تحطــــيمُ الرمــــوز ..
الأمــمُ الناجحةُ في تاريخها القديم والجديد .. فـخـــرها في بناء حضرتها ونجاحها على تاريخ قديم عظيم ، وواقع ينبض حركـــةً وعملًا وإخلاصـــًا لإعادة عزتها الماضية ، ووجودها المؤثر في عالم الحياة ..
وكــلُّ أمةٍ عظيمةٍ : لها علماؤها ، وقادتها ، وأبطالها .. الذين أرسوا دعائم قوتها ، وكانوا بناةً في تقدمها العلمي ، وفي تنـشئة أجيالها على العلم والعمل ..
وحضارةُ الإسلام : زاخرةٌ بأمم ورجال ونساء ، هم قدوةُ الصلاحِ والنجاحِ ، والحياة الفاعلة لكلِّ خيرٍ وسعادة ..
وهؤلاء الفضلاء : واجبُ الدينِ ، والخلق المتين .. على من جاء بعدهم : أنْ يشكر سعيهم ، وينشر فضلهم ، ويكونوا فخــــرًا له في حلِّـــه وترحاله ..
وذلك الخير القديم : له سلسلة إسنادٍ مشرقٍ في واقع الحياة .. فهنا أمةٌ من الناس نشرت فضلَ علــمِــها في العالمين ، بعــدَ جهدِ سنين في التحصيل للمعارف العلمية ، والأخلاق الفاضلة الجلية .. فعادت بذلك الخير على أمتها : إرشادًا وتعليمــًا ونصحـــًا ..
وهؤلاء الرموز والأعلام : وَجَبَ ديانةً : أن تكون لهم مكانة في الاحترام والتقدير ، والدفاعُ والذبُّ عنهم دِفاعٌ عن الشريعة الغراء ؛ إذ تحطيمُ نقلِتها تحطيمٌ لها !! ..
وهذا الخلق المشين سبيل ( أهل العلمنة ) الذين يحملون غِشَّـــــًا للإسلام وأهله .. فَـمِــن مسالكهم الرديئة : التنقص والتهوين من شأن العلم وأهله ؛ وصولًا لتحقيق أغراضهم الفاسدة في إزاحة الشريعة من واقع المسلمين ..
والتربيةُ الصحيحة : أن نـــُعلـِّـم الناسَ احترامَ أهلِ العلم والفضل الذين غلب خيرهم ، وانتشر فضلهم ، وصلاحهم ، وتأثيرهم في حياة الناس .. أما أخطائهم فتغمس في بحر حسناتهم ..
والنقد له ضوابط ، وأصولٌ ، فمن أهمها : تحصيلُ علم عاصمٍ ، وحُسُنُ قصدٍ لازمٍ .. من متمكن يريد إعادةَ حياةِ الأمة اتباعــًا لكتاب ربها تعالى ، وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام ، ونصرًا وتمكينـــًا لهــذا الدين في جميـــــع شؤون الحياة ..
فإذا وجد الإسلامُ بثباته وشموله في رأس هرم التأثير ، وأصله وفرعه !! ؛ عاد للأمة عـــزُها، وريادتها ، وتمكينها .. والله الموفق لا رب سواه ..


حسن الحملي ..