لا عجب < لكن العجب !! > ..


لا عجب أنْ يكتب واحدٌ أو واحدة ممن سلك سبيل مخالفة الدين ، ومنهج رب العالمين .. واختار طريق التحرر من مطالب شريعة الرحمة والعدل والسلام ، والانضباط والالتزام .. وذهب بعيداً عن إسلام الهداية والنجاة .. واختار حياة التقليد للغرب في علمانيته ولبراليته الخادعة ، لا في صناعته المؤثرة والغالبة ؛ فعاد محارباً لفضيلة الخير في الديانة المنجية < بلغة السخرية > التي يجيدُ كَـتْبَـها أقـــزامُ أهلِ الفــكرِ قبل كبار أدعيائه !! ..


لكنَّ العجب : ممن يُشار إليه ببنان القيادة والزعامة في تغيير واقع الأمة المتخاذل عن الاتباع ، ونُــصرة الشرع في تفعيل وجوده في قمة هرم التأثير أصله وفرعه .. والذي هو سر حياة الأمة المسلمة ، وعودة الريادة لها ، وبغير ذلك لن يكون لها بقاء تأثير ، ووجود انتصار وغلبة ..


والعجب الذي لا ينتهي تاريخه في رجب وغيره من الشهور : هو نقل كلام أهل التحرر الفاسد من < أغيلمة اللبرالية >، < وفتيات > هوى السلام العابث .. من بعض الكتاب الذين يقال : أنهم إسلاميون !! ينقلون تلك الكتابات الماجنة بالشريعة وأهلها استخفافاً وهمزاً ولمزاً .. مقرين لها لموافقتها لهوى في قلبوهم ، ومغالبة لخصوهم من إخوانهم الذين اختلفوا معهم في شيء من مسائل العلم والنظر ..


وحال هؤلاء كمن أراد أن يطهر نقطة نجاسة ، بسيلٍ من القاذورات المتعفنة !! فلا هو نصر الحق الذي يدعيه ، ولا هو حافظ على سلامة مكانته من زلل التمكين لأهل المحاربة للشريعة في دنيا المسلمين ..


ومما يقال نصحا لهؤلاء المنتصرين - وهماً - في المعارك الخاسرة : إنَّ نقل كلام الآخرين ، - ممن له لون النقد ظاهراً ، وحقيقته سـمٌ قاتل للمتلقي - .. له تأثير في قلوب أهل العلم ، فكيف بغيرهم من < الصِّفْرية !! > في العقيدة والشريعة .. ولهذا كان من المقرر عند أهل العلم : أن على الشاب المسلم في مرحلة الابتداء والتأسيس : أن يحذر مجالسة أهل البدع والأهواء ، < صيانةً لقلبهِ الصغير > من مرض الشبه والشهوات ..


والشبَهُ : خاطفة ونقالة عن الطريق القويم ، والمنهج المستقيم .. وقد نبه على ذلك الأصل أطباءُ القلوب والسلوك ، ومن لهم معرفة ودراية بمداخل الشيطان ، وأساليب الغاوية عنده .. ومن أقوالهم ونصحهم : ( إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فأرجه ، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه ، فإن الشاب على أول نشوؤه ) .
وقولهم : ( إن الشاب لينشأ ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم ، وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب ) .


وعقلاء العلماء : كانوا ينفرون من أهل الشبه ، ولا يسمعون منهم كلمةً حفاظــًا على صفاء معتقدهم وقلوبهم من لوثة المنحرفين فكراً واعتقاداً ، كما نـُـقِـلَ ذلك عن كثير من أئمة الدين والأثر ..


وكـمْ رأينا من شابٍ ، وطالبِ علمٍ دخل مناظراً لأهل الشبه ، ومع مرور الأيام أصبح واحداً منهم ، ومدافعــًا عن أباطيلهم ، وخرافاتهم ..


فالحذرَ الحذرَ - أيها المسلم – حفاظــًا على دينك وإسلامك وعقيدتك من هؤلاء الذين هم < نواب إبليس في الأرض > .. فإن صادفتَ واحداً منهم ؛ فأرفع صوتك قائلاً : < هذا فراق بيني وبينك !! > .. مردداً قوله عزّ وجلّ : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) .. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطاعتك ..


حسن الحملي ..