الأمراض والعلل الحسية تعالج بالعلاجات الحسية . والأمراض والعلل الغير حسية ( السحر والمس والعين ) تعالج بالرقى والدعاء وبعلاجات غيبية .

قال العلامة أبو العباس القرطبي وهو من علماء القرن السادس الهجري ( 578 ه / 656 ه ) في المفهم في شرح صحيح مسلم ج 4:

(( قلت : ويتأيد هذا بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك)) ،
و(( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )).

قال بعض علمائنا : أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جميع ضروب المعاناة القياسيِّة ،
وذلك : أن العلل منها ما يكون مفهوم السبب ، ومنها ما لا يكون كذلك .
فالأول :
كغلبة أحد الأخلاط التي هي : الدم ، والبلغم ، والصفراء ، والسَّوداء . فمعالجة ذلك باستفراغ ذلك الامتلاء بما يليق به من تلك الأمور المذكورات في الحديث .

فمنها ما يستفرغ بإخراج الدَّم بالشَّرط ، وفي معناه : الفصد ، والبطُّ ، والعلق .

ومنها ما يستفرغ بالعسل وما في معناه من الأدوية المسهِّلة .

ومنها ما يستفرغ بالكي ؛ فإنه يجفف رطوبات موضع المرض ، وهو آخر الطبِّ .

وأما ما كان من العلل عن ضعف قوة من القوى ،
فعلاجه بما يقوي تلك القوة من الأشربة . ومن أنفعها في ذلك : العسل إذا استعمل على وجهه .

الثاني :
وأما ما كان من العلل غير مفهوم السبب ،
فكالسِّحر ، والعين ، ونظرة الجن ، فعلاجه بالرُّقى ، والكلام الحسن ، وأنواع من الخواص مغيبة السِّرِّ.