تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟... صالح آل الشيخ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟... صالح آل الشيخ

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟
    وهل يكتفى في تسويغ الخلاف أن يقول به إمام من الأئمة ؟

    الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
    منقول

    السؤال: متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف، وهل يكتفى في تسويغ الخلاف أن يقول به إمام من الأئمة؟

    الجواب:
    هذه مسألة أصولية مشهورة، والجواب عليها أن الخلاف في المسائل ينقسم إلى قسمين:
    النوع الأول: خلاف فيما لم يرد به النص، في مسألة نازلة، اختلف العلماء فيها، فهذا الخلاف فيها سائغ إلا إذا كان هناك اتفاق من أكثر أهل العلم في ذلك فالذي يرى غير ما عليه الأكثر في المسألة النازلة له أن يعمل بما يرى أو يعتقد في ذلك في نفسه؛ لكن لأجل قول الأكثر في المسألة الاجتهادية فإنه لا يخالف الأكثر لأن الأكثر في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها، إنما هي تنزيل على الواقع هذا في الغالب أن لا يكون معه الصواب.
    فإذن النوع الأول من الخلاف خلاف في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها، وهذه يعذر بعضهم بعضا لأنها اجتهاد في تنزيل المسألة النازلة على النصوص.
    النوع الثاني: الخلاف في المسائل التي فيها دليل؛ لكن اختلف فيها العلماء نزع كل إلى جهة من الدليل، وبعضهم مثلا لم يقل بالدليل، قال بغيره؛ قال بقياس، قال برأيه، فهذا الخلاف في المسائل التي فيها دليل ينقسم إلى قسمين:
    الأول : خلاف ضعيف. والثاني : خلاف قوي.
    الأول أن يكون الخلاف الضعيف هو الذي يكون في مقابلة الدليل؛ يعني قال قياسا مع ظهور الدليل، لاحظ كلمة ظهور الدليل، يعني دلّ الدليل على المسألة بظهور أو بما هو أعظم من الظهور وهو النص، وقال طائفة من أهل العلم بخلاف ما دل عليه الدليل ظاهرا أو نصا فهذا لا شك أن هذا الخلاف يكون ضعيفا.
    الثاني أن يكون الخلاف قويا بحيث يكون أن تكون الأدلة متعارضة، قد يرجح هذا وقد يرجح هذا، فإنه حينئذ يكون الخلاف قويا، وإذا كان الخلاف قويا فإنه لا إنكار في مسائل الخلاف القوي.
    وأما إذا كان الخلاف ضعيفا فإنه ينكر في مسائل الخلاف الضعيف.
    أطلق بعض أهل العلم قاعدة وهي قولهم: لا إنكار في مسائل الخلاف. وهذا الإطلاق غلط؛ لأن المسائل الخلافية الصحابة بعضهم أنكر على بعض فيها، والتابعون أنكر بعضهم على بعض فيها.
    والمسائل الخلافية على التفصيل الذي ذكرته لك:
    • إذا كان الخلاف في مسألة لم يرد فيها الدليل فهذه تسمى المسائل الاجتهادية، هذا الخلاف سائغ.
    • والقسم الثاني أن يكون الخلاف في مسائل فيها الدليل وهي منقسمة إلى خلاف قوي وإلى خلاف ضعيف.

    مثلا من مسائل الخلاف القوي:
    مسألة زكاة الحلي الأدلة فيها مختلفة، وفهم الدليل أيضا مختلف بين أهل العلم، فهذه نقول الخلاف فيها قوي فلا إنكار، من زكى فقد تبع بعض أهل العلم، ومن لم يزك فقد تبع بعض أهل العلم، فلا حرج في ذلك ولا إنكار في هذه المسألة.
    كذلك مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة للمأموم، هل يقرأ المأموم أو لا يقرأ، الخلاف فيها قوي والأدلة متنازع فيها، وكلام الأئمة في من يقول كذا وفي من يقول كذا، والجمهور؛ جمهور الصحابة والتابعين، قول المحققين كشيخ الإسلام؛ بل كالإمام أحمد وشيخ الإسلام وابن القيم وجماعة أنه يتحمل الإمام عن المأموم، هذا يجعل المسألة فيها خلاف قوي فلا إنكار فيها كذلك.

    مثلا بعض المسائل التي يختلف فيها أهل العلم في هذا الزمن:
    مثل مثلا مسألة التصوير بالفيديو، بعضهم يجعله داخلا في التصوير فيمنعه، بعضهم لا يجعله داخلا في التصوير فلا يمنعه فهذا، المسألة فيها خلاف قوي، بعضهم يجيز وبعضهم لا يجيز، كذلك يلحق أو من هذه المسألة التي فيها الخلاف القوي بين أهل العلم مسألة التصوير الضوئي؛ لأن بعضهم أباحه، وبعض أهل العلم منعه، وهذا له حجة وهذا له حجة، واختلف فيه علماؤنا المعاصرون، مع أن الصحيح كما هو معلوم أنه لا يجوز ذلك لعموم الأدلة كما هو مبسوط في موضعه.

    المسائل التي فيها خلاف ضعيف كثيرة.
    وهذا نقول فيه لأجل أن ينتبه طالب العلم إلى ما ينكر فيه وما لا ينكر فيه، فمسائل ترى أهل العلم ما ينكرون فيها لأجل الخلاف القوي فيها، أحيانا ينكرون لأجل الخلاف أن يكون خلافا ضعيفا.
    مثل مسألة كشف المرأة لوجهها الخلاف فيها ضعيف وبعض أهل العلم يرى أن الخلاف فيها قوي لكن الصحيح أنه ضعيف لأن الحجة التي أدلى بها من أجاز ذلك ليست بوجيهة إلى آخر المسائل التي فيها..
    الخلاف ضعيف مثل المعازف، خلاف ابن حزم فيها شاذ وضعيف.
    كذلك إباحة النبيذ وما شابهه مما لا يسكر قليله، هذا معلوم الخلاف فيها لكن الخلاف فيها ضعيف.
    كذلك أكل لحم ذي الناب من السباع خلاف، خالف فيه أهل المدينة مالك ومن معه، غيره من الأئمة، ونقول الخلاف فيه ضعيف لوجود النص الواضح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخلاف ذلك.
    إلى ذلك من المسائل المعروفة.
    **********
    من سلسلة شرح كشف الشبهات - الشريط 16 (ابتداءا من الدقيقة 00:04:11)
    لتحميل الشريط بصيغة mp3 من هذا الرابط:

    http://download.media.islamway.net/l...at/kashf16.mp3

    *****
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    نحبكم في الله
    والله الموفق
    والحمد لله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟... صالح آل الشيخ

    نقل مفيد نافع، بارك الله فيكم
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟... صالح آل الشيخ

    بارك الله فيك على النقل .
    وللفائدة :
    قال ابن عبد البر حافظ المغرب والأندلس رحمه الله في التمهيد 4 / 169 ط المغربية ،وفي 12 / 275 ط هجر ( موسوعة شروح الموطأ ) : ذكر الأثرم ، قال سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل صلى يقوم وعليه جلود الثعالب أو غيرها من جلود الميتة المدبوغة ؟ فقال : إن كان لبسه وهو يتأول : "أيما إهاب دبغ فقد طهر". فلا بأس أن يُصلي خلفه. قيل له : فتراه أنت جائزا ؟ قال : لا ، نحن لا نراه جائزا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ". ولكنه إذا كان يتأول فلا بأس أن يصلي خلفه. فقيل له: كيف وهو مخطئ في تأويله ؟ فقال : وإن كان مخطئا في تأويله ، ليس من تأول كمن لا يتأول ثم قال : كل من تأول شيئا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه أو عن أحدهم فيذهب إليه، فلا بأس أن يصلي خلفه وإن قلنا نحن خلافه من وجه آخر؛ لأنه قد تأول قيل له : فإن من الناس من يقول : ليس جلد الثعالب بإهاب . فنفض يده وقال : ما أدري أي شيء هذا القول ، ثم قال أبو عبد الله : من تأول فلا بأس أن يصلي خلفه ، يعني : إذا كان تأويله له وجه في السنة.أهـ كلامه رحمه الله .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي رد: متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف ؟... صالح آل الشيخ

    السلام عليكم
    وفيكم بارك الله

    نرجوا من الإخوة ممن فتح الله عليهم من فقه في الدين أن يُثروا هذا الموضوع الهام لكي يثبت العلم ويتعلم المسلمون.

    والحمد لله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •