هذا جارٌ عزيزٌ لدي ، وهو من الذين يحرصون على التمسك بالدين بعد أن هجره هجرا طويلا ، شابٌ يتميز بأخلاقٍ عالية ، جميع مَن في الحي يثني عليه خيرا ، يمتلك قلبا طيبا .
ذهب للعمرة قبل أكثر من عشرة سنوات وكان في الخامسة عشرة من عمره ، ولم يُتِم عمرتـَـه ، وبقي عليه شيءٌ من أركانها ، وتركها إهمالاً ، ثم بعد ذلك ارتـد عن الدين - نسأل الله السلامة والعافية - وكانت ردته بترك الصلاة فترة طويلة مع قناعته بإثم عمله وأنه يفكر في تغيير وضعه وإقامته للصلاة ، لكنه أهمل ، وقليل رجوعه للصلاة .
ثم بعد سنوات من الضياع رجع إلى ربه ، وأصبح مصليا ، لكنه قد يصلي بعض الفروض في غير وقتها بدون عذر شرعي ، كأن ينام عمدا عن الصلاة ، لكنه يصلي ،
وحج واعتمر لكن بدون نية قضاء وإنما بحكم اسلامه ، وفي هذه الأثناء عقد للزواج
ثم استقام حاله ورزقه الله بذرية .
ولقد سمع في برامج الافتاء بأن مَن أحرم بالعمرة ولم يتم أركانها أنه يبقى في إحرامه حتى يقضي عمرته الفاسدة وعليه بعد ذلك دم ( شاة ) .
فجاءه إشكال في ذلك ، لأنه كان جاهلا . وناسيا .
وفي النقاط التالية مثار الإشكالات :
* هل يُعتبر مُحرِما بعدما ارتد ، وخصوصا وأنه اعتمر أكثر من مرة وإن كان بدون نية القضاء .
* هناك خلاف بين أهل العلم في إبطال الردة لجميع الأعمال الصالحة مالم يمت على الردة ، فعلى القول برجوع الأعمال الصالحة له هل يرجع إحرامه ؟ وهل بالردة يتحلل من النسك ؟ فالتحلل من النسك يكون بأمورٍ ثلاثة :
إتمام النسك ، تحقق وجود الشرط للمشترط ، الاحصار
فهل نـُدخِل الردة في التحلل ؟
* هل يلزمه تجديد عقد النكاح ، لأن المـُحرِم لا يجوز ولايصح له عقد النكاح خصوصا وأنه حينما رجع إلى الاسلام في بداية أمره كان عنده تضييع لبعض أوقات الصلوات .؟
ارجوا الافادة بارك الله فيكم .