الفارق بين التقويم ، والتيين !! ..
من سياقة أهل العلم والنظر والسياسة في معرض التقويم للشخص ، أو البلد يذكــرون محاسنه ومساوية على سبيل الكشف والبيان لا على سبيل المدح والثناء ..
أما في معرض تبيين الخطأ والظلم والتعدي والمخالفة .. لا يحسن ذكر محاسن من ظلم ،وأفسد في الأرض ، وما اشتهر به من قتل وتدمير ، وحرب للإسلام وأهله قـــديماً وحـــــديثاً .. كـــــ < بلاد البيت الأبـــيض ، والأحـــمر وإخوتـــهم الطيبين المحترمين .. !! > ..
ووجود النَّصَفة والعدل في بعض المواضع ، لا يغفل من التحذير والكشف عن حقيقة أولئك المحاربين للإســـلام وأهله في كل بقعة وجـــدت للدين راية ، ولأهل الإسلام غاية !! ..
ولـمَّـا ذم القرآن الظالمين لم يذكر محاسنهم وفضلهم ؛ بل ذكر أفعالهم لتحذر .. وكذلك سار السلف في ذم المبتدعة ، ولم ينقل عنهم ذكر فضل المبتدع في معرض التبيين والتحذير .. وذلك بضـــــرورة العقــــل مضعفٌ للبيان ، وسبيلٌ إلى رده ..
أما إنْ كان < التنزيل > من باب سياسة الدفع بين < ظالم وأظلم > ، وفقه المرحلية والاستضعاف ، وعدم طلب < استعداء المتسلط > .. فتلك قضية أخرى لها مسمى < فقه مرحلية البناء > لا الثناء على الظالم الذي لا يرضيه إلا شيء واحد : إما أنْ تكون معنا ، وعلى ملتنا ، وإما نكون لك محاربين ومزيلين لك من الوجود ..
فهذا هو الفارق الضابط لمدح أو ذم تلك البلاد البعيدة والقريبة ، ومن يسكنها من الظالمين ، أو الطيبين المحبين !! ..
حسن الحملي ..