بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين..وبعد :
فهذه فائدة وجدتها في تفسير القرطبي في الرد على الكرامية ..فرايت نقلها للإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك..نفع الله الجميع..آمين
يقول رحمه الله في الجزء الأول في تفسير سورة البقرة ، قول الله عز وجل : ( وم الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين )
الثالثة: لما ذكر الله جلّ وتعالى المؤمنين أوّلا، وبدأ بهم لشرفهم وفضلهم، ذكر الكافرين في مقابلتهم؛ إذ الكفر والإيمان طرفان. ثم ذكر المنافقين بعدهم وألحقهم بالكافرين قبلهم؛ لنفي الإيمان عنهم بقوله الحق: «وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنينَ». ففي هذا ردّ على الكَرَّامِيّة حيث قالوا: إن الإيمان قول باللسان وإن لم يعتقد بالقلب؛ واحتجوا بقوله تعالى: {فَأَثَـٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُوا۴ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱڊنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِين َ} ولم يقل: بما قالوا وأضمروا؛ وبقوله عليه السلام: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عَصَمُوا منّي دماءهم وأموالهم». وهذا منهم قصور وجمود، وترْكُ نظرٍ لما نطق به القرآن والسنة من العمل مع القول والاعتقاد؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الإيمان معرفةٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعملٌ بالأركان». أخرجه ابن ماجة في سُنَنه، فما ذهب إليه محمد بن كَرّام السّجستاني وأصحابه هو النفاق وعَيْن الشقاق؛ ونعوذ بالله من الخذلان وسوء الاعتقاد.