تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الخليطان: سوبيا الشعير وسوبيا الزبيب!

  1. Post الخليطان: سوبيا الشعير وسوبيا الزبيب!

    الشريف حاتم العوني
    الجمعة 04/07/2014
    الخليطان : سوبيا الشعير وسوبيا الزبيب
    بمناسبة رمضان، وشرابه الحجازي الشهير : السوبيا، وهي النبيذ الذي لا يُسكر قليله ولا كثيره، وهو الذي كان يشربه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين وغيرهما .
    وفي صحيح مسلم عن ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏رضي الله عنهما قَالَ ‏: (( ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ، فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ، وَالْغَدَ، وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ ‏ ‏فَيُسْقَى أَوْ ‏ ‏يُهَرَاقُ ‏)) .
    ولكن جاء في السنة الصحيحة النهي عن الخليطين : أن يُنبذ الزبيب والتمر جميعا، وأن ينبذ البُسر والرطب ؛ كما في الصحيحين وغيرهما .
    فاختلف العلماء في معنى النهي : هل يدل على كراهة التنزيه أم كراهة التحريم، واضطربت أقوالهم فيما يحكونه عن الجمهور : هل الجمهور على كراهة التحريم، أم أنهم على الكراهة التنزيهية فقط، التي لا يأثم مرتكبها، وإنما يؤجر تاركها .
    وأما الحنفية ومن وافقهم من الفقهاء فقد جعلوا النهي لعلّة السرف في زمن الجدب، ولذلك فالخليطان عندهم شراب مباح، ما لم يَسكر شاربه .
    واختلف الجمهور : هل النهي لعلة ؟ أم علته التعبد ؟
    فمن جعله تعبديا اطرد في التحريم مطلقا، ووقع في خلل القياس والتعليل عندما دخل في تفاصيل المسألة وصورها المتعددة .
    واما من علله بخوف الإسكار، فلم يحرم شراب الخليطين مع اليقين بكونه ليس مسكرا .
    واختلف العلماء : هل النهي عن الخليطين نهيٌ يخص الخلط حال الانتباذ، وأما إذا خلطت نبيذ تمر ونبيذ زبيب جاز، والذي لا يجوز هو فقط أن تلقي التمر والزبيب للانتباذ معا . أم أن المنهي عنه هو ذاك وهذا كلاهما ؟
    كل هذا يبين توسع وجوه القول في فهم الحديث .
    والأرجح عندي : أن النهي له علتان :
    الأولى : خشية الوقوع في الإسراف : فإن خلط البسر بالتمر، مع التحلل السريع للتمر في الماء، قبل البسر، يعرض البسر للإلقاء قبل تحلله . وهذا فعلٌ يُخشى معه الوقوع في الإسراف . وهذا أحد وجوه القول عند الحنفية .
    والعلة الثانية : هي خشية الإسكار ؛ إما لأن الخلط مدعاة لإسراع التخمر والإسكار ( وهذا قول نحتاج أن نختبره في المختبرات العلمية ؛ لنتأكد من صحته )، وإما لأن اختلاف النوع قد يكون مدعاة للتأخر في شرب النبيذ حتى يتم تحلل الأخلاط التي فيه، وبعضها يكون قد تحلل وبدأ في التخمر، وصاحب النبيذ ينتظر تحلل البقية التي تتأخر في التحلل، ولذلك فلا يشربه ؛ إلا وقد بلغ نبيذه هذا حد الإسكار، وأن يكون قد أصبح خمرا عند الجمهور .
    وهذه العلة ( علة الإسكار ) توجب أن تجعل الحكم منوطا بها : فلا يكون الخليطان محرمين إلا مع بلوغ حد الإسكار، وأما إذا تيقن المسلم أن الخليطين لا يسكران، فيكون شرابهما مباحا .
    وعلى هذا : فيكون خلط سوبيا الزبيب بسوبيا الشعير أو البر جائزا، إذا تيقن الشارب من عدم وصولهما حد الإسكار ( بقليله وكثيره ) .
    ويزداد هذا القول وجاهةً على قول من يرى خلط التبيذَين لا يدخل في النهي أصلا، وأن النهي خاص بنبذ الصنفَين في الماء، لا بخلط النبيذَين .
    الخلاصة : يجوز خلط أنواع السوبيا، بشرط أن لا يكون شيءٌ منها قد وصل حد الإسكار .
    فاشربوها هنيئا مريئا .
    واضربوا لي معكم فيها بسهم .. إن لم يكن بشربةٍ منها، فبدعوةٍ صالحةٍ عند الإفطار، وعند حمد الله على هذه النعمة !!
    وكل عام وأنتم بخي
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الخليطان: سوبيا الشعير وسوبيا الزبيب!

    جزاكم الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •