أهمية التعاون على البر والتقوى في الإسلام
جمع وإعداد - أبومعاذ / عبدرب الصالحين أبوضيف العتموني
وشهرته / عبد ربه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد
جاء الإسلام بالأمر بالتعاون على البر والتقوى والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان وكلمة التعاون على البر والتقوى هي كلمة جامعة تجمع الخير كله وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتعاون على البر والتقوى ونهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان حيث قال سبحانه وتعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .

ففي هذه الآية الكريمة أمرنا الله تعالى : أن نتعاون فيما بيننا على البر وهو فعل الخيرات وإلى جانب هذا التعاون على البر والتقوى نهانا عن التعاون على الإثم والعدوان .
والإثم : هو جميع المعاصي والعدوان : هو الاعتداء على حرمات الله وحرمات خلقه . والنهي عن الإعانة على ذلك يعني النهي عن فعله من باب أولى فلا يجوز للمسلم أن يرتكب المحرمات ولا يجوز له أن يعين من يرتكبها لا بقول ولا بفعل .
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه لتعاونهم على الإثم والعدوان ولعن صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش وهو الساعي بينهم لتعاونهم على الإثم والعدوان .

ومن أقوال العلماء في بيان معنى التعاون على البر والتقوى :
- سُئل سفيان بن عيينة رحمه الله عن قوله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى " فقال : ( هو أن تعمل به وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه ) .

- وقال القرطبي رحمه الله : ( قوله تعالى : "وَتَعَاوَنُو عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى" : هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى أي ليُعِن بعضكم بعضاً وتحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدال على الخير كفاعله ) أهـ .

- وقال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : ( الإعانة هي : الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين بكل قول يبعث عليها وبكل فعل كذلك ) أهـ .

- وقال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله : ( التعاون معناه : التساعد وأن يعين الناس بعضهم بعضاً على البر والتقوى فالبر : فعل الخير والتقوى : اتقاء الشر وذلك أن الناس يعملون على وجهين : على ما فيه الخير وعلى ما فيه الشر فأما ما فيه الخير فالتعاون عليه أن تساعد صاحبك على هذا الفعل وتيسر له الأمر سواء كان هذا مما يتعلق بك أو مما يتعلق بغيرك وأما الشر فالتعاون فيه بأن تحذر منه وأن تمنع منه ما استطعت وأن تشير على من أراد أن يفعله بتركه وهكذا فالبر فعل الخير والتعاون عليه والتساعد على فعله وتيسيره للناس والتقوى اتقاء الشر والتعاون عليه بأن تحول بين الناس وبين فعل الشر وأن تحذرهم منه حتى تكون الأمة أمة واحدة ) أهـ .
الفرق بين البر والتقوى والإثم والعدوان :
قيل : البر والتقوى لفظان بمعنى واحد وكل بر تقوى وكل تقوى بر .
وقيل : البر يتناول الواجب والمندوب إليه والتقوى رعاية الواجب وقد ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له لأن في التقوى رضا الله تعالى وفي البر رضا الناس ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمّت نعمته .
والبر هو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الآدميين والتقوى في هذه الآية : اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله من الأعمال الظاهرة والباطنة .

وقال ابن القيم رحمه الله مفرقاً بينهما : ( وأما عند اقتران أحدهما بالآخر كقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره والغاية المقصودة لنفسها فإن البرّ مطلوب لذاته إذ هو كمال العبد وصلاحه الذي لا صلاح له بدينه كما تقدم وأما التقوى فهي الطريق الموصل إلى البر والوسيلة إليه ) أهـ .

أما الفرق بين الإثم والعدوان : فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : ( "وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ" وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها ... "وَالْعُدْوَا ِ" وهو التعدي على الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه ثم إعانة غيره على تركه ) أهـ .
صور ومجالات التعاون على البر والتقوى : إن التعاون على البر والتقوى يكون بوجوه كثيرة تفوق الحصر فكل عمل في مرضاة الله يكون التعاون والتظاهر عليه من التعاون على البر والتقوى ... ومن أمثلة ذلك :
التعاون في الدعوة ونصرة الدين : قال ابن كثير رحمه الله : ( حرض الله تعالى عباده المؤمنين على نصرة دينه وأوليائه ونصرة نبيه ومؤازرته ومعاونته على إقامة الدين ونشر الدعوة بشتى الوسائل المشروعة فقال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّي نَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) أي يساعدني في الدعوة إلى الله ) أهـ .
التعاون على إقامة العبادات : قال الإمام أحمد رحمه الله : ( فانظروا رحمكم الله واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن الله عز وجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر ) أهـ .
التعاون في طلب العلم : فهذا عمر رضي الله عنه يقول : ( كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوماً وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك ... الحديث ) رواه البخاري .
( وكان عمر رضي الله عنه مؤاخياً أوس بن خولي رضي الله عنه لا يسمع شيئاً إلا حدثه ولا يسمع عمر رضي الله عنه شيئاً إلا حدثه وقوله ( جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره ) أي من الحوادث الكائنة عند النبي صلى الله عليه وسلم

وفي رواية : ( إذا غاب وشهدت أتيته بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وفي رواية الطيالسي : ( يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غبت وأحضره إذا غاب ويخبرني وأخبره ) وفي رواية : ( لا يسمع شيئاً إلا حدثه به ولا يسمع عمر رضي الله عنه شيئاً إلا حدثه به ) .

وقد تُعرض لطالب العلم ضائقة خلال طلبه فيهب إخوانه لمعاونته : قال عمر بن حفص الأشقر رحمه الله : ( كنا مع محمد بن إسماعيل رحمه الله ( وهو الإمام البخاري ) بالبصرة نكتب الحديث ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نَفِدَ ما عنده ولم يبق معه شيء فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوباً وكسوناه ثم اندفع معنا في كتابة الحديث ) .

التعاون في تعليم العلم النافع : لما فيه من إزالة الجهل والدعوة إلى الخير والتحذير من الشر ومعرفة الحق والعمل به .
التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : لما في ذلك من إصلاح المجتمع وإبعاده عن أسباب الدمار والفساد وإيصاله إلى الخير العاجل والآجل .
التعاون في التأليف بين قلوب المسلمين والإصلاح فيما بينهم : فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) رواه أبوداود والترمذي وابن حبان وصححه الشيخ الألباني رحمه الله .
التعاون في أداء حقوق المخلوقين : والإنفاق على الأقارب والمحتاجين من الفقير والمسكين وإنظار المدين المعسر وإقراض المحتاج وكفالة اليتيم .
التعاون في إقامة المشاريع الخيرية مثل المستوصفات الطبية وغير ذلك : فكل واحد من المسلمين أخي الحبيب هو عضو في المجتمع وعليه أن يبذل ويقدم ما يستطيع من نفع يعود عليه وعلى المسلمين : فالعالم يعين الناس بعلمه والغني يعين الناس بماله والشجاع يعين بشجاعته في سبيل الله والمسلمون يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم وقيام الوالدين بتربية أولادهم التربية الإسلامية وتنشئتهم على الخير لأنهما ينشئان جيلاً صالحاً يكثر سواد المسلمين ويقوم بنصرة الدين .
وتأمل أخي الحبيب قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي عبدالرحمن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا ) .
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله : قوله : ( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا ) هذا من التعاون على البر والتقوى فإذا جهز الإنسان غازياً يعني براحلته ومتاعه وسلاحه ثلاثة أشياء : الراحلة والمتاع والسلاح إذا جهزه بذلك فقد غزا أي كتب له أجر الغازي لأنه أعانه على الخير .

وكذلك من خلفه في أهله بخير فقد غزا يعني لو أن الغازي أراد أن يغزو ولكنه أشكل عليه أهله من يكون عند حاجاتهم فانتدب رجلاً من المسلمين وقال : أخلفني في أهلي بخير فإن هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي لأنه أعانه .

إذن فإعانة الغازي تكون على وجهين :

الأول : أن يعينه في رحله ومتاعه وسلاحه .

والثاني : أن يعينه في كونه خلفاً عنه في أهله لأن هذا من أكبر العون فإن كثيراً من الناس يشكل عليه من يكون عند أهله يقوم بحاجتهم فإذا قام هذا الرجل بحاجة أهله وخلفه فيهم بخير فقد غزا .
ومن ذلك ما جرى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله اتدعني مع النساء والصبيان فقال له : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " يعني أن أخلفك في أهلي كما خلف موسى هارون في قومه حينما ذهب إلى ميقات ربه .

ويؤخذ من مثال الغازي أن كل من أعان شخصاً في طاعة الله فله مثل أجره فإذا أعنت طالب علم في شراء الكتب له أو تأمين السكن أو النفقة أو ما أشبه ذلك فإن لكل أجراً مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً وهكذا أيضاً لو أعنت مصلياً على تسهيل مهمته في صلاته في مكانه وثيابه أو في وضوئه أو في أي شيء فإنه يكتب لك في ذلك أجر .
فالقاعدة العامة : أن من أعان شخصاً في طاعة من طاعة الله كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره ) أهـ .
فيا أخي الحبيب :
ما أحوج المسلمين اليوم إلى التعاون على البر والتقوى وقد تداعت عليهم الأمم وتكالبت عليهم قوى الشر من كل جانب ما أحوجهم إلى التعارف والتآلف وإزالة الأحقاد ودفع الفساد عن مجتمعهم ما أحوجهم إلى التعاون على تربية أولادهم ونسائهم وإصلاح بيوتهم وإخراج أهل الشر من بينهم وتنقية مجتمعهم من عناصر الفساد والإفساد .

إن المسلمين اليوم بأمس الحاجة إلى التعاون على جلب المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها .
فاحرص أخي الحبيب : على التعاون على البر والتقوى وهذا أمر مطلوب من الجميع أفراداً وجماعات وعلى كافة المستويات ... وكل الميادين .
واعلم أنه لابد من المحبة والإخاء لدوام التعاون بين المسلمين فالنفس البشرية لا تأنس إلا بمن تحب فالأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ولذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن تتعارف فيما بينها وأن يزور بعضها بعضاً ووضع حقوقاً للمسلم بأدائها والمحافظة عليها تدخل المودة إلى قلوبهم فزيارة المريض إذا مرض وتشميت العاطس إذا عطس ورد السلام على من عرفت ومن لم تعرف ومشاركتهم في أفراحهم والشعور معهم في مصايبهم وأحزانهم كل ذلك قواعد متينة لبقاء المودة بين المسلمين واستمراريتها وهي سبب مباشر لتعاونهم بعضهم مع بعض .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( إن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف ونهياً عن التفرقة والاختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان ) أهـ .

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .

وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) .
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) .
وفي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل : يا رسول الله أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالما قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه ) .
وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خمس تجب للمسلم على أخيه رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المريض واتباع الجنائز ) .

وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .

فهذه الأحاديث وأمثالها فيها أمر الله ورسوله بما أمر به من حقوق المؤمنين بعضهم على بعض وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ) رواه البخاري ومسلم .
وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) .
ومن الأسباب الدافعة للتعاون على البر والتقوى والمشاركة في الخير ما يلي :

1- تحصيل ثواب امتثال الأمر الوارد في قوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) .

2- زيادة الأجر والمضاعفة :
قال ابن القيم رحمه الله : ( فإن العبد بإيمانه وطاعته لله ورسوله قد سعى في انتفاعه بعمل إخوانه المؤمنين مع عمله كما ينتفع بعملهم في الحياة مع عمله فإن المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض في الأعمال التي يشتركون فيها كالصلاة في جماعة فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبعة وعشرين ضعفاً لمشاركة غيره له في الصلاة فعمل غيره كان سبباً لزيادة أجره كما أن عمله سبب لزيادة أجر الآخر بل قد قيل إن الصلاة يضاعف ثوابها بعدد المصلين وكذلك اشتراكهم في الجهاد والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه » متفق عليه .

ومعلوم أن هذا بأمور الدين أولى منه بأمور الدنيا فدخول المسلم مع جملة المسلمين في عقد الإسلام من أعظم الأسباب في وصول نفع كل من المسلمين إلى صاحبه في حياته وبعد مماته ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم وقد أخبر الله سبحانه عن حملة العرش ومن حوله أنهم يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم وأخبر عن دعاء رسله واستغفارهم للمؤمنين كنوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم ) أهـ

3- الحاجة :
فإن كثيراً من الأمور الدنيوية والشرعية لا يُمكن تحقيقها فردياً ولهذا قيل : « لا يعجز القوم إذا تعاونوا » .

أخي الحبيب :
أكتفي بهذا القدر وفيه الكفاية إن شاء الله وأسأل الله عز وجل أن يكون هذا البيان شافياً كافياً في توضيح المراد وأسأله سبحانه أن يرزقنا التوفيق والصواب في القول والعمل .

وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو زلل فمنى ومن الشيطان والله ورسوله من بريئان والله الموفق وصلي اللهم علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين .

وفي الختام أسأل الله عز وجل لي ولكم ولجميع المسلمين العلم النافع والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أخوكم

أبومعاذ / عبدرب الصالحين أبوضيف العتموني
مصر / محافظة سوهاج / مركز طما / قرية العتامنة