). وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء)( أخرجه الترمذي فى سننه 3554 وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 1634). قال الإمام المناوى رحمه الله :قوله صلى الله عليه وسلم :( الدعاء ينفع مما نزل): من المصائب والمكاره أي يسهل تحمل البلاء النازل فيصيره كأنه لم ينزل أو يرضيه حتى لا يتمنى خلافه (ومما لم ينزل) من ذلك فيمنع نزوله بالمعنى المقرر (فعليكم عباد الله) بحذف حرف النداء (بالدعاء) أي إلزموه واجتهدوا فيه وداوموه وكفى بك شرفاً أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح(التيسير بشرح الجامع الصغير : جـ 2 صـ 21). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إنه من لم يسأل الله يغضب عليه)( أخرجه الترمذي فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن الترمذي حديث رقم 3373). قال الطيبى : وذلك لأن الله يحب أن يسأل من فضله فمن لم يسأل الله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه لا محالة(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح : جـ 7 صـ 125). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(إن أبخل الناس من بخل بالسلام ، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء)( أخرجه ابن حبان فى صحيحه وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 1519). قوله:( إنّ أبخل الناس من بخل بالسلام) : ابتداء وجواباً لأنه لفظ قليل لا كلفة فيه وأجره جزيل فمن بخل به مع عدم كلفته فهو أبخل الناس (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) أي الطلب من الله تعالى حيث سمع قول ربه ادعوني فلم يدعه مع فاقته وعدم المشقة عليه فيه(التيسير بشرح الجامع الصغير : جـ 1 صـ 616). ثانياً: آداب الدعاء : إن للدعاء آداباً كثيرة منها : 1-أن يجزم بالدعاء ويوقن بالإجابة : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ )( أخرجه الترمذي فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن الترمذي حديث رقم 3479 ، وصحيح الجامع حديث رقم 245). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لى إن شئت ، اللهم ارحمنى إن شئت فليعزم المسألة فإن الله لا مكره له )(رواه البخاري). 2-أن يلح فى الدعاء ويكرره ثلاثاً : ورد فى الأثر: (إن الله يحب الملحين فى الدعاء). وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : ( كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً)(رواه مسلم). 3-أن يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى وأن يختمه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم)( الدعاء للطبرانى – باب ما جاء فى فضل لزوم الدعاء والإلحاح فيه حديث رقم 17). 4-أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه: عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه فى الدعاء)(متفق عليه). 5-التضرع والخشية والرغبة والرهبة : قال الله عز وجل:( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)(سورة الأعراف : الآية : 55). 6-عدم الاعتداء فى الدعاء : عن ابن مغفل رضى الله عنه أنه سمع ابنه يقول: ( اللهم إنى أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة فقال بنى: سل الله الجنة وتعوذ به من النار) فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون فى هذه الأمة قوم يعتدون فى الطهور والدعاء)( أخرجه أبو داود فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود حديث رقم 96). 7-ألا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم : عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له فى الآخرة ، وإما أن يدفع عنه من السوء مِثلَها)( أخرجه الحاكم فى المستدرك وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 1633). 8-ألا يدعو على نفسه وأولاده : عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء ، فيستجيب لكم "(رواه مسلم). 9-أن يتحرى أوقات إجابة الدعاء : وأوقات إجابة كثيرة منها : 1-الثلث الأخير من الليل : عن جابر رضى الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم ، يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة "(رواه مسلم). وعن عمرو بن عبسة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(أقرب ما يكون الرب من العبد فى جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن )( أخرجه الترمذي فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذي حديث رقم 3579). 2-عند الآذان : عن أبى أمامة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نودى بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء)( أخرجه الطبراني فى المعجم الأوسط حديث رقم 9371). 3-بين الآذان والإقامة : عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (الدعاء بين الآذان والإقامة مستجاب فادعوا)(أخرجه أبو يعلى فى مسنده وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 3405). وعن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (لا يُردُّ الدعاء بين الآذان والإقامة )( أخرجه أبو داود فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود حديث رقم 521). 4-فى السجود : عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (وأما السجود فاجتهدوا فى الدعاء فقمِن أن يستجاب لكم)(رواه مسلم). 5-يوم الجمعة : عن جابر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ، منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر)( أخرجه أبو داود فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود حديث رقم 1048). 6-عند نزول المطر ، وعند التقاء الجيوش ، وعند إقامة الصلاة : عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(ثنتان ماتردان : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر)( أخرجه أبو داود فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود حديث رقم 2540). وقال صلى الله عليه وسلم :(اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة،ونزول الغيث )( أخرجه البيهقى فى معرفة السنن والآثار وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 1026). 7-دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب : أخرج البزار بسند صحيح عن عمران بن حصين رضى الله عنه أن النبى صلى لله عليه وسلم قال : (دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لايُرد)( أخرجه البزار فى مسنده وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم (3379)) 8- دعوة المسافر ، دعوة المظلوم ، دعوة الوالد لولده ، دعوة الصائم : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث دعوات مستجابات :دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر)( أخرجه أبو داود فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سن أبى داود حديث رقم 1536). 9-الدعاء يوم عرفة : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شئ قدير)( أخرجه الترمذي فى سننه وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 3274). 10-دبر الصلوات المكتوبة : عن أبى أمامة رضى الله عنه قيل : يارسول الله أىّ الدعاء أسمع ؟ قال : جوف الليل الأخير، ودبر الصلوات المكتوبات)( أخرجه الترمذى فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم 3499)0 ثالثاً : شروط قبول الدعاء: 1 – الإخلاص : قال الله عز وجل :(هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(سورة غافر: الآية : 65). وعن أبى أمامة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى لايقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه)( أخرجه النسائى فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن النسائى حديث رقم 3140). 2- تحرى الحلال فى المأكل والملبس والمشرب : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله طيب لايقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين )وقال:(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)( سورة المؤمنون : الآية: 51) وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)( سورة البقرة : الآية: 172)ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ، يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذى بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك)(رواه مسلم). 3- الثقة واليقين وعدم غفلة القلب أثناء الدعاء : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لايستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ )( أخرجه الترمذى فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم 3479). 4-عدم الاستعجال فى الدعاء : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : قد دعوت فلم يستجب لى )(رواه البخارى). قال الإمام ابن بطال رحمه الله : المعنى أن يسأم فيترك الدعاء ، فيكون كالمان بدعائه ، أو أنه أتى من الدعاء ما لايستحق به الإجابة ، فيصير كالمبخل للرب الكريم الذى لاتعجزه الإجابة ، ولا ينقصه العطاء)( شرح صحيح البخارى: لابن بطال جـ10 صـ100 مالنا ندعو ولا يستجاب لنا : اجتمع أهل البصرة مع الإمام الزاهد إبراهيم بن أدهم رحمه الله وقالوا له : ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء : عرفتم الله ولم تؤدوا حقه . وزعمتم حب النبى وتركتم سنته . وقرأتم القرآن ولم تعملوا به . وأكلتم نعمة الله ولم تؤدوا شكرها . وقلتم إن الشيطان عدوكم ووافقتموه . وقلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها .. وقلتم إن النار حق ولم تهربوا منها . وقلتم إن الموت حق ولم تعملوا له . وانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم . ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم0 كانت هذه بعض فضائل الدعاء فى الكتاب والسنة النبوية المطهرة وآدابه نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعمل بها اللهم آمين وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم آمين.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
كتبه
أبو معاذ أحمد بن عرفة
محاضر بوزارة الأوقاف
ومعيد بقسم الفقه المقارن جامعة الأزهر
وعضو الجمعية الفقهية السعودية
00201119133367
Ahmedarafa11@yahoo.com