المسلمون والصواريخ
الحق يقال أن المسلمين سبقوا الغرب فى إبتكار الصواريخ بأشواط عديدة فهم أول من قام ببيان تركيبة البارود المندفع. فلا شك ان الصواريخ ظهرت في الصين في البداية لكن استعمالها كسلاح حربي لم يظهر بشكل فاعل.

وقد قدم العالم المسلم ” حسن الرماح في كتابه الشهير في العلوم العسكرية والمدعو ” الفروسية والمكائد الحربية ” (كتب تقريباً عام 1275) شرحاً وافياً للعديد من الصواريخ الطائرة وحساب كمية الوقود اللازمة بالنسبة لوزن كل صاروخ. وكذلك في كتابه “نهاية السؤل والأمنية في تعلم أعمال الفروسية”.

ولقد شاهد أمراء وقادة الحملة الصليبية السابعة صواريخ الرماح وهى تنهمر عليهم من السماء كما ذكر مؤرخوهم.

وكذلك كتاب ابن ارنبغا الزردكاش الشهير والمسمى “الأنيق في المنجنيق” الخبير والقائد العسكري الأيوبي وكذلك “كتاب الحيل في الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب” وهو خاص بالمدافع والقنابل والأسهم النارية وقد كتبه القائد التركي الألمعي علاء الدين طيبغا العمري الساقي المالكي الناصر وقد نسخ الكتاب عام 1356 (مكتبة قصر طوب قابي).


وترجع تسمية الصواريخ بهذا الاسم الى صوتها الصارخ اثناء الانطلاق، فنجد أن بعض المخطوطات تسميها صارخ وبعضها يسميها طارات من الطيران، بينما يسمي حسن الرماح الصاروخ في مخطوطه ” الطيار” من الطيران.


صاروخ من رسم ابن ارنبغا الزردكاش


وقد استعمل العثمانيون الصواريخ لاحقاً فقد ورد أن السلطان الفاتح قد استعمل “في حصار أشكودرا ، بالونات وصواريخ حريق، و11 مدفعا ضخماً جداً ، وصواريخ طيّارة تنفجر في المكان الذي تمسه”.


قال أحد المؤرخين الفرنسيين معلقاً على صناعة الصواريخ في العهد العثماني ويدعى Beniot Mechin : “إن الأشكال البدائية لأسلحة V-1 و V-2 صُنعت من قبل محمد الفاتح” ، وصواريخ V-1 و V-2 تعتبر أول صواريخ بعيدة المدى في التاريخ وصُنعت على يد النازية في القرن الماضي.


أما في الأندلس فقد ساهمت المدفعية والصواريخ في هزيمة وتشتيت الجيوش النصرانية في العديد من المعاركة أهمها Baza 1325- Alicante 1331 – Algejiras and Crecy 1342. وكانت هذه المعارك هي الدافع الأساس للاسبان للتعرف على المدفعية والبارود.


وقد استعمل لاغري حسن شلبي صاروخاً للطيران الى الفضاء وكان صاروخه يحوي 7 أجنحة وقد حط على الماء بنفس الطريقة المعتمدة اليوم لانزال المركبات الفضائية على سطح الماء.

وحين حاول الانكليز احتلال الهند جابههم المسلمون مجابهة شديدة في عدة فترات زمنية وفي الكثير من المعارك. ومن الملفت في تلك المعارك استخدام المسلمين للصواريخ ضد القوات الانكليزية مما فاجأ الإنكليز وكبدهم خسائر فادحة. وقد تخصصت سلطنة ميسور بهذه الصواريخ فكان جيشها يحوي فرقاً خاصة لاطلاق الصواريخ التي تنسب اليها (الصواريخ الميسورية) وقد كلفت الانكليز خسائر فادحة بل خسائر عدد من المعارك والحملات. وحصل الانكليز على اعداد كبيرة من تلك الصواريخ بعد انهاء الحرب مع ميسور واحتلالها وبناءاً عليها قاموا بتصميم الصواريخ الكونغريف.

الصواريخ الميسورية تنهمر على الانكليز


المصادر
زيغريد هونكة شمس الله تسطع على الغرب.
جوستاف لوبون: حضارة العرب.
يلماز أوزوتونا : تاريخ الدولة العثمانية.
أرسلان ترزيوغلو : “المحاولات الأولى للطيران، الآلات الميكانيكية، الغواصات وتكنولوجيا الصواريخ في التاريخ التركي” مقال منشور في “الأتراك”، أنقرة 2002، ص804-810.
موقع رجال المجد الضائع