تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 5 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 236

الموضوع: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

  1. #81

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وفي نص آخر، يقرر الشعراني ما زعمه شيخه ابن عربي

    في أنه لا فرق بين وحي الأولياء ووحي الأنبياء

    إلا أن وحي الأنبياء تشريع جديد،

    وأما الأولياء فإن وجهتهم كشف وعلم واتباع لمشرع الأنبياء..



    "وقال في الباب الثالث والخمسين وثلاثمائة:

    اعلم أنه لم يجيء لنا خبر إلهي أن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي تشريع أبداً
    إنما لنا وحي الإلهام.

    قال تعالى { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك }

    ولم يذكر أن بعده وحياً أبداً.

    وقد جاء الخبر الصحيح في عيسى عليه السلام وكان ممن أوحي إليه

    قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم

    أنه إذا نزل آخر الزمان لا يؤمنا إلا بنا أي بشريعتنا وسنتنا

    مع أن له الكشف التام إذا نزل زيادة على الإلهام

    الذي يكون له كما الخواص من هذه الأمة.


    (فإن قلت) فإذن الإلهام خبر إلهي

    (فالجواب) نعم وهو كذلك إذ هو إخبار من الله تعالى للعبد على يد ملك مغيب عن الملهم.


    (فإن قلت) فهل يكون إلهام بلا وساطة أحد

    (فالجواب) نعم قد يلهم العبد من الوجه الخاص

    الذي بين كل إنسان وربه عز وجل فلا يعلم به ملك الإلهام

    لكن علم هذا الوجه يتسارع إلى إنكاره

    ومنه إنكار موسى على الخضر عليهما الصلاة والسلام

    وعذر موسى في إنكاره أن الأنبياء ما تعودوا أخذ أحكام شرعهم

    إلا على يد ملك

    لا يعرف شرعاً من غير هذا الطريق

    فعلم أن الرسول والنبي يشهدان الملك ويريانه رؤية بصر عندما يوحي إليهما

    وغير الرسول يحس بأثره ولا يراه فيلهمه الله تعالى بوساطته ما شاء أن يلهمه

    أو يعطيه من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط وهو أجلّ الإلقاء،

    وأشرفه إذا حصل الحفظ لصاحبه
    ويجتمع في هذا الرسول والولي أيضاً"

    أ.هـ (اليواقيت والجواهر ص84 ج2).



    وقول ابن عربي هنا "أو يلهمه أو يعطيه من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط
    (أي بين الولي والله)
    وهو أي هذا الإلقاء بهذه الطريقة أجل الإلقاء وأشرفه
    –إذا حصل الحفظ لصاحبه-
    ويجتمع في هذا الرسول والولي أيضاً.." أ.هـ..


    فانظر كيف جعل الولي كالنبي
    في تلقي الإلقاء الخاص من الله
    بلا وساطة
    الحمد لله رب العالمين

  2. #82

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولم يكتف ابن عربي بتقرير هذا أيضاً


    بل راح يزعم أن هناك صورة أخرى للوحي للأولياء

    وهي انطباع صورة ما يريده الله في ذهن الولي




    قال الشعراني: (فإن قلت) فما حقيقة الوحي

    (فالجواب) كما قال الشيخ في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات



    أن حقيقته هو ما تقع به الإشارة القائمة مقام العبارة في غير عبارة

    إذ العبارة يتوصل منها إلى المعنى المقصود منها

    ولهذا سميت عبارة بخلاف الإشارة التي هي الوحي فإنها ذات المشار إليه


    والوحي هو المفهوم الأول والإفهام الأول ولا عجب من أن يكون عين الفهم عين الإفهام عين المفهوم منه فإن لم يحصل لك يا أخي معرفة هذه النكتة فليس لك نصيب من معرفة علم الإلهام الذي يكون للأولياء.

    ألا ترى أن الوحي هو السرعة ولا أسرع مما ذكرناه
    انتهى .


    (فإن قلت) فما صورة تنزل وحي الإلهام على قلوب الأولياء



    (فالجواب) صورته أن الحق تعالى إذا أراد أن يوحي إلى ولي من أوليائه بأمر ما

    تجلى إلى قلب ذلك الولي في صورة ذلك الأمر

    فيفهم من ذلك الولي التجلي بمجرد مشاهدته

    ما يريد الحق تعالى أن يعلم ذلك الولي به من تفهيم معاني كلامه

    أو كلام نبيه صلى الله عليه وسلم علم في [ القربة ] باليد الإلهية،

    كما يليق بجلاله تعالى
    وكما وجد العلم في شربة اللبن ليلة الإسراء.


    ثم إن من الأولياء من يشعر بذلك ومنهم من لا يشعر

    بل يقول وجدت كذا وكذا في خاطري ولا يعلم من أتاه به

    ولكن من عرفه فهو أتم لحفظه حينئذ من الشيطان



    وأطال في ذلك في الباب الثاني عشر وثلاثمائة
    (اليواقيت والجواهر ص84 ج2).



    ويعني بالقربة الإلهية حديث النبي صلى الله عليه وسلم

    الثابت في مسند أحمد:

    ((رأيت ربي الليلة في أحسن صورة فقال لي يا محمد:

    فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت:

    الله أعلم فوضع رب العزة يده على ظهري حتى وجدت بردها في صدري

    فرأيت السماوات فقلت: يا ربي في الكفارات والدرجات..)) الحديث.



    ويعني ابن عربي بذلك أنه كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتفع عنه الحجاب عندما وضع يده سبحانه على الكيفية التي شاءها سبحانه -على ظهر النبي فرأى النبي لذلك الملأ الأعلى وهم الملائكة- يختصمون أي يتناقشون في الكفارات والدرجات أي ما يكفر الذنوب لبني آدم، وما يعلي درجاتهم

    فقال الله سبحانه وتعالى مجيباً بعد رؤيته للملائكة وسماعه لحديثهم

    أما الكفارات فهي إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد،

    وانتظار الصلاة بعد الصلاة.. وأما الدرجات فهي إطعام الطعام وإلانة في الكلام والصلاة بالليل والناس نيام..




    أقول أراد ابن عربي أن يجعل للصوفية

    ما خص الله به الأنبياء من الرؤيا الصادقة في النوم

    والاطلاع على ما في السماوات
    من الملأ الأعلى والملائكة


    فزعم أنه يكون للولي الصوفي كذلك ما كان للنبي

    من كشف قناع قلبه ورؤيته للملأ الأعلى.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #83

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولم يكتف ابن عربي بهذا أيضاً بل زعم لنفسه وجماعته الصوفية


    ما لم يعلمه رسل الله أنفسهم

    وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم



    فقد زعم أن الصوفية أحياناً ينزل عليهم الوحي مكتوباً من السماء.


    وأنه أعني ابن عربي يعلم الفرق بين ما في اللوح المحفوظ

    من كتابه وما يكتبه المخلوقون


    وبذلك يستطيع أن يفرق بين المكتوب النازل من السماء

    والمكتوب في الأرض..


    قلت :
    لم يقل نبي قط ولا أخبرنا الله سبحانه وتعالى

    أن هناك بشراً اطلع على ما في اللوح المحفوظ


    ولكن العجيب أن هؤلاء يزعمون العلم والإحاطة به.
    الحمد لله رب العالمين

  4. #84

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    بل نقل الشعراني في كتابه (الطبقات الكبرى)

    عن شيخه الخواص

    أنه كان يعلم ما يُكتب في اللوح المحفوظ ساعة بساعة..


    وزعم أحمد بن المبارك أن شيخه الأمي عبد العزيز الدباغ
    يعلم اللوح المحفوظ ويعلم كتابته وأنه بالسريانية!
    الحمد لله رب العالمين

  5. #85

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    والمهم هنا أن ابن عربي يقرر في فتوحاته


    أن وحي الأولياء كثيراً ما ينزل مكتوباً كما نزلت التوراة مكتوبة..



    يقول الشعراني عن شيخه:


    "وقد يكون ذلك كتابة ويقع هذا كثيراً للأولياء

    وبه كان يوحى لأبي عبدالله قضيب البان، وغيره،

    كبقي بن مخلد تلميذ الإمام أحمد رضي الله عنه

    لكنه أضعف الجماعة في ذلك فكان لا يجده إلا بعد القيام من النوم

    مكتوباً في ورقة

    انتهى
    الحمد لله رب العالمين

  6. #86

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    (فإن قلت) فما علامة كون تلك الكتابة التي في الورقة

    من عند الله عز وجل حتى يجوز للولي العمل بها


    (فالجواب) أن علامتها كما قال الشيخ في الباب الخامس عشر وثلاثمائة

    أن تلك الكتابة تقرأ من كل ناحية على السواء

    لا تتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها.


    قال الشيخ: وقد رأيت ورقة نزلت على فقير في المطاف

    بعتقه من النار على هذه الصفة

    فلما رآها الناس علموا أنها ليست من كتابة المخلوقين

    فإن وجدت تلك العلامة فتلك الورقة من الله عز وجل

    لكن لا يعمل بها إلا إن وافقت الشريعة التي بين أظهرنا.

    الحمد لله رب العالمين

  7. #87

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    قال: وكذلك وقع لفقيرة من تلامذتنا

    أنها رأت في المنام أن الحق تعالى أعطاها ورقة

    فانطبقت كفها حين استيقظت فلم يقدر أحد على فتحها

    فألهمني الله تعالى أني قلت لها إنوِ بقلبك أنه إذا فتح الله كفك أن تبتلعيها

    فنوت وقربت يدها إلى فمها فدخلت الورقة في فِيها قهراً عليها

    فقال الولي بم عرفت ذلك

    فقلت أُلهمتُ أن الله تعالى لم يرد منها أن يطلع أحد عليها

    وقد أطلعني الله تعالى على الفرق
    بين كتابة الله تعالى في اللوح المحفوظ وغيره

    وبين كتابة المخلوقين
    وهو علم عجيب رأيناه وشاهدناه

    انتهى

    (اليواقيت والجواهر ص83،84 ج2)..



    فانظر هذا الوحي الإلهي لهذه المريدة العزيزة الذي نزل في يدها

    وانطبقت عليه ثم ابتلعته..

    وإن العالم النحرير والشيخ الكبير

    عرف بالكشف مراد الله فقال ابتلعيها.. الخ..


    سبحانك يا رب
    لا إله إلا أنت
    نستغفرك
    ونتوب إليك..
    الحمد لله رب العالمين

  8. #88

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولم يكتف ابن عربي بكل ما قرره

    في هذا الكشف الشيطاني للصوفية

    من أنه تنزل عليهم الملائكة،

    ويشاهدون الله ويسمعون الصوت ويأتيهم الوحي مكتوباً


    بل قرر أيضاً أن قلوب الأولياء تنكشف عنها الحجب

    فيشاهدون الجنة وما فيها،

    والنار وما فيها

    تماماً كما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم.




    قال الشعراني:

    (فإن قلت) فما صورة وصول الأولياء إلى العلم بأحوال السماوات


    (فالجواب) يصل الأولياء إلى ذلك بانجلاء مرآة قلوبهم

    كما يكشفون عن أحوال أهل الجنة وأهل النار

    بحكم الإرث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    لما رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف

    ورأى في النار عمرو بن لحي الذي سيب السوائب وصاحب المحجن،

    وصاحبة الهرة التي حبستها حتى ماتت.

    وفي بعض طرق الحديث رأيت الجنة والنار في عرض هذا الحائط

    انتهى

    والله أعلم.." أ.هـ


    (اليواقيت والجواهر ص88).
    الحمد لله رب العالمين

  9. #89

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    باختصار لم يترك ابن عربي صورة من صور الوحي الإلهي

    الذي يوحي به للرسل

    إلا أثبت مثيله ونظيره بل وأكمل منه للصوفية،



    وبالطبع كان لا بد للمتصوفة

    من أن يجيبوا عن تكفير علماء الأمة لهم ونسبتهم إلى الزندقة والمروق من الدين

    وذلك لادعائهم ما هو من خصوصيات الرسل رضوان الله عليهم،

    إذ لا فرق بين الرسول وغيره إلا الوحي،

    ولو كان واحد من الأمة يوحى إليه ويطلع على الغيب،

    ويكون وارثاً للرسول في هذا الاطلاع والتحقق لما كان للرسالة معنى،

    ولا للنبوة منزلة وفائدة،

    ما دام كل إنسان يستطيع بنفسه أن يصل إلى الله ويطلع على الغيب،

    وأن يعلم مراد الله على الحقيقة.

    ما مزية الرسول هنا وما منزلته،

    ما دام كل أحد إذا فعل بعض المجاهدات يكون مثله

    وينزل عليه الوحي ويرى الملائكة ويطلع على الملأ الأعلى،

    ويشاهد الله ويجلس في حضرته ويطبع الله مراده في ذهنه،

    ويكتب له ما شاء من الرسائل

    كما ادعى الحلاج أنه نزلت عليه رسائل كثيرة بخط الله،

    وادعى هذا ابن عربي كما مر سابقاً،

    لماذا يكون مسيلمة إذاً كذاباً

    والقرآن الذي افتراه أحسن حالاً في جوانب كثيرة

    من حكايات كثيرة من الصوفية التي زعموا أنهم تلقوها من الله وملائكته..


    لقد كان مسيلمة أقوى حجة
    وأكثر تابعاً، وأعز جيشاً

    من كل مشايخ التصوف الكاذبين..
    الحمد لله رب العالمين

  10. #90

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وإذا قال هؤلاء بأننا علمنا أن مسيلمة كاذب بتكذيب النبي له


    قلنا لهم
    وكذلك يجب أن تحكموا على كل مشايخ التصوف


    الذين يزعمون نزول الوحي عليهم

    بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً لهم.


    إنه صلى الله عليه وسلم هو القائل

    ((لا تقوم الساعة حتى يقوم كذابون كثيرون

    يزعم كل منهم أنه نبي وإنه لا نبي بعدي))


    وأليس كل من زعم أنه يوحى إليه قد ادعى النبوة

    فكيف إذا زعم أيضاً أنه يرى الله؟

    ويلتقي بالملائكة ويسمع أصواتهم، ويلتقي بالخضر،

    وينزل عليه الكتب مكتوبة من السماء،

    ويطلع بقلبه على الملأ الأعلى والملأ الأسفل،



    أليس مسيلمة كان أقل كذباً من هؤلاء

    بل وأحكم منطقاً وأعظم عقلاً؟




    الحمد لله رب العالمين

  11. #91

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    أقول

    لما علم ابن عربي ومن على شاكلته أن دعاواهم هذه

    لن تنطلي إلا على جاهل من أهل القبلة،

    وأن علماء المسلمين لا بد أن يكفروهم ويزندقوهم


    فإنه احتاط لذلك وأجاب عما رماه به علماء الأمة الصالحون،

    ورموا به أيضاً من هم على شاكلته
    في ادعاء العلم الغيبي والكشف الصوفي.


    أجاب على ذلك بأنهم على شريعة خاصة،

    وأن علماء الشريعة يمكن أن يحملوا كلام الصوفية على خلاف في الرأي

    كما هو حادث بين الشافعي والحنفي

    أو ينزلوا كلام المتصوفة كأنه كلام أهل الكتاب فلا يصدقونهم ولا يكذبونهم..



    قال الشعراني:

    (فإن قلت) قد رأينا في كلام بعضهم تكفير الأولياء المحدّثين بفتح الدال المهملة لكونهم يصححون الأحاديث التي قال الحفاظ بضعفها.

    (فالجواب) تكفير الناس للمحدثين المذكورين عدم إنصاف منهم

    لأن حكم المحدثين حكم المجتهدين فكما يحرم على كل واحد من المجتهدين أن يخالف ما ثبت عنده

    فكذلك المحدثون بفتح الدال وكلاهما أشرع بتقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    قال الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والسبعين

    من الجواب السابع والخمسين:

    وقد وقع لنا التكفير مع علماء عصرنا لما صححنا بعض أحاديث قالوا بضعفها

    قال ونحن نعذرهم في ذلك لأنه ما قام عندهم على صدق كل واحد من هذه الطائفة

    وهم مخاطبون بغلبة الظن ولو أنهم وفوا النظر معهم حقه لسلموا لهم حالهم


    كما يسلم الشافعي للحنفي حكمه ولا ينقض حكم من حكم به من الحكام.


    ومما اعتذروا به قولهم لو صدقت القوم في كل ما يدعونه من نحو ذلك

    لدخل الخلل في الشريعة لعدم العصمة فيهم فلذلك سددنا الباب

    وقلنا: إن الصادق من هؤلاء لا يضره سدنا هذا الباب،

    قال الشيخ محيي الدين ونعم ما فعلوه ونحن نسلم لهم ذلك ونصوبهم فيه

    ونحكم لهم بالأجر التام على ذلك

    ولكن إذا لم يقطعوا بأن ذلك الولي مخطئ في مخالفتهم

    فإن قطعوا بخطئه فلا عذر لهم

    فإن أقل الأحوال أن ينزلوا الأولياء المذكورين منزلة أهل الكتاب

    لا يصدقونهم ولا يكذبونهم

    انتهى

    (اليواقيت والجواهر ص90 ج2)..



    وهذا الاعتذار والجواب عن تكفير أهل السنة لهؤلاء في غاية الجهالة أيضاً

    لأن ما أتى به المتصوفة مما يسمونه كشفاً
    ليس من الخلاف في الرأي،

    ولا الخلاف الفرعي،

    بل هو مصادم لأحكام الإسلام ومبادئ الإيمان.


    فالتصديق أصلاً بأنهم يعلمون من طريق الوحي كفر

    لأنه يناقض ما جاء به القرآن والحديث،

    من أن الوحي قاصر على الأنبياء فقط

    وأن لا نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،

    وأنه من النبوة الرؤيا الصادقة فقط..


    وأما سماع صوت الملك وانقشاع حجاب القلب

    ونزول الأوراق المكتوبة من السماء

    كل هذا من خصائص النبوة
    التي انتهت
    بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..

    الحمد لله رب العالمين

  12. #92

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ثم ما جاء به الصوفية مما جعلوه ونسبوه إلى الكشف

    هو في عامته وحي إبليسي شيطاني

    لم يترك كفراً في الأرض إلا نسبه إلى الدين

    كتبرئة إبليس من الكفر والقول بنجاة فرعون ودخوله الجنة


    وأن فلاناً يطلع على اللوح المحفوظ،

    وأن فلاناً الذي يأتي (الحمارة) في الشارع ولي لله تعالى ،

    وفلاناً القذر الذي لا يمس الماء ولا يتطهر من حدث أو جنابة
    ولي صالح،

    وفلان الذي يقول أنا الله وما في الجبة إلا الله وسبحانه
    ولي صالح.. الخ.


    هذا الكفر كيف يكون هذا من جنس الخلاف بين الشافعي والحنفي

    في قراءة الفاتحة وراء الإمام وفي نقض الوضوء من مس المرأة..

    ومثل هذه الفرعيات التي كان فيها خلاف حول فهم النصوص القرآنية الحديثية..




    وأما قياس ابن عربي ما جاء به المتصوفة أيضاً

    على كلام أهل الكتاب الذين قال الرسول فيهم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم..

    فإنه قياس بعيد أيضاً

    لأن هذا فيما قاله أهل الكتاب مما لا يناقض عقيدة الإسلام.

    وإلا كيف لا نكذب أهل الكتاب
    في قولهم إن الله استراح في اليوم السابع

    وإنه تصارع مع يعقوب (إسرائيل) وصرعه إسرائيل

    وإن لوطاً زنى بابنتيه

    وإبراهيم قدم زوجته لحاكم مصر ليحصل على إبل وغنم،

    وإن المسيح ابن الله

    وغير ذلك من الخرافات والخزعبلات
    وصنوف الكذب على الله والأنبياء.


    لا شك أن المسلم يكذب اليهود في كل ما زعموه

    مما هو مناقض لعقيدة الإسلام

    وما قرر الله سبحانه وتعالى غيره تماماً وضده في القرآن،


    كيف نؤمن بكلام الصوفية وكشوفاتها

    وهو لا يقل في عمومه خبثاً ونجاسة
    عما افتراه اليهود والنصارى على الله..


    كيف نصدق الصوفية في كشفهم أن الخنزير والكلب هو الله،

    وأن المخلوق والخالق شيء واحد،


    وأن القائلين بخالق فوق العرش مباين للعالم
    جاهلون بعقيدة التوحيد..


    كيف يكون الكشف الصوفي هذا الذي يزعم أصحابه أنهم أخذوه عن الله

    ونقلوه بحرفيته هو الحق


    وأنه يجب على علماء الشريعة والإسلام أن يعاملوا الصوفية

    كما يعاملون اليهود والنصارى في أن لا يصدقوهم ولا يكذبوهم..


    أقول
    بل يجب تكذيبهم في كل ما افتروه
    على الله وعلى رسوله

    مما يخالف كلام الله وكلام رسوله.

    ومما هو كفرٌ صراح بواح

    لا يشك ولا يماري فيه
    من له أدنى علم بالكتاب والسنة

    عنده بصر وبصيرة يستطيع أن يميز فيه
    بين كلام الله و كلام الشياطين

    وبين وحي الله سبحانه الذي ينزل به جبريل الأمين

    محفوظاً أن يناله الشياطين
    أو أن يدخلوا معه ما ليس منه

    وبين وحي إبليس اللعين
    الذي يلقيه هو وأولاده وأفراخه

    على أوليائه من هؤلاء الكذابين والأفاكين..

    فيدعون لأنفسهم ما ادعوه
    من كل كذب و زور و فجور..
    الحمد لله رب العالمين

  13. #93

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    والعجيب أيضاً

    أن ابن عربي الذي نحن بصدد بيان افتراءاته
    في الكشوف والعلوم التي له



    كان يعلم أن هناك وحياً شيطانياً يتنزل على بعض الصوفية،


    وأن هناك من يحفظ منهم من تلبيس الشيطان
    ومنهم من لا يحفظ.




    يقول عبدالوهاب الشعراني أيضاً في كتابه (اليواقيت) فيما ينقله عن ابن عربي:


    "(فإن قلت) فمتى يحفظ الولي من التلبيس عليه فيما يأتيه من وحي الإلهام

    (فالجواب) يعرف ذلك بالعلامات؛

    فمن كان له في ذلك علامة بينه وبين الله

    عرف الوحي الحق الإلهامي الملكي

    من الوحي الباطل الشيطاني

    حفظ من التلبيس ولكن أهل هذا المقام قليل.


    قال الشيخ في الباب الثالث والثمانين ومائتين:

    مما غلط فيه جماعة من أهل الله عز وجل كأبي حامد الغزالي وابن سيد لون (رجل بوادي اشت)

    قولهم إذا ارتقى الولي عن عالم العناصر وفتح لقلبه أبواب السماء حفظ من التلبيس

    قالوا وذلك لأنه حينئذ في عالم الحفظ من المردة والشياطين

    فكل ما يراه هناك حق.


    قال الشيخ محيي الدين وهذا الذي قالوه ليس بصحيح

    وإنما يصح ذلك أن لو كان المعراج بأجسامهم مع أرواحهم

    إن صح أن أحداً يرث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعراج

    وأما من عرج به بخاطريته وروحانيته بغير انفصال موت

    وجسده في بيته مثلاً فقد لا يحفظ من التلبيس

    إلا أن يكون له علامة في ذلك كما مر

    وأطال في ذلك


    ثم قال واعلم أن الشيطان لا يزال مراقباً لقلوب أهل الكشف

    سواء كان أحدهم من أهل العلامات أو لم يكن

    لأن له حرصاً على الإغواء والتلبيس

    لعلمه بأن الله تعالى قد يخذل عبده فلا يحفظه

    فيعيش إبليس بالترجي ويقول لعل وعسى

    فإن رأى إبليس باطن العبد محفوظاً وأنوار الملائكة قد حفت به

    انتقل إلى جسد ذلك العبد فيظهر له في صورة الحس أموراً عسى أن يأخذ بها

    فإذا حفظ الله تعالى قلب ذلك العبد ولم ير له على باطنه سبيلاً

    جلس تجاه قلبه فينتظر غفلة تطرأ عليه

    فإذا عجز أن يوقعه في شيء يقبله منه بلا وساطة

    نظر في حال ذلك الولي فإن رأى أن من عادته الأخذ للمعارف من الأرض

    أقام له أرضاً متخيلة ليأخذ منها

    فإن أيد الله تعالى ذلك العبد رده خاسئاً

    لاطلاعه حينئذ على الفرق بين الأرضين المتخيلة والمحسوسة

    وقد يأخذ الكامل من إبليس ما ألقاه إليه من الله لا من إبليس فيرده أيضاً خاسئاً


    وكذلك إن رأى إبليس أن حال ذلك الولي الأخذ من السماء

    أقام له سماء متخيلة مثل السماء التي يأخذ منها



    ويدرج له فيها من السموم القاتلة ما يقدر عليه

    فيعامله العارف بما قلناه في شأن الأرض المتخيلة والأصلية

    وإن رأى أن حال ذلك الولي الأخذ من سدرة المنتهي أو من ملك من الملائكة

    خيل له سدرة مثلها أو صورة ملك مثل ذلك الملك

    وتسمى له باسمه وألقى إليه ما عرف أن ذلك الملك يلقيه إليه من ذلك المقام

    فإن كان ذلك الشخص من أهل التلبيس فقد ظفر به عدوه

    وإن كان محفوظاً حفظ منه فيطرد عنه إبليس

    ويرمي ما جاء به أو يأخذ ذلك عن الله تعالى لا عن إبليس كما مر

    ويشكر الله تعالى على ذلك

    وإن رأى الشيطان أن حال ذلك الولي الأخذ من العرش أو من العماء أو الأسماء الإلهية

    ألقى إليه الشيطان بحسب حاله ميزاناً بميزان

    وأطال الشيخ في ذلك في الباب الثالث والثمانين ومائتين" أ.هـ

    (اليواقيت والجواهر ص87 ج2).


    الحمد لله رب العالمين

  14. #94

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    والعجيب من الغزالي أيضاً

    كيف ظن أن ما يزعم الصوفي نقله من السماوات

    لا يكون فيه شيء شيطاني

    لأن الله حفظ السماء من الشياطين،

    وكأنه قد غاب عنه أن الصوفي الذي يزعم الوصول إلى السماوات

    هو جالس هنا في الأرض تستهويه الشياطين
    وتحف به من كل جانب.



    ولم أر ابن عربي صدق في هذا الصدد إلا فيما نقلناه عنه آنفاً

    من بيان تلبيس الشياطين على الصوفية
    في تصويره لهم سماء متخيلة،

    أو سدرة المنتهي أو الملائكة.. الخ.

    حتى يظن الصوفي أنه قد رأى ذلك فعلاً وأنه ينقل علمه من هناك


    والحال أنه ينقل عن الشياطين الذين يزخرفون له ذلك

    ويحيلون له ما يشاهده مما ليس هنالك
    هو تماماً ما وقع لهؤلاء الصوفية


    ومنهم بل أولهم في ذلك هو ابن عربي


    هذا الذي لم يترك كفراً في الأرض إلا سطره في كتبه

    وبخاصة كتابه الفصوص (فصوص الحكم)
    وكتابه (الفتوحات المكية).



    لقد عرف ابن عربي حقاً الطريق الذي استقى منه هو والصوفية

    وأنهم الشياطين الذي يخيلون لهم هذه الخيالات

    ويوحون إليهم بهذه الكلمات.



    وسيجد القارئ في ثنايا هذا الكتاب نقولاً مستفيضة عن ابن عربي

    تبين ما هي حقيقة كشوفاته ووحيه الذي أوحي به إليه

    الحمد لله رب العالمين

  15. #95

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولكني أحب أن أختم هذا الفصل

    في بيان موقف ابن عربي من الكشف بحقيقة موقفه من إبليس

    لنبين للقارئ بما لا يدع مجالاً للشك

    أي دين يدين به هؤلاء


    وأي علم يزعمون الوصول إليه
    وأي كشف اكتشفوه..




    فمن المعلوم يقيناً عند كل مسلم أن إبليس هو رأس الشر والبلاء


    وأنه عدو لآدم وذريته منذ امتنع عن السجود لآدم


    وطرده الله بسبب ذلك من رحمته وجعل الله عليه اللعنة إلى يوم يبعثون


    وأنه يكون في الآخرة في جهنم كما قال تعالى :


    { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
    وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُم ْ
    وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي
    فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم
    مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
    إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ
    إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }



    [إبراهيم:22].



    والشيطان في هذه الآية هو إبليس بإجماع المفسرين وكذلك قوله تعالى :


    { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
    قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
    إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
    وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ }



    [الشعراء:94-101].



    ولا شك أن جنود إبليس يستحيل أن يدخلوا النار ولا يدخل هو معهم


    إذ كيف يدخل الجنود ويبقى رأس الجند من الناجين.



    ولعل قائلاً يقول ولماذا هذا التطويل في بيان أن إبليس من أهل الجحيم.


    إن هذا أمر بديهي معلوم عند جميع أبناء الإسلام وأقول:


    إن هذا الأمر البديهي المعلوم من الدين بالضرورة


    التي يعتبر جاحداً وناكراً وكافراً مرتداً من نفاه


    هو ما أثبت ابن عربي تبعاً في زعمه لسهل بن عبدالله التستري ضده،



    وهو أن إبليس من الناجين وأنه لن يدخل النار أبداً


    وأنه أعني إبليس التقى في زعم ابن عربي


    بسهل بن عبدالله التستري الصوفي


    كان من كبار مشايخهم في القرن الثالث


    فناقشه في هذه المسألة وبين له أنه من الناجين،


    وأنه لن يدخل النار


    وأن الله سبحانه وتعالى سيغير ما أثبته في القرآن


    لأن الله لا يجب عليه شيء


    وما دام أنه لا يجب عليه شيء ولا يقيده قيد،


    فإنه قد قضى بنجاة إبليس يوم القيامة،


    وتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه والعفو التام عنه....



    انظروا يا مسلمين
    هذا الكشف الصوفي ما أعظمه وأطرفه


    بل ما أفجره و أكفره ..
    الحمد لله رب العالمين

  16. #96

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    إن ما أتعب النبي محمداً صلى الله عليه وسلم فيه نفسه

    طيلة ثلاثة وعشرين عاماً


    من بيان قصة إبليس وآدم، ومن لعن إبليس دائماً،

    واستفتاح صلاته بالاستعاذة منه،

    وقوله صلى الله عليه وسلم له عندما خنقه

    ((ألعنك بلعنة الله.. ألعنك بلعنة الله.. ألعنك بلعنة الله..))

    وذلك عندما جاء إبليس اللعين هذا بشهاب من نار

    ووضعه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي..


    هذا الذي أتعب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه
    ومن بعده سائر الصحابة والمسلمين؛..



    جاء ابن عربي اليوم ليبين لنا عن شيخه المزعوم التستري

    أنه كان خطأً في خطأ،

    وأنه يوم القيامة يكون في الجنة مع من أنعم الله عليهم

    من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً..

    وأن هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة..



    ويعني ابن عربي بذلك الأشاعرة لأنهم يقولون (لا يجب على الله شيء)

    وما دام لا يجب عليه شيء فيجوز أن يدخل إبليس الجنة..


    وهذا الجائز العقلي عن الأشاعرة جعله ابن عربي ممكناً وواقعاً

    لأن شيخه القشيري التقى بإبليس وناقشه في هذه المسألة

    وتحقق منه أنه سيكون يوم القيامة من الفائزين الفالحين..
    الحمد لله رب العالمين

  17. #97

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وهذا نص الحكاية المزعومة وتعقيب ابن عربي عليها بنصها


    من كتاب (اليواقيت والجواهر)..



    "وذكر الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والتسعين ومائتين


    أيضاً ما يؤيد اعتقاد أهل السنة والجماعة من أن الحق تعالى لا يجب عليه شيء


    وهو أن سهل بن عبدالله التستري رضي الله عنه


    قال لقيت إبليس مرة فعرفته وعرف مني أنني عرفته


    فوقع بيني وبينه مناظرة


    فقال لي وقلت له وعلا بيننا الكلام وطال النزاع بحيث إنه وقف ووقفت حائراً وحرت


    فكان آخر ما قال لي يا سهل إن الله تعالى قال ورحمتي وسعت كل شيء


    نعم ولا يخفى عليك أنني شيء


    ولفظة كل تقتضي الإحاطة والعموم إلا ما خص


    وشيء أنكر النكرات فقد وسعتني رحمته أنا وجميع العصاة


    فبأي دليل تقولون إن رحمة الله لا تنالنا.


    قال سهل فوالله لقد أخرسني وحيرني بلطافة سياقه وظفره بمثل هذه الآية


    وفهمه منها ما لم أكن أفهمه وعلمه من دلالتها ما لم أكن أعلمه



    فبقيت حائراً متفكراً وأخذت أردد الآية في نفسي


    فلما جئت إلى قوله تعالى


    { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ....}


    [الأعراف: 156] إلى آخر النسق


    فسررت بها وظننت أني قد ظفرت بحجة وظهرت عليه بما يقصم ظهره


    فقلت له: تعال يا ملعون،


    إن الله تعالى قد قيدها بنعوت مخصوصة تخرجك عن ذلك العموم


    فقال { سأكتبها للذين يتقون } إلى آخر النسق.



    فتبسم إبليس وقال: يا سهل، التقييد صفتك لا صفته تعالى .


    ثم قال: يا سهل ما كنت أظن أن يبلغ بك الجهل بالله ما رأيت


    وما ظننت أنك ههنا ليتك سكت،


    قال سهل فرجعت إلى نفسي وغصصت بريقي وأقام الماء في حلقي


    وما وجدت له جواباً ولا سددت وجهه باباً


    وعلمت أنه طمع في مطمع وانصرف وانصرفت


    ووالله ما أدري بعد هذا ما يكون


    فإن الله تعالى ما نص بما يرفع هذا الإشكال


    فبقي الأمر عندي على المشيئة منه في خلقه لا أحكم عليه بذلك


    إلا بما حكم به على نفسه من حيث وجود الإيمان به. انتهي كلام سهل.



    قال الشيخ محيي الدين:


    وكنت قديماً أقول ما رأيت أقصر حجة من إبليس ولا أجهل منه


    فلما وقفت له على هذه المسألة التي حكاها عنه سهل رضي الله عنه


    تعجبت وعلمت أن إبليس قد علم علماً لا جهل فيه


    فله رتبة الإفادة لسهل في هذه المسألة.


    انتهي


    فقد بان لك أن الله تعالى خلق العالم كله


    من غير حاجة إليه لا موجب أوجب ذلك عليه" أ.هـ


    (اليواقيت والجواهر ص60 ج1).





    من موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام
    الحمد لله رب العالمين

  18. #98

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ```````````````````````````
    فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي

    ```````````````````````````
    ( 7 )


    الصوفية والعلمانية والماسونية



    د. أحمد خيري العمري


    لم يأت حين من الدهر، منذ أن عُرِف ابن عربي،

    دون أن يكون للرجل مريدوه ومعجبوه وأتباعه..

    وذلك أمر طبيعي جداً طالما ظل للتصوف مساحة في عالمنا،

    وهي مساحة ظلت تمد وتجزر، لكنها بقيت موجودة

    وبقي في جزء معين منها، مكانٌ لابن عربي..


    وابن عربي مختلف عليه دونما شك،

    والآراء حوله تتدرج من اعتباره (الشيخ الأكبر)

    إلى (من شك بكفره فقد كفر)!.


    وقد كفّرته طائفة من العلماء
    منهم العز بن عبدالسلام
    وابن حجر العسقلاني

    وابن كثير
    وابن تيمية،

    ونقل عن الإمام الذهبي قوله:

    « ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص

    وإن كان لا كفر فيه فليس في الدنيا كفر! »،


    بل إن السيوطي الذي لم يكفره وانتقد من كفّره

    عدّه مبتدعا وحرّم النظر في كتبه!..



    وبغض النظر عن التكفير أو التبجيل،

    فإن التيار الإسلامي العام رفض «شطحات» ابن عربي

    حتى لو لم يكفره من أجلها،


    وهي شطحات ظلت هجينة عن التراكم الفكري الإسلامي
    وناشزة عن مجمله،

    وكان وضوح نشاز بعض هذه الشطحات محرجاً للمدافعين عنه،


    وقائمة الدفاع تتضمن القول إن الشطحات مدسوسة عليه (كالعادة!)

    وأنه قال في كتبه أشياء أخرى تناقض هذه الشطحات،

    أو أنهم يعتذرون عن ذلك بتعقيد لغته وغموضها
    وبالتالي عدم فهمها كما يجب،

    الحمد لله رب العالمين

  19. #99

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ...................

    هذا مع العلم أن الكثير من الطرائق الصوفية السائدة حالياً

    قد نأت بنفسها عن شطحاته، أو على الأقل عن البعض من مؤلفاته.


    إلى هنا والأمر عادي جداً،

    فلغة الرجل المميزة رغم تعقيدها وغزارة مؤلفاته

    منحت له مكانة معينة ضمن رفّ معين، له بالتأكيد رواده ومحبوه.




    لكن غير العادي إطلاقاً،


    هو هذا الاهتمام الجديد بابن عربي من قبل تيار بعيد ليس عن التصوف فحسب،

    بل عن الدين ككل، تيار ظل يدعي العقلانية بمفهومها الغربي الديكارتي

    الذي لا يؤمن بغير التجربة ومعاييرها الواضحة،

    لكنه فجأة صار حريصاً على ابن عربي وذوقياته

    التي لا يمكن إخضاعها لأي معيار ومن أي نوع..


    هذا الاستحضار الليبرالي-العلماني لابن عربي

    تجلّى في كتابات لكُتَّاب ليبراليي التوجه

    (هاشم صالح، وعبدالوهاب المؤدب، ونصر حامد أبو زيد، وسواهم


    وهو استحضار لا يمكن أن يكون بريئاً البتة،

    بمعنى أن ابن عربي يبدو هنا غريباً وشاطحاً حتى أكثر من ذي قبل،

    فقبل كل شيء، فإن انتماء ابن عربي إلى منظومة التصوف،

    ولو في طرف الغلو والشطط منها،

    سيكون أمراً مفهوماً داخل هذه المنظومة ككل،

    أما استحضاره داخل المنظومة الليبرالية،

    فأمر يشبه إقسار «كارل ماركس» أو «سيغموند فرويد»

    داخل منظومة الفكر الإسلامي..



    والحقيقة أن (شطحات) ابن عربي التي كفّره من كفره من أجلها،

    هي بالذات ما يريده هؤلاء الليبراليون من ابن عربي المستحضر ليبراليا،

    أي إن موقفهم هنا لا يشبه موقف المدافعين التقليديين

    الذين يعتذرون عن شطحاته بهذا العذر أو ذاك،

    بل في الواقع هم حريصون
    على (تكريس) هذه الشطحات وتأكيدها،

    بل والتركيز عليها والدفاع عنها.

    الحمد لله رب العالمين

  20. #100

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    ولا شك أن ما يفعله الليبراليون ذكي جداً،

    فهم يدركون أن القارئ المعاصر لا يملك النفس اللازم لقراءة مجلدات الفصوص والفتوحات،

    بالذات مع لغة ابن عربي التي تميل إلى الغموض والتعقيد أحيانا،

    لذلك فهم يقدمون وجبة سريعة معاصرة من ابن عربي

    تحتوي على انتقاءات معينة مما قال،

    وهي انتقاءات مدروسة لخدمة منظومتهم الليبرالية،

    وتجعل من ابن عربي (حلقة وصل)

    بين تراكم (محسوب في نهاية الأمر على التراث الإسلامي)

    وبين منظومة غربية يحاول الليبراليون منذ عقود إدخالها إلى العقل المسلم

    وبوسائل شتى وبنجاحات متفاوتة،

    ويبدو ابن عربي اليوم وسيلة أخرى من تلك الوسائل،

    خاصة أن اسمه مدعوم (غربياً)

    من قبل دوائر عديدة ومؤسسات بحثية ومراكز دراسات.



    يبدأ الليبراليون نهجهم هذا بما يعدونه «مسلمة» لا جدال فيها

    بينما هي ليست كذلك إطلاقاً،

    ألا وهي اعتبار ابن عربي (قمة نضج الفكر الإسلامي!

    في مجالاته العديدة من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف

    وعلم تفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة والبلاغة)

    (أبو زيد، هكذا تكلم ابن عربي، ص 24).


    هكذا مرّة واحدة وبحسم نهائي يعتبر ابن عربي

    قمة نضج الفكر الإسلامي في كل هذه المجالات!


    ما الدليل على كل هذا ؟


    سيلقمنا أبو زيد بمستشرقين اثنين يوافقانه على رأيه،

    أحدهما ياباني والآخر إسباني،

    وما داما ينتميان إلى المنظومة الغربية،

    فإنه يستغل عقدة نقصنا تجاههما،

    ويمرر الأمر كما لو كان (متفقاً عليه)

    بينما هو على الأغلب في النقيض من ذلك.



    سيقول أبو زيد أيضا بلا مواربة:

    «إن استدعاء ابن عربي يمثل طلباً ملحاً بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والرؤى السلفية

    على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة»

    (أبو زيد، ص26)،


    وبعبارة أخرى فإن صورة ابن عربي (المتطرفة تسامحا وبلا حدود)

    هي البديل عن» صورة الإرهابي حامل البندقية والسكين»

    (المتطرفة عنفا وبلا حدود أيضا)

    «أبو زيد، ص 27»..


    كما لو أن علينا دوما الاختيار بين واحد من الطرفين

    بلا خيار ثالث مستمد من ثوابت وسط للأمة الوسط..



    وهكذا سيتم إعادة إنتاج ابن عربي أو تحضير روحه من قبره

    في السوق الدمشقية القديمة، في حفلة زار عولمية الملامح

    من أجل أن ينضم صوته لجوقة المصفقين لها ولقيمها..


    (حتى لو قيل ضمن ما قيل
    أشياء ضد العولمة ذرا للرماد في العيون).
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •