تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: أسئلة في كتاب المغني؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي أسئلة في كتاب المغني؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جاء في المغني لابن قدامة (2/ 493، 495)
    واختلف العلماء في الغنى المانع من أخذها. ونقل عن أحمد فيه روايتان:

    أظهرهما، أنه ملك خمسين درهما، أو قيمتها من الذهب، أو وجود ما تحصل به الكفاية على الدوام؛ من كسب، أو تجارة، أو عقار، أو نحو ذلك.
    ولو ملك من العروض، أو الحبوب أو السائمة، أو العقار، ما لا تحصل به الكفاية، لم يكن غنيا، وإن ملك نصابا، هذا الظاهر من مذهبه، وهو قول الثوري والنخعي وابن المبارك وإسحاق.

    أدلتهم:
    1- وروي عن علي وعبد الله، أنهما قالا: لا تحل الصدقة لمن له خمسون درهما، أو عدلها، أو قيمتها من الذهب.
    2- وذلك لما روى عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خموشا، أو خدوشا، أو كدوحا في وجهه. فقيل: يا رسول الله، ما الغنى؟ قال خمسون درهما، أو قيمتها من الذهب.» رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن.
    المناقشة:
    فإن قيل: هذا يرويه حكيم بن جبير، وكان شعبة لا يروي عنه، وليس بقوي في الحديث.
    الجواب:
    قلنا: قد قال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير.
    فقال سفيان: حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن. وقد قال علي وعبد الله مثل ذلك.

    والرواية الثانية، أن الغنى ما تحصل به الكفاية، فإذا لم يكن محتاجا حرمت عليه الصدقة، وإن لم يملك شيئا، وإن كان محتاجا حلت له الصدقة، وإن ملك نصابا، والأثمان وغيرها في هذا سواء.
    وهذا اختيار أبي الخطاب وابن شهاب العكبري وقول مالك والشافعي،

    أدلة الرواية الثانية:
    1- لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقبيصة بن المخارق «لا تحل المسألة إلا لأحد ثلاثة: رجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: قد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو سدادا من عيش» رواه مسلم.
    فمد إباحة المسألة إلى وجود إصابة القوام أو السداد،
    2- ولأن الحاجة هي الفقر، والغنى ضدها، فمن كان محتاجا فهو فقير يدخل في عموم النص، ومن استغنى دخل في عموم النصوص المحرمة،

    والحديث الأول فيه ضعف، ثم يجوز أن تحرم المسألة ولا يحرم أخذ الصدقة إذا جاءته من غير المسألة، فإن المذكور فيه تحريم المسألة، فنقتصر عليه.

    وقال الحسن وأبو عبيد: الغنى ملك أوقية، وهي أربعون درهما؛
    دليلهم:
    لما روى أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف» . وكانت الأوقية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين درهما. رواه أبو داود.


    وقال أصحاب الرأي: الغنى الموجب للزكاة هو المانع من أخذها، وهو ملك نصاب تجب فيه الزكاة، من الأثمان، أو العروض المعدة للتجارة، أو السائمة، أو غيرها «؛
    أدلة أصحاب الرأي:
    1- لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فترد في فقرائهم» ، فجعل الأغنياء من تجب عليهم الزكاة، فيدل ذلك على أن من تجب عليه غني، ومن لا تجب عليه ليس بغني، فيكون فقيرا، فتدفع الزكاة إليه؛ لقوله: " فترد في فقرائهم ".
    2- ولأن الموجب للزكاة غنى، والأصل عدم الاشتراك،
    3- ولأن من لا نصاب له لا تجب عليه الزكاة فلا يمنع منها، كمن يملك دون الخمسين، ولا له ما يكفيه.

    فيحصل الخلاف بيننا وبينهم في أمور ثلاثة:

    أحدها، أن الغنى المانع من الزكاة غير الموجب لها عندنا. ودليل ذلك حديث ابن مسعود، وهو أخص من حديثهم. فيجب تقديمه،
    ولأن حديثهم دل على الغنى الموجب، وحديثنا دل على الغنى المانع، ولا تعارض بينهما. فيجب الجمع بينهما. وقولهم: الأصل عدم الاشتراك. قلنا: قد قام دليله بما ذكرناه، فيجب الأخذ به.

    الأسئلة:
    1- من الأعلام الذين وردوا في النص: شعبة، وعبد الله بن عثمان، فمن هما؟

    2- للتأكيد: زبيد هو زبيد ابن الحارث الكوفي.
    محمد بن عبد الرحمن هو محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي.
    سفيان هو سفيان الثوري.

    3- من أدلة الرواية الثانية (حديث قبيصة)، كيف يستدلون بحديث المسألة، وهناك فرق بين المسألة
    والصدقة؟

    4- قوله (والحديث الأول فيه ضعف)
    هل يقصد أن الحديث الذي فيه ضعف هو حديث قبيصة؟
    ان كان كذلك فكيف يكون فيه ضعف وقد رواه مسلم؟

    5- من أدلة أصحاب الرأي ( ولأن الموجب للزكاة غنى، والأصل عدم الاشتراك)
    ما معنى والأصل عدم الاشتراك؟

    6- قوله (أن الغنى المانع من الزكاة غير الموجب لها عندنا)
    لم أفهم قوله لا تعارض بينهما، خاصة مع قوله قبلها: حديثهم دل...، وحديثنا دل ....)؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    هل من مجيب؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    هو عبد الله بن عثمان بن معاوية البصري صاحب شعبة [وهو الإمام المعروف].
    قال مغلطاي في ((إكما تهذيب الكمال)) (8: 65):
    ((ذكر ابن المديني أصحاب شعبة قال:
    فالطبقة الأولى: يحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن حبيب، وعبد الله بن عثمان وكان شعبة يفضي إلى هؤلاء بأمور الناس والأخبار والفتيا، وروى عبد الله بن أحمد عن عبد الله بن عمر القواريري عن ابن مهدي أنه قال: لم يكن في مصر يحيى ابن سعيد أحد يحسن إلا هو وعبد الله بن عثمان صاحب شعبة، وسفيان بن حبيب.
    وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " وقال: كان من الثقات الأثبات مات قديما، وقال فيه ابن عبد الرحيم: عبد الله بن عثمان صاحب شعبة: ثقة ثبت.
    وفي كتاب " الجرح والتعديل " عن الدارقطني وسئل عن عبد الله بن عثمان بن معاوية فقال: هو شريك شعبة وهو بصري وأبوه عثمان بن معاوية يروي عن ثابت البناني))اهـ.
    وفد ذكر تلك القصة الإمام أبو داود في سننه عقب تخريجه للحديث، فقال: (1626) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشٌ، أَوْ خُدُوشٌ، أَوْ كُدُوحٌ فِي وَجْهِهِ»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغِنَى؟، قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ»، قَالَ يَحْيَى: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ لِسُفْيَانَ: " حِفْظِي أَنَّ شُعْبَةَ، لَا يَرْوِي عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَاهُ زُبَيْدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ.
    قال محققو المسند: ((وجاء في "سنن" أبي داود: قال يحيى -يعني ابن آدم-: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
    وقال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث، وقال أيضاً: فقال له (يعني لسفيان) عبد الله بن عثمان صاحب شعبة: لو غير حكيم حدث بهذا الحديث! فقال له سفيان: وما لِحكيم، لا يحَدث عنه شعبة؟ قال: نعم. قال سفيان: سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد)).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    شكر الله لكم .. وجزاكم كل خير

    اذن المقصود بشعبة هو شعبة بن الحجاج الواسطي البصري
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    شكر الله لكم .. وجزاكم كل خير

    اذن المقصود بشعبة هو شعبة بن الحجاج الواسطي البصري
    نعم هو كذلك
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة

    3- من أدلة الرواية الثانية (حديث قبيصة)، كيف يستدلون بحديث المسألة، وهناك فرق بين المسألة
    والصدقة؟
    هم يستدلون به على حد الفقير المحتاج؛ فمن حلت له المسألة، حلت له الصدقة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة

    4- قوله (والحديث الأول فيه ضعف)
    هل يقصد أن الحديث الذي فيه ضعف هو حديث قبيصة؟
    ان كان كذلك فكيف يكون فيه ضعف وقد رواه مسلم؟
    يقصد حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، «مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشًا، أَوْ خُدُوشًا، أَوْ كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْغِنَى؟ قَالَ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ».
    وذلك لأنه في معرض ترجيح مضمون حديث قبيصة الذي فيه حد الفقير بقوله: ((رَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: قَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ)) على حديث بن مسعود الذي فيه: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْغِنَى؟ قَالَ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنْ الذَّهَبِ)).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    هم يستدلون به على حد الفقير المحتاج؛ فمن حلت له المسألة، حلت له الصدقة
    بورك فيكم .. وفي علمكم

    لكنهم اعترضوا على أصحاب القول الآخر بقولهم:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    والحديث الأول فيه ضعف، ثم يجوز أن تحرم المسألة ولا يحرم أخذ الصدقة إذا جاءته من غير المسألة، فإن المذكور فيه تحريم المسألة، فنقتصر عليه.
    فكيف يقولون أن حديث ابن مسعود (من سأل وله ما يغنيه....) عن المسألة فنقصره على المسألة دون الصدقة..
    ثم يستدلون بحديث قبيصة (لا تحل المسألة الا لأحد ثلاثة.....) وهو عن المسألة أيضا؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة

    5- من أدلة أصحاب الرأي ( ولأن الموجب للزكاة غنى، والأصل عدم الاشتراك)
    ما معنى والأصل عدم الاشتراك؟
    أي: الأصل عدم الاشتراك وعدم وجود الغنى والفقر في محل واحد؛ فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَعْلِمْهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ)) فيه دلالة على أن الغني هو من تجب عليه الصدقة وأن الفقير هو من لم تجب عليه الصدقة.
    ثم مما يقوي هذا الاستدلال بهذا الحديث أنه الأصل عدم الاشتراك؛ فلا يكون الغني فقيرًا، ولا يكون الفقير الذي يستحق الزكاة غنيًّا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    فكيف يقولون أن حديث ابن مسعود (من سأل وله ما يغنيه....) عن المسألة فنقصره على المسألة دون الصدقة..
    ثم يستدلون بحديث قبيصة (لا تحل المسألة الا لأحد ثلاثة.....) وهو عن المسألة أيضا؟
    لأن حديث ابن مسعود فيه المنع من السؤال، فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغنى المانع من السؤال فقال:((خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ))، فمن امتلك هذا القدر من المال، فلا يحل له السؤال، وقد تحل له الصدقة؛ لأن الحديث ليس فيه تحريم الصدقة؛ وإنما هو مقتصر على تحريم السؤال؛ فلا ينبغي أن يُحدد به حد الغنى المانع من الصدقة؛ وإنما يحدد به حد الغنى المانع من السؤال.
    ولذلك ضعف الاستدلال به في تحديد الغنى المانع من الصدقة.
    وأما الحديث الثاني وهو حديث قبيصة، ففيه إباحة السؤال ما دام أنه في حاجة؛ ومن أُبيح له السؤال، فتباح له الصدقة من باب أولى؛ فتَبَيَّن منه أن الإنسان يجوز له أن يسأل ما دام أنه في حاجة؛ ولو امتلك خمسين درهمًا أو أكثر، ومن أُبيح له السؤال، أبيحت له الصدقة من باب أولى - كما تقدم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    إذًا إذا استدل أحد بحديث ابن مسعود في تحديد الغنى المانع من الصدقة، وقال: هو مقدار خمسين درهمًا.
    قلنا: هذا غير صحيح؛ لأن الحديث في تحديد الغنى المانع من السؤال؛ وقد يكون مع الإنسان خمسين درهمًا أو أكثر، وهو في حاجة إلى المال، فتحل له الصدقة؛ إذًا الصدقة تحل للإنسان ما دام في حاجة إلى المال. ثم نستدل على ذلك بحديث قبيصة، فنقول: في هذا الحديث مدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة السؤال إلى وجود الفقر والحاجة، ومن أبيح له السؤال أبيحت له الصدقة.
    والحاصل: أن الإنسان يأخذ الصدقة ما دام في حاجة إلى المال، ولا يجوز تحديد ذلك بخمسين درهمًا؛ لأن ذلك القدر من المال يمنع من السؤال ولا يمنع من الصدقة إن كان صاحبه في حاجة إلى المال. والله أعلم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة

    6- قوله (أن الغنى المانع من الزكاة غير الموجب لها عندنا)
    لم أفهم قوله لا تعارض بينهما، خاصة مع قوله قبلها: حديثهم دل...، وحديثنا دل ....)؟
    أي: أنه لا تعارض بينهما؛ فحديثهم دل على الغنى الموجب للزكاة على المكلف، وحديثنا دل على الغنى المانع للمكلف من أخذ الزكاة؛ فيجب الجمع بينهما بهذه الطريقة، ولا يُعارض هذا بذاك. والله أعلم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    ونرجو ممن عنده إضافات من الأجوبة على هذه الأسئلة أن يتحفنا بها، وجزاه الله خيرًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    أحسنتم التوضيح أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وزادكم علما..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    أي: أنه لا تعارض بينهما؛ فحديثهم دل على الغنى الموجب للزكاة على المكلف، وحديثنا دل على الغنى المانع للمكلف من أخذ الزكاة؛ فيجب الجمع بينهما بهذه الطريقة، ولا يُعارض هذا بذاك. والله أعلم.
    عذرا ..لم أفهم قوله (فيجب الجمع بينهما)، أقصد كيف جمع بينهما؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    أحسنتم التوضيح أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وزادكم علما..


    عذرا ..لم أفهم قوله (فيجب الجمع بينهما)، أقصد كيف جمع بينهما؟
    جمع بينهما بأن جعل كل حديث في مسألة مختلفة، فهذا في مسألة تحديد الغنى المانع، وهذا في مسألة تحديد الغنى الموجب.
    وهذه طريقة من طريقة الجمع عند العلماء؛ فإن جاء دليلان ظاهرهما التعارض، فإن العلماء يجمعون بينهما بإنزال كل دليل على حالة مختلفة أو زمان مختلف.
    كَمَنْ ظَنَّ أَنَّ هُنَاكَ تَعَارُضًا بَيْنَ قَوْلِهِ ﷺ: «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ »([1]).
    وَبَيْنَ قَوْلِهِ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ؟ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا»([2]).
    فَفِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ذَمَّ النَّبِيُّ ﷺ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، بَيْنَمَا فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي مَدَحَ مَنْ يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلْهَا.
    وَفِي الْحَقِيقَةِ لَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ.
    وَوَجُهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا:
    أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ذَمَّ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الشَّاهِدَ فِي حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ آدَمِيٍّ، الْعَالِمَ بِأَنَّ صَاحِبَ الْحَقِّ عَالِمٌ بأَنَّه يَعْرِفُ حَقَّهُ وَلَمْ يَطْلُبْهُ لِلشَّهَادَةِ.
    وَفِي الْحَدِيثِ الثَّانِي مَدَحَ النَّبِيُّ ﷺ الشَّاهِدَ فِي حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ اللهِ، أَوْ فِي حَقِّ آدَمِيٍّ وَلَكِنْ صَاحِبُ الْحَقِّ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْرِفُ حَقَّهُ.
    ([1]) متفق عليه: أخرجه البخاري (2651)، ومسلم (2535).

    ([2]) صحيح: أخرجه مسلم (1719).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    فتح الله عليكم .. ونفع بكم .. وجزاكم كل خير
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أسئلة في كتاب المغني؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    فتح الله عليكم .. ونفع بكم .. وجزاكم كل خير
    وأنتم كذلك
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •