تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صفوت الشوادفي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي صفوت الشوادفي

    هو سماحة الشيخ العلامة، السلفي النجيب، الذكي الأصولي، الفقيه المحقق/ محمد صفوت أحمد محمد يوسف الشوادفي.
    مولده:
    ولد في قرية الشغانبة، إحدى قرى مدينة بلبيس، وذلك في عام 1374هـ، الموافق 1955م، في بيت ريفي، وفي أحضان أسرة متأصلة على مبادئ الشريعة الغراء.
    نشأ الشيخ هناك وترعرع في مرحلة الشباب بين أهله وأصحابه، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة، وكان متميزًا في حبِّه للأدب من سن مبكرة، ولقد كان أسلوبه في التعبير يثير نظر الأساتذة، فيعجبون من كتابته التي تفوق سنَّه بكثير، ذلك مما أعانه فيما بعد على قراءة كتب التراث، والتعرف على المعاني المقصودة من وراء عباراتهم ومصطلحاتهم.
    حصل على الثانوية العامة بمجموع كبير؛ لكنه رغب في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وفي ذلك الوقت تكوَّنتْ شخصيته الدعويَّة؛ بل لقد فاق أقرانه، فكان هو المنظِّمَ والمرشد والمخطط لكل برامج الدعوة إلى الله - تعالى - على بصيرة، وألَّف في ذلك الوقت أسرةً كانت تدعو العلماء إلى الكلية لإلقاء المحاضرات الدينية.

    بعد تخرجه في الجامعة التحق بالجيش، وكان ضابطًا فيه، ولعل هذه الفترة (الجيش) مهدرة عند كثير من الشباب - إلا من رحم ربي - فلا يستفيدون بها، وقد تضيع أوقاتهم فيها سدى، إلا أن الشيخ - رحمه الله - حرص حرصًا شديدًا على الاستفادة من كل دقيقة في حياته، ففي هذه الأثناء انكبَّ على حفظ القرآن الكريم وقراءته، وتدبره ودراسة تفسيره، وعندما عقدت مسابقة القرآن الكريم على المستوى العام للجنود في مصر، تقدم الشيخ - رحمه الله - إلى المسابقة، فحصل على الجائزة الأولى في المسابقة، وهي الحج إلى بيت الله الحرام، ونال هذا الشرف العظيم، وهو لا يزال بعدُ في الجيش.
    مرحلة التأهيل العلمي:
    بدأ الشيخ - رحمه الله - طلبه للعلم منذ أن كان في الثامنةَ عشرةَ من عمره، حيث ابتدأ بالقراءة في الفقه الشافعي، حيث كان أبوه شافعيَّ المذهب، وأثناء فترة وجوده بالجامعة كان يحضر دروس شيخه العلامة محمد جميل غازي في تفسير القرآن الكريم، فاستفاد منه الشيء الكثير كما قال - رحمه الله - عن نفسه، ثم لم يلبث الشيخ بعد إنهائه الجامعة في مصر إلا قليلاً حتى سافر إلى الحجاز، وكانت هذه الفترة هي أزهى فترات حياته العلمية؛ حيث قدَّر الله - تعالى - له ملاقاة جهابذة العلماء هناك، من أمثال الشيخ ابن باز- رحمه الله - والشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - والعلامة عبدالرزاق عفيفي، وغيرهم من فحول العلماء، فسمع منهم واستفاد منهم الكثير، وممن تلقَّى الشيخ - رحمه الله - على أيديهم العلمَ: فضيلةُ الشيخ العلامة القاضي علي بن رومي، حيث كان سكن الشيخ قريبًا منه بالرياض، وكانت بينهما مجالسات ومدارسات عديدة، ومع ما رزقه الله - تعالى - من بصيرة وذكاء وشغف دؤوب لطلب العلم، حصَّل كمًّا هائلاً من العلوم، فأتقن المذهبَ الحنبلي مع تأصيله لقواعده عنده، وبرع في الأدب واللغة وحسن البيان، وهذا أمر ملحوظ لمن لازمه وقرأ مقالاته وسمع محاضراته - عليه رحمة الله - يقول الأستاذ فتحي أمين عثمان في ترجمته للشيخ - رحمه الله -: "وقد كان لهذا السمع أثرُه الطيب في تكوين عناصر فكره الديني، فقد أفاده كثيرًا في تأصيل المسائل الفقهية، فجمع - رحمه الله - بين ترتيب الفكر وتنظيمه، وبين تأصيل المنهج وتقويمه".
    عودته إلى مصر:
    بعد هذه الفترة العلمية التي قضاها الشيخ - رحمه الله - (ست سنوات تقريبًا)، عاد إلى مصر ليفتح صفحة جديدة من الجهاد في سبيل الدعوة إلى الله - تعالى - بقمع البدعة، والجهر بالسُّنة وإقامتها ونشرها بين الناس، وهذا أمر لا يرضاه الكثيرون ممن طمس الله - تعالى - على قلوبهم، فكثُر أعداء الشيخ - رحمه الله - من أهل البدعة والضلال، ونابذوه بكل ما يملكون، بالكلمة والمال، وهم بذلك ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾ [التوبة: 32]، وهو مع ذلك كله يبين الحق، وينافح عنه، ويناظر به، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ممتثلاً بذلك قول الله - تعالى -: ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، وكان - رحمه الله - على يقين أن الطريق محفوف بالأشواك والأذى، وأن سالكه - لا محالة – مبتلى.
    مرحلة التحاقه بجامعة الأزهر:
    لما فتحت جامعة الأزهر أبوابَها لأصحاب المؤهلات العليا، سارع الشيخ - رحمه الله - في الالتحاق؛ رغبةً في الحصول على الإجازة العالمية، فلم يكتفِ بما قرأ أو سمع في السعودية؛ بل إنه حفز إخوانه وأقرانه وتلامذته للتقدُّم إلى جامعة الأزهر؛ لما في ذلك من المصالح الدعوية التي لا تخفى على أحد، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لما رأى أهلُ البدع الشيخ - رحمه الله - يجول في الجامعة وهو يحمل معه رسائل التوحيد، ويخاطب الشباب في منتدياتهم وتجمعاتهم، ثارتْ حفيظتهم، وانقلبوا عليه جميعًا ضاربين له عن قوس واحدة؛ بل وحاولوا أن يثبتوا أن الشيخ ضعيف علميًّا وغير مؤهل للنجاح في الاختبارات، فقد قام أحدهم ممن يدَّعي العلم، وكان مكلفًا بتصحيح أوراق الشيخ في مادة التفسير، فلما رأى ورقة الشيخ كتب عليها (راسب)، وهو بهذا قد خان الأمانة، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال: ((إذا وسِّد الأمر لغير أهله، فانتظر الساعة)).
    وقبل إعلان النتيجة علم عميد الجامعة، وكان وقتها الدكتور/ سعد الدين صالح، وهو رجل غيور على الدين، وله مقالات ورسائل تشهد له بذلك، كلف رئيس القسم أن يعيد النظر في ورقة الشيخ - رحمه الله - فلما صحَّحها وعلم تفوق الشيخ في مادته، قال عن الدكتور الذي صحَّح ورقة الشيخ - رحمه الله - : (واحد مفروض أنه عالم؛ لكنه مش محترم).
    ولما رأى الشيخ - رحمه الله - أن أوقاته تضيع في هذه الجهالات، قال: هذه مهاترات، وما عندنا وقت للمهاترات، فقد كان - رحمه الله - حريصًا على وقته أيما حرص، وكان حريصًا على أن يجعل وقته كله من أجل الدعوة إلى الله - عز وجل - وهذا ما دعا فضيلةَ الشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله - أن يقول عنه بعد وفاته - رحمه الله -: "رجل من الدعاة الذين شكَّلت الدعوة حياتهم، فكانت هي همَّهم الأول، في البيت والعمل، في الحل والترحال؛ بل في كل أطوار حياته".
    جهوده العلمية وآثاره الدعوية:
    كان للشيخ - رحمه الله - جهدٌ مشكور في كل ميادين الدعوة والعلم، فكان - رحمه الله - من الدعاة المبرِّزين؛ وذلك لما كان له من حظ وافر في تحصيل العلوم الشرعية، وقد حدثت بموته ثلمةٌ عظيمة في أمر الدعوة إلى الله تعالى.
    ولقد تميَّز الشيخ - رحمه الله - بصوت حسن، فكان إذا قرأ القرآن تلمس الخشوع في قراءته، وكان يصلي بالناس إمامًا في ليالي رمضان، فيَبكي ويُبكي مَن وراءه مِن المصلِّين، كما كان - رحمه الله - متقنًا لأحكام التلاوة.
    وأما عن خطبه، فكان - رحمه الله - يجوب البلدان يدعو إلى الله - تعالى - وينشر العقيدة الصحيحة بين الناس، ويذبُّ عن السُّنة ويدافع عنها، ويقمع البدعة ويحارب أهلها، وكان كثيرًا ما يركز في كلماته على دور الأسرة في المجتمع، وضرورة الاهتمام بتربية الأبناء وتنشئتهم نشأة دينية صحيحة.
    كما كان - رحمه الله - يلقي المحاضرات في كثير من المساجد، كما كانت له دروسٌ منهجية، فكان - رحمه الله - يشرح "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية"، وشرحه بطريقة بارعة، وأسهب وأجاد في شرحه، وقطع فيه شوطًا كبيرًا (أحد عشر مجلدًا) حتى وفاته، كما كان يشرح كتاب "توضيح الأحكام من بلوغ المرام"، وغيرهما من الكتب الكثير.
    كما كان للشيخ - رحمه الله - العديد من الطلبة الذين يلازمونه دائمًا، ويجلسون لتلقي العلم بين يديه، وكان - رحمه الله - يحرص على تأصيلهم تأصيلاً علميًّا صحيحًا، وكان دائمًا ما يشدِّد على أن الداعية بحاجة إلى القراءة وطلب العلم.
    التحاقه بجماعة أنصار السنة المحمدية وإسهاماته في تطوير مجلة التوحيد:
    اختير الشيخ - رحمه الله - عضوًا في المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية عام 1991م، وعهد إليه بتنظيم إدارة الدعوة والإعلام، فأظهر كثيرًا من البراعة وسَعة الأفق، ثم بدأ يخطط للخروج بالدعوة من الحيز الذي تسير فيه إلى آفاق واسعة، وكانت طموحاته وآماله لا حدود لها.
    كان - رحمه الله - على علاقة طيبة بشيخ الأزهر السابق فضيلة الشيخ/ جاد الحق - رحمه الله - كما كان حريصًا على اتصال الجماعة بمشيخة الأزهر، فأعاد بذلك مسيرة الشيخ حامد الفقي والشيخ خليل هراس وغيرهما، حيث كانت لهم علاقات طيبة مع شيوخ الأزهر وعلمائه.
    كذلك كانت له علاقات طيبة بعلماء السعودية، أمثال الشيخ ابن باز، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ ابن عثيمين - رحمهم الله تعالى - كما كانت له علاقة طيبة بالشيخ محمد عبدالوهَّاب البنا - ختم الله تعالى له بالحسنى.
    اختير - رحمه الله - نائبًا للرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية قرابة ثماني سنوات.
    شارك في العديد من المؤتمرات داخل مصر وخارجها، وزار العديد من دول العالم الإسلامي، منها قطر والكويت، وألقى بها العديد من المحاضرات.
    كان - رحمه الله - يكتب مقالاً ثابتًا في مجلة التوحيد باعتباره رئيسًا لتحريرها، كما كان يكتب في العديد من المجلات الإسلامية الأخرى، منها: المسلمون، الحكمة، البلاغ، الفرقان الكويتية.
    لما تولى - رحمه الله - رئاسة تحرير مجلة التوحيد، وأراد أن يطورها، قام بوضع استبيان من عدة أسئلة؛ ليتبين من خلاله وجهات نظر القراء، وقد ترتَّب على ذلك الأمر ظهورُ أبواب جديدة في المجلة.
    حواراته ومناظراته:
    كان الشيخ - رحمه الله - بارعًا في الحوار، وله قدرة عجيبة على الاستنباط والتأصيل، وكان يطرح الأسئلة المحيِّرة على محاوره، فإن عجز عن الإجابة أجابَه الإجابةَ الصحيحة، ولا ننسى ما دار بينه هو والشيخ محمد صفوت نور الدين من جهة، والدكتور/ محمد سيد طنطاوي - أيام كان مفتيًا - والدكتور/ أحمد عمر هاشم من جهة أخرى، ودارت هذه المناظرات حول الحجاب والنقاب، ونشرت على جريدة "اللواء الإسلامي"، التي قالت عنهم بأنهم علماء بحق، وكان ذلك منذ أكثر من عشرين عامًا.
    كما كان - رحمه الله - قوي اللهجة، رصين العبارة، شديدًا على أهل البدع، وكثيرًا ما فضح خرافات الصوفية؛ لذا كانت بينه وبينهم حربٌ ضارية، ومناظرات ساخنة، فناظر شيوخ الصوفية، وشيخ الجامع الأحمدي، وبعض أساتذة الأزهر، وردَّ عليهم جميعًا، ودحض حججَهم، وفند شبهَهم، وانتصر لله ولدينه، وقد نشرتْ هذه المناظرات على صفحات جريدة "عقيدتي".
    مؤلفاته ومصنفاته العلمية:
    يلاحظ أن الشيخ - رحمه الله - لم يكن من المكثرين من التصنيف، مع أن ملكته العلمية تؤهله لهذا الأمر؛ لكنه - رحمه الله - كان يحس بجسامة المسؤولية، وهذا على خلاف ناشئة اليوم، لا يلبث الواحد منهم أن يقرأ كتابًا أو اثنين ثم يخرج علينا بمصنفات!
    إلا أن الشيخ - رحمه الله - ترك بعضًا من المصنفات، التي كان يكتبها ويؤلفها بحكمة، وحسبما تقتضي الحاجة - رحمه الله وطيب ثراه - ومنها:
    1- كتاب "مصابيح أضاءت لنا الطريق".
    2- "مختصر الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية" (دراسة وتحقيق).
    3- "الإجهاض بين الطب والدين".
    4- "اليهود نشأة وتاريخًا".
    5- "الأسهم المالية في ميزان الشريعة الإسلامية".
    6- "حكم بيع الذهب القديم بالذهب الجديد".
    وغير هذا من الأبحاث والرسائل التي تركها الشيخ والتي لم تطبع بعد، وسيُعمل على طباعتها قريبًا - إن شاء الله تعالى.
    وفاتـه:
    توفي - رحمه الله تعالى - مساء ليلة الجمعة 17 جمادى الأولى 1421هـ، الموافق 17 أغسطس 2000م، إثر حادثٍ أليم، حيث صدمت سيارة أخرى سيارته، ونقل إلى المستشفى، فمكث به قرابة الساعة إلى أن مات - رحمه الله تعالى رحمه واسعة.
    وقد كان - رحمه الله - عائدًا ذلك الوقت من بلدته إلى منزله، وكان يصل رَحِمَه، ومن حسن الخواتيم أنه كان حديثَ عهدٍ بالبيت الحرام.
    وصلِّي عليه بعد صلاة الجمعة في جنازة مهيبة، حضرها الآلاف، وعلى رأسهم عدد كبير من المشايخ والعلماء والمسؤولين، وممثلي المؤسسات الدينية من داخل مصر وخارجها.
    أقوال العلماء عنه:
    • الشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله -:
    كان لي تلميذًا، ثم صار أخًا ورفيقًا، ثم كنت أنظر إليه عند محادثته شيخًا مؤدبًا، ومعلمًا جليلاً.
    • الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني - حفظه الله -:
    شعرت بغصَّة في حلقي شديدة لرحيل هذا الإنسان، كان - كما أعلمه، والله حسيبه - رجلاً يحبُّ الإسلام والمسلمين من كل قلبه، وكان رجلاً فاهمًا وحازمًا في الوقت ذاته، وقلَّما يجتمع هذا المعنى في إنسان.
    كان رجلاً معطاء، وكان رجلاً ودودًا.
    كان مؤهلاً علميًّا أن يكون من كبار العلماء.

    • الشيخ محمد حسان - حفظه الله -:
    فقدتْ مصر بل الأمة الإسلامية - وما أكثر ما فقدت في هذه الأيام - عالمًا نحريرًا، وحبرًا نجيبًا، وفقيهًا أريبًا، لقد فقدت الدعوةُ إلى الله - تعالى - فارسًا نبيلاً من فرسانها، لقد فقدت داعيةً واسعَ العلم والفكر والفَهْم والأفق، وفقدت الصحافةُ الإسلامية قلمًا طالما شهره صاحبه في وجه أهل الضلال والبدع، وطالما شهره في الذبِّ عن شريعة الله - تبارك وتعالى - وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم.
    ولقد تلقيتُ نبأ وفاة شيخنا المبارك أبي أنس صفوت الشوادفي - رحمه الله تعالى - فما ملكت نفسي من البكاء على هذه الأمة المكلومة، التي لا تجفُّ دماؤها، ولا تلتئم جراحها، وما ملكت نفسي من البكاء؛ لمعرفتي به وبعلمه ومكانته في ساحة الدعوة، التي أعطى لها جلَّ وقته وفكره.
    • الشيخ الدكتور/ محمد إسماعيل المقدم - حفظه الله -:
    ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا معقِّب لحكمه، ولا رادَّ لقضائه، اللهم إنا نؤمن بقضائك، ونحتسب عندك أجر الصبر على بلائك.
    لقد هز قلوبَنا خبرُ وفاة الداعية السلفي الجليل فضيلة الشيخ: صفوت الشوادفي - رحمه الله تعالى - كيف لا، وقد حدثتْ بموته ثلمة، وفتحت ثغرة، وحُرِمتْ ساحة الدعوة إلى التوحيد والسنة من فارسٍ طالما صال وجال داعيًا إلى الله - عز وجل - على بصيرة، وطويت صفحة من صفحات الجهاد الدؤوب، الذي لا يعرف الملل في سبيل تصفية العقيدة، وخدمة الشريعة، وإحياء السنة، وقمع البدعة؟!
    • الشيخ مصطفى العدوي - حفظه الله -:
    إنا لله وإنا إليه راجعون.
    أحسن الله عزاءنا فيك يا أبا أنس.
    أحسن الله عزاءنا في ناصرٍ للسنة، وقامع للبدعة، عبقري ذكي، أعمل ذكاءه، وأبلغ جهده في خدمة الإسلام، والمنافحة عن التوحيد.
    • الشيخ مجدي عرفات - حفظه الله -:
    عرفته عالمًا، حازمًا، حليمًا، أعظم شيء بهرني فيه عقلُه الذي كان يحلل الأحداث تحليلاً عجيبًا.
    من الناس من تستفيد منه علمًا، ومنهم من تستفيد منه حلمًا، ومنهم من تستفيد منه علمًا وحلمًا، وشيخنا - رحمه الله - منهم.
    • الشيخ الدكتور/ عبدالعظيم بدوي - حفظه الله -:
    على طريقة الأنبياء والحكماء سار فضيلة الشيخ الشوادفي - رحمه الله - حتى لقي الله، فقد عاش يأمر بالتوحيد ويدعو إليه، وينهى عن الشرك ويحذِّر منه، ورأس مجلةَ التوحيد فطوَّرها تطويرًا، وحسَّنها تحسينًا.
    • الشيخ عادل العزازي - حفظه الله -:
    فضيلة الشيخ صفوت الشوادفي من الرجال القلائل، وقد قالوا: رجل بألف رجل، وقد صحبتُه برهة من الزمان فوجدتُه قد تخلَّق بأخلاق، واتصف بصفات قلَّما تجتمع في رجل، وهو قد جمع بين عمق الفهم في العلم وحسن الأداء في إيصاله للناس، وفطانة المناظرة للغير، مع الصبر في الدعوة، ثم هو بعد ذلك كله ساعٍ للخير بكل وجوهه، وقد أفجعني - كما أفجع كثيرًا من المسلمين - موتُه.
    • الشيخ الدكتور/ جمال المراكبي - حفظه الله - (الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر):
    عرفناه داعيًا إلى الله - تعالى - لا يمل ولا يهدأ، فأحببناه، عرفناه داعيًا إلى السنة والجماعة وقامعًا للبدعة والضلالة، فأحببناه.
    كان - رحمه الله - بعيد النظر، له آمال وطموحات تتعلق بمستقبل العلم ودعوة المسلمين إلى منهاج السنة والجماعة.
    • الشيخ الدكتور/ فؤاد مخيمر - رحمه الله - (الرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر سابقًا):
    ودَّعنا داعية مخلصًا مجاهدًا في سبيل الحق - نحسبه كذلك والله حسيبه - نراه يجول وينطلق يؤدي دعوة الله في ربوع الأرض، بقلم طاهر يكتب، وبلسان صادق يترجم، وبعقل نيِّر رشيد يوجِّه، وبقلب مخلص يؤدي.
    • الشيخ محمود غريب الشربيني - رحمه الله -:
    كان - رحمه الله - متسمًا بصفاتٍ قلّما تجتمع في رجل، يلمس ذلك كلُّ من خالطه أو اقترب منه، ومن أبرز هذه الصفات: الإنصاف، الاحتساب، قوة الإرادة، علو الهمة، الفطنة، حسن السمت، الورع.
    • الشيخ الدكتور مازن السرساوي - حفظه الله -:
    صاحب الفضيلة العلامة الشيخ صفوت الشوادفي - برَّد الله مضجعه - كان من أفراد الدهر، وممن ألقى الله عليه هيبةَ العلم ورونقه، ورزقه الحنكة وعلو الرأي، وحسن الفهم، وقد تهدم بموته ركنٌ كبير، ولكن الله غالب على أمره.
    في الختام:
    فقد حدثت بموت الشيخ - رحمه الله - ثلمةٌ كبيرة، وفراغ هائل في ساحة الدعوة إلى الله – تعالى - في زمن قبض أهل العلم، فتزداد المحنة، وتعظُم الكربة، وتثقل الأعباء على العلماء الباقين، وواجبهم أن ينهضوا بطلبة العلم؛ فإن الناس على الخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر.
    واللهَ نسأل أن يرحم شيخنا، وأن يتجاوز عن سيئاته، وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    http://www.alukah.net/Authors/View/shawadfy/1746/
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة.
    موقع الشيخ رحمه الله.
    http://www.alukah.net/web/shawadfy/
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    رحمه الله.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •