السلام عليكم
الطبري ليس أشعري ، لا مفوّض ، ولا مُؤَوِّل، لأنه أثبت لله صفة الغضب ، وأثبت أن غضبه تعالى ليس كغضبنا
وأثبت الطبري قضية " القدر المشترك والقدر الفارق " وأن إثبات الصفة لا يلزم منه أن يكون مثلنا كي نلجأ لنفيها بذريعة التنزيه عن المشابهة والمماثلة
قال الطبري في تفسير " غير المغضوب عليهم " في الفاتحة ما نصه:
وكما قال:
{ قُلْ هَلْ أُنَبئُكُمْ بشَرّ منْ ذلكَ مَثُوبَةً عنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وغَضِبَ عَلَـيْهِ وَجَعَلَ منهُمُ القِرَدَةَ والـخَنازِيرَ }
وقال بعضهم: غضب الله علـى من غضب علـيه من عبـاده ذمّ منه لهم ولأفعالهم، وشتـم منه لهم بـالقول. وقال بعضهم: الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معانـي الغضب. غير أنه وإن كان كذلك من جهة الإثبـات، فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميـين الذين يزعجهم ويحركهم ويشقّ علـيهم ويؤذيهم لأن الله جل ثناؤه لا تـحل ذاته الآفـات، ولكنه له صفة كما العلـم له صفة، والقدرة له صفة علـى ما يعقل من جهة الإثبـات، وإن خالفت معانـي ذلك معانـي علوم العبـاد التـي هي معارف القلوب وقواهم التـي توجد مع وجود الأفعال وتُعدم مع عدمها.