علماء الإسلام < اعرفوا لهم قدرهم > ..
الفضلاء من الناس ، وأهل العلم والديانة ، والنصح والإرشاد .. لا يعرف فضلهم وقدرهم إلا من كان له وفرة في العقل ، وروعة في الخلق .. ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام يقول : ( ليس منَّا مَن لَم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه ) ..
وأدب المرء مع أهل العلم والفضل : عنوان سعادةٍ له وفلاح ، وقلة الأدب مع المصلحين عنوان شقاوة وبوار، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استُــجلب حرمان بمثل قلة الأدب مع العلم وأهله ، فذمهم وتنقصهم : ذم العلم الذي يحملونه ويبلغونه ، وتلك هي فرحة الشيطان وحزبه الجالبين بخيل باطلهم لإزالة الدين والخير من الأرض ..
ومن تعظيم العلم : تعظيم من يُـتَعلم منه ، ويؤخذ عنه العلم ، وإِنَّما النَّاس بِأعـلَامِهِم وعلمائِهِم وذوِي أَسنَانِهم ، والعاقل لا يذكرهم إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل . أما السباب والشتام ، والتنقص .. فتلك صناعة يجيدها كثير من الناس ..
وإنَّ المؤمن ليعجب مِنْ < نكرات الزمان > في عصرنا، ممن قلَّ بالله علمهم، وضعف في الدِّين فقههم، امتلأت قلوبهم على العلماء حقدًا وحسدًا، وامتلأت صدورهم على الدعاة غيظًا وغلاًّ، لم يقدروا عالمًا لعلمه، ولم يجلوا داعيةً لفضله، ولم يحفظوا لمصلح سابقته، ولَم يقيلوا لذي هيئة عثرته، ( سلم منهم أعداء الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ) ، ولم يسلم منهم علماء الشريعة ودعاة الحق العاملون المخلصون، وبدلاً من أنْ يـُـقدروا ، ويَـرفعوا من شأنهم ، ويلقوا دعاتهم بالبشر والسرور والتكريم، تلقَّوهم بالسخرية والتهكُّم، فكان الجزاء من جنس العمل ، تنقصوا من قدر الفضلاء ؛ فأنقص الله قدرهم ، أرادوا للعلماء خمول الذكر ، فجعلهم الله صفراً في الوجود ، وحسرةً في الحياة .. وتلك لوازم الانحراف والضلال ..
وأقول : إذا رأيت < الرجل النكرة > ، وتلك < الفتاة المتحذلقة !! > يطعنون في أهل العلم والفضل ؛ فاعلم أنهم على غير سبيل الجادة سلوكاً وعالماً وأدباً .. ومن علامات < المتعلمنة وأصحاب اللبرلة > ، وقيعتهم في رموز الأمة : نقداً وسباً وتجريحاً ، وتقليلاً من شأنهم ، والعلم الذي يحملونه .. < وتلك قاعــــــدةٌ مهمـــــــة فاحفظوها !! > ، وإشاعتُها قربةٌ ودِيانة ، وبها يسلم حمى الشريعة من كل عابثٍ وعابثة ..
وما أكثرهم في زمان قلة العلم ، وكثرة الجهل .. ظاهر الأمر النقد والبيان ، وحقيقة الحقيقة : الهوى ، وحب التصدر ، وتحطيم الشريعة في وجود حياة الناس ، وصولاً للعاعة دنيا زائلة .. ولكنَّ الله حسيبهم وطليبهم .. ومن رأى خاتمتهم وعيشة الضنك التي يحيونها حمد الله على هدايته ، وشكره على توفيقه وفضله ، ثبتنا الله وإياكم على صراطه المستقيم ، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
كتبه حسبةً ونصرةً للدين وأهله : حسن الحملي