تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    548

    Post لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال

    لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال

    السؤال
    سمعت شيخا يقول : إنه لا يجوز قول " اللهم تقبل منا صالح الأعمال "؛ لأن ذلك معناه أن الله تعالى يمكن أن يقبل الخبيث من الأعمال ، والله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا ، والأصح أن نقول " اللهم تقبل منا أعمالنا " فهل هذا صحيح ؟

    الجواب
    الحمد لله.
    لا حرج في الدعاء بقول " اللهم تقبل منا صالح الأعمال وليس فيه أي محذور شرعي ، بل منطوق هذا الدعاء ومفهومه صحيح مقبول ؛ لأن الله عز وجل يتقبل " صالح الأعمال "، ولا يتقبل سيء الأعمال .
    يقول الله عز وجل " لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ"
    ويقول سبحانه " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا "
    قال العلامة السعدي رحمه الله :
    " المراد بـ " أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا " أعمالهم الحسنة الصالحة ؛ لأنها أحسن ما عملوا ، لأنهم يعملون المباحات وغيرها ، فالثواب لا يكون إلا على العمل الحسن ، كقوله تعالى "لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ ".
    " تفسير السعدي " ص/569.
    ثم إن الذي يسأل الله أن يتقبل منه " صالح الأعمال " ، لا يخطر في باله أنه يسأل الله أيضا أن لا يتقبل منه سيء الأعمال ، وإنما يأتي بكلمة " صالح " لبيان سبب القبول ، وهو صلاح العمل ، وهذا أسلوب صحيح في اللغة ، ويسميه علماء الدلالات اللغوية بالوصف الكاشف ، ويمثلون له بقول الله تعالى " وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " المؤمنون/117.
    يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
    " لا خلاف بين أهل العلم أن قوله هنا "لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ " لا مفهوم مخالفة له ، فلا يصح لأحد أن يقول : أما من عبد معه إلهاً آخر له برهان به فلا مانع من ذلك ، لاستحالة وجود برهان على عبادة إله آخر معه ، بل البراهين القطعية المتواترة دالة على أنه هو المعبود وحده جل وعلا ، ولا يمكن أن يوجد دليل على عبادة غيره ألبتة .
    وقد تقرر في فن الأصول أن : مِن موانع اعتبار مفهوم المخالفة ، كون تخصيص الوصف بالذكر لموافقته للواقع ، فَيَرِدُ النص ذاكراً للوصف الموافق للواقع ، ليطبق عليه الحكم ، فتخصيصه بالذكر إذاً ليس لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق ، بل لتخصيص الوصف بالذكر لموافقته للواقع .
    ومن أمثلته في القرآن هذه الآية ؛ لأن قوله " لاَ بُرْهَانَ لَهُ " وصف مطابق للواقع ، لأنهم يدعون معه غيره بلا برهان ، فذكر الوصف لموافقته الواقع ، لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق .
    ومن أمثلته في القرآن أيضاً قوله تعالى " لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " لأنه نزل في قوم والوا اليهود دون المؤمنين ، فقوله " مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " ذكر لموافقته للواقع ؛ لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق ؛ ومعلوم أن اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء ممنوع على كل حال " انتهى." أضواء البيان " 5/364.
    والحاصل أنه لا يحل لأحد أن يتكلم في دين الله عز وجل بغير علم ولا بصيرة ، فيتكلف في كلامه ما لا علم له به ، ويثير بين المسلمين ما لا يقره عالم بالشريعة ، بل الواجب الوقوف عند الكتاب والسنة ، وتعليم الناس محكمات الدين ، وترك ما سوى ذلك للعلماء المتخصصين.
    وما زال العلماء يستعملون هذا الدعاء في كتبهم وخطبهم ، ومن ذلك خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول فيها :
    " نسألك اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، وأن تكفر عنا سيئات أعمالنا " انتهى.
    والله أعلم .
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,610

    افتراضي رد: لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال

    أحسن الله إليك
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •