بسم الله الرحمن الرحيم
شبهة وجوابها حول الصيام!!

بقلم/ سلطان العميري
أرسل إلي بعض الإصدقاء يسأل عن اعتراض طرحه أحد المعارضين للإسلام , حاصله : أصدر العلماء المسلمين فتوى لمسلمين الدول الاسكندلافية حول كيفية الصيام كون الشمس تغيب وتشرق لفترات طويلة وكانت الفتوى تقول أن يؤخذ توقيت أقرب دولة تشرق وتغرب فيها الشمس بشكل نظامي"
لماذا لم يعمل الله حساب سكان تلك الدول في كتابه المبين؟ هل نساهم الله؟ هل كان يعرف عن وجودهم؟ هل أخطأ وهب المفتين لإصلاح خطئه؟
وأجبته بجواب حاصله:
أن هذه الشبهة ليست جديدة , ففد طرحت منذ زمن ليس بالقليل .
وهي شبهة غير صحيحة , ولا يصح نقد الإسلام بها
والجواب عليها من وجوه :
الوجه الأول: أن التشريعات في الإسلام تبنى على الغالب والأكثر , وهذا ليس عيبا فيه , فإن كل القوانين إنما تنبى على الأكثر والغالب , ولا تعتبر النادر والأقل , فمن بنى قوانينه على الحالات الغالبة التي تمثل الأكثر , فقد أصاب الجادة .
الوجه الثاني: ومع ذلك فالإسلام لم يترك الأمر من غير بيان , فقد أسس لقواعد وأصول نستطيع من خلالها أن نحدد الطريقة المناسبة لتلك البقاع , وتلك الأصول ترجع إلى أصلين :
الأصل الأول : أنه لا تكليف بما لا يطاق , فكل من شق عليه الصيام وخرج عن معهود القدرة البشرية فإنه لا يلزمهم الصيام .
الأصل الثاني : التقدير في الأوقات عند الخروج عن الحالة المعتادة , وذلك كما في قضة الدجال في آخر الزمان , حين يكون اليوم كأبعين يوما , وحين سأل الصحابة النبي عن معرفة وقت الصلاة , ذكر لهم أنهم يقدرون لها تقديرا , فهذا أصل تقاس عليه كل الأمثلة المشابهة .
وقد قرر علماء الإسلام هذه المعاني منذ زمن مبكر , وتناقشوا فيها وفرعوا عليها تفريعات متعددة .
وهذا يدل على أن إعمالهم لها في هذه الأوقات ليس خروجا من مأزق ولا هو محاولة لدفع إشكال يرد على الشريعة - كما يريد أن يصور صاحب الإعتراض - وإنما ذلك جاء إعمالا لقواعد وأصول استدلالية مقررة منذ زمن طويل .