ثالثًا:
الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ،
أو أنكر بعضها
الذين يُنكرون الأسماءَ والصفاتِ ثلاثة أصناف:
1- الجهمية:
وهم أتباع الجهمِ بن صفوان،
وهؤلاء يُنكرون الأسماء والصفات جميعًا.
2- المعتزلة:
وهم أتباعُ واصل بن عطاء؛
الذي اعتزل مجلس الحسن البصري،
وهؤلاء يُثبتون الأسماءَ
على أنها ألفاظ مُجرَّدة عن المعاني،
وينفون الصفات كلها.
3- الأشاعرة والماتريدية ومن تبعهم،
وهؤلاء يثبتون الأسماءَ وبعضَ الصِّفات،
وينفون بعضها،
والشُّبهة التي بنوا عليها جميعًا مذاهبهم:
هي الفرارُ من تشبيه الله بخلقه بزعمهم؛
لأن المخلوقين يُسَمَّون ببعضِ تلك الأسماء،
ويوصفون بتلك الصفات،
فيلزمُ من الاشتراك في لفظ الاسم والصفة ومعناهما:
الاشتراك في حقيقتهما،
وهذا يَلزمُ منه تشبيه المخلوق بالخالق في نظرهم،
والتزموا حيال ذلك أحد أمرين:
أ ـ إما تأويلُ نصوص الأسماء والصفات عن ظاهرها،
كتأويل الوجه بالذات،
واليد بالنعمة.
ب ـ وإما تفويض معاني هذه النصوص إلى الله،
فيقولون:
الله أعلم بمراده منها؛
مع اعتقادهم أنها ليست على ظاهرها.