فائدتان للمصلح في قِصَّةِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَالسَّاحِرِ وَالرَّاهِبِ وَالْغُلَامِ
وفيه : ( فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ... ).

ـ إن حيرة الغلام وطلبه شيئا واضحا ليحسم أمر الحق والباطل ... سبب هذه الحيرة هو علو الباطل حتى أصبح فاعل الحق يخاف على نفسه ، بل يضطرب في فعله هل هو سائر في طريق صحيح ، فإنه ليس معه أحد ، بل من معهم الحق يسرون به ويخشون على أنفسهم من بطش الظالمين بهم ..

وسط كل هذا الظلام يخرج أناس يقومون على الأمر ولا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ثابتون على مبدئهم .. يطلبون من الله العون والثبات والتأييد ... بعد أن عجز الكثيرون عن المضي معهم في هذا الطريق ...

ـ ولننظر تحركات الغلام الأولى بحرية تامة بين الناس .. ولكن عندما فتح الله عليه وثبت وحمل الأمر بجد وحرص بل وأخبره معلمه أنه قد أصبح أفضل منه فسيضيق عليه ويسبتلى .. وهذا هو سنة الله في المصلحين لا يلتفت إليهم في بداية طريقهم ، لكن عند علو شأنهم ونشر عملهم وفهم الناس له .. فلا بد من التضييق عليهم ...