تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

  1. افتراضي الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    السلام عليكم
    كنت منزعجاً جداً لما شاهدت حلقة أو حلقتين بعنوان (هل أهل الكتاب كفّار) وهي الحلقة رقم 14 من برنامج (مع إسلام بحيري) على قناة القاهرة والناس الفضائية وهي موجودة على اليوتيوب ومدتها 25 دقيقة .

    وقد ادّعى هذا العلماني الدّاعي للدولة المدنية الحديثة الفَرِح بسقوط الخلافة فرحاً شديداً لاعتباره لها " دولة دينية " تميز بين المواطن المسلم والمواطن النصراني، ادّعى أن النصارى واليهود ليسوا كفّار، وأن الآيات التي وردت في كفرهم ليس المقصود منها كل اليهود والنصارى بل طائفة منهم فقط وأما الباقي مؤمنون، والله سيُدخلهم الجنة، ويقبل أعمالهم الصالحة ويكون لهم حسنات في الميزان يوم القيامة !!!!!!

    وكنت أتمنى أن يتصدى أحد للرد على هذا العلماني رداً مبني على الكتاب والسنة اللذان كثير ما يستشهد بهما ليضلل الناس ويُقنعهم أن ما ينشره مُؤَيَّد بالدليل من الوحي !!!!

    وقد وفقني الله للإجتهاد في المساهمة في الرد عليه وأرجو أن يكون سبباً للنفع


    يُتبَع إن شاء الله

  2. افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    الدليل على أن الله لا يقبل العمل من الكافرين وأن كل الأعمال الطيبة لا ينتفع بها الكافرون يوم القيامة:
    1) قال الله عز وجل: " وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) " سورة البقرة
    2) قال الله عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) " سورة آل عمران
    3) قال الله عز وجل: " وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) " آل عمران
    4) قال الله عز وجل: " ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) " سورة الأنعام
    5) قال الله عز وجل: " قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) " سورة التوبة
    6) قال الله عز وجل: " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) " سورة هود
    7) قال الله عز وجل: " مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) " سورة إبراهيم
    8) قال الله عز وجل: " وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) " سورة الكهف
    9) قال الله عز وجل: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) " سورة النور
    10) قال الله عز وجل: " وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) " سورة الفرقان
    11) قال الله عز وجل: " أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ " الأحزاب الآية 19
    12) قال الله عز وجل: " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) " سورة الزمر
    13) قال الله عز وجل: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) " سورة محمد
    14) قالت عائشة رضي الله عنها: " يا رسولَ اللهِ، ابنُ جدعانِ، كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ، ويُطعِمُ المسكينَ، فهلْ ذاكَ نافعهُ؟ قال لا ينفعهُ، إنهُ لم يقُلْ يومًا: ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ " صحيح مسلم برقم 214
    15) روى أنس بن مالك رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللَّهَ لا يظلِمُ مؤمنًا حسنةً يُعطى بِها في الدُّنيا ويُجزى بِها في الآخرةِ . وأمَّا الكافرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عمِلَ بِها للَّهِ في الدُّنيا . حتَّى إذا أفضى إلى الآخرةِ . لم يَكُنْ لهُ حسنةٌ يُجزَى بِها " صحيح مسلم برقم: 2808

    الدليل على أن (الإسلام) شرط لقبول العمل عند الله والإثابة عليه يوم القيامة:
    1) قال الله عز وجل: " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) " سورة النساء
    2) قال الله عز وجل: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) " سورة النحل
    3) قال الله عز وجل: " وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) " سورة الإسراء
    4) قال الله عز وجل: " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) " سورة طه
    5) قال الله عز وجل: " فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) " سورة الأنبياء
    6) قال الله عز وجل: " مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) " سورة غافر

    يُتبَع إن شاء الله

  3. افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    الدليل على أن (الإسلام) الذي هو شرط لقبول العمل عند الله هو دين محمد وليس ما يدّعيه السفسطائية أنه دين إبراهيم ليدخلوا في ذلك اليهود والنصارى غافلين عن أن دين موسى وعيسى هو دين محمد وإبراهيم :
    1) قال الله عز وجل: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) " سورة الأنبياء
    2) قال الله عز وجل: " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا " سورة الأعراف الآية 158
    3) قال الله عز وجل: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) " سورة سبأ
    4) قال الله عز وجل: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) " سورة آل عمران
    5) قال الله عز وجل: " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) " سورة البقرة
    نلاحظ أن الله عز وجل لم يقل " ولئن اتبعت ملتهم " بل قال " ولئن اتبعت أهواءهم " فسَمَّى ملتهم هوى وسمى ما جاء لسيدنا محمد هو " العلم " ، فأي جاهل يقول أن دين النصارى واليهود وقت نزول القرآن هو نفس ملة إبراهيم بعد أن سَمّاها الله - أعني اليهودية والنصرانية - بالهوى ؟ وكرّر الله سبحانه وتعالى نعت ديانة اليهود والنصارى - اللتان هما أبعد ما يكون عن دين موسى وعيسى - بالهوى في قوله عز وجل:
    6) قال الله عز وجل: " وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) " سورة البقرة
    7) قال الله عز وجل: " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَ ا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ ءَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) " سورة البقرة
    قوله تعالى: " قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ " يعني أن ملة إبراهيم ليست هي ما عليه اليهود والنصارى، لأن (بل) تأتي لنفي ما قبلها، وقوله تعالى " وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ " وبعدها " وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى " يعني أن دين موسى ودين عيسى هو نفس دين إبراهيم هو نفس " وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا " أي نحن المسلمون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعني أن دين اليهود ليس هو دين موسى ودين النصارى ليس هو دين عيسى، وقوله " فَقَدِ اهْتَدَوْا " حكم على النصارى واليهود بالهداية لو أنهم آمنوا بكل الأنبياء والكتب السماوية بما في ذلك سيدنا محمد والقرآن ومن كان على غير ذلك فهو في شقاق، وفي الآية 140 نفى الله صراحة عن إبراهيم وسلالته من الأنبياء أنهم على اليهودية والنصرانية، مما يؤكد أن اليهود والنصارى المذكورين على وجه المدح في آيات القرآن أحد صنفين:
    الأول : أولئك الذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يشاركوا في تحريف التوراة والإنجيل
    الثاني: أولئك الذين عاصروا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وصَدَّقوه والدليل على ذلك ما يلي:
    8) قال الله عز وجل: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) " سورة المائدة
    فظهر أن النصارى الممدوحين في هذه الآيات هم هؤلاء الذين لما يسمعوا القرآن " مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ " يؤمنون به ويتبعوه، أما الذين ينظرون لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أنه كذاب وأن القرآن من تأليفه فالله عز وجل يقول لهم :
    9) قال الله عز وجل: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) " سورة آل عمران
    10) قال الله عز وجل: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) " سورة آل عمران
    أوضحت هذه الآيات أن ما من نبي - وكما هو معلوم فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول فالمخاطبة بلفظ (النبيين) تشمل المرسلين - أوحى الله إليه من أول آدم وحتى عيسى إلا أخذ الله عليه الميثاق بالإيمان بسيدنا محمد " ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ " وبنصرته، فإذا كان الأنبياء عاهدوا الله أنهم لو عاصروا سيدنا محمد - لأن أي نبي وقت أخذ الميثاق عليه لا يعلم متى سيموت ومن باب أولى لا يعلم في أي عصر سيكون هذا الرسول محل الميثاق - ليؤمنُن به وينصرونه، ثم قال الله " أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ " ثم قال بعد ذلك " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا " وبين هذه وتلك أوضح في الآية 84 ما هو دين الله الذي هو الإسلام الذي هو مضمونه الإيمان بجميع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله دون تفرقة بالإيمان ببعضهم والكفر بالبعض الآخر، وحكم عز وجل على من يُدين بغير ذلك فلن يقبل الله منه، ما لازِمه أنه كافر عند الله، وليس كما يدّعي بعض الفسّاق أن المسلم كافر عند النصراني والنصراني كافر عند المسلم لكن لا يصح إدعاء أحدهما أن الآخر كافر عند الله لأن هذا من خصوصية الله وحده، هذا الكلام كان يصح لو كان الله لم يخبرنا بمن هو الكافر عنده لكنه في هذه الآيات أوضح لنا ما هو دينه، ما هو الإسلام، هو الإيمان بكل الرسل والأانبياء دون تفرقة بينهم، هو الإيمان بأن كل الرسل والأنبياء أقروا لله وأعطوه الميثاق بالإيمان بسيدنا محمد واتباعه، ويُصدق ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يلي
    11) (عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ أتاهُ عمرُ رضي اللهُ عنه فقالَ: إنَّا نسمَعُ أحاديثَ مِن يَهودَ تعجبُنا، أفترى أن نَكتُبَ بعضَها؟ فقالَ: " أمتَهوِّكونَ أنتُم كما تَهوَّكتِ اليَهودُ والنَّصارى؟ لقد جئتُكم بِها بيضاءَ نقيَّةً، ولو كانَ موسى حيًّا ما وسِعَه إلَّا اتِّباعي " )
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1/136 - خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
    حديث أنَّ النبيَّ غضب حين رأى مع عمرَ صحيفةً فيها شيءٌ من التَّوراةِ وقال: أوَفي شكٌّ أنتَ يا ابنَ الخطابِ؟ ألم آتِ بها بيضاءَ نقِيَّةً ؟ لو كان أخي موسى حيًّا ما وسِعَه إلا اتِّباعي
    الراوي: جابر بن عبدالله - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1589 - خلاصة حكم المحدث: حسن
    12) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُعطيتُ خمسًا ، لم يُعطَهنَّ أحدٌ قَبلي : نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، فأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ ، وأُحِلَّتْ لي المغانمُ ولم تَحِلَّ لأحدٍ قَبلي ، وأُعطيتُ الشفاعةَ ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً ، وبُعِثتُ إلى الناسِ عامةً . "
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 335
    13) قال الله عز وجل: " والذي نفسُ محمدٍ بيده ، لا يَسْمَعُ بي أحدٌ مِن هذه الأمةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ، ثم يموتُ ولم يُؤْمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلا كان مِن أصحابِ النارِ "
    الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 153
    14) في تفسير الآية السابعة من سورة الفاتحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليهودُ مغضوبٌ عليهم ، والنصارى ضُلَّالٌ "
    الراوي: عدي بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8202 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
    15) بعد أن أثبتنا أن ملة إبراهيم = ملة محمد = ملة عيسى = ملة موسى = ملة نوح = ملة كل الأنبياء ، وكل ذلك نقيض ملة اليهود والنصارى قال الله عز وجل: " ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) " سورة النحل
    ومن لم ينفذ هذا الأمر في الآية السابقة فحكم الله فيه كما يلي
    16) قال الله عز وجل: " وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) " سورة البقرة
    أما عن الآيات التي أمرت النصارى واليهود بالرجوع إلى كتبهم الإنجيل والتوارة، وكيف يُقال بوجوب اتباع القرآن وأن القرآن ناسخ لما قبله من الكتب والله نفسه يأمر النصارى واليهود في القرآن لا بأن يتركوا كتبهم ويتبعوا القرآن بل قال لهم تحكيم التوراة والإنجيل ؟ فبيان ذلك بعد ذكر هذه الآيات:
    1) قال الله عز وجل: " وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِين َ (43) " سورة المائدة
    2) قال الله عز وجل: " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) " سورة المائدة
    3) قال الله عز وجل: " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) " سورة المائدة
    فالجواب على ذلك من وجهين : أولاً: الله عز وجل أكثر من مرة قال على أهل الكتاب " ولو أنهم آمنوا " مما يعني بمفهوم المخالفة أنهم كافرون ومن ذلك، وأمرهم صراحةً بالإيمان بالقرآن الذي هو مُصدق للإنجيل والتوراة - قبل تحريفهما - قبل أن يلعنهم الله لو أصرّوا على الكفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم:
    1) قال الله عز وجل: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَا هُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) " سورة المائدة
    2) قال الله عز وجل: " وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) " سورة آل عمران
    3) قال الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) " سورة النساء
    ثانياً: أن الإنجيل والتوراة المشار إليهما في هذه الآيات ليست الإنجيل والتوراة التي في يد اليهود والنصارى الآن
    بمعنى آخر:
    قال الله عز وجل: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) " سورة الأعراف
    فإن فتحنا الإنجيل والتوراة ووجدنا فيهما ذكر لسيدنا محمد (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ) فهذا فعلاً هو الإنجيل والتوراة المشار إليهما في قول الله:
    " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ " وقوله: " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ "
    وفي هذه الحالة يكون إعمال حكم الله عز وجل الوارد في التوراة والإنجيل هو اتباع (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ)
    وأما إن فتحنا الإنجيل والتوراة ولم نجد فيهما أي ذكر لسيدنا محمد فليس هذا هو الإنجيل والتوراة المشار إليهما في القرآن بالمدح بأن فيهما نور، بل يكونا الإنجيل والتوراة المشار إليهما بقول الله تعالى:
    " أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) " ثم قال عز وجل: " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) " سورة البقرة
    وقال عز وجل: " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ " سورة النساء من الآية 46
    وقال الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ " سورة المائدة من الآية 41
    وقال الله عز وجل: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ " سورة المائدة من الآية 13
    من شبهاتهم كذلك آيتين كريمتين، الأولى قال الله عز وجل فيها:
    " إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " سورة الحج الآية 17
    يقول الجهلاء : ها هو الله عز وجل قال " إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ " مما يعني أن القول من منهم على حق ومن منهم على باطل من اختصاص الله عز وجل يفعله يوم القيامة، وليس من حق أي إنسان أن يحدد من على حق ومن على باطل أو أن يقول أنه هو فقط الذي على حق والباقي في ضلال ، لأن الله هو الذي سيحدد ذلك يوم القيامة .
    هذا الفهم ضال وغبي وأبعد ما يكون عن الاهتداء، وبالرجوع لتفسير الإمام الطبري شيخ المفسرين نجده قال:
    " يقول تعالى ذكره: إن الفصل بـين هؤلاء الـمنافقـين الذين يعبدون الله علـى حرف، والذين أشركوا بـالله فعبدوا الأوثان والأصنام، والذين هادوا، وهم الـيهود والصابئين والنصارى والـمـجوس الذي عظموا النـيران وخدموها، وبـين الذين آمنوا بـالله ورسله إلـى الله، وسيفصل بـينهم يوم القـيامة بعدل من القضاء وفصله بـينهم إدخاله النار الأحزاب كلهم والـجنة الـمؤمنـين به وبرسله فذلك هو الفصل من الله بـينهم.
    وكان قَتادة يقول فـي ذلك، ما:
    حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، فـي قوله: { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابئِينَ والنَّصَارَى والـمَـجُوسَ وَالَّذِينَ أشْرَكُوا } قال: الصابئون: قوم يعبدون الـملائكة، ويصلّون للقبلة، ويقرءون الزبور. والـمـجوس: يعبدون الشمس والقمر والنـيران. والذين أشركوا: يعبدون الأوثان. والأديان ستة: خمسة للشيطان، وواحد للرحمن. " انتهى النقل من تفسير الطبري رحمه الله
    وأما الآية الثانية :
    قال الله عز وجل: " إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) " سورة البقرة
    فيقولون : ها هو الله عز وجل جمع بين كل الديانات وقال " مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ " مما يعني أن الله عز وجل يقبل جميع الديانات فما الرد على ذلك ؟
    يقول ابن جرير الطبري شيخ المُفَسِّرين في هذه الآية ما نصه :
    " القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { مَنْ آمَنَ بـاللَّهِ وَالـيَوْمِ الآخِرِ وعمِل صَالِـحاً فَلَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبَّهمْ }.
    قال أبو جعفر: يعنـي بقوله: { مَنْ آمَنَ بِـاللَّهِ وَالـيَوْمِ الآخِرِ }: من صدق وأقرّ بـالبعث بعد الـمـمات يوم القـيامة وعمل صالـحا فأطاع الله، فلهم أجرهم عند ربهم، يعنـي بقوله: { فَلَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } فلهم ثواب عملهم الصالـح عند ربهم.
    فإن قال لنا قائل: فأين تـمام قوله: { إن الِّذينَ آمَنُوا والّذِين هادُوا وَالنّصَارَى والصَّابِئين }؟ قـيـل: تـمامه جملة قوله: { مَنْ آمَنَ بـاللَّهِ وَالـيَوْمِ الآخِرِ } لأن معناه: من آمن منهم بـالله والـيوم الآخر فترك ذكر منهم لدلالة الكلام علـيه استغناء بـما ذكر عما ترك ذكره. فإن قال: وما معنى هذا الكلام؟ قـيـل: إن معناه: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من يؤمن بـالله والـيوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم. فإن قال: وكيف يؤمن الـمؤمن؟ قـيـل: لـيس الـمعنى فـي الـمؤمن الـمعنى الذي ظننته من انتقال من دين إلـى دين كانتقال الـيهودي والنصرانـي إلـى الإيـمان، وإن كان قد قـيـل إن الذين عنوا بذلك من كان من أهل الكتاب علـى إيـمانه بعيسى، وبـما جاء به، حتـى أدرك مـحمداً صلى الله عليه وسلم، فآمن به وصدّقه، فقـيـل لأولئك الذين كانوا مؤمنـين بعيسى وبـما جاء به إذ أدركوا مـحمداً صلى الله عليه وسلم: آمنوا بـمـحمد وبـما جاء به، ولكن معنى إيـمان الـمؤمن فـي هذا الـموضع ثبـاته علـى إيـمانه وتركه تبديـله.
    وأما إيـمان الـيهود والنصارى والصابئين، فـالتصديق بـمـحمد صلى الله عليه وسلم، وبـما جاء به، فمن يؤمن منهم بـمـحمد، وبـما جاء به والـيوم الآخر، ويعمل صالـحاً، فلـم يبدّل ولـم يغير، حتـى توفـي علـى ذلك، فله ثواب عمله وأجره عند ربه، كما وصف جل ثناؤه. "
    ثم قال الطبري: " ذكر من قال عُنِـي بقوله: { مَنْ آمَنَ بـاللَّهِ }: مؤمنوا أهل الكتاب الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم "
    ثم قال : " فكان إيـمان الـيهود أنه من تـمسك بـالتوراة وسنة موسى حتـى جاء عيسى، فلـما جاء عيسى كان من تـمسك بـالتوراة وأخذ بسنة موسى فلـم يدعها ولـم يتبع عيسى كان هالكا. وإيـمان النصارى أنه من تـمسك بـالإنـجيـل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولاً منه، حتـى جاء مـحمد صلى الله عليه وسلم، فمن لـم يتبع مـحمدا صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان علـيه من سنة عيسى والإنـجيـل كان هالكاً."
    انتهى كلام الطبري .

