خامسا : المتابع لأخبار إسرائيل – وخصوصا في الفترة الأخيرة , يجد هذا الخوف والذل , ملموس واقعيا في سلوكياتهم وخططهم , على الرغم من تفوقهم في الجانب العسكري وبعض الجوانب الأخرى.
ومن صور هذا الخوف والذل ما يأتي :
1- فشل أجهزة الأمن الإسرائيلية ( الشرطة والجيش ) في منع عمليات المقاومة داخل العمق الإسرائيلي.
2- محاولة لتهدئة حالة الخوف والهلع والرهيبة التي يعيشها الشعب الإسرائيلي.
3- تشير تقارير دراسات حديثة إلى حالة الترهل والتسرب في الجيش الإسرائيلي , وانه تم تسجيل ما لا يقل عن (4500 ) حالة فرار وتهرب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي. ( [1] )
4- بناء الجدار العازل : - لماذا ؟ لجعله وسيلة تشعرهم بالأمان المؤقت على الأقل .
5- أشارت تقارير إخبارية إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد إطالة الحرب على غزة , لان الإطالة في هذه الحملة تدخل الشعب الإسرائيلي في هيجان ضد حكومتهم , نتيجة سيطرة الرعب والخوف على المجتمع الإسرائيلي , والتي بلغ ما يقارب 80% من الشعب اليهودي .
وقد وصف القرآن الكريم الشخصية اليهودية بقوله تعالى : (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فسادا في الأرض )).
هذا مع جبل عليه اليهود من خوف وهلع , فاليهود ليسوا أبطالا ولا شجعانا ولا مقاتلين ولا محاربين , ومع هذا وذاك فهم حريصون على الحرب والقتال , فكيف هذا التعبير القرآني عجيب .. كاشف.. معجز ( أوقدوا نارا للحرب )... ليسوا محاربين , لكنهم يوقدون نار الحرب ويشعلون المعارك , وهم مستمرون في هذا ومتواصلون عليه مخططون له , والذي يوقد للحرب ليس بالمحارب فيها , انه يوقد الحرب لغيره ليكون غيره وقودا لها , وهو يتفرج عليه , يجمع العيدان والحطب , ويقوم بإشعال النار , وكلما ضعفت النار يضع فيها حطبا جديدا , والحطب بجانبه والنار أمامه , ومهمته هي إشعال النار بمزيد من الحطب , وهكذا اليهود في تعاملهم مع الحروب والمعارك ([2])
أشارت تقارير من خبراء عسكريين , أن اكبر نقطة ضعف في الجيش الإسرائيلي هي خوفهم من القتل والأسر في صفوف الجيش , وذلك لان المعنويات لدى الأفراد تنهار بأسرع وقت ممكن , وعلى هذا فان الحكومة الإسرائيلية أثناء حروبها تسعى إلى التكتيم الإعلامي , وسرية المعلومات خصوصا على مؤسسة الجيش أثناء الحرب , بل يحاول الجيش الإسرائيلي إخفاء الخسائر الحقيقية في الجيش .
إذا حقيقة هؤلاء هي الخوف .. الجبن .. الذلة , وإذا وجد الرجال المؤمنون .. الشجعان .. أصحاب العقيدة الصلبة , فإنهم قادرين على فضح هؤلاء , وإيقاف جرمهم , وانظر إلى صمود المقاومة :
فالكل يعلم أن إسرائيل تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة , جوية .. بحرية .. برية , وتعد من الدول الأكثر جاهزية , قتالية مواكبة لأحدث الاختراعات العسكرية , وعلى الرغم من هذا إلا أن المجاهدين الابطال, استطاعو بفضل الله توجيه ضربات موجعة لإسرائيل خلال المواجهات الأخيرة .
وتفاجئه إسرائيل واندهشت بصمود هذه المقاومة وبسالتها , وحنكة وشجاعة رجالها مما جعلها تجر أذيال الخيبة والفشل في القضاء على المقاومة , مع أنها متفوقة عسكريا .. واقتصاديا .. وإعلاميا .. على المقاومة بما لا يدع مجال للمقارنة , بين الطرفين .
وإسرائيل اليوم تعي تماما أن رجال المقاومة الإسلامية يعتبرون كابوسا جاثم على قلوبهم , وأنهم يضعون ألف ألف اعتبار للمجاهدين , أكثر مما يضعون الاعتبار لبقية الجيوش العربية .
فانظروا أيها المؤمنون ... مع أن المقاومة محاصرة حتى من العرب والمسلمين , بل ويتآمرون عليها صباح مساء فكيف لو تم فتح الحدود ؟ ! كيف لو دعمت المقاومة بالمال والرجال والسلاح ؟! لا شك أن النتيجة ستكون معروفة ولا تستطيع إسرائيل أن تصمد في وجه هذه المقاومة أبدا وستجر أذيال الخيبة والخسران .
ولتعلم أخي .. أنه لا ينهض بالأمة إلا رجال امتلأت قلوبهم بعظمة هذا الدين , واعتزوا بإسلامهم على كل باطل , وآن للأمة أن تنهض , وتنفض يدها من كل مخذول مثبط , وبخاصة من ابتليت بهم من الحكام العملاء , الذين لا يعرفون إلا الذلة والتنازلات المريرة .



[1] - فلسطين دراسات منهجية ص 238

[2]- فلسطين المسلمة / العدد 10 / 1999م