بسم الله الرحمن الرحيم
فليكن عقلي هو الحَكَم؛ وليس انفعالاتي العاطفية
كثيراً ما تتدخل انفعالاتي العاطفية في الحكم على الناس من النظرات أو التعاملات أو المواقف الأولى؛ فمن السهولة أن أطلق حكماً بأن فلان من الناس سيئ أو طيب؛ وما ذاك إلا أنه قد حدث بيني وبينه موقف، أو شاهدته في موقع، قد يدعم ما ذهبت إليه من حكم.
ولقد تأملت كثيراً قصة ذلك الرجل الذي جاء يشهد لرجل آخر عند الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ عندها لم يتسرع الفاروق في إطلاق الحكم، بل طلب من الشاهد عدة محكمات لصحة ما يقول؛ فسأله: هل جاور المشهود له، أو سافر معه، أو تعامل معه بالمال؛ فأجاب الرجل بلا على جميع الأسئلة، عندها قال له الخليفة الفاروق رضي الله عنه: اذهب فأنت لا تعرفه.
أياً كانت صحة نسبة تلك القصة للفاروق رضي الله عنه، إلا أن لها شواهد ودلالات منطقية؛ فمعرفة حقيقة الأشخاص لا تنكشف لنا بالنظرات والمواقف الأولية، بل المعرفة الحقيقية تتطلب تدخل العقل؛ لاختيار موازين منطقية صحيحة، بعيداً عن الانفعالات العاطفية المؤقتة؛ لتكشف لنا معادن الناس بمرور الزمن.