"التخطيط للبرامج الصيفية"
تفريغ درس للأستاذة أناهيد السميري
ألقي عام 1433
للتحميل على ملف وورد:
http://tafaregdroos.blogspot.com/201...post_5224.html
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في هذا اللقاء، وأن يحقق من ورائه الأهداف التي من أجلها عُقِد.
لقاؤنا بعنوان (التخطيط لبرنامج الصيف). وقبل البدء في محاور هذا اللقاء أريد أن أسألكم: ماذا تتوقعون أن نناقش؟ أنتم جئتم تفكرون فيماذا ؟ أنتم جئتم في وضع خطة لمراكزكم ؟ كم منكن توقعت أن هذا الموضوع يخصّها -أي أننا سنناقش التخطيط للإجازة في موضوع يخصك-؟ وكم منكن توقعت أنه للمراكز الصيفية؟ ومَن توقعت الاثنين معًا؟
على كل حال، إن شاء الله النقاش سينفع التخطيط الخاص والتخطيط العام، سيكون بدايته الكلام عمومًا حول هذه النعمة التى سنواجهها فيما نستقبل من أيام أو بدأنا نستقبل، فمن اليوم بدأ الناس بالاستمتاع بهذه النعمة حيث أن غالبهم انتهى أبناؤهم من الدراسة وسيبدؤون في الإجازة، فكيف تُشكر هذه النعمة العظيمة؟ وكيف نخرج من سلبيّاتها بالنسبة لي كشخص؟ ثم بالنسبة للجماعة المسؤولة عن المراكز؟
سنبدأ أولا بالنقاش حول هدف حياتك.
الله عزّ وجل خلق الخلق في هذه الحياة وقدّر لهم أقدارًا وضرب لهم آجالًا، وهذه الآجال لاعلاقة لها بالإجازات، ولا بالليل ولا بالنهار، ولابأيّ أرض، أي: لاعلاقة للآجال بالأزمنة ولا بالأمكنة، فوقت ما يأتي الموت لن يكون هناك فارق بين كونك في الأرض تسير على قدميك، أو أنت في السماء طائر بطائرة، ولن يكون هناك فارق هل هذه اللحظات الأولى من الفجر، أم هذه لحظات الغروب، أم أيّام الدوام، أم أيّام الإجازة. من ثَم ّ لابد أن يتأمل المتأمل في هذه المسألة ويعلم أن الحياة سائرة، وأن أهلها الموجودين فيها مطلوب منهم أن يراعوا الزمن الذي يعيشونه، ويراعوا حالهم. الزمن الذي يعيشونه هو رأس مالهم، وأقصد بحالهم من جهة الإيمان ونقصه، ولذلك قيل للربيع: كيف أصبحت؟ قال: (أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا ، وننتظر آجالنا). ضعفاء من جهة ماذا؟ أي لاحول ولاقوة لنا، ومع أن الله يمدنا بالقوة ولكننا من جهة أخرى مذنبون، ثم أن الله ـ عزوجل ـ يطعمنا ويسقينا ونحن في انتظار أن نغادر، بمعنى أن الإنسان يعيش وهو لاينظر بطول الأمل، إنما اعتقاده أنه ينتظر أجله، فمن انتظر أجله في أيّ وقت لم يأته الكسل بل أصبحت الأوقات سواء في انتظار الأجل.
ولابد أن تعلم أن تقلبات الدهر وتصرم الأيام ومضي المناسبات موقف من مواقف المحاسبة. تحاسب نفسك على ما مضى. فالحياة المعاصرة الآن أدخلتنا في تقسيم للسَّنة وتقسيم لأعمارنا لم يكن عند مَن قبلنا، أي أن الدراسة والاختبارات جعلت الحياة عبارة عن محطات، فأصبحنا نقيس حياتنا بالفصل الدراسي، فنقول: (هذا الفصل الدراسي الأول، وهذه الإجازة، وهذا الفصل الثاني، وهذه الإجازة). هذه التنقلات التي حصلت نتيجة الحياة الجديدة تحتاج منا وقفة تأمل، بمعنى: طول ما نحن في دائرة الحياة ونحن نجري إلى هدف، يعني طول ما أنت في الفصل الدراسي الأول فأنت وأولادك تسعون لأي هدف؟ لأن ينجحوا في هذا الفصل، ثم جاء الفصل الدراسي الثاني وننتظر أن ينجحوا في هذا الفصل، ثم أتت الإجازة ماذا ننتظر ؟ ماهي الأهداف؟ في الفصل الأول والثاني ننتظر أن ننجح، فماذا عن الإجازة؟ ماهي الأهداف؟ الجواب: لاشيء!! وهذه بداية الهلاك، وليس معنى ذلك أننا في الفصل الدراسي الأول والثاني كنا ناجحين في كوننا نجعل الاختبارات هي الهدف، لكن على الأقل لسنا سبهللاً لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة. لكن لما تأتي الإجازة يشترك المجتهد العاقل وغير العاقل في كونه يُمرّر ثلاثة شهور من حياته مِن دون أن يفكّر في أيّ هدف لا يحققه لنفسه أو لأبنائه.
ستُسأل أنت، لن تُسأل عن الإجازات والدوام، ستُسأل عن الوقت، عن العمر، ولذلك جميع الخلق سيُسألون، وفي آيات كثيرة كُرر الكلام عن السؤال، ومِن هنا أتت كلمة (المسؤولية)، فأنت مسؤول لأنك ستُسأل، ومَن هذا الذي سيُسأل؟ دعنا نبدأ من أول الآيات إلى آخرها، على الشاشة ثلاثة آيات: في التكاثر والأحزاب وفي الأعراف.
أبدأ بآية التكاثر، ستُسأل عن ماذا؟ {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[1]
أنت تُشهِد الله على أنك في نعيم، أمن وأمان بفضل الله وهذه أعلى النعم، ثم إنك بفضل الله ومنته قريب في متناول يدك كل خير سواء فيما يغذي روحك أو يغذي بدنك، كل هذا النعيم أين شكره؟ هذا الصيف يقابل في درجات الحرارة الحر، ويقابل تلك النعمة العظيمة التي نعيشها من التكييف، هذه النعمة ألا تستوجب منا قضاء عمرنا في شكره؟ نحن لو بقينا فقط على الصيف ونعمة التكييف لنشكرها فسينقضي الصيف وما ينقضى الشكر! وأنت تُسأل عن النعيم، حتى عن كأس الماء البارد الذي تشربه ستُسأل ماشكرك له؟ فتصور ثلاثة أشهر من أشد أشهر الحر وأنت عن غيرك من الناس تستمتع بالهواء اللطيف ولاتفكّر أنك ستُسأل! ولايكون حتى من أهدافك أن يكون هذا الزمن الفارغ زمن للشكر! فمعنى ذلك أن هذا تمام الغفلة، معنى أنني لا أتصوّر النعمة التي أعيشها ومن ثمّ شكرها فهذا تمام الغفلة، والشكر يكون باللسان وبالجوارح، ومِن شكر هذه النعم أن تعمل عملًا تتقرب به إلى الله فتشكره على نعمه، فالصلاة والذكر والدعاء والصيام كلها أعمال تقوم بها من أجل أن تشكر. ستُسأل عن النعيم الذي تعيشه بالذات في الصيف، لماذا بالذات في الصيف؟ لأنك تُمتع بشيء لا يُمتع به غيرك فستُسأل عنه.
لنرجع لآية الأحزاب ثم انظر سيسأل مَن؟ {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ}[2]
فمن هم الصادقون ؟ لأفترض أنك أنت شخص تعمل في تنشئة أبناءك تنشئة صالحة، أنك شخص تعمل في خدمة الدعوة للمسلمين، تعمل في مدرسة تحفيظ، تعمل في مركز، في مسجد، أيًّا كان، في أيّ نوع من أنواع خدمة المسلمين، أو تعمل حتى مع أبنائك في صلاحهم وأنت تريد وجه الله، فجمعت بين أمرين:
· إرادة الصلاح.
· والصدق في ذلك .
أي: الإخلاص ومتابعة السنة، فتريد أن تسير على ما يحب الله ويرضى، وقد أتى هذا على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولاتريد بعملك الصالح إلا وجه الله. أنت صادق الآن في إرادة إصلاح المجتمع، في إرادة إصلاح أبنائك، متابع للسنة في ذلك، فماذا سيحصل يوم القيامة؟ ستُسأل عن كل عمل عملته في هذا الباب: في باب إصلاح نفسك وأبنائك والمسلمين، تُسأل عن ماذا ؟
· في صدقك؟
· تُسأل عن إرادتك، مَن كنت تريد في هذه الأعمال؟
· تُسأل عن خططك التي وضعتها للنفع، وضعتها متابعًا فيها مَن؟
فلو كنتِ مسؤولة عن مركز صيفي وأتيتِ لمرحلة التخطيط للمركز، سيكون أول سؤال تطرحينه على نفسك: في يوم القيامة سيسألني ربي أنا خططت لهذا المركز متابعةً لمن؟ وأريد أن أحقق أي أهداف؟ وماذا سأقول لله؟!
أنا الآن أم مسؤولة عن تربية أولادي، سأُسأل يوم القيامة: خططتِ في تربيتهم متابعة لمن ؟أي أهداف أردتِ تحقيقها؟ إذن تصور وأنت صادق ستُسأل عن صدقك، فماذا عن الكاذب والتائه؟! ماذا عن الذي وجد الناس يفعلون شيئًا ففعل مثلهم؟! هذا سيكون حاله أشدّ من حال الصادق. يعني صادق وأراد وجه الله واتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخططّ في حياته على هذا: خطّط ليعظم لهم الله، خطّط ليعظّم لهم سنة النبيّ-صلى الله عليه وسلم-، خطّط ليعظّم لهم القرآن، خطّط ليوقر لهم الصحابة، خطّط ليحقق هذا كله، وهو يريد بهذا وجه الله ومع ذلك ماذا سيحصل؟ سيُسأل يوم القيامة! فكيف بمن تحت يديه مدرسة طويلة عريضة من (20) أو (15) فصل، والإقبال عليه، وقد كتب لهم من الخارج: (مدرسة تحفيظ القرآن)، ثم يخطط كما اتفق ! بدون أهداف، بدون مقاصد، بدون نيّات، بدون إرادات، سيُسأل عن ماذا؟ كيف بأم عندها إمكانيّات، وأولادها يطيعونها، ومقبلون عليها، وفي سن صغير يمكن الزراعة فيه، ثم تخبط بهم يمنة ويسرة! ماذا سيحصل؟ ستُسأل، لكن في ذلك الوقت لن تكون من الصادقين حتى ينفعك صدقك.
كوننا نتحمل مسؤولية إدارة أولادنا الذين في بيوتنا، أو إدارة أوقات الناس الذين سيسجلون عندك، فهذه مسؤولية عظيمة ستُسأل عنها يوم القيامة. فلما أسجل ابنتي عندك وقد كتبت لي لوحة من الخارج اسمها (تحفيظ القرآن) ماذا سأتصور أنا؟ وإذا أتيت بها عندك ماذا سيحدث ؟ أكيد أنها ستقضي زمنًا مباركًا، أكيد أنها ستنتفع بالزمن. إذن كل دقيقة سيكون أبنائي فيها عندك ستُسأل يوم القيامة عن هذا .
ماذا لو بذلت وصدقت وحدّدت أهدافًا وكنت صادقًا في إراداتي وخططت وبذلت جهدي وفعلت كل ما أستطيع لكن لم أخرج معهم بنتيجة؟ هنا لست مسؤولًا، وهذا الكلام ينطبق عليّ أنا وأولادي في البيت: فإذا بذلت وقمت لهم بإدارة الوقت وبذلت جهدي لأشغلهم فيما يرضي الله، بذلت جهدي ولم أخرج بنتيجة، فلن تُسأل حينها عن النتائج، ستُسأل عن ماذا أردت بقلبك وماذا فعلت ببدنك، أما تحصيل النتائج عند الناس فليست مسؤوليتك.
لابدّ قبل الدخول في الكلام حول التخطيط للبرامج أن تشعروا بأننا مسؤولون عن هذا، أي أنه ليس من باب زائد! هذه ليست محاضرة تثقيفية، هذه محاضرة حتى تبرأ ذممنا عند الله. لابدّ أن نتناصح سويًّا ونقول: لما تفتح مركزًا صيفيًّا فأنت عند الله مسؤول عن كل شخص يأتي لهذا المركز في أن تجعله يغتنم وقته فيما ينفع على قدر المستطاع. ولما تستفرغ كل جهدك ولا يأتي بنتيجة فلن تُسأل عما لا تستطيعه، لكن هل قمت بما يجب عليك؟ هذا هو المهم هذا لو كنت أحضرهم من الخارج لي، ولو كانوا في بيتي فستُسأل: هل بذلت جهدك في الانتفاع من الزمن؟
لو أردنا أن نقسّم السنة على ثلاثة: ثلثا السنة ذهبا هباءً منثورًا، بقي عليّ هذا الثلث، خصوصًا وهذا الثلث سندخل فيه على رمضان، فهل من المنطق أن يضيع شعبان ضياعًا تامًّا ثم ندخل رمضان ونجد أننا ضائعون؟! هم ونحن؟! المقصد أن التخطيط للزمن وإدارته لأبنائنا أو لأبناء المسلمين مسؤولية، طبعًا أبناؤك وأبناء المسلمين ونفسك من باب أولى. وهذا الأثر المشهور عن عمر -رضي الله عنه-: ( حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب يوم الشدة، فإن مَن حاسب نفسه في الرخاء عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومَن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة) .
حاسب نفسك:
· ماذا تعرف عن الله ؟
· ما هي علاقتك بكتاب الله ؟
· ماذا تعلمت منذ أن أصبحت رشيدًا عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟
· ماذا تعرف عن الصحابة ؟
· ماموقفك من آل البيت ؟
· هل تعرف حقوق المسلمين أم لا تعرفها؟
ابتداءًً من علاقتك بالله وانتهاءً بعلاقتك بالخلق، هل بذلت جهدك من أجل أن تكون من المحسنين؟ حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب يوم الشدة.
لما نناقش هذه الآية لابد أن نتوقف كثيرًا حول نعمة الله علينا بمدّ الحياة، يقول الله ـ عزوجل ـ : {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ }[3] يعني طال بك العمر وقلّ التذكّر، والتذكر كلمة أوسع من كلمة العمل: تبقى ذاكرًا أنك ستلقى الله، تبقى ذاكرًا الله. هل تعلم ما النتيجة لو بقيت ذاكرًا الله؟ لو ذكرت الله ليس بلسانك فقط إنما تبقى ذاكرًا مستحضرًا لقاءه فستفعل حينها كل الأفعال من أجل أن يرضى. مَن ذكر الله طَيّب عمله للقائه، مَن ذكر الله وبقي ذاكرًا له يُطيّب كل عمل يقوم به للقائه. طال بك العمر، مرّت عليك التجارب، أتاك النذير، كُرّر عليك تربية الله عزّ وجل، بقي عليك أن تتذكر، ومع ذلك يطول العمل ويزيد الالتهاء! وقد علّق خلدون الأحدب على هذه الآية فقال: (لقد كانت أعماركم التي وهبناكم بين أيديكم تكفي لمن أراد أن يتذكر ويتفكّر ويعمل صالحًا). لكن لماذا لم يحصل كل هذا؟ بسبب الالتهاء.
نأتي إلى الكلام حول الزمن وذكره في القرآن.
أولًا: مالمقصود بالزمن؟ مصطلح الوقت معناه المقدار من الدهر، وهذا الوقت ذُكر في القرآن بصور، منه قَسَمُه سبحانه وتعالى بسورة العصر، نقف أمام سورة العصر لنرى أهمية الوقت للمسلم. قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية فقال: (أقسم الله به لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدّلها وما فيه من الأدلة) أدلة على أيّ شيء؟ هل رأيتم كلمة (العصر ) نفسها؟ قولي لي لو لم أكن أتكلم عن الوقت فما معنى (عصر) عندك؟ ألا تأتي مِن عصر الشيء ؟ واليوم آخره اسمه (عصر) فتعصر ماذا؟ تعصر يومك أم نفسك وأعمالك؟ الاثنين معًا، كأنه يُقال لك: في العصر ستخرج نتيجتك، ستعصر من أجل أن تخرج نتيجتك، ونتيجتك غالبًا ستكون أعمالك انظري لجواب القسم بالعصر {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }[4] يُعصر هو فتخرج أعماله فيكون خاسرًا! هذا جواب القسم، و {لَفِي خُسْرٍ} أي غُبُن.
أوقات كل الناس هي عصرهم الذي يعصرهم، واعصر نفسك تعني: هات وقتك واعصره وقل لي كم عمل عملته في هذا الوقت؟ وكم عمل فعلته في هذا الوقت هو عصرك الذي عصرت نفسك. غالب الناس لما يعصرون أنفسهم مع الأعمال يجدون أنهم غُبنوا، خُسر يعني غُبن، فما معنى الغبن ؟ لنقُل أنه ظُلم. ظَلَمَ نفسه بأيّ شيء؟ فرصة وضيّعها، غبن نفسه بأنه كانت عنده فرصة لو استثمرها أفلح، لكنه ماذا فعل؟ ضيّعها! ولذلك يقول الإمام ابن كثير: (العصر هو الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير أو شرّ). وقال صاحب أضواء البيان -رحمه الله-: (عصر الإنسان أي عمره ومدة حياته الذي هو محل الكسب والخسران) العصر هو رأس مالك، إذا عُصرت ستخرج منك هذه الأعمال، وهذه الأعمال لو لم تكن مكافئة للزمن الذي عشته ولعطايا الله عليك -لأنك ماتفكر في الزمن فقط إنما في عطايا الله لك وسهولة كل شيء لك- فإذا ما فعلت ما يجب كما يجب في هذا الزمن فقد خرجت بالخسارة، إذا لم تقم بما يجب عليك لنفسك أو لأبنائك أو لمن تحت يدك. يقول الإمام البغوي -رحمه الله- في قوله : {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (أي: خسران ونقصان، و الخسران في لغة التجارة هي: ذهاب رأس مال الإنسان)، إذن ما رأس مالك؟ ما رأس مال أولادك؟ ما رأس أعمال الناس جميعًا ؟ الوقت. لما أريد أن أستثمر إنسانًا ماذا سأفعل؟ سأستثمر ماذا ؟ رأس ماله، سأستثمر أي شيء؟ وقته، فالوقت هو العامل المشترك بين الناس الذي يمكن أن يكونوا فيه رابحين أو خاسرين. بماذا سيُهلَك الخلق ؟ بالمعاصي، والمعاصي سيقضيها الإنسان في وقته الذي هو رأس ماله.
هذه كلمة واحدة فقط في أهمية الوقت في القرآن: قسمه سبحانه وتعالى بالعصر. نرى من السنة، هناك نصوص كثيرة تحفظها: ((اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، و غناك قبل فقرك)) )) [5] أنت في فراغ، وفي الصيف سيكون هناك فراغ من العمل وفراغ من الهموم، فحتى لو أنا طول السنة لا أعمل ماذا سيكون بيني وبين أبنائي؟ هموم، انتهت الهموم الآن مع أننا هناك كنّا مخطئين لكني لن أناقش ما مضى، إنما سأقول الآتي، والآتي سيكون فراغًا في الحياة من جهة الشغل والهموم. ستُسأل عن كل يوم، بل عن كل ساعة، بل عن كل دقيقة تعيشها في فراغ، ستقف بين يدي الله فيسألك: ألم أتركك فارغًا لطاعتي؟ ألم أتركك فارغًا لدعوة أبنائك؟ ألم أتركك فارغًا لنفع المسلمين؟ ألم أتركك فارغًا لزيادة الإيمان؟ هذا كله تُسأل عنه: فراغ مع الأمن والأمان، وهذا أمر لايشعر به إلا مَن فقده، وليس من المنطقي أن ننتظر أن نفقد هذا من أجل أن نشعر به ومثله حديث (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) [6] ومعلوم مامعنى مغبون، يعني خسره الناس.
نترك هذا كله ونقول سريعا نماذج من استغلال السلف للوقت ثم ننتقل إلى المفهوم الثاني.
يقول عليّ -رضي الله عنه-: (من أمضى يومًا في غير حق قضاه أو فرض أدّاه أو مجد بناه أو حمد حصّله أو خير سمعه أو علم اقتبسه فقد عقّ يومه) أي: لا بدّ أن تحدّد لك أهدافًا وتقوم بأعمال خلال اليوم أو تكون عاقًّا ليومك. وقد تحدث ابن القيّم -رحمه الله- عن كيفيّة عمارة المسلم لوقته فقال: (إن عمارة الوقت تكون بالاشتغال في جميع آناء الوقت -أي لا توجد إجازة- بما يقرّب من الله أو يُعين على ذلك من مأكل أو مشرب أو منكح أو منام أو راحة، فإنه متى أخذه بنيّة القوّة على ما يحبه الله وتجنّب مايسخطه كانت من عمارة الوقت). حتى أكلك ونومك وشربك سيكون من عمارة الوقت لو أخذته من أجل أن تستعين، لكن ليس من المعقول أن تنام ثلاثة أشهر لتستعين أول السنة! وأنت لا زلت تنام ثلاثة أشهر حتى تخدم الدنيا في أول السنة! (وإن كان له فيها أتمّ لذة فلا تُحسب عمارة الوقت بهجر اللذات والطيبات) يعني لا تظن أن الشريعة تطلب منك أن تهجر اللذات، الشريعة تريد منك أن تستعملها من أجل القربى إلى الله.
قال في الوابل الصيب: (النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، واللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولا بد، فاختر لنفسك إحدى الخُطتين وأنزلها في إحدى المنزلتين) هذا الكلام مكرر علينا لكن لابد أن يصل في قلوبنا لدرجة اليقين. إذا تركت نفسك هملًا اشتغلت بالباطل، إذا لم يكن في قلبك قوة إيمان فلا بد أن يأتيك الوسواس والشيطان، وإذا لم تذكر الله ذكرت الشيطان، وورد مثل ذلك عن الإمام الشافعي، وقال أيضًا في الجواب الكافي: (وقتُ الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم)
من أين له هذا ؟الوقت هو رأس مالك، فأنت تعيش في الدنيا 40 أو 50 سنة كما يحب الله ويرضى، ومقابل عمرك هنا ووقتك الذي قضيته هنا في طاعة الله ستُعطى زمنا أبديا في نعيمه، والوقت الذي قُضي في معصية الله ـ والعياذ بالله ـ سيُقضى عمرًا أبديًّا في العذاب -لمن كفر- وجزءً من العمر الأبديّ لمن عصى، فالقضية مكافأة على الوقت، ثم اسمع ماذا يقول ( وهو يمرّ مَرّ السحاب ) فكم خاصية للسحاب؟
سريع، لا يعود. وما مشاعركم تجاه السحاب؟ تطمعون فيه، أي أن السحاب يشبه العمر في الطمع في زيادته، دائمًا أحب زيادته، وكل مرة أتمنى أن يزيد، وهو سريع وفي نفس الوقت لا يعود، وأنا لا زلت طامعة أن تأتي سحابة بعدها وبعدها، وفي الحقيقة سيمر مثلها ولن يعود وستأتي لحظة يتوقف فيها هذا السحاب!
قال: (فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًًا من حياته) فقط الوقت الذي تجمع فيه قلبك على الله فهو حياتك التي ستنفعك لما تلقى الله وغير هذا الوقت ليس محسوبا في حياتك، قال: (وإن عاش فيه عيش البهائم)، أي أنه سيشترك مع البهائم في كونها تعيش: تأكل وتشرب وتتناسل (فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، كان خير ما قطعه به النوم والبطالة) فهذا أحسن شيء في يومه أن ينام!! قال: (فموت هذا خير من حياته) لأنك تعلم لو استيقظ ماذا سيحصل منه! فحياتك ما كانت لله وبالله، وقد ذكرنا سابقًا كلامه الذي يقول فيه أن جميع وقتك سيكون لله حتى لو أكلت وشربت ونمت لكن الأهم أن تفعله لتستعين به على طاعة الله، وهذا الجزء من حياتك سيكون أيضًا لله، لكن حياتك كلها لن تكون حياة حقيقية إلا لله وبالله.
يقول المحدث إبراهيم الحربي -رحمه الله-: (لقد صحبتُ أحمد بن حنبل عشرين سنة صيفًا وشتاءً وحرًّا وبردًا وليلًا ونهارًا، فما لقيته في يوم إلا وهو زائدٌ عليه بالإيمان) أي أنه في كل يوم في حياته يفعل فعلًا يزيده إيمانا، فتخيل (20) سنة صيفًا وشتاءً بردًا وحرًا -لأننا نرى أن تقلبات الجو مؤثرة في قراراتنا- كل يوم يزيده إيمانًا.
قال الحسن رحمه الله (أدركت أقوامًا كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه) وجسّد ابن عمر هذه الحقيقة لما قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ ّ(قال الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما) يتوضأ لكل صلاة، ومابين الصلاة والصلاة المصحف، ورفع الله عز وجل ذكره. هذا عطاء بن رباح مفتي مكة يقول: (لأن أرى في بيتي شيطانا -من باب التعظيم للمسألة-خير من أن أرى فيه وسادة) لماذا؟ لأنها تدعو للنوم، فهو لايريد أن يرى شيئًا يثبطه، وطبعًا هذا من باب تعظيم المسألة وإلا فليس المقصود هنا المقارنة بمعنى المقارنة وإنما المقصود تعظيم شأن الوقت والتخويف من تضييعه في النوم، ومحاضرتنا كانت لا بد أن تكون عن النوم خاصة لما نرى من استغلال الناس الإجازة في النوم، وكل شخص يقول لصاحبه (هذه للسنة كلها) والخميس والجمعة نتعطل ونقول (هذا للأسبوع كله)، وهذا الكلام لا يقبله عقل أبدًا، أنت فقط هيأت نفسك نفسيًّا أن تضغط على زر يوم الخميس لتفقد فيه قواك، ولو أعطيت نفسك عزمها فلن يكون منك هذا الحال. كل هذه أوهام شيطانية، ثم أنك لما عملت للدنيا كنت تجتهد، ولما تعمل الآن للآخرة تجد أن القوة ليست عندك! هذا يعني أنك تسعى للدنيا {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [7] مصيبة أن يكون كل تفكيرك وقواك في الدنيا، ولو كنت تخدم الدين وأهله فلابدّ أن تكون صادقًا حتى يستمر عطاؤك ولا يأتي وقت تتوقف فيه.
يقول الحسن البصري :( إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ فَإِنَّكَ بِيَوْمِكِ وَلَسْتَ بِغَدِكَ) لا تكلمني عن غد، كلمني عن اليوم كيف ستزيد فيه إيمانًا. قال: (فَإِنْ يَكُنْ غَدٌ لَكَ فِكِسْ فِيهِ -أي كن كيِّسًا صاحب فطانة وعقل- كَمَا كِسْتَ فِي الْيَوْمِ) كن كيِّسًا غدا كما كنت كيِّسًا اليوم، في كل يوم تسأل نفسك: ما أسباب زيادة الإيمان التي سآخذها لنفسي؟ لتكون مثل ما قيل عن الإمام أحمد: كل يوم في حياته يزيد إيمانا، وبعد ذلك سنتناقش في كيف أزيد إيمانًا سواء كنت في بيتي أو مديرة مركز، المهم أن تفهم بأن العمر أمانة في عنقك، ولا تكن مثلما قال سبحانه وتعالى {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}[8] عُمِّرت فلا تستطيع أن تقول: (لو أطلت في عمري لأحسنت العمل) أطال في عمرك وأكثر عليك النعم وجعلك في أمن وأمان وصحة، فلماذا لم تزد إيمانًا؟!
يقول وهب بن منبه: (مَن جعل شهوته تحت قدميه فزع الشيطان مِن ظله) أتعرف ما شهوتك؟ لنقل أنك تريد أن تصلي الفجر وتقرأ أذكارك ووردك، الذي يغلبك الآن هو النوم، فهذه شهوتك. لما تقوم للفجر كأنك تقوم لحرب من شعورك بالكسل، ثم لما تنتهي من الفجر يُنزل بك الشيطان من الكسل والتعب ما الله به عليم، فيقول وهب بن منبه: (مَن جعل شهوته تحت قدميه فزع الشيطان من ظله) فقل: والله لا أنام، وأستعين بالله، وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله وأغيّر مجلسي، وأحرك نفسي حتى أبقى مستيقظا، فلا تستسلم أول ما تغمض عيناك.
شهوتك أن تختلط بالأصدقاء مثلًا وتسهر طول الليل، فتضع لنفسك حدًّا للخُلطة والوقت الذي تقضيه مع الخلق، ثم لما تنظر للساعة -أصبحت التاسعة مثلًا- تشعر أنها مثل السيف على رقبتك، فلا تزيد دقيقة، ضع شهوتك تحت قدميك -فأنت مستأنس بهم- حتى يفزع الشيطان من ظلك. لكن لماذا يأخذنا الشيطان؟ بسبب الاستسلام، أول ما يصر علينا نرفع راية الاستسلام! ثم نتساءل: (أشعر بأني كسلان ولا أدري لماذا، أشعر بأني أحتاج للنوم ولا أدري لماذا) استسلمت للشهوة وهذه النتيجة! فلا تقبل الجو العام الحاصل في المجتمع.
نحن داخلون على رمضان، فتصور أن مملكةً من شرقها لغربها وشمالها لجنوبها فجأة يُغير فيها الناس مواعيد نومهم ولا ندري ما المناسبة، ومَن يصلي التراويح في المسجد فالساعة 11 ينتهي كل شيء، ومن هذا الوقت تبدأ حياة الناس والكل مستسلم لهذه الفكرة، وانظر كم فرضًا يذهب علينا ونحن لسنا في تركيز، ففي أول خمسة عشر يومًا يذهب علينا الفجر ونحن بين النوم والاستيقاظ، لم نعتد بعد على السهر، والظهر يذهب كذلك بهذه الصورة، والعصر مسترخٍ جدًا والمغرب تعلمون ماذا يحصل فيه، والعشاء يذهبون مستعجلين للتروايح وقد لا يلحقون العشاء، يعني خمسة فروض التي هي الأساس في العبادة -الصلاة- ذهبت بسبب سياسة باطلة. فلا تستسلم للمجتمع على الأقل في الصيف، ارتبط بارتباطات لا تسمح لك بالسهر ولا الخلطة الكثيرة. لا تكن ممن ليس في أمر الدنيا ولا الآخرة. لا يصلح أن تكون هذه حياتنا، لابد أن يشعر أهل التقوى بمسؤوليتهم تجاه الوقت، لا تدخل حالة من الاسترخاء أبدًا، لا زلت في أرض المعركة، الدوامات والاختبارات والمدارس ليست أرض المعركة، الحياة الدنيا وحياتك هي أرض المعركة، ولن تنتهي حتى تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وقت القبض، هذا هو النجاح وقت المعركة. فلا تؤثر عليك الأوضاع الاجتماعية فتخرجك عما يرضي الله ـ عز وجل ـ .
يقول وهب -رحمه الله-: (فاستلِب الزمن، وغالِب الهوى، وحاسب النفس، وامح القبيح، واستعد لملمات الممات، واستدرك هفوات القوات، فالترحال من الدنيا قد دنى، والتحول منها قد أزف، ومَن أصلح ما بقي غفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقى أَخذ بما مضى وبما بقي، والأيام مطايا، والأنفاس خطوات) يعني الأيام كأنها مطيتك التي تركبها، وأنفاسك خطى ما تركبه، ثم يستدل بقوله تعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} [9] ثم أن الله ـ عز وجل ـ من تمام رأفته بخلقه يحذرهم نفسه، يقول: سأحاسبهم عن كل شيء، سأسأل الصادقين عن صدقهم.
ستُحاسَب عن وقت فراغك، ستُحاسَب عن صحتك، ستُسأل عن النعيم، حذرنا وأخبرنا سبحانه وتعالى، فلمّا يُقبِل العباد عليه ليس لهم حجة عند الله.
يقول ابن عقيل الحنبلي -رحمه الله-: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، فمتى تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وعيني عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحة وأنا مستطرح) أي أنه بين أمور: إما أن يذاكر ويدرس، وإما أن يناظر ويُعلّم، وإما أن يطالع ويقرأ، فإذا كان في حال ما استطاع فيه أن يفعل هذا كله أخذ يفكر وهو على فراشه، في أي شيء؟ يتدبر آية، يفكر في علاقة هذا بهذا من مخلوقات الله، يفكر إلى أن يستعيد قواه، فيعود فيعمل من جديد. إذن هو يشعر أنه لا يحل له أن يضيع ساعة من عمره.
هذا كلام للشيخ ابن عثيمين جميل أن نختم بهذا الكلام لنبدأ في مقصودنا الثاني، يقول: (إني لا أرى أن نسمي هذه الإجازة عطلة؛ لأنه ليس في أيام الإنسان المسلم المؤمن عطلة، بل ولا غير المؤمن، كلٌ يعمل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} [10] نعم هي عطلة من الدراسة النظامية لكن لو سميت بدلًا من العطلة إجازة فهذا جيد) كانت سابقا تسمى عطلة في الأوراق الرسمية، والآن أصبح اسمها إجازة. وواضح الفرق بين عطلة وإجازة، صحيح أنهم غيروها على الأوراق لكن نفسيًّا لازالت كما هي!! يشعر الناس أنه من المفترض أن يعطلوا عقولهم وقدراتهم، وحياتهم تنقلب رأسًا على عقب.
ننتقل للمقصود الثاني وهو: كيف أخطط لاغتنام وقتي؟
سأسير في الهدفين معًا: سواء تخططين لنفسك أو لمركز، ثم بعد المغرب سأعطي فرصة أكبر للمراكز، أما الآن فالكلام مشترك.
أول ما نتفق عليه: أن هناك هدفًا عامًا لابد أن أحققه في كل تخطيط أخططه لاغتنام زمني، وهذا الهدف العام هو: أن يكون كل يوم سببًا لزيادة الإيمان، وأن يكون كل يوم سببًا للثبات على الدين يعني سأخطط لنفسي أيا كانت حالتي برنامجًا أزيد فيه إيمانًا وأثبت به على الدين. مادام أن هذا الهدف العام الذي سأفعله لنفسي ولمركزٍ تحت يدي: لشابات، لأطفال، إذن أنا المخطط لا بد أن أتعلم أسباب زيادة الإيمان، وأتعلم أيضًا أسباب الثبات على الدين، والاثنان متصلان ببعض.
(يتبع)