    يُتبَع إن شاء الله

  4. افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    وآخر شبهة لهؤلاء المُدلسين قولهم:
    قال الله عز وجل: " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُم ْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) " سورة النساء
    قال الجهلاء المُضَلِّلون في دفاعهم عن النصارى وأنهم ليسوا كفّار وأعمالهم مقبولة عند الله عز وجل:
    في الآية 123 من سورة النساء رد من الله على كل مسلم أو نصراني أو يهودي يدّعي أنه هو فقط الذي سيدخل الجنة، فالمسلمين يقولون نحن فقط ندخل الجنة وهكذا النصارى واليهود يقولون نفس الكلام، فالله – على حسب تفسير هؤلاء – قال أن كلامكم مرفوض، وأن المهم أن تؤمن بالله وتعمل صالح سواء كنت من المسلمين أو النصارى أو من اليهود، وبالتالي لا يصح لأحد سواء المسلمين أو اليهود أو النصارى أن يدعي أن الجنة له فقط، بل الجنة للجميع بشرط العمل الصالح !!!!!!!!
    قال الطبري في تفسيره لهذه الآية:
    " قال أبو جعفر – الطبري يعني نفسه - : وأولى التأويلين بالصواب في ذلك، ما قال مجاهد من أنه عنى بقوله: { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ } مشركي قريش. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن المسلمين لم يجر لأمانيهم ذكر فيما مضى من الآي قبل قوله: { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ } وإنما جرى ذكر أمانيّ نصيب الشيطان المفروض، وذلك في قوله:
    " وَلامَنِّيَنَّه ُمْ وَلاَمُرَنَّهُم ْ فَلَيُبَتِّكُنّ َ ءاذَانَ ٱلأَنْعَـٰمِ " وقوله: " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ "، فإلحاق معنى قوله: " لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ " بما قد جري ذكره قبل أحقّ وأولى من ادّعاء تأويل فيه، لا دلالة عليه من ظاهر التنزيل، ولا أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أجماع من أهل التأويل. وإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الآية إذن: ليس الأمر بأمانيكم يا معشر أولياء الشيطان وحزبه التي يمنيكموها وليكم عدوّا لله من إنقاذكم ممن أرادكم بسوء، ونصرتكم عليه، وإظفاركم به، ولا أماني أهل الكتاب الذين قالوا اغترارا بالله وبحلمه عنهم: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، ولن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، فإن الله مجازي كل عامل منكم جزاء عمله، من يعمل منكم سوء، أو من غيركم يجز به، ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة.
    ومما يدلّ أيضاً على صحة ما قلنا في تأويل ذلك، وأنه عُني بقوله: " لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ " مشركو العرب كما قال مجاهد: إن الله وصف وعد الشيطان ما وعد أولياءه، وأخبر بحال وعده، ثم أتبع ذلك بصفة وعده الصادق بقوله:" وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰت ِ سَنُدْخِلُهُمْ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً " وقد ذكر جلّ ثناؤه مع وصفه وعد الشيطان أولياءه، وتمنيته إياهم الأماني بقوله: " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ " ، كما ذكر وعده إياهم، فالذي هو أشبه أن يتبع تمنيته إياهم من الصفة، بمثل الذي أتبع عدّته إياهم به من الصفة. وإذ كان ذلك كذلك صحّ أن قوله: " لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ وَلا أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ " ... الآية، إنما هو خبر من الله عن أمانيّ أولياء الشيطان وما إليه صائرة أمانيهم مع سيـىء أعمالهم من سوء الجزاء، وما إليه صائرة أعمال أولياء الله من حسن الجزاء. وإنما ضمّ جلّ ثناؤه أهل الكتاب إلى المشركين في قوله: " لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ وَلا أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ " لأن أماني الفريقين من تمنية الشيطان إياهم التي وعدهم أن يمنيهموها بقوله: " وَلاَضِلَّنَّهُ مْ وَلامَنِّيَنَّه ُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ " " انتهى النقل من تفسير الطبري
    وقد يرد هؤلاء المشككين المُخرجين أهلَ الكتابِ من دائرة الكفر بأن كثير من التابعين مثل قتادة ومجاهد وهما من تلامذة الصحابة رضوان الله عليهم قالا أن قول الله : " لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ " مقصود به المسلمين وليس مشركو العرب كما قال الطبري فالطبري مجتهد في التفسير وليس كلامه وحي منزّل من الله عز وجل، وبالتالي فكلامنا صحيح.
    الرد على هذه الشبهة يكون بالرجوع لنص تفسير قتادة ومجاهد كما أورده كاملاً – دون اقتطاع كما يفعل هؤلاء المتقربون إلى النصارى واليهود بإعتبارهم ليسوا كفّار – ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية إذ قال بالنص في تفسير هذه الآية:
    " قال قتادة: ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، فنحن أولى بالله منكم، وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله، فأنزل الله: { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ } الآية، ثم أفلج الله حجة المسلمين على مَن ناوأهم من أهل الأديان، وكذا روي عن السدي ومسروق والضحاك وأبي صالح وغيرهم، وكذا روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوارة: كتابنا خير الكتب، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فقضى الله بينهم، وقال: { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } الآية. وخَيَّر بَين الأديان فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ } إلى قوله: { وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلاً}. وقال مجاهد: قالت العرب: لن نبعث ولن نعذب، وقالت اليهود والنصارى: { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ } [البقرة: 111]، وقالوا: { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَ أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ } [آل عمران: 24] والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي، ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال، وليس كل من ادعى شيئاً حصل له بمجرد دعواه، ولا كل مَن قال: إنه هو على الحق، سمع قوله بمجرد ذلك، حتى يكون له من الله برهان، ولهذا قال تعالى: { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُ ْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } أي: ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني، بل العبرة بطاعة الله سبحانه، واتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام، ولهذا قال بعده: {مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ}، كقوله: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} " انتهى كلام ابن كثير.
    ومن ثم لا حجة لمن يقول:
    1) الله عز وجل يقبل العمل الصالح من الكافر ويُثيبه عليه بالجنة، ولا يدحض هذا الإفتراء أكثر من قول الله عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) " سورة الأعراف
    2) الله عز وجل يقبل دين اليهود والنصارى والمسلمين بدعوى " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " سورة المائدة من الآية 48 ، لأن هناك فرق بين الشرائع والأحكام من الناحية وهذا يتغير بتغير الكتب السماوية، وبين أصول العقيدة التي انحرف عنها اليهود والنصارى .
    3) الإسلام الوارد في قول الله عز وجل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) " سورة آل عمران، هو الإسلام بالمعنى العام الذي يدخل فيه اليهود والنصارى باعتبارهما أتباع موسى وعيسى وليس الإسلام الذي هو رسالة محمد فقط، لأن الله عز وجل كَذّب اليهود والنصارى في أكثر من موضع ذكرناه بالأعلى في ادّعائهم أنهم على دين إبراهيم عليه السلام الذي هو دين عيسى وموسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

    وفي النهاية الحجة الداحضة لكل من يقول أن النصارى واليهود مؤمنون لكونهم آمنوا بالله ورسله كلهم ما عدا سيدنا محمد ولا يلزمهم كي يكونوا عند الله في عداد المؤمنين الإيمان بنبوة محمد .
    الرد على ذلك قول الله عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) "
    ثم وجّه كلام الله عز وجل لليهود فقال:
    " يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) "
    ثم تكلّم الله عز وجل عن المؤمنين ومَن هم الذين يعتبرهم الله كذلك:
    " لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُون َ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُون َ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) "
    ثم وَجَّه الله عز وجل للنصارى فقال:
    " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَة ُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُم ْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) "
    ثم عاد الله عز وجل موجهاً الكلام للمؤمنين فقال في ختام هذا الحوار:
    " فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُم ْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) "
    كنا مع ما تَيسّر من سورة النساء
    وبعدما أوضحتُ كل ما سبق بفضل الله أحب التنويه على أمر لا أذكر ممن تعلمته للأسف الشديد : لا يصح للمؤمن المسلم الذي لا يفرق بين أحد من أنبياء الله عز وجل التلفظ بعبارة: " الأديان السماوية " لأن الله عز وجل لم يُنزل إلا دين واحد هو دين التوحيد الذي عليه كل الأنبياء من آدم إلى محمد صلوات الله عليهم وسلامه.
    بل الصواب أن يقول " الأديان ذات الكتب السماوية " يعني التي يرجع أصولها لكتب سماوية، رغم ما وقع في هذه الكتب من تحريف، والفرق بين العبارتين أن الأولى " الأديان السماوية " تنسب إلى السماء عدة أديان، أما الثانية " الأديان ذات الكتب السماوية " تنسب إلى السماء عدة كتب مُنَزَّلَة منها مثل: التوراة، الإنجيل، الزّبور، القرآن، صُحُف إبراهيم، صُحُف موسى.

    يُتبَع إن شاء الله

  5. افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    الدليل على أن العمل لا يكون (علماً صالحاً) إلا لو وافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم:
    وأقصد من هذه الأدلة التالية الرد على من ادّعى بالجهل – من الكُتّاب والمفكرين والفنّانيين ومن يُقال عنهم " النخبة " في مجتمعنا وكلهم مسلمون وهذه هي المصيبة – أن بيلجيتس مخترع الويندوز الذي يعمل على الكمبيوتر وأديسون مكتشف الكهرباء وجراهام بيل مخترع التليفون وجوتن بيرج مخترع آلة الطباعة ، أقول: ادّعى بعض الجهلاء الذين يُطلَق عليهم (المُثَقَّفون) أن هؤلاء المخترعين في الجنة لأنهم نفعوا البشرية باختراعاتهم فيكونوا ممن قال الله فيهم " وعَمِلَ عَمَلاً صالحاً " !!!!
    1) ( بَيْنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ، إذا هو برجلٍ قائمٍ، فسَأل عنه فقالوا : أبو إسرائيلَ، نذَر أن يقومَ ولا يَقعُدَ، ولا يَستَظِلَّ، ولا يَتكلَّمَ، ويَصومَ . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " مُرْهُ فلْيَتَكلَّمْ ولْيَستَظِلَّ ولْيَقْعُدْ، ولْيُتِمَّ صَومَه " )
    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6704
    ولأن النذر عبادة يُتَقَرَّبُ بها إلى الله، منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو إسرائيل أن يتقرب لله بما ليس من شريعة الإسلام، فليس من الإسلام التعبد لله بالوقوف، أو بالصمت، أو بالوقوف في الشمس، لكن من شريعة الإسلام التعبد لله بالصوم.
    2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌ "
    الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2697
    3) ( جاء ثلاثُ رهطٍ إلى بُيوتِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسأَلونَ عن عبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما أُخبِروا كأنهم تَقالُّوها، فقالوا: أين نحن منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قد غفَر اللهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر، قال أحدُهم: أما أنا فإني أُصلِّي الليلَ أبدًا، وقال آخَرُ: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطِرُ، وقال آخَرُ: أنا أعتزِلُ النساءَ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: " أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا ؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّجُ النساءَ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني " )
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5063
    4) قال الله عز وجل: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) " سورة آل عمران
    5) " يا رسولَ اللهِ كيف نُصلِّي عليكَ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وأزواجِهِ وذريتِهِ ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ ، وبارِكْ على محمدٍ وأزواجِهِ وذريتِهِ ، كما باركتَ على آلِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ ) . "
    الراوي: أبو حميد الساعدي - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3369
    فنرى هنا، أن الصحابي ما ابتدع أو ألّف صلاة على النبي، بل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيغة التي يُصَلّي بها عليه، ومن هنا نعلم أن كثير من المسلمين وقعوا في بدعة لما ينطقون بالصلاة المبتدعة التي ألّفها الصوفية وتم وضعها بعد أسماء الله الحسنى في أغنية هشام عباس وصيغة هذه الصلاة المبتدعة:
    " اللهم صلى افضل صلاة على اسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون "
    وقد قال الله عز وجل: " وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) " سورة البقرة
    فلا يصح تأليف ذكر أو صلاة أو تسبيح كما يقول الدراويش وهم يترَنّحون " الله، الله، الله "
    فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر الله باسم الجلالة منفرداً، بل كان يقول: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله، هذه هي الألفاظ الشرعية.

    6) أن إحداث عمل نتقرب به إلى الله لم نأخذه عن النبي فيه اتهام للنبي بالتقصير في إخبارنا عن أمور تقربنا من الجنة .


    هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  6. #6

    افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    بارك الله فيك أخي الحبيب وهذا الرجل عنده خلل في كل شيئ ووالله طالب من ابتدائية الأزهر يفحمه ويعجزه عن الكلام ولكن هكذا الدنيا لا ترفع في الغالب إلا أمثال هؤلاء
    وكما قيل
    عتبت على الدنيا لرفعة جاهل وخفض لذي علم فقالت خذ العذرا
    بنو الجهل أبنائي لهذا رفعتهم وأهل التقى أبناء ضرتي الأخرى
    أترك أولادي يموتون ضيعة وأرضع أبناء ضرتي الأخرى

  7. افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    أعلم أن هذا ليس من اختصاصي لكن مجرد طلب : أرجو التثبيت

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رمضان السيد حسن مشاهدة المشاركة
    ووالله طالب من ابتدائية الأزهر يفحمه ويعجزه عن الكلام ولكن هكذا الدنيا لا ترفع في الغالب إلا أمثال هؤلاء
    في زمان انتشر فيه الإرجاء صار بعض المشايخ يرفض التكفير مطلقا بل وصار البعض منهم يزعم أن عبارة علماني هي عبارة تكفيرية!

  9. #9

    افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد البكري مشاهدة المشاركة
    في زمان انتشر فيه الإرجاء صار بعض المشايخ يرفض التكفير مطلقا بل وصار البعض منهم يزعم أن عبارة علماني هي عبارة تكفيرية!

    أين المشكل علماني = كافر .
    وهل هنالك من لا يكفر العلماني .

    ​أما عن قولك صار بعض المشايخ يرفض التكفير مطلقا ، لا شك أن هذا غلو فاتق الله .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    فقد أصبح بعض آئمة المساجد ينافق النصارى فيقول:
    إنّ الإسلام لا يُفرِّق بين الناس على أساس العقائد، لذا فإنّ المواطنة من القيم الإسلاميّة التي يجب احترامها. وهذا ما أكَّد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في ميثاق المدينة، حيث أعطى حقوقًا مساويةً لكلّ المواطنين بغض النظر عن دينهم.
    وإنّنا نؤكِّد على الحفاظ على اللحمة العربيّة الوطنيّة التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، عشنا معًا، ناضلنا معًا، لم يُعرَف شرقنا إلّا بمسيحيِّيه ومسلميه، ولا نريد إلّا كذلك
    فيفترون الكذب ويردون أحكاما قرآنية !

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي رد: الرد على إسلام البحيري في عدم تكفيره للنصارى واليهود

    الذي أتى به هذا البائس يقوله كثير من متحدثي الفضائيات
    فالأفضل أن يكون الرد عاما, حتى لا يذكر هؤلاء النكرات في منتدياتنا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •