تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 7 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 140 من 212

الموضوع: نور السنة وظلمات البدعة

  1. #121

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    الوجه الثالث:


    إن هذه الصلاة البدعية
    مشتملة على مخالفة سنن الشرع في الصلاة
    لأمور:

    الأمر الأول:

    مخالفة لسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم في الصلاة
    بسبب عدد السجدات،
    وعدد التسبيحات،
    وعدد قراءة سورتي: "القدر"
    و"الإخلاص" في كل ركعة.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #122

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    الأمر الثاني:

    مخالفة لسنة خشوع القلب وخضوعه
    وحضوره في الصلاة، وتفريغه لله،
    والوقوف على معاني القرآن.

    الأمر الثالث:

    مخالفة لسنة النوافل في البيوت،
    لأن فعلها في البيوت أولى من فعلها في المساجد،
    وفعلها على الانفراد،

    إلا صلاة التراويح في رمضان.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #123

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    الأمر الرابع:

    إن من كمال هذه الصلاة البدعية
    عند واضعيها صيام يوم الخميس ذلك اليوم،
    فيلزم بذلك تعطيل سنتين:
    سنة الإفطار،
    وسنة تفريغ القلب من ألم الجوع والعطش.


    الأمر الخامس:

    إن سجدتي هذه الصلاة بعد الفراغ منها
    سجدتان لا سبب لهما [1].


    وكل ما تقدم من الأدلة،
    وأقوال الأئمة،
    وأوجه البطلان،
    وأقسام المفاسد
    يبين للعاقل أن صلاة الرغائب
    بدعة منكرة قبيحة،
    محدثة في الإسلام.

    ~~~~~~~~~~~~~~
    [1] انظر: كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، لأبي شامة، ص 153-196،
    وهذه المفاسد، وأوجه البطلان
    تشمل صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب،
    وليلة النصف من شعبان،
    كما صرح بذلك أبو شامة في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث،
    ص174.
    الحمد لله رب العالمين

  4. #124

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    ثالثاً:

    بدعة الاحتفال
    بليلة الإسراء والمعراج:


    ليلة الإسراء والمعراج من آيات الله عز وجل العظيمة
    الدالة على صدق النبي صلّى الله عليه وسلّم،
    وعظم منزلته عند الله،
    وعلى عظم قدرة الله الباهرة،
    وعلى علوِّه عز وجل على جميع خلقه،

    قال عز وجل:

    { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
    مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجدِ الأَقْصَى
    الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
    لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
    إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير }

    [الإسراء: 1].


    وتواتر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :

    أنه عُرج به إلى السماء،
    وفتحت له أبوابها،
    حتى جاوز السماء السابعة،
    فكلمه ربه عز وجل كما أراد سبحانه وتعالى،

    وفرض عليه الصلوات الخمس،
    وكان الله عز وجل فرضها خمسين صلاة،
    فلم يزل نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم
    يراجع ربه ويسأله التخفيف
    حتى جعلها خمساً في الفرض وخمسين صلاة في الأجر؛
    لأن الحسنة بعشرة أمثالها،

    فلله الحمد والشكر
    على جميع نعمه
    التي لا تعد ولا تحصى [1].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: التحذير من البدع، للعلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، ص16.
    الحمد لله رب العالمين

  5. #125

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء

    لا يحتفل بها
    ولا تخص بشيء
    من أنواع العبادة
    التي لم تشرع،

    لأمور منها:

    أولاً:

    هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج
    لم يأتِ خبر صحيح في تحديدها ولا تعيينها
    لا في رجب ولا في غيره،

    فقيل: إنها كانت بعد مبعثه صلّى الله عليه وسلّم
    بخمسة عشر شهراً،
    وقيل: ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر،
    قبل الهجرة بسنة،

    وقيل: كان ذلك بعد مبعثه بخمس سنين [1]

    وقيل: ليلة سبعة وعشرين من شهر ربيع الأول [2] ،

    وقال الإمام أبو شامة رحمه الله:

    "وذكر عن بعض القصاص
    أن الإسراء كان في رجب،
    وذلك عند أهل التعديل والتخريج
    عين الكذب" [3]،

    وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله
    أن ليلة الإسراء لا يُعرف أي ليلة كانت [4].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 2/267-268.
    ([2]) انظر: كتاب الحوادث والبدع، لأبي شامة، ص232.

    ([3]) كتاب الحوادث والبدع، لأبي شامة، ص232،
    وانظر: تبيين العجب بما ورد في شهر رجب، لابن حجر،
    ص 9، 19، 52، 64، 65.

    ([4]) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم، 1/58.
    الحمد لله رب العالمين

  6. #126

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله:

    " وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج
    لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة
    تعيينها لا في رجب ولا في غيره،

    وكل ما ورد في تعيينها
    فهو غير ثابت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم
    عند أهل العلم بالحديث

    ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها " [1]،

    ولو ثبت تعيينها
    لم يجز أن تخص بشي من أنواع العبادة
    بدون دليل [2].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) التحذير من البدع، ص17.
    ([2]) التحذير من البدع، ص17.
    الحمد لله رب العالمين

  7. #127

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    ثانياً:

    لا يُعرَف عن أحد من المسلمين:
    أهل العلم والإيمان
    أنه جعل ليلة الإسراء فضيلة عن غيرها؛

    ولأن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه،
    والتابعين وأتباعهم بإحسان
    لم يحتفلوا بها
    ولم يخصوها بشيء من العبادة،
    ولم يذكروها،

    ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً؛
    لبيّنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للأمة:
    إما بالقول وإما بالفعل،

    ولو وقع أمر من ذلك؛
    لعُرف واشتهر،
    ونقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا [1].

    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: زاد المعاد لابن القيم، 1/58، والتحذير من البدع، للعلامة ابن باز، ص17.
    الحمد لله رب العالمين

  8. #128

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    ثالثاً:

    قد أكمل الله لهذه الأمة دينها،
    وأتم النعمة،

    قال الله عز وجل:

    { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

    وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

    وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }

    [المائدة: 3]،


    وقال سبحانه وتعالى:

    { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ

    شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ

    مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ

    وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ

    وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

    [الشورى: 21].
    الحمد لله رب العالمين

  9. #129

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    رابعاً:

    حذَّر النبي صلّى الله عليه وسلّم من البدع،
    وصرَّح بأن كل بدعة ضلالة،
    وأنها مردودة على صاحبها،


    ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها
    عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:

    من أحدَثَ في أمرنا هذا
    ما ليس منه
    فهو رَدٌّ[1]،


    وفي رواية لمسلم:

    من عمل عملاً
    ليس عليه أمرنا
    فهو رَدٌّ[2]،

    وحذَّر السلف الصالح من البدع ؛

    لأنها زيادة في الدين
    وشرعٌ لم يأذن به الله،
    ورسوله صلّى الله عليه وسلّم،

    وتشبه بأعداء الله:
    من اليهود والنصارى
    في زياداتهم في دينهم [3].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) البخاري 3/222، برقم 2697، ومسلم، 3/344، برقم 1718، وتقدم ص33.
    ([2]) مسلم، 3/344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.
    ([3]) انظر: التحذير من البدع، لابن باز، ص19.
    الحمد لله رب العالمين

  10. #130

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    رابعاً:

    الاحتفال بليلة النصف من شعبان:


    أخرج الإمام محمد بن وضاح القرطبي
    بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
    أنه قال:

    لم أدرك أحداً من مشيختنا،
    ولا فقهائنا
    يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان،

    ولم ندرك أحداً منهم
    يذكر حديث مكحول [1]

    ولا يرى لها فضلاً
    على ما سواها من الليالي" [2].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) يعني بحديث مكحول ما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم 512،
    وابن حبان برقم 5665 [ 12/481]،
    والطبراني في الكبير 20/109، برقم 215،
    وأبو نعيم في الحلية، 5/191،
    والبيهقي في شعب الإيمان، 5/272 برقم 6628،

    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه يرفعه:
    "يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان
    فيغفر لجميع خلقه إلا لمشركٍ أو مشاحن

    قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: حديث صحيح
    روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً،
    وهم: معاذ بن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد الله بن عمرو، وأبي موسى الأشعري،
    وأبي هريرة، وأبي بكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة رضي الله عنهم،

    ثم خرج هذه الطرق الثمانية،
    وتكلم على رجالها في أربع صفحات.

    قلت: فإن صح هذا الحديث في فضل ليلة النصف من شعبان
    كما يقول الألباني حفظه الله
    فليس فيه ما يدل على تخصيص ليلتها بقيام ولا يومها بصيام،
    إلا ما كان يعتاده المسلم من العبادات المشروعة
    في أيام السّنَة،
    لأن العبادات توقيفية.

    ([2])كتاب فيه ما جاء في البدع، للإمام ابن وضاح، المتوفى سنة 287هـ ص100، برقم 119.
    الحمد لله رب العالمين

  11. #131

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله:

    "وأخبرني أبو محمد المقدسي، قال:

    " لم تكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب
    هذه التي تصلى في رجب وشعبان،

    وأول ما حدثت عندنا
    في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة [448هـ]،

    قَدِمَ علينا في بيت المقدس رجل من أهل نابلس
    يعرف بابن أبي الحمراء،

    وكان حسن التلاوة فقام فصلى في المسجد الأقصى
    ليلة النصف من شعبان
    فأحرم خلفه رجل ثم انضاف إليهم ثالث، ورابع،
    فما ختمها إلا وهم في جماعة كبيرة،

    ثم جاء في العام القابل فصلى معه خلق كثير،

    ثم جاء من العام القابل فصلى معه خلق كثير،

    وشاعت في المسجد،

    وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى وبيوت الناس،

    ومنازلهم ثم استقرت كأنها سنة
    إلى يومنا هذا " [1].


    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) كتاب الحوادث والبدع، للطرطوشي، المتوفى سنة 474هـ،
    ص266، برقم 238.
    الحمد لله رب العالمين

  12. #132

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وأخرج الإمام ابن وضاح بسنده

    أن ابن أبي ملكية

    قيل له

    إن زياداً النميري
    يقول إن ليلة النصف من شعبان
    أجرها كأجر ليلة القدر


    فقال ابن أبي ملكية:

    لو سمعته منه وبيدي عصاً
    لضربته بها،

    وكان زيادُ قاضياً " [1].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) كتاب فيه ما جاء في البدع، لابن وضاح، ص101، برقم 120،
    ورواه الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع عن ابن وضاح، ص263، برقم 235.
    الحمد لله رب العالمين

  13. #133

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وقال الإمام أبو شامة الشافعي رحمه الله:

    " وأما الألفية فصلاة النصف من شعبان

    سميت بذلك

    لأنها يقرأ فيها ألف مرة

    { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }

    لأنها مائة ركعة,

    في كل ركعة يقرأ الفاتحة مرة,
    وسورة الإخلاص عشر مرات.

    وهي صلاة طويلة مستثقلة
    لم يأتِ فيها خبر,
    ولا أثر,
    إلا ضعيف
    أو موضوع,


    وللعوام بها افتتان عظيم,

    والتزم بسببها كثرة الوقيد * في جميع مساجد البلاد,

    التي تصلَّى فيها
    ويستمر ذلك الليل كله,
    ويجري فيه الفسوق والعصيان,
    واختلاط الرجال بالنساء,
    ومن الفتن المختلفة
    ما شهرته تُغني عن وصفه,

    وللمتعبدين من العوامِّ فيها اعتقاد متين,

    وزيّن لهم الشيطان
    جَعْلَها من أصل شعائر المسلمين " [1].



    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث،
    لعبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف بأبي شامة،
    المتوفى سنة 665هـ، ص124.


    * الوقيد : إيقاد النيران

    هذه المعنى نقله أبو فراس السليماني
    الحمد لله رب العالمين

  14. #134

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله
    بعد كلام نفيس:

    "وليلة النصف من شعبان
    كان التابعون من أهل الشام:
    كخالد بن معدان, ومكحول,
    ولقمان بن عامر, وغيرهم
    يعظمونها ويجتهدون فيها العبادة,
    وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها,

    وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثارٌ إسرائيلية,
    فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف تعظيمها،

    فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها،
    منهم طائفة من عبّاد أهل البصرة، وغيرهم،


    وأنكر ذلك
    أكثر العلماء

    من أهل الحجاز،

    منهم: عطاء، وابن أبي مليكه،

    ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
    عن فقهاء أهل المدينة،

    وهو قول أصحاب مالك وغيرهم،

    وقالوا:
    ذلك كله بدعة، [1].
    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) لطائف المعارف، لابن رجب، ص263.
    [ باختصار ]
    الحمد لله رب العالمين

  15. #135

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    قال الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    [ رحمه الله تعالى ] :

    "وأما ما اختاره الأوزاعي رحمه الله
    من استحباب قيامها للأفراد،
    واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول
    فهو غريب وضعيف؛

    لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية
    كونه مشروعاً
    لم يجزْ للمسلم أن يحدثه في دين الله،
    سواء فعله مفرداً أو جماعة،
    وسواء أسره أو أعلنه،

    لعموم قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:

    من عمل عملاً

    ليس عليه أمرنا

    فهو رد[1]،

    وغيره من الأدلة الدالة
    على إنكار البدع والتحذير منها" [2]،


    فمما تقدم من كلام الإمام ابن وضاح،
    والإمام الطرطوشي،
    والإمام عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة،
    والحافظ ابن رجب رحمهم الله،
    وإمام هذا الزمان عبد العزيز بن باز
    [ رحمه الله تعالى ] ،

    يتضح أن تخصيص ليلة النصف من شعبان
    بصلاة أو غيرها من العبادة غير المشروعة
    بدعة لا أصل له من كتاب،
    ولا سنة،
    ولا عمله أحد من أصحاب النبي
    صلّى الله عليه وسلّم.

    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) مسلم، 3/344، برقم 1718، وتقدم تخريجه ص33.
    ([2]) التحذير من البدع، ص26. [ بتصرف يسير ]
    الحمد لله رب العالمين

  16. #136

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    خامساً:

    التبرك :


    التّبرُّك: هو طلب البركة،

    والتبرك بالشيء: طلب البركة بواسطته [1].


    ولا شك أن الخير والبركة بيد الله عز وجل،
    وقد اختص الله عز وجل بعض خلقه
    بما شاء من الفضل والبركة،


    وأصل البركة: الثبوت واللزوم،
    وتطلق على النماء والزيادة،

    والتبريك: الدعاء،

    يقال: برَّك عليه: أي دعا له بالبركة،

    ويقال: بارك الله الشيءَ وبارك فيه أو بارك عليه:
    أي وضع فيه البركة،

    وتبارك لا يوصف به إلا الله تبارك وتعالى،
    فلا يقال: تبارك فلان؛

    لأن المعنى عَظُمَ
    وهذه صفة لا تنبغي إلا لله عز وجل،

    واليُمْنُ: هو البركة:
    فالبركة واليُمن لفظان مترادفان،


    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، باب الباء مع الراء، مادة "برك"، 1/120،
    والتبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور ناصر الجديع، ص30.
    الحمد لله رب العالمين

  17. #137

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    وقد ظهر من معاني ألفاظ القرآن الكريم
    أن المقصود بالبركة عدة أمور،
    منها:

    1- ثبوت الخير ودوامه.

    2- كثرة الخير وزيادته واستمراره شيئاً بعد شيء.

    3- وتبارك لا يوصف بها إلا الله،
    ولا تسند إلا إليه،

    وذكر ابن القيم رحمه الله

    أن تباركه سبحانه وتعالى:

    دوام جوده،
    وكثرة خيره،
    ومجده وعلوِّه،
    وعظمته وتقدسه،
    ومجيء الخيرات كلها من عنده،
    وتبريكه على من شاء من خلقه،

    وهذا هو المعهود من ألفاظ القرآن
    أنها تكون دالة على جملة معان [1].

    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: جلاء الإفهام ص180،
    وتيسير الكريم الرحمن في تفسيره كلام المنان، للسعدي، 3/39.
    الحمد لله رب العالمين

  18. #138

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    والأمور المباركة أنواع
    منها:

    1- القرآن الكريم مبارك :

    أي كثير البركات والخيرات؛
    لأن فيه خير الدنيا والآخرة،

    وطلب البركة من القرآن
    يكون بتلاوته حق تلاوته
    والعمل بما فيه على الوجه
    الذي يرضي الله عز وجل.

    الحمد لله رب العالمين

  19. #139

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    2- الرسول صلّى الله عليه وسلّم مبارك ،

    جعل الله فيه البركة،

    وهذه البركة نوعان:

    ( أ ) بركة معنوية:

    وهي ما يحصل من بركاتِ رسالته
    في الدنيا والآخرة،

    لأن الله أرسله رحمةً للعالمين،
    وأخرج الناس من الظلمات إلى النور,
    وأحلَّ لهم الطيبات
    وحرَّم عليهم الخبائث،
    وختَم به الرسل،
    ودينه يحمل اليُسر والسماحة.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #140

    افتراضي رد: نور السنة وظلمات البدعة

    (ب) بركة حسّيّة،

    وهي على نوعين:

    النوع الأول:

    بركة في أفعاله صلّى الله عليه وسلّم،
    وهي ما أكرمه الله به من المعجزات الباهرة
    الدالة على صدقه.


    النوع الثاني:

    بركة في ذاته وآثاره الحسية:

    وهي ما جعل الله له صلّى الله عليه وسلّم
    من البركة في ذاته؛

    ولهذا تبرك به الصحابة في حياته،
    وبما بقي له من آثار جسده بعد وفاته [1].

    ~~~~~~~~~~~~~~
    ([1]) انظر: التبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور ناصر الجديع، ص21-96.
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •