تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 236

الموضوع: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

  1. #41

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    4 - ولم تستطع عقبة أن تقف أمام ابن عربي لترده إلى صوابه،
    وليعلم العقيدة الحقة،
    ولكنه مضى في شوط التلبيس إلى منتهاه.


    وكانت من هذه العقبات العقيدة في النار:
    جهنم التي أعدها الله للكافرين،
    والتي يصطرخون بها:
    {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}
    (المؤمنون:107)

    والتي يتمنون فيها الموت،
    بل يكون هو منتهى آمالهم وغاية مطلبهم
    {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}
    فيرد عليهم مالك قائلاً
    {إنكم ماكثون}
    (الزخرف:77)،


    جهنم التي يدعو أهلها على أنفسهم بالويل والثبور،
    ويرد الله عليهم قائلاً:
    {لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً}
    (الفرقان:14)

    لأنه لا استجابة لهم،
    ولا خروج منها،
    فلا يموتون فيها ولا يحيون،

    وآيات كثيرة في وصف جهنم،
    وبشاعتها وحرقتها،
    وعذاب أهلها بها،

    كل هذه الآيات لم تمنع ابن عربي
    الذي حكم لقوم نوح بالمعرفة والإيمان،
    ولقوم فرعون ولكفار مكة كذلك،
    بل لكل كافر على الأرض
    أنه ما عبد إلا الله في صورة من الصور،

    أقول:

    كذلك هذه الآيات لم تمنع ابن عربي
    أن يحكم لأهل النار بالنعيم المقيم،
    والسعادة والهناء. وأين ذلك ؟..

    في النار نفسها،
    هذه النار التي وصفها الله بما وصف،
    ووصف أهلها بما وصف..

    هذه النار دار سعادة عند ابن عربي،
    لا دار شقاوة وعذاب،
    بل دار عذوبة وهناء.

    وهاك نص عبارته في ذلك:

    "وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة
    فيها نعيم مباين نعيم جنان الخلد،
    فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين

    يسمى عذاباً من عذوبة طعمه
    وذاك له كالقشر والقشر صاين"

    (الفصوص ص94)



    فانظر كيف جعل نعيم النار كنعيم الجنة،
    لأن الأمر واحد في زعمه،
    وأن العذاب من العذوبة،

    وأن النار قشرة
    تخفي وراءها النعيم المقيم لأهل النار.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #42

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ويقول أيضاً:
    "فمن عباد الله من تدركه تلك الآلام
    في الحياة الأخرى في دار تسمى جهنم،

    ومع هذا لا يقطع أحد من أهل العلم الذين كشفوا الأمر
    على ما هو عليه
    إنه لا يكون لهم في تلك الدار نعيم خاص بهم،
    إما بفقد ألم كانوا يجدونه،
    فارتفع عنهم،
    فيكون نعيمهم راحتهم عن وجدان ذلك الألم..
    أو أن يكون النعيم مستقلاً زائداً كنعيم أهل الجنان
    والله أعلم".
    انتهى (الفصوص ص114).

    ومع أنه تناقض هنا مع ما قرره في أبياته السابقة،
    وقال: يكون النعيم لأهل النار بفقد آلام سابقة،
    أو بحصول لذة ومتاع بالنار كنعيم الجنة
    و (أو) تقتضي الشك،

    ولذلك قال: والله أعلم،

    مع العلم أنه قال في مطلع الكتاب وفي ثناياه
    أنه ينقل عن الله بلا زيادة ولا نقصان..

    فانظر هذا التهافت والتخبط والعمى..
    نعوذ بالله من الخذلان.

    أقول مع هذا يعود ويقرر دون شك
    أن النار ستكون برداً وسلاماً على أهلها،
    كما كانت نار إبراهيم برداً وسلاماً عليه،

    يقول في (الفصوص ص169):
    "وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار..
    إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب
    أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، وهذا نعيمهم،

    فينعم أهل النار بعد استيفاء الحقوق
    نعيم خليل الله حين ألقي في النار،
    فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها.
    وبما تعود في علمه،
    وتقرر من أنها صورة
    تؤلم من جاورها من الحيوان" أ.هـ.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #43

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    5 - أظنك أيها القارئ الكريم قد عرفت الآن
    فرعيات هذه العقيدة الصوفية الباطلة،


    ولمزيد من هذه المعرفة والتوضيح
    سأنقل إليك بياناً واضحاً من كلام ابن عربي
    مما تتصور به هذه العقيدة،
    ويكفي في إبطالها أن تتصورها،


    فهذه العقيدة لا تحتاج إلى رد يبطلها،
    وإنما تصورها تصوراً صحيحاً يكفي لبطلانها.

    فما عرف البشر في تاريخهم الطويل كفراً وإلحاداً
    أعظم من هذا الكفر؛


    فإن الله تبارك وتعالى استعظم مقالة من قالوا:
    {اتخذ الله ولداً}

    سبحانه وتعالى عن ذلك قائلاً:
    {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً*
    ما لهم به من علم ولا لآبائهم
    كبرت كلمة تخرج من أفواههم
    إن يقولون إلا كذباً}
    (الكهف:4-5).


    وقال جل وعلا:
    {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً*
    لقد جئتم شيئاً إداً*
    تكاد السماوات يتفطرن منه
    وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً*
    أن دعوا للرحمن ولداً*
    وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً*
    إن كل من في السماوات والأرض
    إلا آتي الرحمن عبداً*
    لقد أحصاهم وعدهم عداً*
    وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
    (مريم:88-95).



    فإذا كانت السماوات تكاد تنفطر
    من تلك المقالة الخبيثة،
    بل وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً،


    فكيف بمن ينسب كل شيء خبيث في الأرض
    إلى ذات الله،
    بل جعله عين الله ؟!..

    الحمد لله رب العالمين

  4. #44

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    أقول:

    إن تصور هذه العقيدة يكفي لبطلانها
    عند من له أدنى حس أو شعور،
    ولا أقول عقل ولب،


    فالقضية لا تحتاج معقولية لردها،
    وإنما تحتاج قليلاً من الإحساس والشعور، والحياء والخجل،

    وقد لبّس هؤلاء الشياطين على الناس
    زاعمين أن كلامهم لا يفقهه إلا من ذاق ذوقهم،
    ووجد وجدهم، وعرف معرفتهم،

    هأنا ذا أعطيك مفاتيح هذه المعارف الباطلة،
    والذوق الخبيث، والوجد اللعين،
    لتعرف الأمر عندهم على ما هو عليه،

    ولذلك فسأسرد لك طائفة أخرى من الشرح التفصيلي لهذه العقيدة،
    وكل هذا الشرح من كلام القوم
    حتى لا يبقى عندك في الحق لبس،

    ولتعلم أيضاً
    أن من زعم منهم أن هذا الكلام المنقول عن أساتذة الضلال
    إنما هو شطح فقط، وغلبة حال فزعمه باطل،

    لأن الأمر ليس شطحاً،
    وإنما هو عقيدة فلسفية مقررة مشروحة في عشرات الكتب،

    وأن كل آي القرآن قد حرفوها واستدلوا بها،
    ليغيروا عقيدة المسلمين الحقة
    في إلههم سبحانه وتعالى،



    الذي يتصف بصفات الكمال،
    والذي لا يشبه أحداً من خلقه،
    بل هو الله الواحد الأحد،
    الفرد الصمد،
    الذي لم يلد ولم يولد،
    ولم يكن له كفواً أحد.
    الحمد لله رب العالمين

  5. #45

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    يقول ابن عربي شارحاً عقيدته مستدلاً عليها بالحديث الموضوع:
    "من عرف نفسه عرف ربه"

    قال:
    "قال عليه السلام: "من عرف نفسه عرف ربه"،
    وهو أعلم الخلق بالله،
    فإن بعض الحكماء وأبا حامد
    ادعوا أنه يعرف الإله من غير نظر في العالم،
    وهذا غلط،
    نعم تعرف ذات قديمة أزلية،
    لا تعرف أنها إله حتى يعرف المألوه،
    فهو الدليل عليه،


    ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف
    أن الحق نفسه كان عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته،

    وأن العالم ليس سوى تجليه في صور أعيانهم الثابتة
    التي يستحيل وجودها بدونه،


    وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها،


    وهذا بعد العلم به منا أنه إله لنا،
    ثم يأتي الكشف الآخر،
    فيظهر لك صورنا فيه،
    فيظهر بعضنا لبعض في الحق،
    فيعرف بعضنا بعضاً" أ.هـ

    (الفصوص ص81،82).



    فهنا قد أنكر ابن عربي
    على أبي حامد وبعض المتصوفة الآخرين
    الذين قالوا: إن الحق لا يشترط لمعرفته النظر في الكون،

    بل قد يأتي ذلك عن طريق الكشف رأساً
    دون استدلال بالكون المشاهد على الخالق سبحانه وتعالى.



    وقال ابن عربي:

    "إن هذا لا يكفي إلا لمعرفة ذات قديمة أزلية،
    ولكن لا بد من النظر في الكون لتعلم أن الذي تشاهده هو الحق،
    وهو الدليل على الحق،

    أي أن الصور المشاهدة في الكون هي الله،
    وهي الدليل عليه،

    ثم يأتي بعد ذلك الكشف الآخر
    الذي يتحقق الإنسان فيه من نفسه أيضاً
    بأنه نفسه صورة من صور الحق،
    فعند ذلك يعرف نفسه،
    فيعرف ربه،



    يعرف نفسه أنه الله،
    فيعرف الله أنه كل موجود.."
    الحمد لله رب العالمين

  6. #46

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولم يكتف ابن عربي بأن يتبع أسلوب الثعالب
    في اللف والدوران والمراوغة،

    بل اتبع أيضاً أسلوب الاستفزاز لكل مؤمن،
    والنيل من عقيدة الإسلام بكل احتقار واستهزاء،

    ويدلك على ذلك أن اسم الله عز وجل (العلي)
    يفهم منه سلف الأمة وعلماؤها الأفاضل
    أن المقصود به العلو الحقيقي المستلزم مباينته تعالى لخلقه،

    والعلو المجازي الذي هو علو المكانة،
    فالله علي بذاته سبحانه وتعالى لأنه فوق عرشه،
    والعرش سقف المخلوقات
    كما مدح نفسه بذلك في سبع آيات من كتابه الكريم،

    وكما قال مالك بن أنس:
    "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة"،


    وأما المكانة فمنزلة الله عز وجل فوق كل منزلة،
    فهو العلي العظيم سبحانه وتعالى،
    والخالق القوي القدير،
    وما سواه معبود مربوب مقهور،

    فحتى العلماء الذين نفوا عن الله العلو الحقيقي،
    وأثبتوا علو المكانة فقط ما نفوا عن الله هذه الصفة،



    ولكن انظر إلى ابن عربي كيف فهم هذه الصفة،
    وطبقها حسب عقيدته الباطلة:
    قال (الفصوص ص76-77):

    "ومن أسمائه الحسنى العلي،
    على من.. وما ثم إلا هو؟
    فهو العلي لذاته.
    أو عن ماذا.
    وما هو إلا هو؟
    فعلوه لنفسه،

    وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
    فالمسمى المحدثات هي العلّية لذاتها،
    وليست إلا هو،


    فهو العلي، لا علو إضافة،
    لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الوجود،
    فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات،
    والعين واحدة من المجموع في المجموع،

    فوجود الكثرة في الأسماء، وهي النسب، وهي أمور عدمية،
    وليس إلا العين الذي هو الذات فهو العلي لنفسه لا بالإضافة،

    فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة
    لكن الوجوه الوجودية متفاضلة،
    فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة،

    لذلك نقول في: هو لا هو، أنت لا أنت،

    قال الخراز (رحمه الله تعالى)
    وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته
    ينطق عن نفسه

    بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها،
    فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن،
    فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره،
    وما ثم من يراه غيره،
    وما ثم من يبطن عنه،
    فهو ظاهر لنفسه باطن عنه،


    وهو المسمى أبا سعيد الخراز
    وغير ذلك من أسماء المحدثات".



    فانظر استهزاءه باسم الله (العلي) حيث يقول:

    على من؟ وعن ماذا؟
    وليس في الوجود غيره، فهو المحدثات،
    بل هو المسمى أبو سعيد الخراز،

    وأبو سعيد هذا أحد أئمة القوم في القرن الثالث الهجري..



    وانظر كيف جعلوا العلو إنما هو لبعض المحدثات على بعض،
    وما دام أن جميع المحدثات هو الحق،
    وهو الله عندهم،



    فلا يوصف الله بالعلو إضافة أبداً،
    لأنه ليس شيء غيره في الكون،
    ولكن يوصف -عندهم-
    بالعلو لذاته فقط.
    الحمد لله رب العالمين

  7. #47

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولا يتورع ابن عربي مع ذلك
    أن ينسب ما في الوجود
    من شر وقبائح
    وظلم وسفك دم
    إلى الله،


    بل يجعل كل ذلك هو الله فيقول:

    "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال
    الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية،
    حيث لا يمكن أن يفوته نعت منها،

    وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
    أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
    وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة"
    (الفصوص ص79).


    فانظر كيف جعل مسمى الله يستغرق جميع الأمور الوجودية،
    سواء كانت ممدوحة في العرف والعقل والشرع،
    أم كانت مذمومة في العرف والعقل والشرع،


    وليس هناك كفر على الأرض أكبر من هذا الكفر،
    بل ليس هناك وقاحة وسوء أدب مع الله أعظم من هذا،


    فاللهم رحمتك بنا

    ونقمتك بأولئك،
    أبعدَهم الله..



    ولقد كرر هذا المعنى كثيراً في كتابه فقال أيضاً:

    "ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،
    وأخبر بذلك عن نفسه
    وبصفات النقص
    وبصفات الذم ؟"

    (الفصوص ص80).
    الحمد لله رب العالمين

  8. #48

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ولم يكتف بهذا القول المجمل،

    بل فصَّل ذلك أيضاً

    حيث جعل الكبش
    الذي أنزله الله فداءً لإسماعيل من الذبح
    هو الله
    (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).

    قال ابن عربي:
    فيا ليت شعري كيف نابَ بذاتهِ ** شخيصُ كبيشٍ عن خليفةِ رحمانِ

    (الفصوص ص84)


    فوقتاً يكون العبد رباً بلا شك ** ووقتاً يكون العبد عبداً بلا إفك

    فإن كان عبداً كان بالحق واسعاً * وإن كان رباً كان في عيشة ضنك

    (الفصوص ص90)
    الحمد لله رب العالمين

  9. #49

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى :

    ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"!

    فإن كان لا كفر فيه

    فما في الدنيا كفر ،

    نسأل الله العفو والنجاة.

    فوا غوثاه بالله)).

    (سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
    الحمد لله رب العالمين

  10. #50

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:

    ((سألت شيخنا الإمام سراج الدين البُلقيني

    عن ابن عربي ،

    فبادر الجواب: بأنه كافر.


    فسألته عن ابن الفارض

    فقال: لا أحب أن أتكلم فيه.

    قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟

    وأنشدته من التائية

    فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله:

    هذا كفر هذا كفر )).

    (لسان الميزان: 4ـ364).
    الحمد لله رب العالمين

  11. #51

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وألف الشيخ برهان الدين البقاعي المتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه:

    تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي ,


    ذكر فيه أسماء جماعة من الذين صرحوا بكفره ، أو ذمه ذماً شنيعاً ، منهم:

    شمس الدين محمد بن يوسف الجزري (صفحة: 141)

    وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية (صفحة: 176)

    وعلي بن يعقوب البكري (صفحة: 144)

    ومحمد بن عقيل البالسي (صفحة: 146)

    وابن هشام , صاحب مغني اللبيب (صفحة: 150)

    وشمس الدين محمد العيزري (صفحة: 152)

    وعلاء الدين البخاري الحنفي (صفحة: 164)

    وعلي بن أيوب (صفحة: 182)

    وشمس الدين الموصلي (صفحة: 154)

    وزين الدين عمر الكتاني (صفحة: 142)

    وبرهان الدين السفاقيني (صفحة: 159)

    وسعد الدين الحارثي الحنبلي (صفحة: 153)

    ورضي الدين بن الخياط (صفحة: 163)

    وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري (صفحة: 163).


    ومنهم: محمد بن علي النقاش قال:

    ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).

    وحدة الوجود (صفحة: 147)
    الحمد لله رب العالمين

  12. #52

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    بل لم يكتف بهذا أيضاً

    حتى زعم أن الحق لا يشهد أتم شهود،
    ولا يعرف حق المعرفة إلا في المرأة..
    حال اللذة والشهوة..


    وهاك نصوص عباراته القبيحة في ذلك،
    ووالله لولا وجوب بيان هذا الباطل وتحذير الأمة منه
    ما كان لي أن أخط قلماً بهذا الإثم والفجور،

    ولكن ما حيلتنا وبين أظهرنا من يدافع عن هذا الباطل،
    ويعتقد الولاية لقائليه،
    بل ويكفّر من تعرض لهذا الإثم والفجور،
    ويرميهم بالكفر والزندقة،

    وهؤلاء الضالون قد ملؤوا أكبر المراكز الدينية في بلادنا،
    واتبعهم عوام الناس دون وعي منهم
    بما خلف هذه العمائم الفارغة،
    والشهادات الزائفة من الإثم والفجور والباطل ؟!


    هذا ابن عربي سيد الصوفية وشيخها
    يفسر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
    [حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء،
    وجعلت قرة عيني في الصلاة]


    فيقول:
    "اشتق الله من الإنسان شخصاً على صورته سماه امرأة،
    فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه،
    وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه،
    فحببت إليه النساء،

    فإن الله أحب من خلقه على صورته،
    وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم،
    وعلو نشأتهم الطبيعية،
    فمن هناك وقعت المناسبة والصورة أعظم مناسبة،
    وأجلها وأكملها"

    (الفصوص ص216).



    وقبل أن نستطرد في النقل عن ابن عربي
    أشرح لك الإفك الذي أفكه هنا،

    فقد زعم أن الإنسان أحب المرأة،
    لأنها جزء منه ولا مانع في ذلك، وقد يكون هذا قولاً صحيحاً،

    ثم قاس على هذا أن الله أحب الإنسان لأنه خلقه على صورته،
    يعني أن ابن آدم ظهر في الوجود على صورة الرحمن،
    تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً،

    فكان ابن عربي مشبهاً لله بخلقه أيضاً،

    وهذا القول منه يخالف عقيدته السابقة في وحدة الوجود،
    وأن جميع الموجودات هي صورة للحق،
    ولا تنفرد صورة واحدة بأن تكون مثلاً للخالق
    بل جميع الصور ذاتها ذات الخالق،

    وهذا يدلك على تناقضه وخبثه وثعلبيته،

    ويجعل السبب الذي من أجله أحب الله الإنسان
    أن الصورة التي خلق عليها هي أعظم مناسبة


    وأقرأ عبارته السابقة مرة أخرى حتى تفهم ما يقول.
    الحمد لله رب العالمين

  13. #53

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ثم يستطرد ابن عربي شارحاً ومفلسفاً عقيدته قائلاً:

    "فإنها زوجٌ (أي صورة الإنسان آدم) أي شفعت وجود الحق
    كما كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل، فصيرته زوجاً،

    فظهرت الثلاثة: حق و رجل و امرأة !!!


    فحنَّ الرجل إلى ربه الذي هو أصله
    حنين المرأة إليه،


    فحبب إليه ربه النساء،
    كما أحب الله من هو على صورته،
    فما وقع الحب إلا لمن تكوّن عنه،
    وقد كان حبه لمن تكوّن منه،
    وهو الحق،


    فلهذا قال (حبب) ولم يقل (أحببت) من نفسه،
    لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته
    حتى في محبته لامرأته،

    فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقاً إلهيا") أ.هـ.


    فانظر كيف جعل حب الرجل للمرأة
    من التخلق بأخلاق الله في زعمه،
    لأن الله قد أحب محمداً الذي خلقه على صورته

    (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)،

    ولأن محمداً هو أول موجود
    حسب عقيدة ابن عربي.

    الحمد لله رب العالمين

  14. #54

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    ثم يستطرد ابن عربي
    في عباراته الوقحة الكافرة القبيحة قائلاً:

    "ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة
    أي غاية الوصل التي تكون في المحبة،
    فلم يكن في صورة النشأة العنصرية
    أعظم وصلة من النكاح،


    ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،
    ولذلك أمر بالاغتسال منه،
    فعمت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة،


    فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره !!
    فطهره بالغسل،
    ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه،
    إذ لا يكون إلا ذلك،


    فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة
    كان شهوداً في منفعل،


    وإذا شاهد في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه-
    شاهده في فاعل،


    وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
    كان شهوده في منفعل عن الحق بلا وساطة،


    فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل..


    ولأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل..
    ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،


    فلهذا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم النساء،
    لكمال شهود الحق فيهن..

    إذ لا يشهد الحق مجرداً عن المواد أبداً.."


    (الفصوص ص217).

    الحمد لله رب العالمين

  15. #55

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وأظن ليس بعد هذا الكلام كلام،
    وليس بعد هذا البيان بيان،
    ولا يملك المسلم الذي عصمه الله
    من هذا التردي الخُلُقي والعقلي
    إلا أن يقول :

    (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).



    ويستطرد ابن عربي مقرراً هذا المعنى
    شارحاً له بمثل هذه العبارات:

    "فشهود الحق في النساء
    أعظم الشهود وأكمله..".



    وقائلاً أيضاً:

    "فمن أحب النساء على هذا الحد
    فهو حُبٌّ إلهي".

    (الفصوص ص218)



    الحمد لله رب العالمين

  16. #56

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ```````````````````````````
    فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي

    ```````````````````````````
    ( 5 )

    من أقوال أهل التحقيق

    في

    ابن عربي الزنديق
    ```````````````````````````

    تقي الدين السبكي:

    ( ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين
    كابن عربي وغيره
    فهم ضلال جهال
    خارجون عن طريقة الإسلام
    فضلا عن العلماء


    وقال ابن المقري اليمني الشافعي
    في روضه

    إن الشكَ في كُفرِ طائفةِ ابن عربي كُفرٌ ).

    مغني المحتاج للشربيني (3ـ61)
    الحمد لله رب العالمين

  17. #57

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي



    شرف الدين عيسى الزواوي المالكي
    المتوفى عام 743هـ
    قال:


    (( ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف

    (أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية)

    البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها،

    وتأديب من اهتم بهذا المذهب)).


    (العقد الثمين 2/176-177).
    الحمد لله رب العالمين

  18. #58

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير



    قال في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى:
    { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم }
    (صفحة: 142-143):

    ( ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً ,
    وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة ,

    وذهب من ذهب من ملاحدتهم
    إلى القول بالاتحاد والوحدة
    كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى ,
    وابن عربي المقيم بدمشق ,
    وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين ).


    وعدَّ جماعة ثم قال:


    ( وإنما سردتُ هؤلاء
    نصحاً لدين الله
    وشفقة على ضعفاء المسلمين .

    وليحذروا ,

    فإنهم شرٌّ من الفلاسفة الذي يُكذبون الله ورسله,
    ويقولون بقِدَم العالم,
    وينكرون البعث ,


    وقد أُولع جهلةٌ
    ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء,
    وادعائهم أنهم صفوة الله !! ).
    الحمد لله رب العالمين

  19. #59

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وقال نور الدين البكري الشافعي:


    ( وأما تصنيف تُذكَر فيه هذه الأقوال
    ويكون المراد بها ظاهرها

    فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك
    بل هو كاذب،
    فاجر كافر
    في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً


    وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها
    فهو كافر بقوله ضال بجهله،
    ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ
    إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً

    ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء
    والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة
    في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم


    أعني معرفة الأدب في التعبيرات
    على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله،
    بل كلها كذلك،

    وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد
    فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه ).

    (مصرع التصوف صفحة: /144)
    الحمد لله رب العالمين

  20. #60

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    وقال ابن خلدون :

    ((هذا العِلم - السِّحْر - حَدث في المِلَّة بعد صدر منها ،

    وَعنْد ظُهور الغُلاَة من المتصوفة ،
    الحلاَّج ، ابن عـربي ،
    العَفيف التِّلِمْساني ، ابْن سَبعين ، ابن الفارض

    وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس ،

    وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ،

    وتدوين الكتب والاصطلاحات
    ومزاعمهم في تنـزل الوجود عن الواحد وترتيبه.

    وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهر أرواح والأفلاك والكواكب

    وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء

    فهي سارية في الأكوان )).

    مقدمة ابن خلدون (صفحة:930)
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •