1- مساهمة الإسلام في تحسين التغذية
ساهم الإسلام في تحسين التغذية بتعاليمه التي تحث على العمل والتجارة والفلاحة وعدم إهدار الأنعام كقرابين للأصنام وإدانته لما أهل من بحيرة، وسائبة، ووصيلة، وحام افتراء على الله سبحانه وتعالى قبل نزول القرآن. لنتطرق لذلك كله في ثلاثة محاور:
1) زيادة توفر الغذاء بسبب الحث على العمل:
العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية توصي بالعمل:
قال تعالى:﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾التوبة: 105 ويعتبر العمل كجزء لا يمكن فصله عن بقية الإيمان.
قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة: 277
قال تعالى:﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ البقرة: 25
كما أن الإسلام يحذر من الكسل ضمن عديد من الأحاديث: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكسَلِ والهرمِ والمأثمِ والمغرمِ ومن فتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ ومن فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ ومن شرِّ فتنةِ الغنى وأعوذُ بكَ من فتنةِ الفقرِ وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل عنِّي خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ وباعِد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ)[1].
ويشجع الإسلام على الزراعة والفلاحة وإحياء الأرض: (مَن أحيى أَرضًا ميتةً فَهيَ لَهُ.)[2] .
ويحث الإسلام على الزراعة، ففي الحديث: (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا.)[3].
ويعتبر الفقر خطرا على الإيمان: (كاد الفقرُ أن يكونَ كُفْرًا، وكاد الحسدُ أن يكونَ سَبَقَ القَدَرَ)[4].
ولا يعتبر الفقر حياة القداسة: قال تعالى:﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴾ الضحى: 8.
ويعد العمل الصالح جزءا من الإيمان لا يتجزأ عنه ولا ينفصم مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وللمؤمن الأجر والثواب عليه:
قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة: 277.
وتباح التجارة في مواسم الحج إلى بيت الله الحرام بمكة قبل الإحرام وبعده:
قال تعالى:﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ البقرة: 198.
قال البخاري: حدثنا محمد، أخبرني ابن عيينة عن عمرو، عن ابن عباس، قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم، فنزلت: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } في مواسم الحج. وهكذا رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وغير واحد عن سفيان ابن عيينة به. ولبعضهم: فلما جاء الإسلام تأثموا أن يتجروا، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله هذه الآية، وكذا رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، قال: كان متجر الناس في الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز، فلما كان الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت هذه الآية، وروى أبو داود وغيره من حديث يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج، يقولون: أيام ذكر، فأنزل الله: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا حجاج عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } في مواسم الحج، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده، وهكذا روى العوفي عن ابن عباس.
[1] - الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6368. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
[2] - الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1379. خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[3] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1424 خلاصة حكم المحدث: صحيح
[4] - الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 4148 خلاصة حكم المحدث: ضعيف