الأجر والأمن والأمان لليهود والنصارى والصابئين المؤمنين
قال تعالى:" منآمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين منآمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "البقرة 62) فقد دعت الحاجة المعنوية إلى قوله تعالى" منآمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا" أي:من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا من الذين هادوا والنصارى والصابئين " من أجل أمن اللبس ،وإذا حذفنا هذا الجزء من الآية الكريمة حصل المحال ،فكيف يكون المؤمنون واليهود والنصارى والصابئون مشمولين جميعا بالأجر من الله ؟!! ومثل ذلك قوله تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاًفَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"(الم ائدة69) فإن حَذْف "من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا" محال ،حيث يتساوى الجميع في الأمن والأمان ،ومن هنا جاء هذا الجزء من الآية الكريمة من أجل التقييد . لاحظ كيف حذفها الله – تعالى - من السياق اللغوي عندما لم تعد هناك حاجة أو أهمية معنوية لها ،قال تعالى :"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"(الحج17)و لمقصود هنا هو كل هذه الفرق بجميع أفرادها وليس المقصود جزءا منهم ، والله سيفصل بين الجميع . فـــ"مَن" في الآيتين السابقتين بدل جزء من كل من المعطوف "الذين هادوا والنصارى والصابئين "،وليس من المعطوف عليه "الذين آمنوا" وهذا الجزء هو المشمول بالأجر والأمن والأمان مثلهم مثل المؤمنين ،قال تعالى:"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون*يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين*وما يفعلوا من خير فلن يُكفروه والله عليم بالمتقين*(آل عمران113-115)والقرآن الكريم لا يناقض بعضه بعضا بل يفسِّر بعضه بعضا ،وهو صالح لكل زمان ومكان ،ويمكن أن أسوق المثال التالي وهو شبيه بالآيتين الكريمتين السابقتين فأقول:قال المدير:إن المساعدين والمدرسين والطلاب من نجح منهم وتميَّز فلهم جوائز قيمة.