والذي يتدبر قصص الأنبياء والمرسلين
- عليهم السلام – مع أقوامهم
يجد أن أشد وأكثر ما منع الناس عن إتباع الأنبياء وطاعتهم
هو التعصب الأعمى لما وجدوا عليه آباءهم وأجدادهم ،
وقد قال تعالى :
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [1] ،
وإليك قصة صالح عليه السلام مع قومه :
{ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا
أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا } [2]
واستمع أيضاً إلى قصة شعيب عليه السلام مع قومه :
{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ
أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ
إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } [3] ،
وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يطلب من عمه أبي طالب
أن يقول لا إله إلا الله
وكان عنده أكابر كفار قريش أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية
يقولون له – كما يقول شيوخ ودعاة البدع والضلال اليوم لأتباعهم
أترغب عن ملة عبد المطلب ،
أترغب عن ملة أبيك وجدك ؟!!
فيموت على ملة عبد المطلب ، فيدخل النار والعياذ بالله ،
ويُلبس نعلان من نار يغلي منهما دماغه ،
ويرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم عذاباً .
فهذا العائق من أخطر عوائق الهداية ،
من سقط في شَرَكِه خاب وخسر وحلّت عليه الذلة والهوان ،
ومن نجا منه فاز وربح ونال العزة والسعادة في الدنيا ،
والجنة في الآخرة .
ولو لم يكن من مضار التقليد إلا أنه تعطيل لنعمة العقل
التي أكرم الله بها الإنسان ،
ولذلك جعل الله العقل مناط التكليف والحساب ،
ومن فقد العقل يُرفع عنه القلم
كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم .
````````````````````````````
[1] /[ سورة يوسف الآية : 111 ].
[2] /[ سورة هود الآية : 62 ].
[3] /[ سورة هود الآية : 87 ].