تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام
    سنستعرض بحول الله في هذا المبحث الوضع الغذائي المزري قبل ظهور الإسلام عند العرب في الحجاز وأسباب اختلال توازنه، ثم نتطرق بشيء من التفصيل إلى ما قدمه الإسلام من تحسين للتغذية بتعاليمه وتوزيعه العادل للثروة وعدم إهدارها وتبديرها.
    1- اختلال التوازن الغذائي قبل ظهور الإسلام:
    كانت ثلاث مجموعات من العوامل كامنة وراء اختلال التوازن الغذائي بين عرب الحجاز قبل ظهور الإسلام: عدد من هذه العوامل كان يحبذ الإنتاج الفلاحي الثانوي، وغيرها يبدر الموارد المتاحة، وثالثها يوزعها في المجتمع بكيفية غير عادلة
    .
    1) العوامل التي ساهمت في الإنتاج الزراعي الثانوي: أولا بعض المعتقدات مثل تمجيد الفقر كوسيلة القداسة؛ والقدرية التي دفعت الناس إلى البقاء في بؤسهم دون محاولة الخروج منه. والتخلي عن الزراعة بسبب البداوة التي أصبحت ضرورية لانعدام الأمن الناجم عن الحروب المتكررة.
    2)وهدر الموارد المتاحة: وقد تم بطريقتين: - القرابين المتعددة والمتكررة للأصنام من أي نوع. - وكثير من محرمات المشركين العرب، الذين لم ينتفعوا ببعض الإبل المقدسة لديهم، ذاك هو مثال البحيرة، والسائبة، والوصيلة والحام.
    3) سوء توزيع الثروة بين السكان: بتعاطي الأغنياء إلى المضاربة على حساب الفقراء الذين زادت الربى في فقرهم. فكان الأغنياء يحتكرون الثروات ويتسلطون على ما لدى الفقراء من مكاسب.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    1- مساهمة الإسلام في تحسين التغذية
    ساهم الإسلام في تحسين التغذية بتعاليمه التي تحث على العمل والتجارة والفلاحة وعدم إهدار الأنعام كقرابين للأصنام وإدانته لما أهل من بحيرة، وسائبة، ووصيلة، وحام افتراء على الله سبحانه وتعالى قبل نزول القرآن. لنتطرق لذلك كله في ثلاثة محاور:


    1) زيادة توفر الغذاء بسبب الحث على العمل:

    العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية توصي بالعمل
    :
    قال تعالى:﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾التوبة: 105
    ويعتبر العمل كجزء لا يمكن فصله عن بقية الإيمان.

    قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة: 277

    قال تعالى:﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ البقرة: 25
    كما أن الإسلام يحذر من الكسل ضمن عديد من الأحاديث: (
    اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكسَلِ والهرمِ والمأثمِ والمغرمِ ومن فتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ ومن فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ ومن شرِّ فتنةِ الغنى وأعوذُ بكَ من فتنةِ الفقرِ وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل عنِّي خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ وباعِد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ)[1].
    ويشجع الإسلام على الزراعة والفلاحة وإحياء الأرض: (مَن أحيى أَرضًا ميتةً فَهيَ لَهُ.)[2] .

    ويحث الإسلام على الزراعة، ففي الحديث: (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا.)[3].

    ويعتبر الفقر خطرا على الإيمان: (كاد الفقرُ أن يكونَ كُفْرًا، وكاد الحسدُ أن يكونَ سَبَقَ القَدَرَ)[4].

    ولا يعتبر الفقر حياة القداسة: قال تعالى:﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴾ الضحى: 8.

    ويعد العمل الصالح جزءا من الإيمان لا يتجزأ عنه ولا ينفصم مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وللمؤمن الأجر والثواب عليه:

    قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة: 277.
    وتباح التجارة في مواسم الحج إلى بيت الله الحرام بمكة قبل الإحرام وبعده:

    قال تعالى:
    ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ البقرة: 198.
    قال البخاري: حدثنا محمد، أخبرني ابن عيينة عن عمرو، عن ابن عباس، قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم، فنزلت: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } في مواسم الحج. وهكذا رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وغير واحد عن سفيان ابن عيينة به. ولبعضهم: فلما جاء الإسلام تأثموا أن يتجروا، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله هذه الآية، وكذا رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، قال: كان متجر الناس في الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز، فلما كان الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت هذه الآية، وروى أبو داود وغيره من حديث يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج، يقولون: أيام ذكر، فأنزل الله: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا حجاج عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } في مواسم الحج، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده، وهكذا روى العوفي عن ابن عباس.


    [1] - الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6368. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    [2] - الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1379. خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
    [3] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1424 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    [4] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 4148 خلاصة حكم المحدث: ضعيف

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    2)مكافحة محرمات المشركين من الإبل:

    أدان القرآن المحرمات المقدسة عند مشركي قريش المتمثلة في بعض الإبل في الآية التالية:
    قال تعالى:﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ۙ وَلَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ المائدة: 103.
    ومعنى " ما جعل الله من بحيرة " أي ما حرمها على ما حرمها أهل الجاهلية، ولا أمر بها
    . و(البحيرة)هي الناقة التي تشق أذنها يقال بحرت الناقة أبحرها بحرا، والناقة مبحورة، وبحيرة: إذا شققتها شقا واسعا، ومنه البحر لسعته. وكانوا في الجاهلية إذا تنجت الناقة خمسة أبطن وكان آخرها ذكرا بحروا أذنها أي شقوها، وامتنعوا من ركوبها وذبحها، ولم تطرد عن ماء، ولم تمنع من رعي. وإذا لقيها المعيى لم يركبها. و(السائبة)المخلاة وهي المسيبة. وكانوا في الجاهلية إذا نذر إنسان نذرا لقدوم من سفر أو برء من مرض أو ما أشبه ذلك قال: ناقتي سائبة، فكانت كالبحيرة في التخلية، وكان إذا أعتق الانسان عبدا، فقال: هو سائبة لم يكن بينهما عقد، ولا ولاء، ولا ميراث. و(الوصيلة)الانثى من الغنم إذا ولدت انثى مع الذكر قالوا: أوصلت أخاها فلم يذبحوه. وقال أهل اللغة: كانت الشاة إذا ولدت انثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكرا ذبحوه لآلهتهم في زعمهم، وإذا ولدت ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوه لآلهتهم. و(الحام)الفحل من الإبل الذي قد حمى ظهره من أن يركب بتتابع أولاد تكون من صلبه. وكانت العرب إذا أنتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: حمى ظهره فلا يحمل عليه شيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى. وقال محمد ابن إسحاق: البحيرة بنت السائبة و (السائبة) هي الناقة إذا تابعت بين عشر أناث ليس فيهن ذكر سيبت فلم يركبوها ولم يجزوا وبرها ولم يشرب لبنها إلا ضيف. فما نتجت بعد ذلك من أنثى شق أذنها ثم يخلى سبيلها مع أمها فلم يركب ظهرها ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف كما فعل بأمها. و(الوصيلة)هي الشاة إذا أتأمت عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن ليس فيها ذكر جعلت وصيلة، وقالوا قد وصلت وكان ما ولدت بعد ذلك للذكور دون الإناث[1] .
    وقضى القرآن كذلك على بعض الاعتقادات أو التقاليد التي كانت تحرم بعض الأطعمة: ﴿ وَقَالُوا هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ ۚ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) ﴾ الأنعام: 138-139.
    قال تعالى: ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ ۖ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) ﴾ الأنعام: 143-144.
    ولا تجد فيما حرم إلا ما كان ضارا عموما بالصحة مثل الخمر والمخدرات[2]، والميتة والدم، ولحم الخنزير الخ... واعتبر القرآن ذلك فسقاً وخروجا عن الطاعة:

    قال تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَ ةُ وَالْمَوْقُوذَة ُ وَالْمُتَرَدِّي َةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ المائدة: 3.

    تفسير الجلالين: «حرِّمت عليكم الميتة» أي أكلها «والدم» أي المسفوح كما في الأنعام «ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به» بأن ذُبح على اسم غيره «والمنخنقة» الميتة خنقا «والموقوذة» المقتولة ضربا «والمتردية» الساقطة من علو إلى أسفل فماتت «والنطيحة» المقتولة بنطح أخرى لها «وما أكل السبع» منه «إلا ما ذكيتم» أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه «وما ذُبح على» اسم «النصب» جمع نصاب وهي الأصنام «وأن تستقسموا» تطلبوا القسم والحكم «بالأزلام» جمع زلم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام قدح _بكسر القاف_ صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلام وكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا «ذلكم فسق» خروج عن الطاعة. ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع «اليوم يئس الذين كفروا من دينكم» أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته «فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملتُ لكم دينكم» أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام «وأتممت عليكم نعمتي» بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين «ورضيت» أي اخترت «لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة» مجاعة إلى أكل شيء مما حرم عليه فأكله «غير متجانف» مائل «لإثم» معصية «فإن الله غفور» له ما أكل «رحيم» به في إباحته له بخلاف المائل لإثم أي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الأكل.
    تفسير الميسر: حرَّم الله عليكم الميتة، وهي الحيوان الذي تفارقه الحياة بدون ذكاة، وحرَّم عليكم الدم السائل المُراق، ولحم الخنزير، وما ذُكِر عليه غير اسم الله عند الذبح، والمنخنقة التي حُبِس نَفَسُها حتى ماتت، والموقوذة وهي التي ضُربت بعصا أو حجر حتى ماتت، والمُتَرَدِّية وهي التي سقطت من مكان عال أو هَوَت في بئر فماتت، والنطيحة وهي التي ضَرَبَتْها أخرى بقرنها فماتت، وحرَّم الله عليكم البهيمة التي أكلها السبُع، كالأسد والنمر والذئب، ونحو ذلك. واستثنى – سبحانه - مما حرَّمه من المنخنقة وما بعدها ما أدركتم ذكاته قبل أن يموت فهو حلال لكم، وحرَّم الله عليكم ما ذُبِح لغير الله على ما يُنصب للعبادة من حجر أو غيره، وحرَّم الله عليكم أن تطلبوا عِلْم ما قُسِم لكم أو لم يقسم بالأزلام، وهي القداح التي كانوا يستقسمون بها إذا أرادوا أمرًا قبل أن يقدموا عليه. ذلكم المذكور في الآية من المحرمات - إذا ارتُكبت - خروج عن أمر الله وطاعته إلى معصيته. الآن انقطع طمع الكفار من دينكم أن ترتدوا عنه إلى الشرك بعد أن نصَرْتُكم عليهم، فلا تخافوهم وخافوني. اليوم أكملت لكم دينكم دين الإسلام بتحقيق النصر وإتمام الشريعة، وأتممت عليكم نعمتي بإخراجكم من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان، ورضيت لكم الإسلام دينًا فالزموه، ولا تفارقوه. فمن اضطرَّ في مجاعة إلى أكل الميتة، وكان غير مائل عمدًا لإثم، فله تناوله، فإن الله غفور له، رحيم به. قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ الأنعام: 145.
    هذا التحريم يجد تأييدا في الطب واضح الدلالة إذ أن لحم الميتة من الحيوانات خطير أن يستعمل في التغذية بصفة عامة، ذلك أن تلك الحيوانات قد تكون ماتت في غالب الأحيان من جراء تعفنات (في حالة مرض الجمرة الخبيثة وهو مرض معد قتال يصيب الخيل والبقر والضأن الخ...، والحمى المالطية، وداء السل، وداء الكلب) أو بسبب تسمم
    . ويمكن أن نقول في حرمة الدم أنه يشكل بيئة ممتازة لاستنبات الجراثيم من ذلك خطر تناوله.
    وأخيرا يرى المفسرون أن من بين أسباب تحريم لحم الخنزير، هو الخطر الكامن فيه إذ يعرض الإنسان إلى أمراض كثيرة ومتعددة مثل: مرض دودة الخنزير، والحمى المالطية، والبراتيفوئيد أي نظيرة حمى التيفوئيد. وكذلك من الأسباب المضرة احتواء لحم الخنزير على مقادير كبيرة من الدهون التي تتسبب في تصلب الشرايين والعصاد أي ترسب دهني وتكاثر خلايا النسيج الليفي في الجدران الداخلية للشرايين.

    ويقول وحيد الدين خان: «ولقد حرم القرآن لحم "الخنزير"، ولم يعرف الإنسان في الماضي شيئا عن أسرار هذا التحريم، ولكنه يعرف اليوم أن لحم الخنزير يسبب أمراضا كثيرة، لأنه يحتوي أكبر كمية من حمض البوليك بين سائر الحيوانات على ظهر الأرض، أما الحيوانات الأخرى، غير الخنزير، فهي تفرز هذه المادة بصفة مستمرة عن طريق البول. وجسم الإنسان يفرز 90٪ من هذه المادة بمساعدة الكليتين. ولكن الخنزير لا يتمكن من إخراج حمض البوليك إلا بنسبة إثنين في المائة (2٪)، والكمية الباقية تصبح جزءا من لحمه ولذلك يشكو الخنزير من آلام المفاصل، والروماتيزم[3]، وما إلى ذلك من الأمراض المماثلة.»[4].

    لعل العلة الأخرى في تحريم الخنزير أساسا أنه حيوان قذر، يأكل النجاسات. فإلى جانب التحريم القطعي النص له، يمكن أن نلحظ فيه علة تحريم (الجلالة)[5] التي تأكل النجاسة، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكلها أو شرب ألبانها. (أنظر: بداية المجتهد لابن رشد 2/481). و(الجلالة) هي الحيوانات التي تتغذى على النجاسات والأشياء الخبيثة. فمثلاً الضبع يتغذى على بقايا الجيف الميتة في الغابة ويأكل دمها ولحمها وحتى ما في بطنها. لذلك لا يجوز أكل هذا الحيوان أبداً.
    هذا ومن جهة أخرى نجد في الحديث حرمة أكل سباع الطير (الكواسر) وذوات الأنياب... وعند الفقهاء توضيح مسهب فيما حرم أكله من الحيوانات: «فإن المحرم أكله من الحيوانات هو الخنزير والحمر الأهلية وكل ما له ناب من السباع أو مخلب من الطير على الصحيح في النوعين الأخيرين، وهو مذهب الجمهور
    . ودليلهم ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي ثعلبة الخشني وأبي هريرة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع، وفي رواية ابن عباس في صحيح مسلم وغيره .. كل ذي ناب من السباع فأكله حرام. وفي رواية له أيضا في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير. وعند المالكية قولان: قول بالكراهة وهو رواية ابن القاسم عن مالك، وهو مشهور المذهب، وعليه درج العلامة خليل في المختصر فقال: والمكروه سبع أو ضبع وثعلب وذئب وهر وفيل وكلب ماء وخنزيره. وذهب بعضهم إلى الحرمة مستدلين بما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع حرام، قال مالك: وهو الأمر عندنا، يعني أهل المدينة، وهذا هو القول الراجح، لقوة دليله وموافقة الجمهور. قال النووي في شرح مسلم: والجمهور على أنه يحرم أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير، وقال مالك: يكره ولا يحرم.. واحتج بقوله تعالى: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ.. الآية. والآية ليس فيها إلا الإخبار بأنه لم يجد في ذلك الوقت محرما إلا المذكورات في الآية، ثم أوحي إليه بتحريم كل ذي ناب من السباع فوجب قبوله والعمل به. وأما المباح فعدا ما ذكر من المحرمات وهو الأصل والأكثر، وقد اختلف فيه أهل العلم بناء على اختلافهم في المحرم كما رأيت، وهو عند المالكية كما في المختصر: طعام طاهر، والبحري وإن ميتا، وطير ولو جلالة، وذا مخلب، ونعم، ووحش لم يفترس كيربوع وخلد ووبر وأرنب وقنفذ وحية أمن سمها، وخشاش أرض. وبعض ما ذكر خليل أنه مباح يعد محرما عند غير المالكية، ولا يتسع المقام لذكر هذه المسائل مفصلة»[6]
    وعند الفقهاء كذلك: «والميتة لا تباح إلا للضرورة بأن يخشى الهلاك, ولم يجد طعاما غيرها, ولم يمكنه الاقتراض, ولا سؤال الناس, قال الله تبارك وتعالى
    : إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173], وقال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:3}.
    قال ابن قدامة في المغني: أجمع العلماء على تحريم الميتة حال الاختيار, وعلى إباحة الأكل منها في الاضطرار، وكذلك سائر المحرمات. اهـ وقال النووي: فرع في مذاهب العلماء في مسائل في أحكام المضطر.
    إحداها: أجمعوا أنه يجوز له الأكل من الميتة, والدم, ولحم الخنزير ونحوها للآية الكريمة، واختلف العلماء هل يجب عليه الأكل أم لا يجب. اهـ ومحل جواز أكل الميتة إن لم يكن الاقتراض أو السؤال ممكنًا, قال ابن قدامة في المغني: وتباح المحرمات عند الاضطرار إليها, في الحضر والسفر جميعًا؛ لأن الآية مطلقة, غير مقيدة بإحدى الحالتين, وقوله: {فمن اضطر} لفظ عام في حق كل مضطر; ولأن الاضطرار يكون في الحضر في سنة المجاعة, وسبب الإباحة الحاجة إلى حفظ النفس عن الهلاك; لكون هذه المصلحة أعظم من مصلحة اجتناب النجاسات, والصيانة عن تناول المستخبثات, وهذا المعنى عام في الحالين, وظاهر كلام أحمد: أن الميتة لا تحل لمن يقدر على دفع ضرورته بالمسألة, وروي عن أحمد, أنه قال: أكل الميتة إنما يكون في السفر, يعني أنه في الحضر يمكنه السؤال, وهذا من أحمد خرج مخرج الغالب, فإن الغالب أن الحضر يوجد فيه الطعام الحلال, ويمكن دفع الضرورة بالسؤال, ولكن الضرورة أمر معتبر بوجود حقيقته, لا يكتفى فيه بالمظنة, بل متى وجدت الضرورة أباحت, سواء وجدت المظنة أو لم توجد, ومتى انتفت, لم يبح الأكل لوجود مظنتها بحال. اهـ وقال البهوتي في شرح منتهى الإرادات: ويجب) على مضطر (تقديم السؤال على أكله) المحرم نصًا, وقال للسائل: قم قائمًا ليكون لك عذر عند الله, ونقل الأثرم إن اضطر إلى المسألة فهي مباحة. اهـ وقد نص المالكية على أن المضطر يقدم طعام الغير على الجيفة إن أمن اتهامهم إياه بالسرقة, قال المواق في شرح مختصر خليل: سئل مالك عن المضطر إلى الميتة أيأكل منها, وهو يجد تمرًا لقوم, أو زرعًا, أو غنمًا بمكانه أم لا ؟ قال مالك: إن ظن أن أهل تلك التمر والزروع أو الغنم يصدقونه بضرورته حتى لا يعد سارقًا فتقطع يده رأيت أن يأكل من أي ذلك وجد ما يرد جوعه, ولا يحمل من ذلك شيئًا, وذلك أحب إلي من أن يأكل الميتة, وإن هو خشي أن لا يصدقوه وأن يعدوه سارقًا بما أصاب من ذلك, فإن أكل الميتة خير له عندي, وله في أكل الميتة على هذا الوجه سعة. اهـ».[7]

    [1] - (التبيان ج4 ص 38 )
    [2] - انظر فصل : الغولية والسمامة بين الطب والإسلام.
    [3] - ليكون مفهوما هنا أنه عند وصف تأثير أي غذاء، لا يمكن إلا بيان تأثيره الذاتي من المنافع والمضار، وليس معناه أن تأثير ذلك الغذاء سوف يكون واحدا لدى كل إنسان يأكله، والسبب في ذلك أن الإنسان لا يأكله بمفرده، وإنما يبتلعه مع مأكولات من أنواع عديدة، ولذلك قد ينقص تأثير ذلك الغذاء، أو يزول في بعض الأحايين، نتيجة ردود الفعل والأغذية المضادة لتأثير ذلك الغذاء، وعلى رغم ذلك كله فلا يمكننا وصف تأثير أي شيء إلا بما عرف عنه بصفته الفردية.
    [4] - الإسلام يتحدى – وحيد الدين خان ص 132.
    [5] - باب ما جاء في الجلالة 3597 - ( عن ابن عباس قال { : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شرب لبن الجلالة } . رواه الخمسة إلا ابن ماجه وصححه الترمذي .وفي رواية : { نهى عن ركوب الجلالة } . رواه أبو داود ) . (الشوكاني في نيل الأوطار).
    [6] - ما يباح أكله من الحيوانات وما يحرم. رقم الفتوى: 59765 على الصفحة:
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&lang=A&Id=59765


    [7] - متى يباح أكل الميتة للمضطر؟ رقم الفتوى: 215152.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=215152

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    3 . وصايا الإسلام في سبيل تغذية صحية وتحسين التوازن الغذائي:
    ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أهمية التغذية والحمية والغذاء الصحي، وعلى سبيل المثال:
    في حديث لأبي هريرة تنبيه أن للمعدة تأثير على كل الجسد: (المعِدةُ حوضُ البدنِ، والعروقُ إليها واردةٌ، فإذا صحَّت المعِدةُ صدَرت العروقُ بالصِّحةِ، وإذا فسَدت المعِدةُ صدَرت العروقُ بالسِّقَمِ.)[1].
    وأكد الدكتور و. كولاث (أخصائي ألماني) بقوله: إذا استثنينا الأمراض الناتجة عن أسباب آفية، من تسممات (الرصاص، الزرنيخ، الخ...)، والجراثيم الفتاكة، والتشوهات الخلقية الوراثية؛ فإن جل الأمراض المعروفة تجد أصلها المباشر أو غير المباشر في تغذية غير سليمة وخاطئة. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنِه، بحسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالةَ، فثُلُثٌ لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه، وثُلُثٌ لنفَسِه)[2].
    وفي الأثر: نحنُ قومٌ لا نأكُلُ حتى نجوعُ وإذا أكَلنا لا نشبَعُ[3].
    وهذا هوراس فليتشر أخصائي أمريكي في التغذية والحمية يوصينا هو الآخر بعدم الأكل حتى نكون حقا جائعين. ويقول كذلك: «اترك الأكل عند أولى علامات الشبع ولا تسرف إلى حد الامتلاء.».
    والجدير بالذكر أن السنة النبوية هي تطبيق للقرآن الكريم، فالآية التالية تنهى عن الإسراف في الأكل: قال تعالى:﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ الأعراف: 31. وذكر لوسيان لوكليرك في كتابه "تاريخ الطب العربي" عند الحديث عن الطب النبوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالقناعة والزهد في الأكل والشرب ثم حكى القصة الطريفة التالية: «في عهد هارون الرشيد قال مسيحي لمسلم: هل نسي نبيكم علم البدن أم هو منصوص عليه في كتابكم؟... فأجاب المسلم: كتابنا لم يعط لهذا الموضوع إلا نصف آية: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)[4]. أما نبينا صلى الله عليه وسلم، يقول في أحد أحاديثه: المعدةُ بيتُ الداءُ والحميةُ رأسُ الدواءِ[5]. وعقب المسيحي بقوله: لم يترك نبيكم شيئا لجالينوس أن يقوله.[6] » اهـ
    وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء[7]

    ويشرح الغزالي في: فوائد الجوع وآفات الشبع (الفائدة الثامنة) ...: (يستفيد من قلة الأكل صحة البدن ودفع الأمراض فإن سببها كثرة الأكل وحصول فضلة الأخلاط في المعدة والعروق ثم المرض يمنع من العبادات ويشوش القلب ويمنع من الذكر والفكر وينغص العيش ويحوج إلى الفصد والحجامة والدواء والطبيب وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها بعد التعب عن أنواع من المعاصي واقتحام الشهوات وفي الجوع ما يمنع ذلك كله.).[8]

    هذا، وآداب الشرب كثيرة منها: التسمية عند أوله، والحمد عند آخره وأن يشرب في ثلاثة أنفاس، لما رواه الطبراني وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه
    : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس، وإذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله تعالى، وإذا أخره حمد الله تعالى يفعل، ذلك ثلاث مرات. ولقوله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله. رواه البخاري. ومن آداب الشرب أن يكون باليمين لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. رواه مسلم وغيره. ومنها أن يشرب جالساً لقول أنس رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائماً. رواه مسلم. هل يجوز الشرب واقفاً؟ فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "زجر عن الشرب قائماً".
    فهذا الحديث الصحيح صريح في النهي عن الشرب قائماً، ولكن ثبت أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم شرب قائماً، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم قائماً. وفي صحيح البخاري أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أتي على باب الرحبة بماء فشرب قائماً، فقال: إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت. ورجح المحققون من أهل العلم مثل النووي في شرح صحيح مسلم، وابن القيم في زاد المعاد: أن النهي للكراهة التنزيهية، وإن فعله صلى الله عليه وسلم بيان للجواز عند الحاجة، وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى. والله أعلم. وأما الأكل، فإنه مثل الشرب، فيجوز للحاجة ويكره لغيرها، وقد سئل أنس رضي الله عنه -وهو راوي حديث النهي عن الشرب قائماً -سئل عن الأكل، فقال: ذاك أشر أو أخبث. كما في صحيح مسلم وغيره. وقد روى أحمد في المسند والترمذي في السنن وصححه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام. قال صاحب تحفة الأحوذي: وفيه دلالة على جواز الأكل ماشياً، وحديث أنس المذكور في الباب المتقدم يدل على المنع، فيحمل حديث أنس على كراهة التنزيه، وحديث ابن عمر على الجواز مع الكراهة، جمعاً بين الحديثين. والله أعلم. وعن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نهى أنْ يَشْرَبَ من كَسْرِ القَدَحِ[9]. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا شَرِبَ أَحَدُكم فَلْيَمُصَّ مَصًّا ولا يَعُبَّ عَبًّا، فإنَّ الكُبَادَ من العَبِّ[10]
    وكان إذا شرب تنفس ثلاثا، وقال: هو أهنأ، وأمرأ، وأبرأ[11]
    عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم» : -لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم . « [12] النهي عن الشرب من نفس واحد للتنزيه. قال عمر بن عبد العزيز: إنما نهي عن التنفس داخل الإناء. أما من لم يتنفس فإن شاء فليشرب بنفس واحد. وفي الحديث: الأمر بالتسمية عند الشراب، والحمد عند الفراغ. وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتنفس في الإناء. متفق عليه. يعني: يتنفس في نفس الإناء. النهي عن التنفس في الشرب كالنهي عن النفخ في الطعام والشراب لئلا يتقذر به من البزاق أو أثر رائحة كريهة تعلق بالماء.[13]
    عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بلبن قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابي، وعن يساره أبو بكر - رضي الله عنه -، فشرب، ثم أعطى الأعرابي، وقال: «الأيمن فالأيمن» متفق عليه. قوله: «شيب» أي: خلط. كانت العادة جارية بتقديم الأيمن في الشرب وغيره، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - بفعله وقوله أن تلك العادة لم يغيرها الشرع، وأن السنة تقديم الأيمن وإن كان الأيسر أفضل منه.[14]

    عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب، فشرب منه وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا. فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده. متفق عليه. قوله: «تله» أي وضعه. وهذا الغلام هو ابن عباس رضي الله عنهما. قال ابن الجوزي: إنما استأذن الغلام دون الأعرابي، لأنه لم يكن له علم بالشريعة، فاستألفه بترك استئذانه بخلاف الغلام.[15]

    وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غطُّوا الإناءَ.وأوكوا السِّقاءَ. فإنَّ في السَّنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ. لا يمرُّ بإناءٍ ليسَ عليهِ غطاءٌ، أو سقاءٍ ليسَ عليهِ وِكاءٌ، إلَّا نزلَ فيهِ من ذلِكَ الوباءِ. وفي روايةٍ: فإنَّ في السَّنةِ يومًا ينزلُ فيهِ وباءٌ.[16]
    وفي حديث: وإنما نهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الشربِ في إناءِ فضةٍ إنما نهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الحريرِ المصمتِ فأما أن يكونَ سدَاه أو لحمتَه حريرٌ فلا بأسَ بلبسِه[17].
    وفي حديث عن عبد الله بن عباس: نَهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الشُّربِ مِن في السِّقاءِ
    [18].
    نهى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن الشرب من ثلمة القدح، وأن ينفخ في الشراب[19].

    وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينهى عن النَّفخِ في الشَّرابِ ؟ قال أبو سعيدٍ: نَعم قال له رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ إنِّي لا أروى مِن نفَسٍ واحدٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَبِنِ القَدَحِ عن فيك ثمَّ تنفَّسْ ) قال: فإنِّي أرى القذاةَ فيه قال: ( فأهرِقْها ).[20]

    وفي حديث: نَهانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن نشربَ على بطونِنا، وَهوَ الكَرعُ، ونَهانا أن نغترفَ باليدِ الواحِدةِ، وقالَ: لا يلُغ أحدُكُم، كما يلُغُ الكلبُ، ولا يشَرَب باليدِ الواحدةِ، كما يشربُ القومُ الَّذينَ سَخطَ اللَّهُ عليهِم، ولا يشرَب باللَّيلِ في إناءٍ، حتَّى يحرِّكَهُ، إلَّا أن يَكونَ إناءً مخمَّرًا، ومَن شَربَ بيدِهِ وَهوَ يقدرُ على إناءٍ، يريدُ التَّواضعَ، كتَبَ اللَّهُ لَهُ بعددِ أصابعِهِ حسَناتٍ، وَهوَ إناءُ عيسى ابنِ مريمَ عليهما السَّلامُ، إذ طرَحَ القدحَ، فقالَ: أفٍّ هذا معَ الدُّنيا[21].

    [1] - الراوي: أبو هريرة المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 5/2014. خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
    [2] - الراوي: المقدام بن معد يكرب الكندي المحدث: الألباني -المصدر: صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 5674 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    [3] - الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/1651. خلاصة حكم المحدث: لا أصل له
    [4] - الأعراف 31.
    [5] - الراوي: - المحدث: السيوطي - المصدر: تدريب الراوي - الصفحة أو الرقم: 1/485. خلاصة حكم المحدث: لا أصل له من كلام النبي
    [6] - تاريخ الطب العربي (بالفرنسية) ج 1 ص 31.
    [7] - الراوي: -المحدث: العراقي -المصدر: تخريج الإحياء -الصفحة أو الرقم: 3/100خلاصة حكم المحدث: لم أقف له على أصل
    [8] - إحياء علوم الدين – ج 3 ص 87.
    [9] - الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2689 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله رجال مسلم.
    [10] - الراوي: عبدالله بن أبي الحسين عبدالرحمن المكي المحدث: الألباني – المصدر : السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 2571 خلاصة حكم المحدث: ضعيف
    [11] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3727 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
    [12] - رواه الترمذي، وقال: ... (حديث حسن) .ضعفه الألباني في تحقيقه لرياض الصالحين.
    [13] - تطريز رياض الصالحين
    [14] - نفس المصدر السابق
    [15] - نفس المصدر.
    [16] - الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2014 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
    [17] - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/79 خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
    [18] - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5629 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    [19] - الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3722 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
    [20] - الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 5327. خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
    [21] - الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: البوصيري - المصدر: مصباح الزجاجة - الصفحة أو الرقم: 4/47 خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    4- وصايا تخص بعض الأطعمة:
    باستثناء ما حُرم من الأطعمة المذكورة سابقا فإن الإسلام لا يمنع من تنوع الطعام لكنه يوصي بحمية متوازنة ومتنوعة من مصدر حيواني أو نباتي على السواء: ففي القرآن تجد ذكر اللحم والسمك والفاكهة:
    قال تعالى:﴿ وَأَمْدَدْنَاهُ مْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ الطور: 22.
    وقال تعالى:﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُو نَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ فاطر: 12.

    وفي حديث: عليكم بالفواكهِ في الإقبالِ فإنها مصحةُ الأبدانِ مطردةُ الأحزانِ واتقوها في الإدبارِ فإنها داءٌ للأبدانِ.[1]

    وفي حديث: مَن أكَل ثومًا أو بصلًا فليعتَزِلْنا. أو قال: فليعتَزِلْ مسجدَنا، وليقعُدْ في بيتِه. وأن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتِيَ بقِدرٍ فيه خَضِراتٌ من بُقولٍ، فوجَد لها ريحًا، فسَأل فأُخبِرَ بما فيها من البُقولِ، فقال: قرِّبوها، إلى بعضِ أصحابِه كان معَه، فلما رآه كَرِهَ أكْلَها، قال: كُلْ فإني أُناجي مَن لا تُناجي[2] .
    وفي رواية أخرى: من أكَلَ ثومًا، أو بَصلًا، فليعتَزِلْنا، أو ليعتَزِلْ مسجِدَنا، وليقعُدْ في بيتِهِ، وإنَّهُ أُتِيَ ببدرٍ فيهِ خَضِراتٌ منَ البقولِ، فوجدَ لَها ريحًا، فَسألَ فأُخْبِرَ بما فيها منَ البقولِ فقالَ قرِّبوها إلى بعضِ أصحابِهِ كانَ معَهُ، فلمَّا رآهُ كرِهَ أكْلَها قالَ: كل فإنِّي أُناجي من لا تُناجي.[3]

    عن علي قال اللحم من اللحم فمن لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه.[4]

    وفي حديث: (سيِّدُ الإدامِ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّحمُ، وسيِّدُ الشَّرابِ في الدُّنيا والآخرةِ الماءُ، وسيِّدُ الرَّياحينِ في الدُّنيا والآخرةِ الفاغيةُ، يعني: الحِنَّاءَ)[5].

    حديث عائشة في قصة بريرة ، وفيه " فأتي بأدم من أدم البيت " وفيه ذكر اللحم الذي تصدق به على بريرة ... وحكى ابن بطال عن الطبري قال : دلت القصة على إيثاره عليه الصلاة والسلام اللحم إذا وجد إليه السبيل
    . ثم ذكر حديث بريرة رفعه سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم وأما ما ورد عن عمر وغيره من السلف من إيثار أكل غير اللحم على اللحم فإما لقمع النفس عن تعاطي الشهوات والإدمان عليها ، وإما لكراهة الإسراف والإسراع في تبذير المال لقلة الشيء عندهم إذ ذاك . ثم ذكر حديث جابر لما أضاف النبي صلى الله عليه وسلم وذبح له الشاة ، فلما قدمها إليه قال له : كأنك قد علمت حبنا للحم. وكان ذلك لقلة الشيء عندهم فكان حبهم له لذلك اهـ ملخصا[6] .
    هذا، ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن النوم بعد الأكل.
    قال ابن القيم في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل: وذكر أبو نُعيم عنه أنه كان ينهى عن النوم على الأكل، ويُذْكَر أنه يُقَسّي القلب. اهـ وهذا رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " بِلفظ: " أذِيبُوا طعامكم بِذِكْر الله عز وجل والصلاة، ولا تَنَامُوا عليه فَتَقْسُو له قلوبكم". ثم قال: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت أوَّلُ بلاءٍ حدث في هذه الأمَّةِ بعد نبيِّها الشِّبَعُ فإنَّ القومَ لمَّا شبِعت بطونُهم سمِنت أبدانُهم فضعُفت قلوبُهم وجمَحت شهواتُهم.[7]
    هذا، وأجريت عدة تجارب مختبرية على الحيوانات لمعرفة أثر التغذية على الطباع. خصت التجارب فئتين من الفئران المختبرية البيضاء. أعطيت الفئة الأولى الخبز والخضروات فقط فكانت النتيجة أن صارت تلك الفئران هادئة وأقل توترا ولينة الطبع. أما الفئة الثانية التي غذيت باللحم فصارت عنيفة وشرسة ومتوحشة. ولما أضيف اللحم لدى الفئة الأولى من الفئران تغير طبعها فصارت بدورها على شاكلة الفئة الثانية من العنف والشراسة والتوحش.[8]

    وكذلك أجريت تجارب على الدببة والذئاب والقطط المتوحشة أدت إلى نفس النتائج التي ذكرناها لدى الفئران البيضاء.[9]

    وأجريت تجارب على مجموعة من المجرمين في سجون الولايات المتحدة الأمريكية: بالتغذية النابتية (أي الغذاء النباتي فقط دون غيره) تغيرت طباع هؤلاء السجناء فصاروا أكثر هدوء وليونة.[10]

    هكذا نرى أن الأحاديث النبوية أيدتها التجارب العلمية على الحيوان والبشر.


    [1] - الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن عراق الكناني - المصدر: تنزيه الشريعة - الصفحة أو الرقم: 2/261 خلاصة حكم المحدث: فيه حفص بن يحيى بن مسكة بن ماهويه وغيره لم أعرفهم
    [2] - الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 855 خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : قال أحمد بن صالح عن ابن وهب: (أُتيَ ببدر) قال ابن وهب: يعني طبقاً فيه خضِرات. ولم يذكر الليث وأبو صفوان عن يونس قصة القِدر فلا أدري هو من قول الزهري أو في الحديث.
    [3] - الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3822 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    [4] - الراوي: - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 1/75. خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
    [5] - الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 5/2044 خلاصة حكم المحدث: تفرد به أبو هلال محمد بن سليم
    [6] - فتح الباري شرح صحيح البخاري - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
    [7] - الراوي: [عروة بن الزبير] المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/167 خلاصة حكم المحدث: [لا يتطرق إليه احتمال التحسين]
    [8] - شوكت الشطي أحمد (أستاذ بكلية الطب) – الوجيز في الإسلام والطب. في ثلاثة أجزاء – الطبعة الأولى مطبعة جامعة دمشق 1960م. بتصرف.
    [9] - نفس المصدر السابق بتصرف.
    [10] - نفس المصدر السابق بتصرف.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    يوصى في الإسلام ببعض الأطعمة على الخصوص: فعدد من الآيات والأحاديث تذكر مزايا الحليب، والعسل، والتمر الخ... على سبيل المثال.
    أ*) الحليب:
    قال تعالى:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ﴾ النحل: 66.
    وفي حديث رواه ابن عباس: إذا أكل أحدُكم طعامًا فليقلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه ، و أَبدِلْنا خيرًا منه ، و إذا شرب لبنًا فليقل : اللهم بارِكْ لنا فيه و زِدْنا منه ، فإنه ليس شىءٌ يجزى من الطعامِ و الشرابِ إلا اللبنُ.[1].
    »
    وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ اللَّبَنَ خَالِصًا تَارَةً، وَمَشُوبًا بِالْمَاءِ أُخْرَى. وَفِي شُرْبِ اللَّبَنِ الْحُلْوِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ خَالِصًا وَمَشُوبًا نَفْعٌ عَظِيمٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ، وَتَرْطِيبُ الْبَدَنِ، وَرِيُّ الْكَبِدِ، وَلَا سِيَّمَا اللَّبَنَ الَّذِي تَرْعَى دَوَابُّهُ الشِّيحَ وَالْقَيْصُومَ وَالْخُزَامَى وَمَا أَشْبَهَهَا، فَإِنَّ لَبَنَهَا غِذَاءٌ مَعَ الْأَغْذِيَةِ، وَشَرَابٌ مَعَ الْأَشْرِبَةِ، وَدَوَاءٌ مَعَ الْأَدْوِيَةِ وَفِي «جَامِعِ الترمذي» عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فيه، فأطعمنا خَيْرًا مِنْهُ وَإِذَا سُقِيَ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شيء يجزىء، مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَّا اللَّبَنُ . قَالَ الترمذي: هذا حديث حسن.[2]«.
    إذا كان الطب الحديث قد أثبت أفضلية حليب الأم كغذاء رئيسي (وواحد في الأشهر الستة الأولى) للطفل الرضيع، فإن دين الإسلام الحنيف قد حث على الرضاعة، فهي من المستحبات الأكيدة التي تؤجر عليها الأم في حال القيام بها.
    قال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ البقرة: 233.
    توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية طيلة الأشهر الستة الأولى من الحياة، مع تقديم المواد الصلبة تدريجياً حول هذه السن، بعد أن تظهر علامات الاستعداد لذلك. ينصح باستكمال الرضاعة الطبيعية حتى سن الثانية ما دام الأم والطفل يرغبان بذلك.
    ويروى أنَّ سَلامةَ حاضنةَ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت يا رسولَ اللهِ تُبشِّرُ الرِّجالَ بكلِّ خيرٍ ولا تُبشِّرُ النِّساءَ قال أصحابُكِ دسَسْنَكِ لهذا قالت أجَلْ هنَّ أمَرْنَني قال أفما ترضى إحداكنَّ أنَّها إذا كانت حاملًا مِن زوجِها وهو عنها راضٍ أنَّ لها مِثْلَ أجرِ الصَّائمِ القائمِ في سبيلِ اللهِ فإذا أصابها الطَّلقُ لَمْ يعلَمْ أهلُ السَّماءِ وأهلُ الأرضِ ما أُخفِي لها مِن قُرَّةِ أعيُنٍ فإذا وضَعَتْ لَمْ يخرُجْ منها جُرعةٌ مِن لَبَنِها ولَمْ يمُصَّ مصَّةً إلَّا كان لها بكلِّ جُرعةٍ وبكلِّ مصَّةٍ حَسنةٌ فإنْ أسهَرها ليلةً كان لها مِثْلُ أجرِ سبعينَ رقَبةً تُعتِقُهنَّ في سبيلِ اللهِ سَلامةُ تدري لِمَن أعني بهذا للمُتمتِّعاتِ الصَّالحاتِ المُطيعاتِ لأزواجِهنَّ اللَّواتي لا يكفُرْنَ العَشيرَ.[3]
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:(ليس للصبي خير من لبن أمه).
    عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :(ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه).

    وفي باب استحباب إرضاع الطفل من الثديين لا من أحدهما نقل عن أم إسحاق بنت سليمان قالت
    : نظر إلي أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا أرضع أحد ابني محمد أو إسحاق فقال: (يا أم إسحاق، لا ترضعيه من ثدي واحد وارضعيه من كليهما يكون أحدهما طعاما والآخر شرابا).
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا وقع الولد في بطن أمه-إلى أن قال: -وجعل الله تعالى رزقه في ثديي أمه في أحدهما شرابه وفي الآخر طعامه).
    وهذا ما وصل إليه العلم الحديث بعد قرون
    . أما المقصود بطعامه وشرابه فربما لأن غلظة الحليب تتفاوت من بدء الإرضاع إلى نهايته، إذ يكون في نهاية الإرضاع غنيا بالأحماض الدهنية وهي التي تشبع المولود، وبعدها تنتقل الأم الذي يكون اقل غلظة في البدء فيكون شرابا له، والله العالم.
    وعن مدة الرضاعة نقل عن أبي عبد الله قوله: الفرض في الرضاع أحد وعشرون شهرا، فما نقص عن أحد وعشرين شهرا فقد نقص المرضع، وإن أراد أن يتم الرضاعة فحولين كاملين.

    عن أبي عبد الله رضي الله عنه حين سئل عن رجل دفع ولده إلى ظئر يهودية أو نصرانية أو مجوسية أترضعه في بيتها أو ترضعه في بيته قال (عليه السلام): (ترضعه لك اليهودية والنصرانية في بيتك وتمنعها من شرب الخمر وما لا يحل مثل لحم الخنزير ولا يذهبن بولدك إلى بيوتهن، والزانية لا ترضع ولدك فإنه لا يحل لك والمجوسية لا ترضع لك ولدك إلا أن تضطر إليها)
    .
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء فإن اللبن يعدي).
    لا تسترضِعُوا الحمقاءَ فإنَّ اللبنَ يورِثُ[4]
    لا تسترضِعوا الزانيةَ فإن اللبنَ يعدي[5]

    لا تُرضعْ لَكُمُ الحمقاءُ فإنَّ اللَّبنَ يُعدي[6]

    ومع أنه في أيامنا هذه من النادر أن تلجأ المرأة إلى أخرى كي ترضع لها ولدها، إلا أننا ذكرنا هذه الأحاديث الشريفة لما ورد فيها من أن اللبن يعدي (أي قد ينقل بعض الأمراض)، وأن الكثير من المأكولات والمشروبات (أو الأدوية) قد تتمثل في الحليب وهذا ما أثبته العلم الحديث من أن المرضع يجب أن تنتبه لما تأكل وتشرب فإنه يتمثل في الحليب وقد يؤدي إلى ضرر الرضيع
    . عن علي بن أبي طالب كان يقول: (تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح، فإن الرضاع يغير الطباع).

    [1] - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 381 خلاصة حكم المحدث: حسن
    [2] - الطب النبوي لابن القيم ص183.
    [3] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الطبراني - المصدر: المعجم الأوسط - الصفحة أو الرقم: 7/20. خلاصة حكم المحدث: لم يرو هذا الحديث عن النبي لا بهذا الإسناد تفرد به هشام بن عمار
    [4] - الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 4/265. خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
    [5] - الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 6/228. خلاصة حكم المحدث: [فيه] عمرو بن مخرم، له مناكير
    [6] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 5/2612. خلاصة حكم المحدث: [له طريقان فيهما ضعيف]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به[1].
    أين لنا من هذا الحديث...

    المجاعة والفقر وحش يلتهم دول العالم. اسراء مهدي محمد / بغداد:

    http://www.iraker.dk/index.php?optio...1470&Itemid=99
    المجاعة في الصومال شيء مخيف ؟؟؟


    دارفور
    . الأزمة الإنسانية:
    http://www.aljazeera.net/specialfile...7-a9de3b01a1ac
    الأمم المتحدة: الصومال على شفير المجاعة:
    http://www.alarabiya.net/ar/arab-and...%B9%D8%A9.html


    [1] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5505. خلاصة حكم المحدث: صحيح

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb رد: الغذاء والتغذية بين الطب والإسلام

    بعضنا يموت من التخمة والشبع وجاره جائع وهو يعلم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه)[1].
    وقد حذر الله من منع الطعام عن المسكين فقال: (أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم* ولا يحض على طعام المسكين). الماعون: 1-3.
    بل قد يبخل البعض على أهله الذين تحت مسؤوليته، فلا يقوم بكفايتهم، وقد قال عليه السلام: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت)[2] أحمد.

    وفي المقابل:
    ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد الذين يعانون البدانة في العالم أضحى يفوق عددالذين يعانون الجوع. وقالت اللجنة الدولية في تقريرها السنوي عن الكوارث العالمية إن عدد البدناء في العالم يبلغ الآن نحو 1.5 مليار شخص في حين أن عدد الذين يعانون سوء التغذية يبلغ 925 مليونا. وألقى التقرير الضوء على الفوارق في العالم بين الفقراء والأغنياء وعلى المشاكل المترتبة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقال بيكيليغي ليتا الأمين العام للصليب الأحمر في بيان: إذا كانت التجاذبات الحرة في قوى السوق أدت إلى نتيجة يكون فيها 15 في المائة من الإنسانية جائعين و20 في المائة زائدي الوزن فلا شك أن هناك خللا في مكان ما. واعتبر جاغانتشاباغين مدير قسم آسيا الباسيفيكية في الصليب الأحمر هذه الفروقات فضيحة ذات حدين. وأكدأن عدد الذين يموتون نتيجة الإكثار من الطعام أضحى يفوق عدد الذين يموتون من الجوع. وأكد أن مشكلة الفقر لا تعود إلى نقص الغذاء في العالم بل إلى سوء توزيع الغذاء والإسراف فيه وارتفاع أسعاره. وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في العالم في عام 2011 مما أثار مخاوف من عودة أحداث الشغب التي شهدها العالم في عام 2008 .
    أنظر كذلك: التحذير من الشبع والتخمة: محاضرة للشيخ: (عبد الرحيم الطحان):
    http://audio.islamweb.net/audio/inde...=344231&full=1

    [1] - الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 149. خلاصة حكم المحدث: صحيح بما له من الشواهد.
    [2] - الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم: 100. خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •