مذاهب الأمس ..


مذاهب الأمس لها وجود مُفعل في عالم اليوم !! فلا يحسن فقه دراية صد عاديات المذاهب العقدية والفكرية والروحية الحديثة .. إلا بدراسة أصول التقعيد والتفريع عند المفترع الأول لتلك الإحداثات والبدع ..


فالأشعرية والماتريدية والمتكلمة .. لهم وجود ، والرفض والرافضة ، والخوارج ، لهم وجود ، وخرافة التصوف ومحاربة الدين بالإلحاد لهم وجود ، والمعتزلة لهم من يمثلهم بإحياء كتبهم وفكرهم ..


ومن أهم من يبعث فكرهم بصياغة عصرية ، هم دعاة العصرنة والتجديد .. فلا يكون إحكامٌ لدراسة طرحهم ورؤاهم إلا بدارسة الأصل الذي ينزعون منه .. ويقلدونهم دون دراية لخباياهم وحقيقتهم في كثير من الأحوال ..


بل العلمانية العصرية في تفسيرها للإسلام : إنما هي عالة على نتاج المعتزلة القديم ، وفكر الحداثة العقلي كما يزعمون هو نتاج الاستمداد من المدارسة العقلية القديمة ..


والباطنية الحديثة تنشط في بعث كتبها القديمة ، ومطبوعاتهم اللبنانية لها إحياء منذ زمن بعيد وقريب ..


فطرد قول : إلغاء النظر في القديم مزلة استعجال تكون صادمة للباحث عند التخصص في دراسة المذاهب الحادثة ..


والجادة لمن تخصص في كشف عبث المتجددين والمبددين المعاصرين ،فكراً وعقيدة وسلوكاً : هو دراسة كل ماله صلة بنقده للمتأخر بالنظر إلى أصله القديم الذي يستمد منه طرحه وفكره وتأصيله ..


والاستقراء الجاد مخبر عن علم وتمكن في ذلك النقد الكاشف لعبث المنقود من هؤلاء المتطفلين ، وغيرهم من الساعين خبثاً في هدم الديانة عقيدة وشريعة .. ورأس القلم ، ونُــتَـفُ الأخذِ من سُلالة الاختصار : لا توجد دفاعـاً صادقاً عن الحقيقة والصواب .. والله الموفق ..

حسن بن محمد الحملي.