أخرج البخاري في صحيحه ((2251 )) عن أَبي هُريرةَ: أَنَّ رسولَ اللهِ - - قَضَى في امرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهِيَ حامِلٌ، فَقَتَلَتْ وَلَدَها الَّذِي في بَطْنِها، فَاخْتَصموا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ مَا في بَطْنِها غُرَّةٌ عَبدٌ أَو أَمَةٌ، فَقَال وَليُّ المَرْأَةِ الَّتي غَرِمَتْ: كَيْفَ أَغْرَمُ يا رَسولَ اللهِ! من لا شَرِبَ ولا أَكَلَ، ولا نَطَقَ ولا اسْتَهَلَّ، فَمِثلُ ذلك يطَلَ، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"إنَّمَا هذا من إِخْوانِ الكُهّانِ))

قال ابن دقيق العيد فى (( الإحكام )) (ص433) فى شرحه لحديث إملاص المرأة السالف : (( فيه دليل على أن العلم الخاص ، قد يخفى على الأكابر ويعلمهم من هو دونهم ، وذلك يَصُدّ فى وجه من يغلو من المقلِّدين إذا استُدل عليه بحديث فقال : لو كان صحيحاً لعلمه فلان مثلاً ، فإن ذلك إذا خفي على أكابر الصحابة وجاز عليهم ، فهو على غيرهم أَجْوَز )) . اهـ
وأخرج البخاري في صحيحه أيضا ((19)) - عن ابن عمر أن رسولَ الله -- قال:
أُمرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يشهَدوا أنْ لا إِله إِلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ
الله، ويقيموا الصَّلاةَ، ويُؤتوا الزَّكاةَ، فإِذا فعلوا ذلك عصَموا منِّي دماءَهم وأموالَهم؛
إِلا بحقِّ الإسلامِ، وحسابُهم على الله))

قال الحافظ فى
(( الفتح )) (1/97) :
فى القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ، ويطلع عليها آحادهم ، ولهذا لا يُلتفت إلى الآراء ولو قويت مع وجود سُنَّة تخالفها ، ولا يُقال : كيف خفي ذا على فلان )) . اهـ