تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 71 من 71

الموضوع: أثر و تعليق

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: أثر و تعليق

    قال شيخ الإسلام:في آخرِ أيَّامه في سجن القلعة الذي مات فيه:
    "وندمتُ على تضييع أوقاتي في غيرِ معاني القرآن"
    ذيل طبقات الحنابلة/ ابن رجب
    ---------------------------------------------
    هذا شيخ الإسلام الذي جمع بين العبادة و الزهد و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و كثرة التأليف
    الذي رد عل أهل البدع و كان الرد عليهم فرض عين عليه
    الذي تستفيد من ردوده القواعد و الفوائد و الفرائد
    الذي قعد قواعد لأهل السنة و فند شبهات المبتدعة
    الذي برَع في تفسير القرآن، وغاصَ في دقيق معانيه


    يندم على تضييع وقته في غير معاني القرآن
    فكيف بمن ضيع وقته في قيل و قال , فعلى الإنسان الإهتمام بالقرآن قراءة و تدبرا و عملا
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: أثر و تعليق

    شهد رجل عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال له عمر: إنى لست أعرفك ولا يضرك أنى لا أعرفك فائتنى بمن يعرفك
    فقال رجل: أنا أعرفه يا أمير المؤمنين
    قال: بأى شىء تعرفه ؟
    فقال: بالعدالة.
    قال: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟
    قال: لا.
    قال: فعاملك بالدرهم والدينار الذى يستدل بهما على الورع ؟
    قال: لا.
    قال: فصاحبك فى السفر الذى يستدل به على مكارم الأخلاق ؟
    قال: لا.
    قال: فلست تعرفه , ثم قال للرجل: ائتنى بمن يعرفك ".
    إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل/ محمد ناصر الدين الألباني


    ============================== ==========


    قد تكون المظاهر سببا للحكم على الناس و تصنيفهم و بناء أحكام عليهم بل الثقة و الإغترار بهم
    و المظهر قد يكون عنوانا على الصلاح و قد يكون سترا لخبيئة فاسدة
    و قد حدد أمير المؤمنين عمر بعض المقاييس التي يعرف بها سريرة الرجل و هي السفر و المجاورة و المعاملة بالدرهم و الدينار
    و قد طلب بعض تلاميذ محمد ابن الحسن- أحد صاحبي أبي حنيفة- أن يؤلف لهم كتابا في الزهد فقال ألفت لكم كتاب البيوع
    و هو يقصد أنه من تورع في في معاملة الناس في البيع كان اورع في باقي المعاملات و هذا واضح
    و قد قيل:
    لا يغرنك من المرء ... إزار رقعه
    وقميص فوق كعب ... الساق منه رفعه
    وجبين لاح فيه ... أثر قد خلعه
    أره الدرهم تعرف ... غيه أم ورعه
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي


    قَاْل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدكُمْ اِمْرَأَة فَلْيَأْتِ أَهْله فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه )
    وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( إِذَا أَحَدكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَة فَوَقَعَتْ فِي قَلْبه فَلْيَعْمِدْ إِلَى اِمْرَأَته فَلْيُوَاقِعهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه ) .
    هَذِهِ الرِّوَايَة الثَّانِيَة مُبَيِّنَة لِلْأُولَى .
    --------------------------------------
    قال النووي:
    وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ رَأَى اِمْرَأَة فَتَحَرَّكَتْ شَهْوَته أَنْ يَأْتِي اِمْرَأَته أَوْ جَارِيَته إِنْ كَانَتْ لَهُ ، فَلْيُوَاقِعهَا لِيَدْفَع شَهْوَته ، وَتَسْكُن نَفْسه ، وَيَجْمَع قَلْبه عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ .
    قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان ) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ : الْإِشَارَة إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاء إِلَى الْفِتْنَة بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى فِي نُفُوس الرِّجَال مِنْ الْمَيْل إِلَى النِّسَاء ، وَالِالْتِذَاذ بِنَظَرِهِنَّ ، وَمَا يَتَعَلَّق بِهِنَّ ، فَهِيَ شَبِيهَة بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينه لَهُ .
    وَيُسْتَنْبَط مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهَا أَلَّا تَخْرُج بَيْن الرِّجَال إِلَّا لِضَرُورَةٍ ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْغَضّ عَنْ ثِيَابهَا ، وَالْإِعْرَاض عَنْهَا مُطْلَقًا .
    قالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا فَعَلَ هَذَا بَيَانًا لَهُمْ ، وَإِرْشَادًا لِمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ ، فَعَلَّمَهُمْ بِفِعْلِهِ وَقَوْله .
    وَفِيهِ أَنَّهُ لَا بَأْس بِطَلَبِ الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى الْوِقَاع فِي النَّهَار وَغَيْره ، وَإِنْ كَانَتْ مُشْتَغِلَة بِمَا يُمْكِن تَرْكه ، لِأَنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَتْ عَلَى الرَّجُل شَهْوَة يَتَضَرَّر بِالتَّأْخِيرِ فِي بَدَنه أَوْ فِي قَلْبه وَبَصَره
    المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/النووي
    ------------------------------------------------
    قال ابن العربي : هذا حديث غريب المعنى لأن ما جرى للمصطفى صلى الله عليه و سلم كان سرا لم يعلمه إلا الله تعالى فأذاعه عن نفسه تسلية للخلق وتعليما وقد كان آدميا وذا شهوة لكنه كان معصوما عن الزلة وما جرى في خاطره حين رأى المرأة أمر لا يؤاخذ به شرعا ولا ينقص منزلته وذلك الذي وجد في نفسه من الإعجاب بالمرأة هي جبلة آدمية ثم غلبها بالعصمة فانطفأت وقضى من الزوجة حق الإعجاب والشهوة الآدمية بالاعتصام والعفة
    قال ابن العربي : وفيه رد على الصوفية الذين يرون إماتة الهمة حتى تكون المرأة عند الرجل إذا نطح فيها كجدار يضرب فيه والرهبانية ليست في هذا الدين
    فيض القدير – المناوي
    -------------------------------------------------
    قال ابن الجوزي /ذم الهوى :
    وقد نبه هذا الحديث على أمرين:
    أحدهما التسلي عن المطلوب بجنسه
    والثاني الإعلام بأن سبب الإعجاب قوة الشهوة فأمر بتنقيصها
    ------------------------------------------


    قوله : (( فإن ذلك يردّ ما في نفسه )). وللردّ وجهان :
    أحدهما : أنَّ المنَّي إذا خرج ؛ انكسرت الشهوة ، وانطفأت ، فزال تعلُّق النَّفْس بالصّورة الْمَرئية .
    وثانيهما : أن محل الوطء والإصابة متساوٍ من النساء كلِّهن ، والتفاوت إنما هو من خارج ذلك ، فليُكْتَف بمحلِّ الوطء ، الذي هو المقصود ، ويُغْفَل عمَّا سواه ، وقد دلّ على هذا ما جاء في هذا الحديث في غير "الأم" بعد قوله : (( فليأت أهله )) : (( فإن معها مثل الذي معها )).
    تحذير : لا يُظنُّ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ - لَمَّا فعل ذلك - ميلُ نَفْسٍ ، أو غلبة شهوة - حاشاه عن ذلك ، وإنما فعل ذلك لِيَسُنَّ ، وليُقتدى به ، وليحسمَ عن نفسه ما يتوقع وقوعه .
    المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم/القرطبيُّ


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    عبد الله بن عمرو بن العاص قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة ، أو ذكرت عنده ، فقال صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا » وشبك بين أصابعه ، قال : فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟
    فقال صلى الله عليه وسلم : الزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر الخاصة ودع عنك أمر العامة
    ------------------
    قال الخطابي: قد نصح صلى الله عليه وسلم كثيرا ولم يأل شفقة و نصحا وكان جديرا أن يفعل ذلك وبه وصفه الله تعالى في كتابه قال سبحانه وتعالى ( عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )
    وذلك أنه قسم له كل واحد من أمر دينه و دنياه إلى قسمين اثنين:
    فقال في الأول و هو قسم أمر الدين: « خذ ما تعرف » فكان هذا إشارة إلى معهود تعارفوه فيما بينهم و كان الذي تعارفوه معهودا من حقوق الأئمة و متعلقا بهم من أمر الدين : إقامة الصلاة خلفهم وأداء الزكاة إليهم وجهاد الكفار معهم ، إلى ما يشبه هذا من الأمور التي يليها الأمراء فأمره بطاعتهم فيها
    ثم قال : « ودع ما تنكر » و هو كل ما حدث بعده من الفتن و نشب بين بعض أصحابه من الحروب والتنازع في الملك يقول : إذا دعوك إلى شيء منها فدعهم و اعتزلهم و لا تكن معهم .
    ثم قسم صلى الله عليه وسلم له القسمة الثانية التي هي قسم أمر دنياه فقال صلى الله عليه وسلم : « عليك بأمر الخاصة » و هو كل ما يخصه و يعنيه و يخص كل إنسان في ذاته من إعالة أهله و سياسة ذويه و القيام لهم و السعي في مصالحهم و نهاه عن التعرض لأمر العامة و التعاطي لسياستهم و الترأس عليهم و التوسط في أمورهم فقال صلى الله عليه وسلم : « دع عنك أمر العامة »
    فقد نظم صلى الله عليه وسلم الطويل العريض من أمر دينه ودنياه في القصير الوجيز من كلامه
    العزلة/أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    قال الزجاج : كنا عند المبرد أبي العباس محمد فوقف عليه رجل فقال : أسألك عن مسألة من النحو ؟
    قال : لا .
    فقال : أخطأت .
    فقال : يا هذا كيف أكون مخطئا أو مصيبا ولم أجبك عن المسألة بعد ؟
    فأقبل عليه أصحابه يعنفونه فقال لهم : خلوا عنه ولا تعرضوا له أنا أخبركم بقصته ، هذا رجل يحب الخلاف وقد خرج من بيته و قصدني على أن يخالفني في كل شيء أقوله و يخطئني فيه فسبق لسانه بما كان في ضميره
    -------------
    قال الخطابي:
    قال بعضهم : إن من الناس من يولع بالخلاف أبدا حتى إنه يرى أن أفضل الأمور أن لا يوافق أحدا ولا يجامعه على رأي و لا يواتيه على محبة, و من كان هذا عادته فإنه لا يبصر الحق و لا ينصره و لا يعتقده دينا و مذهبا إنما يتعصب لرأيه و ينتقم لنفسه و يسعى في مرضاتها حتى إنك لو رمت أن ترضاه و توخيت أن توافقه على الرأي الذي يدعوك إليه تعمد لخلافك فيه و لم يرض به حتى ينتقل إلى نقيض قوله الأول
    فإن عدت في ذلك إلى وفاته عاد إلى خلافك


    قال أبو سليمان فمن كان بهذه الحال فعليك بمباعدته و النفار عن قربه فإن رضاه غاية لا تدرك ومدى شأوه لا يلحق
    العزلة/أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    قال ابن عائشة : أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف بين يديه ، فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك .
    سير أعلام النبلاء
    -------------
    قال ابن سعد في عبد الملك بن مروان كان قبل الخلافة عابدا ناسكا بالمدينة و ذكره الذهبي في السير لغزارة علمه بل قال فيه أبو الزناد : فقهاء المدينة : سعيد بن المسيب ، وعبد الملك ، وعروة ، وقبيصة بن ذؤيب .


    هذا حال من فتحت عليه الدنيا بعد أن آتاه له علما و تعبدا و قد رايت الكثيرين صبروا للفقر لكن لم يصبروا في الغنى
    نسأل الله ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    موضوعك طيب ومادتك طيبة
    وعرضك طيبك
    وأسلوبك طيب
    أسأل الله أن ينفعنا وإياك
    ويتقبل منا ومنك آمين

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    آمين و لك بالمثل
    ====================


    قَالَ القرميسيني: عِلْمُ الفَنَاء وَالبَقَاء يَدُور عَلَى إِخْلاَص الوَحْدَانيَّة وَصحَّةِ العبوديَّة، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مِنَ المُغَالطَة وَالزَّنْدقَة.
    -----------------------------------------------------
    قال الذهبي: صَدَقتَ وَاللهِ, فَإِنَّ الفَنَاء وَالبَقَاء مِنْ تُرَّهات الصُّوْفِيَّة أَطْلَقَهُ بَعْضهُم, فَدَخَلَ مِنْ بَابه كُلُّ زِنْدِيْق، وَقَالُوا: مَا سِوَى الله بَاطِلٌ فانٍ, وَاللهِ تَعَالَى هُوَ البَاقِي، وَهُوَ هَذِهِ الكَائِنَات, وَمَا ثَمَّ شَيْء غَيْره.
    ويَقُوْلُ شَاعرهُم:
    وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الكُون ... بَلْ أَنْتَ عَيْنُه
    ويَقُوْلُ الآخر:
    وَمَا ثَمَّ إلَّا اللهُ لَيْسَ سِوَاهُ
    فَانظر إِلَى هَذَا الْمُرُوق وَالضَّلاَل, بَلْ كُلُّ مَا سِوَى الله محدَثٌ مَوْجُود, قَالَ الله تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام} . [الفرقان: 59] .
    وَإِنَّمَا أَرَادَ قُدَمَاء الصُّوْفِيَّةِ بِالفَنَاء نسيَانَ المخلوقَات وَتركهَا, وَفنَاء النَّفس عَنِ التَّشَاغُل بِمَا سِوَى الله،
    وَلاَ يُسَلَّمُ إِلَيْهِم هَذَا أَيْضاً, بَلْ أَمرنَا اللهُ وَرَسُوْلُه بِالتَّشَاغل بِالمخلوقَات وَرؤيتهَا وَالإِقبال عَلَيْهَا, وَتعَظِيْمِ خَالِقهَا,
    وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْء} وَقَالَ: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} .
    وقال -صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إليَّ النِّسَاء وَالطِّيب"
    وَقَالَ: "كَأَنَّك علمتَ حُبَّنَا لِلْحم".
    وَكَانَ يحِبُّ عَائِشَة, وَيحبُّ أَباهَا، وَيحبُّ أُسَامَة، وَيحبُّ سِبْطَيْه، وَيحبّ الحَلْوَاء وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد, وَيحبُّ وَطَنه, وَيحبُّ الأَنْصَار, إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغنِي المُؤْمِن عَنْهَا قَطُّ.
    سير أعلام النبلاء/ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
    ============================== =
    وَقَالَ ابْنُ فَارس فِي بَعْضِ أَمَاليه: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ القَطَّان بَعْدمَا عَلَت سِنُّه يَقُوْلُ: كُنْتُ حِيْنَ رَحَلْتُ أَحفَظُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَأَنَا اليَوْمَ لاَ أَقومُ عَلَى حِفْظ مائَة حَدِيْث.
    وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أُصِبْتُ ببصرِي، وَأَظُنُّ أَنِّي عُوِقْبتُ بكَثْرَةِ كَلاَمِي أَيَّامَ الرِّحْلَة.
    -----------------------------------
    قال الذهبي:صَدَقَ وَاللهِ, فَقَدْ كَانُوا مَعَ حُسْن القَصْدِ، وَصحَّةِ النِّيَّة, غالبًا يخافون من الكلام وَإِظهَار المَعْرِفَة وَالفَضيلَة، وَاليوم يكثرُوْنَ الكَلاَم مَعَ نَقْصِ العِلْمِ وَسوء القَصْد, ثُمَّ إِنَّ اللهَ يفضَحهُم، وَيلوح جهلُهُم وَهوَاهُم وَاضطرَابُهُم فِيمَا عَلِمُوهُ, فنسأَلُ اللهَ التَّوفيقَ وَالإِخلاص.


    سير أعلام النبلاء/ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    قال هانىء بنُ المُتَوَكِّلِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ المَعَافِرِيُّ قال: كنا عِنْدَ أَبِي شُرَيْحٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَثُرَتِ المَسَائِلُ, فَقَالَ: قَدْ دَرِنَتْ قُلُوْبُكُم فَقُوْمُوا إِلَى خَالِدِ بنِ حُمَيْدٍ المَهْرِيِّ اسْتَقِلُّوا قُلُوْبَكُم، وَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ، وَالرَّقَائِقَ فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ العِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا المَسَائِلَ فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة.
    ----------------
    قال الذهبي: صَدَقَ، -وَاللهِ- فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَتْ مَسَائِلُ الأُصُوْلِ، وَلوَازِمُ الكَلاَمِ فِي مُعَارَضَةِ النَّصِّ؟
    فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ مِنْ تَشْكِيكَاتِ المَنطِقِ، وَقَوَاعِدِ الحِكْمَةِ، وَدِيْنِ الأَوَائِلِ؟
    فكَيْفَ إِذَا كَانَتْ مِنْ حَقَائقِ "الاتِّحَادِيَّ ِ"، وَزَنْدَقَةِ السَّبْعِيْنِيّ َةِ, وَمَرَقِ "البَاطِنِيَّةِ" ؟
    فَوَاغُربَتَاهُ ، ويا قلة ناصراه. آمنت بالله، ولا قوةإلَّا بالله.


    سير أعلام النبلاء/شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)

    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    قال إبراهيم بن أدهم : ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
    ========
    قال الذهبي : علامة المخلص الذي قد يحب شهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك ، لا يحرد ولا يبرئ نفسه ، بل يعترف ، ويقول : رحم الله من أهدى إلي عيوبي ، ولا يكن معجبا بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل لا يشعر أنه لا يشعر ، فإن هذا داء مزمن.


    سير أعلام النبلاء


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي




    قال ابْن إِبْرَاهِيمَ، : «لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعُزْلَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنَّكَ لَا تَجِدُ أَعْوَانًا عَلَى الْغِيبَةِ لَكَفَى»
    ===============
    قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ :
    صَدَقَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ جَالَسَ النَّاسَ فِي هَذَا الزَّمَانِ وَعَاشَرَهُمْ إِلَّا قَلَّتْ سَلَامَتُهُ مِنَ الْغِيبَةِ فَإِنَّ مِنْ شَأْنِهِمُ الْيَوْمَ أَنْ يَقَعَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ وَأَنْ يُشْبِعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَأَنْ يَتَمَضْمَضُوا بِذِكْرِ الْأَعْرَاضِ وَيَتَفَكَّهُوا بِهَا وَيَتَنَقَّلُوا بِحَلَاوَتِهَا فَإِمَّا أَنْ يُسَاعِدَهُمْ جَلِيسُهُمْ عَلَى إِثْمٍ وَتَرْكِ مُرُوءَةٍ وَإِمَّا أَنْ يُخَالِفَهُمْ عَنْ قِلًى وَشَنَآنَ


    فَمُجَالَسَتُهُ مْ دَاءٌ يُعْدِي يَضُرُّ وَلَا يُجْدِي.


    قَالَ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعُزْلَةِ إِلَّا السَّلَامَةُ مِنْ آفَةِ الرِّيَاءِ وَالتَّصَنُّعِ لِلنَّاسِ وَمَا يَدْفَعُ إِلَيْهِ الْإِنْسَانُ إِذَا كَانَ فِيهِمْ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمُدَاهَنَةِ مَعَهُمْ وَخِدَاعِ الْمُوَارَبَةِ فِي رِضَاهُمْ لَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا يُرَغِّبُ فِي الْعُزْلَةِ وَيُحَرِّكُ إِلَيْهَا
    وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ»


    فَمَنْ أَحَبَّ السَّلَامَةَ مِنْ هَذِهِ الْخَلَّةِ فَلْيُقِلَّ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ وَلَيَتَحَذَّرْ مُدَاخَلَتَهُمْ وَالتَّوَسُّطَ فِي أُمُورِهِمْ فَإِنَّهُ إِذَا مُنِيَ بِذَلِكَ وَابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْهُ لَمْ يَسْلَمْ أَنْ يَلْقَى هَذَا بِوَجْهٍ وَصَاحِبَهُ بِوَجْهٍ آخَرَ وَلَئِنْ خَالَفَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ أَوْشَكَ أَنْ يَشْنَأَهُ النَّاسُ وَيَتَّخِذُوهُ عَدُوًّا


    قَالَ الشَّيْخُ أَبُو سُلِيْمَانَ وَفِي الْعُزْلَةِ السَّلَامَةِ مِنَ الْمَأْثَمِ فِي الْمُنْكَرِ يَرَاهُ الْإِنْسَانُ فَلَا يُغَيِّرُهُ وَالْأَمانُ مِنْ غَوَائِلِ أَهْلِهِ وَمِنْ عَادِيَتِهِمْ إِذَا غَيَّرَهُ فَقَدْ أَبَى أَكْثَرُ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ قَبُولَ النَّصَائِحَ وَنَصَبُوا الْعَدَاوَةَ لِمَنْ دَعَاهُمْ إِلَى هُدًى أَوْ نَهَاهُمْ عَنْ رَدًى.


    فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْوَحْدَةِ وَالتَّبَاعُدِ مِنْهُمْ إِلَّا السَّلَامَةُ مِنْ إِثْمِ الْمُدَاهَنَةِ وَخَطَرِ الْمُكَافَحَةِ لَكَانَ فِي ذَلِكَ الرِّبْحُ الرَّابِحُ وَالْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ

    العزلة/أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي (المتوفى: 388هـ)


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •